أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - منال نصر الله - الأقليات الدينية والعرقية ترسم خارطة جديدة للعالم العربي















المزيد.....

الأقليات الدينية والعرقية ترسم خارطة جديدة للعالم العربي


منال نصر الله

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 19:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تتوالى علينا كشعوب ومواطنين في الدول الناطقة بالعربية حادثة تلو حادثة، وكل صعقة أقوى من قبلها، حيث تزداد أعداد الأمهات الثكلى والأرامل والأيتام والأسر المنكوبة. وهذا يتم بأفعال إجرامية تأخذ مسميات عدة وكل حسب فكره ومقدار كرهه للمقابل، ويحمل احدنا الأخر المسؤولية على هذه الأفعال، مع نسيان الأمور الرئيسية التي تسير بمجتمعاتنا نحو الاسوء ودون أن نشعر.
ولا ارجع للماضي البعيد لأحمله عيوبنا كبشر يجب أن يخطط حياته التي يعيشها هو، وبرغبته هو، وحسب متطلبات عصره، لا كما يخطط له رجال الدين الدجالين، الذين بدؤوا يتطاولون على مقدراتنا فأصبحنا كأعجاز نخل خاوية، يدفع بنا صفير الجهل إلى حافة الهاوية يوما بعد يوم. نرجع إلى عهد تعدد الأحزاب في بلداننا، حين كان كل حزب يقوم بواجبه نحو مجتمعه بصدق وبروح منافسة علنية بعيد عن الكيد وافتعال الأزمات للصيد في الماء العكر، حيث كان لكل حزب ثقله في اتخاذ القرارات المصيرية التي تخص جميع أفراد المجتمع دون التمييز. لم يعد هذا موجودا وفرغت الساحة السياسية للأحزاب الدينية التي بدأت تهتك بعقولنا قبل كل شيء. إن سبب استسلام وخضوع الشريحة المهمة في مجتمعاتنا وهم الشبيبة لدجل الأديان، يرجع إلى عدم وجود مؤسسات حكومية تعمل لصالح هذه الفئة النشطة، والتي هي النواة لبناء مجتمع متحضر.
المتابع للأوضاع السياسية في العالم " كله "، ولكي لا ندخل في نظريات المؤامرة نقول العالم كله، نرى أن الصوت اليمين وخاصة اليمين المتطرف بدأ بالصعود، وخاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت القطب الأوحد الذي كان على رأس العالم، لفترة ليست بقصيرة. ويبدو أن هذه الفترة التي استفرد خلالها الولايات المتحد الأمريكية، بالتحكم بجميع المنظمات العالمية وأهمها الأمم المتحدة وملحقاتها من منظمات اليونيسيف واليونسكو وما تسمى بالإغاثة، وكذلك الجيوش الأممية التي تسمى الناتو. أدت إلى تردي أحوال البشر في دول العالم قاطبة، والدول الأفريقية والأسيوية، والدول العربية بشكل خاص إلى أسوء الحال.
الآن وبعد التراجع السياسي الذي تشهده أمريكا على اثر التراجع الاقتصادي نلاحظ، عدم الوضوح في إعادة السياسة العالمية إلى وضع الاستقرار مرة أخرى. وظهر أشكال سياسية هلامية لدول تريد إما إن ترجع هيبتها السياسية التي انتزعتها أمريكا لفترة أو إن هذه الدول فعلا انتهزت فرصة انشغال أمريكا بغزواتها العقيمة، ولعبها بنار الإرهاب التي حرقت أصابعها أخيراً، فحصل ما حصل من أزمة عملة الدولار، ومثال على هذين الحالتين هو روسيا والصين على التوالي، وأكيد هناك محاولات لبعض الدول الغربية لأخذ دور الريادة أيضا، لكن الأزمة أثرت عليهم لارتباط معاملاتهم التجارية بشكل مباشر مع الاستثمار الحربي الأمريكي الفاشل.
أكيد أن هذه الأوضاع السياسية العالمية غير المستقرة، أثرت بشكل مباشر على المواطن العربي الذي هو في دائرة هذا المقال. لأسباب أهمها هو خوف الحكام العرب على كراسيهم، ولا نفرغ ساحة رجال الدين الذين لا يمكن بأي حال أن يضحوا بجنة عدن التي هم يتمتعون فيها، من ترف والكلمة العليا التي تمرر على اكبر منصب في الدولة وهو الحاكم. حيث إن المواطن المحصور بين مطرقة الحكومة وسندان رجال الدين، لا يشعر إلا ويجد نفسه ضعيفا فقيرا لا حول له ولا قوة يستنجد بالمولى ليرزقه من الطيبات والوظيفة وتكوين العائلة وامتلاك سيارة ( العيشة الكريمة )، التي يجب على من في الأرض أن توفرها له وليس من هو في السماء.
