أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرياد إبراهيم - الزّبرجد - ألشِّعرُ أفيُونُ الشُّعُوبِ














المزيد.....

ألشِّعرُ أفيُونُ الشُّعُوبِ


فرياد إبراهيم - الزّبرجد

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


ألشِّعرُ أفيُونُ الشُّعُوبِ
بقلم: فرياد إبراهيم- الزبرجد-
" لا تقل سأفعل كذا وكذا قبل أن تبدأ بالعمل لأن ذلك يثبط عزيمتك وهمتك عندما تحين ساعة العمل." أوصاني والدي اكثر من مرة وأنا صغير.
وكان أحيانا يداعبني ويقول: " التقاط الحجر الكبير علامة عدم الرمي."
ألآن -لا حينذاك – أقول لقد صدق أبي الحكيم .
" لو قلت شيئا ما فعلته". كلماته لا تزال ترن كجرس إنذار كلما أجد نفسي أمام الشروع بعمل أو فعل سواء أكان حركيا أو كلاميا.
فعلى سبيل المثال : عندما يكون لدى أحدهم شكوى ضد طبيب أسنان والمقصر في المعالجة. فينفجر غاضبا امام زوجته متوعدا: ساقول وأفعل كذا وكذا... سأحذره، سأصارحه بالقول بانك مهمل وانك تستغل المريض. ولو أقتضت الحاجة سأهدده . و لكن عندما يحين موعد الطبيب فما هو حينذا الا بالون مفرغ من الهواء تماما غير قابل لا للنفخ ولا للانفجار.
وهذا تماما ما يحدث للشاعر. فهذا يفرغ كل من بالون همته قولا على حساب الفعل.
اما عن عجز أو عن خوف أو مرض نفسي اوإحباط.
فكل من حيل بينه وبين ما يريد قال شعرا ففقد العزم على المضي والسعي.
وكل من احب وصُدّ نظم شعرا فآثر الكسل على العمل.
وكل من احبط عمله قال شعرا.
وكل من أصيب بداء الحرمان صار شاعرا.
وكل من خرج من السجن حتى لو كان اخرس كتب شعرا.
وكل من جبن عن أداء واجب من صلب مهامه انشد شعرا كثيفا كثيرا.
وكل من خاب رجاؤه ورسب في الامتحان او فشل في إنجاز مهمة ما بات شاعرا .
فقد إنفجر البركان على نفسه في اعماق نفوسهم!
ومن حمل قرطاسية شعره المثقل بالهموم كمن حمل حجرا ثقيلا لا ينوي رميه.
فالعاجز عن اداء عمل يلتمس طرقا اخرى للترفيه والتعبير والتنفيس . حتى صارالسخط والأعتراض والنقد والرفض يصب في قالب النظم. وهكذا بقي الواقع هو هو والعطب هو هو والعلة هي هي . فقد أدى القول كل الدور واللسان صار بدلا للأرجل والأقدام وحركات الأيادي المنفعلة وراء الميكروفونات غدت سيد الوقف بلا منازع. والفقاعات تتصادم وتتفرقع في الهواء. وانف في الهواء واست في الماء.
هذا باستثناء من يقول الشعر بعد أن أنجز الفعل. ففي هذه الحالة تتحول( سوف) الى ( قد ). ( وسوف اسعى... الى قد سعيت). وحل فعل الماضي محل الفعل المضارع المسبوق بالسين أي سين المستقبل.
الحقيقة التي آمن بها هي: من قال كثيرا فعل قليلا. والشعراء (يقولون ما لا يفعلون.) كما تنص الآية.
فالشعر قاتل لروح الفعل والتحرك والمبادرة والباعث على الكسل والتراخي في نفوس شعب بكامله. فها هو نصف العراق وربع العرب قد تحول – رغبة أو رهبة- الى شعراء- هواة أومحترفين. خدّر نفسه موضعيا ضد الألم. ومن يخدر نفسه لا يحس بالألم فيكتفي فيخضع للأمرالواقع المؤلم ويرضى بتخفيف الألم دون المعالجة.
الشاعر حاله يمكن تشبيهه بحامل بندقية . وقد اطلق كل الرصاصات حتى فرّغ المخزن. ولم يبق فيه حتى رصاصة واحدة يطلقها في الميدان الحي الحقيقي. لأنه قد نفذت ذخيرته ساعة التدريب على الرمي في معسكره!
فأن الشعر افيون الشعوب ! مخدِّر للعقول مُثيط للهمم.
ولا أقول أن الدين افيون الشعوب كما قال ماركس بل الشعر. فالدين طبيب كل الأمراض النفسية والعقلية للشعوب المقهورة المظلومة.
فلو تأملت لأكتشفت أن الغرب قد خلا من الشعراء تقريبا . فالشعر اصبح هنا متنفسا وملاذاَ للمعاقين العاجزين عجزا جسميا او نفسيا. أنه يلعب نفس دور الدين في مجتمعاتنا: طبيب معالج وملاذ آمن للمكروب.
فالشعر في الغرب أصبح ظاهرة تعود الى القرون الوسطى.
وزبدة القول: إن سر تأخرنا هو: اننا نقول ما لا نفعل.
وسر تقدمهم أنهم:
يفعلون ما لا يقولون!

فرياد إبراهيم - الزّبَرجَد-
1-12-2010
www.Freeyad Ibrahim.nl



#فرياد_إبراهيم_-_الزّبرجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُقدَة اسمُهَا الدّكتورَاه


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرياد إبراهيم - الزّبرجد - ألشِّعرُ أفيُونُ الشُّعُوبِ