أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - علم الطب النفسي














المزيد.....

علم الطب النفسي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 18:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تكمن خطورة الاصابة بالأمراض النفسية في أنها لا تقتصر على المريض وحده أسوةً بالأمراض الأخرى وإنما يطال تأثيرها السلبي المحيط الاجتماعي، لذلك تعدّ الأكثر خطورة على المجتمع إن جرى أهمالها وعدم اخضاعها للعلاج. وتهتم معظم الدول المتطورة بالطب النفسي لمعاجة الأمراض النفسية التي يصاب بها أفراد المجتمع جراء التأثيرات السلبية للنظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي غير العادل حيث يعاني الفرد خلاله ضغوط نفسية في حياته اليومية تفوق طاقته وبتفكك شبكة العلاقات الاجتماعية التي تشكل مظلة حماية غير مرئية للفرد، يزيد الأثر السلبي ويعيقه التواصل مع الآخرين فيلجأ إلى الانطواء والعزلة.
إن اختلال الجهاز العصبي لأسباب وراثية أو مرضية أو نفسية يضعف الإرادة ويظهر سلوكيات غير سوية لا تتوافق مع السلوك العام، ولا يمكن التنبؤ على نحو كلي بالسلوكيات غير السوية للمريض غير الخاضع للعلاج والمراقبة بعدّها تشكل خطورة كبيرة ليس على المريض وحده وإنما على المجتمع بأسره.
الكثير من الجرائم البشعة ارتكبها مرضى نفسيين ضد المجتمع كونهم عانوا أهمالاً من العائلة والمجتمع ومع عدم توافر العلاج النفسي لانقاذ المريض من أزماته وشعوره بالعزلة وعدم قدرته مواجهة الضغوط النفسية وحده يدفعه إلى الانتقام من المحيطين به أو من المجتمع بعدّه المسؤول المباشر عن اسقاط عضويته ككائن اجتماعي يتمتع بكل حقوق المواطنة والاعتراف به كذات إنسانية أسوةً بأقرانه البشر.
إن مهام علم الطب النفسي دراسة الاضطرابات النفسية والعقلية وتحديد أسبابها واختلال وظائف الجهاز العصبي ومن ثم توصيف العلاج الملائم للمريض لمساعدته على تخطي أمراضه النفسية التي أحدثت تحولاً سلبياً في حياته وسلوكه، من كونه إنساناً سوياً إلى إنسان أقل سوية يعاني اختلالاً في السلوك ما يفقده عضوية المجتمع ويبقى أسير منغصات ماضيه السابق وحاضره التعس من دون القدرة على تخطي أزمته النفسية.
يختص علم الطب النفسي في : " فهم وتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والعقلية والوقاية منها ويدرس وظائف الجهاز العصبي السوي واضطراباته المتباينة وصلتها بالاضطرابات النفسية والعقلية وجراحة المخ والشبكة العصبة لايجاد العلاج الملائم ".
على الرغم من أن السلوكيات غير السوية ومراقبة المرضى النفسيين على نحو غير مباشر يُمكن تشخيص نوع الاضطرابات النفسية للسيطرة على السلوكيات غير السوية المؤذية للمريض والمجتمع معا، لكنها تعدّ غير كافية من دون تشخيص سريري وأخضاع المريض للفحص الدوري وأقناعه بضرورة الاستجابة للعلاج المباشر.
لأن دراسة وظائف الجهاز العصبي السوية من غير السوية وتحديد القدرات والمهارات واضطراب الذاكرة بحاجة إلى تخطيط بياني لخلايا المخ والجهاز العصبي واختبارات عقلية مباشرة للمهارات والقدرات لاجراء مطابقة بين نتائجها وسلوكيات المريض غير السوية ومن ثم توظيف بياناتها في برامج الاختبار النفسي الكمبيوترية لتشخيص نوع المرض ومسبباته، وراثية أو نفسية، وطرق علاجه على نحو دقيق. على خلافه يصعب وصف العلاج الملائم للمريض خاصة في الحالات النفسية المستفحلة التي يتطلب علاجها استجابة كلية للمريض مع المعالج النفسي.
يختص علم الطب النفسي الإكلينيكي في : " دراسة الوظائف والقدرات والمهارات ووظيفية الذاكرة واضطرابها وطرق قياسها لمختلف الفئات السيكوباتية مثل أمراض العصابيين، والذهانيين، والعضويين. فضلاً عن دراسة وظائف الانتباه، والادراك، والأداء النفسي الحركي.. وغيرها ".
تفرض الأنماط المختلفة للحياة في صورها المجتمعية البسيطة أو المجتمعية المعقدة قيمها المباشرة على الفرد فكلما تعقدت أنماط الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية شحنت الذات بقيم جديدة تشكل عبئاً نفسياً لعدم قدرتها المجاراة أو الانسجام مع كل القيم المستحدثة على نحو سريع أما لوجود خلل ما في أجهزتها الجسدية والعصبية المختلفة لأسباب وراثية أو مرضية وأما أنها تفوق قدرة ادراكها.
ومع الزمن تثقل كاهل الذات بالمنغصات الحياتية المتراكمة بفعل عوامل خارجة على إرادة الذات وليس سهلاً تخطيها، لكن الذات تتحايل على نفسها بالهروب غير المباشر من نمط عالمها القيمي المستحدث إلى عالم العزلة وتقلل طموحها بمسايرة الواقع للحصول على فرصة العيش أسوةً بالآخرين. على خلافه في أنماط المجتمعات البسيطة عملية تحديث القيم بطيئاً جداً لأن أنماط أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليس معقداً وغير مستجيب لتحديث الأنماط وتطورها في العالم لذلك تنعدم فيها قيم أنماط التحديث القهرية للمجتمعات المعقدة فتضعف الأسباب المشجعة على الأمراض والاضطرابات النفسية وما يرافقها من جرائم بشعة يرتكبها المرضى النفسيين ضد المجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم النفس ( الهدف والغاية )
- انفصام الشخصية
- التخلف العقلي
- مرض الذهان العضوي والاكتئاب
- تقمص الشخصيات في الحلم والكابوس
- اضطراب الحلم والكابوس
- اضطرابات الوسواس القهري والانشقاقي
- الاضطراب العصبي
- حالة القلق
- الشخصية السوية
- الشخصية السوسيوباتية والعدوانية
- اختلال ضمير السيكوباتي
- شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع
- الشخصية السيكوباتية
- الشخصية المضطربة وسلوكها الشاذ
- الشخصيات المتباينة في الذات
- المواصفات السلوكية للشخصية المضادة للمجتمع
- الشخصية المضادة للمجتمع
- طباع الشخصية وأنماطها
- المواصفات العامة للشخصية


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - علم الطب النفسي