الحكومات لا تريد أن تصرف قرشا من إيرادات الدولة على سكانها. ولا داعي لأن ندخل في المتاهات لإثبات أن أموال الدولة تذهب للغرب، وجيوب فراعنة وبارون العصر، لأن حادثة الوكيليكس مازالت بيننا فهذا الموقع يهدد الحكام ورجال الدين على حد سواء لاستنزاف أموالهم، وهذا التشهير بهم يتم على مراحل، فكما ذكر مؤسس الموقع إن ما نشر هو 25% والخافي أعظم، وهذا الخافي سيستنزف جيوب المحنطين من الحكام العرب المفتوحة على أموال الشعب، وإلا سيخرجون بفضائح لا تستقر لها السماء، والمشكلة هي أن تنزل الحد بحقهم، وهو الرجم. وكذلك لا ننسى أن خارطة تقسيم الغنائم بعد الحرب العالمية الثانية مازالت باقية، لكن بعض الدول بدأت تبيع حصصها من تلك الغنائم، أم يحسب البعض أن الدول العربية قد استقلت! هذا يعني أنهم مازالوا يستحقون أموال الشعب العربي.
من الشرح السابق، نستطيع أن نفهم كيف يفكر الشعب العربي، وكيف يتزمت برأيه الديني، وكيف يقدس من يأكل قوته وقوت عياله بدم بارد، وكيف يُسير بالشعارات القومية مرة وبالدينية مرة، وحسب مقتضى الأمر. كنا قد فرحنا بصحوة الشعب التونسي، فلم تكتمل فرحتنا، فالشباب المغرر بالأديان، بعضهم يفجر نفسه ومعه الأرواح البريئة ليحصل على اقل ما يمكن من حقوقه، في الجنة الموعودة، التي هي من واجبات الدولة إن توفرها له، وهو المأكل، والمشرب، وممارسة حياته العاطفية. والبعض الأخر يريد بناء المزيد من دور العبادة، لان مقابله يفعل ذلك بحرية ودون قيود، ولا يهمه أن كان صاحبه على خطأ، ولا يهمه أن كانت تلك الأبنية تستنزف قوت الشعب. هذا التشويه والتسطيح، الذي يتعرض له عقول الشباب ينسيهم أن يطالبوا حكامهم، بمطاليب حقيقية تحل مشاكلهم جذريا، كبناء المجتمع المدني، وتعديل الدساتير لصالحه، وان يلغى فقرة القومية والديانة من بطاقاتنا التعريفية، وإعطاء الشعب حقوقه بتوفير فرص العمل، وتوفير وسائل الراحة، وبناء المرافق الترفيهية للأسر للتسلية والابتعاد عن الأجواء المشحونة. والكل يعرف أن شعوبنا لا هو متدين بشكل صحيح ولا هو متحضر بشكل صحيح، لان حكامنا السياسيون والروحيون يريدون لنا هذا المسوح الفكري، لكي لا يميز بين الذي ينفعنا والذي يضرنا.
لقد قرأت الكثير من المقالات، على موقعنا الغالي الحوار المتمدن، التي حاولت وضع النقاط على الحروف، ليعلم الشعب المغلوب على أمره أن التاريخ لا يمكن له، أو لا ينبغي أن يخطط لنا المستقبل، إنما يمكن ان نستخلص من عبره التي تتماشى مع الحياة العصرية لا أكثر. وإن أراد الفرد فليعبد ربه في بيته او دور العبادة، مع الأسف فان هناك مداخلات من بعض المتشددين تأتي لتصب الزيت على النار، ولا يمكن ان نلوم أصحابها، لان حياتنا تشربت بماء التعصب. لكن هذا النفر لا يعرفون ان رحى الحرب الأهلية إذا بدأت بدورانها، لن تطحن إلا الإنسان العادي وتبقى رؤوس الطواغيت في مكانها لتدبر لجولة جديدة من المفاوضات بعد الدرس الذي لقن به صاحبه في الشارع بدماء الأبرياء. وكما نلاحظ ان الكثير منهم يتقبل الحوار المنتج الذي يؤدي إلى تنوير قلوبنا وعقولنا.
