أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فادي عرودكي - من قيرغيزستان إلى ساحل العاج مرورا بتونس .. جيفارا لم يمت!














المزيد.....

من قيرغيزستان إلى ساحل العاج مرورا بتونس .. جيفارا لم يمت!


فادي عرودكي

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 10:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يتساءل البعض أحيانا ما دخل كاتب هذه السطور بقضايا تحدث في دول بالكاد سمع البعض بها أو لا تمت لنا نحن العرب بصلة تذكر، كقيرغيزستان مثلا أو ساحل العاج أو الهندوراس وغيرها من الدول. وللإجابة على هذا السؤال، يجب بداية النظر إلى الدافع الذي يجعل كاتب هذه السطور يدلي بدلوه في القضايا ذات الصلة، وحينها يمكن فهم الأسباب الدافعة إلى حشر أنفه في القضايا التي تبدو للوهلة الأولى غير ذات صلة.
ولفهم ذلك، سأستعرض القضية الفلسطينية كقضية كلاسيكية تعتبر أولى أولويات الكاتب في أجندته، وهي قضية ربما تعتبر أقل القضايا جدلا من حيث المبدأ والأكثر إجماعا عربيا بشكل عام، وبين القراء المتابعين للكاتب بشكل خاص. إذاً دعونا نتساءل عن السبب الدافع لدعم هذه القضية؟ هل هو سبب عنصري مدفوع بإيمان بفوقية العرق العربي على غيره؟ أعتقد أن الجميع يتفق على عدم صحة هذه الفرضية وللكاتب كتابات تعرّي قبح هذه الفكرة. أم هو سبب عنصري مدفوع ببغض لليهود وكل ما يتعلق بهم (فيما جرى العادة على تسميته عالميا بمعاداة السامية)؟ أيضا يمكن دحض هذه الفكرة بسهولة وموقف الكاتب من حق الإنسان باعتناق أي دين أو عدم اعتناق أي دين واضح، والكاتب استنكر في كتابات له المحرقة اليهودية بالمبدأ (بغض النظر عن تفاصيلها وحقيقة الأرقام الواردة في هذا الموضوع). هل دعم القضية الفلسطينية نابع عن مصلحة معينة يجنيها الكاتب؟ أيضا هذا احتمال غير وارد فالكاتب حقيقة لا يجني غير وجع الرأس بالحد الأدنى من هذا الأمر خاصة وأنه يعيش في الولايات المتحدة. أم أن دعم القضية نابع من هوى شخصيٍّ غير مدفوع بسبب حقيقي؟ وهذا أيضا مدحوض لما سأذكره تاليا.
إن دعم القضية الفلسطينية بهذه الشراسة أساسه سبب وحيد لا ثاني له، ألا وهو الرغبة في نصرة الحق والتغلب على الظلم وإرجاع الحقوق إلى أهلها ورفع راية العدل. هذا هو التفسير الوحيد الذي يجعل كاتب هذه السطور، وكل شريف في هذا العالم، داعما للقضية الفلسطينية وأحقية الفلسطينيين بأرضهم وإقامة كيانهم على ترابهم. إنها قصة الخير والشر مجددا، قصة شعب مظلوم جُرِّد من حقوقه وأُخْرِجَ من أرضه وقُتِّل أبناؤه ورُمِّلت نساؤه وتكالب الكون بأسره عليه باخسا حقه. قضية كهذه لا تحتمل من إنسان سويّ على دراية بتفاصيلها إلا أن يدعمها، لأنها قضية إنسانية بالمقام الأول، ولا شك أن بُعدَها العربي الإسلامي يعطيها طابعا أكثر خصوصية لأبناء هاتين الأمّتَيْن المتداخلتيْن.
وللأسباب أعلاه، رَأَيْنا شخصا كتشي جيفارا يقف مناصرا لعدالة القضية الفلسطينية. لا شك أن أيديولوجية جيفارا الشيوعية ودعم أميركا الرأسمالية للكيان الصهيوني ساهما في قولبة موقف جيفارا بهذا الإطار، ولكن أليس صراع جيفارا مع الإمبريالية الرأسمالية الأميركية-الغربية كانت تحت عنوان نصرة الشعوب المظلومة، ولم تكن القضية الفلسطينية في وجهة نظره إلا حلقة ضمن صراع الخير والشر؟ قد نختلف مع جيفارا وفكره، بل إن كاتب هذه السطور يمقت الأساليب التي استخدمها جيفارا في "نضاله" ناهيك عن خلافه الجذري مع الأيديولوجية الشيوعية ونسختها التسويقية المخففة الأيديولوجية الإشتراكية لأسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا، ولكن يتفق الكثيرون ومنهم الكاتب بأن جيفارا ناضل بإخلاص لأجل قضية تحرير الشعوب من الظلم الذي كان يحيق بهم، وضحّى في نهاية المطاف بروحه نفسها فداء لمبادئه وشعار ثورته المحقّ برأيي.
وعودة إلى موضوع هذا المقال، من المنطلقات أعلاه، من مبدأ رفع راية العدل والحق وحرية الشعوب في اختيار مصيرها بوجه الظلم والاستبداد والعبودية، يتخذ كاتب هذه السطور مواقفه من شتى القضايا وفي تحديد القضايا التي تستحق المناصرة. من هذا المنطلق يكتب كاتب هذه السطور مواجها العربدة الصهيونية في المنطقة وبالأخص فلسطين، ويكتب مواجها استبداد الأنظمة العربية لشعوبها المغلوب على أمرها والتي لم تعد تملك سوى أن تهتف بحياة الحاكم وابن الحاكم وكلب الحاكم وربما سروال الحاكم الداخلي! ومن هذا المنطلق نفسه يضع الكاتب أنفه في قضايا قد تبدو غريبة على القارئ، ولكنها في صلب النهج الإنساني العالمي المواجه للطغيان أنى كان. لهذا سُرَّ الكاتب بالثورة القيرغيزية التي أطاحت بنظام الديكتاتور باكييف، وسُرَّ بإطلاق سراح المناضلة الميانيمارية في سبيل الحرية سان سو تشي، وندّد بقيام الرئيس العاجي غباغبو بسلب الحكم وإلغاء نتائج الانتخابات الممثلة لرغبة الشعب (بغض النظر عن كون ما يجري هو صراع نفوذ دولي .. فإرادة الشعب وحقوق الإنسان هي ما تعنينا الآن).
ومن هذا المنطلق، لا أستطيع إلا أن أحيي وأقف وقفة إجلال وإكبار لنضال الشعب التونسي الأبي وثورته المباركة على النظام الديكتاتوري الإقطاعي الحاكم هناك آملا لهذه الثورة السلمية الشعبية أن تحقق المأمول وتسقط الحكم اللاشرعي القائم هناك ليحلّ محلّه حكم عروبي يحترم الإرادة الشعبية ويعيد تونس إلى موقعها العروبي القومي، ويعيد لشعبها حرياتهم المنتهكة وإرادتهم المسلوبة. حسبهم أن من قال: إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر، هو ابن تونس الخضراء نفسها!
إن كان جيفارا قد حمل السلاح في ثورته ضد الظلم والطغيان لإعادة حقوق الشعوب المنتهكة، فإننا ما زلنا ثوريين وإلى النخاع، وإن كنا لا نحبّذ استخدام السلاح (أو إساءة استخدامه على طريقة جيفارا العشوائية في ثوريته) إلا أننا ثوّار ضد الظلم أنى كان، وإن مات الرمز جيفارا، فإن الفكرة لا تموت طالما أن قصة صراع الخير مع الشر باقية بقاء هذا الكون. وسنبقى نردد كلمات تشي جيفارا التي ردّدها عندما غادر كوبا ليستأنف نشاطه الثوري: "إلى حين تحقيق النصر."* أو كلمات من هو خير من جيفارا، الصحابي عبد الله بن رواحة الذي قال: "إما ظهور وإما شهادة".
* ترجمة عن جملته بالإسبانية: Hasta La Victoria Siempre



#فادي_عرودكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فادي عرودكي - من قيرغيزستان إلى ساحل العاج مرورا بتونس .. جيفارا لم يمت!