هنا أقول عيب التعصب يقع على جميع الإطراف الحكومات ورجال الدين بالدرجة الأولى ثم على المواطن، هناك مادة تدرس في مدارسنا، تسمى بالتربية الدينية، وهي بالحقيقة تربية إسلامية فقط. لقد اختلطنا كمواطنين كنا نسكن في رقعة جغرافية تسمى بالوطن العربي، أغلبيتهم من المسلمين، والعرب، وهذين الآخرين متلازمين، لان إذا ضاع احدهما يضيع الأخر. وبهذا يتكون لنا أجواء تعصب من الأغلبية. علاوة على ذلك لم اسمع طول فترة حياتي، التي هي ليست بقصير أن أحدا من رجال الدين غير المسلمين قد سأل أو حاول أن يسأل الحكومات أن تدرس دينهم جنبا بجنب مع الدين الإسلامي على الأقل في العراق ولا ادري أن حصل في غيره من الدول، وهذه المسألة لا تنطبق على القوميات. وهذا قصور يؤخذ على الأديان غير الإسلام. بالنسبة لي لم اسمع عن مبادئ الأديان غير الإسلام إلى أن وصلت المرحلة الجامعية. لان في المدينة الصغيرة التي كنت اسكنها وقبل الذهاب إلى العاصمة لم أتجرأ أن اسأل إحدى صديقاتي، اللاتي كن من عوائل تعتنق المسيحية ، المندائية والعلي الهي. لأنه كان معيبا أن أتدخل في ديانة غير ولم ادرسها في المنهج الدراسي، فكنت اسمع القليل من والداي دون التوسع في هذا الأمر. هذا الجهل بالأصحاب والجيران المختلفين معنا في الدين، كما اعتقد هيأ الأرضية للتعصب الموجود حاليا. حيث أقصي الأخر، بغض النظر أن كانت الحكومات هي السبب، أم تقية رجال الدين غير المسلمين. أي أن السرية هي انسب لهم، كي لا يتعرض رعاياهم لمحاولات التبشير من غير الأديان. في عام 2002 فقط بعد أن قتل شاب في 16 من عمره في منطقتنا الصغيرة لاعتناقه دين مغاير، أدركت أن الضغينة والتعصب والتخلف قد تمكن من مجتمعاتنا. وما ذكرته ينطبق على الأقليات القومية أيضا، حيث أن التهميش الديني والقومي الذي يحصل في المغرب العربي واليمن ومصر وسابقا في العراق وفي السعودية، هذا هي تعريف للقنبلة الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في أي وقت، تكون الفرصة مواتية لها.
وهناك أمر آخر مهم، ويثير القلق على الإنسان الذي يعيش في هذه المنطقة، حيث بدأ يشعر بعدم الانتماء، لعصره الذي يعيشه، فتراه يبحث عن ملاذ آمن، بالتدين، فيصبح فريسة سهلة لدعاة التعصب، وهناك من يرجع إلى ما قبل الأديان الإبراهيمية، ليعتنق الفكر البابلي أو الفرعوني وما قبله، انه الضياع بعينه. فبدلا من التقدم إلى الإمام، يتأخر لأزمان سحيقة، حيث القادة الأقوياء، الذين بنوا مجدا حجريا على أكتاف البشرية ليخلدوا أنفسهم.
هناك عدة حلول ينبغي أن تطرح نفسها على الساحة السياسية العربية في القريب، وإلا فلنقرأ على خريطة كانت تسمى بالوطن العربي، السلام. ومن هذه الحلول السريعة، تحديد دور الأديان في القرار السياسي، وحفظ الشعوب من الدجالين المتاجرين بالأديان، وإطلاق حرية الأحزاب التقدمية والعلمانية واليسارية لغرض توفير أجواء التوازن والتكامل السياسي. بما أن الأديان أصبح أمرا لابد منه، وتدرس كمادة في جميع مدارس حول العالم بشكل أو بأخر، فيجب أن يتم تدريس الطالب نبذة عن كل دين ومشتركاته، وتقتصر التدريس على فترة معينة بعد مرحلة الابتدائية، كي لا نورث أولادنا دينا بل هم الذين يختارون. والاهم عدم السكوت على خلافة المحنطين مرة بعد أخرى، وبعد موته أو عطبه، يختار ابنه خليفة من بعده.
وارجوا من كل مصري خاصة، عندما يقرأ مقالي أن يسأل نفسه سؤالا، ودعونا من قداسات الشيوخ، والرهبان، مثلا، يسأل أيعيش أخي الإنسان بغض النظر عن دينه، تحت حكم مومياء العصر حسني، بحال أحسن من حالي؟ الجواب المؤكد هو كلا. خلصوا أنفسكم من هذا الطاغية، ولا تنتظروا أمريكا، لأنها تابت توبة نصوحا في العراق أن لا تكررها. وها هي أفغانستان تشهد على ضعفها. وأقدم أحر التعازي لأهالي ومحبي جميع من وقع ضحية الإرهاب الوهابي القذر والإرهاب العالمي. ونسأل لهم الخلود.



#منال_نصر_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنا ديننا ولهم دينارنا
- صعود اليمين و تصعيد الكراهية ضد المهاجرين
- أحزاب المقاولين ونعمة النسيان
- تلميع وجه الرأسمالية بعرق العمال
- بصمة مهاجرين عراقيين على الانتخابات السويدية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - منال نصر الله - الأقليات الدينية والعرقية ترسم خارطة جديدة للعالم العربي