أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عصام - ابداعات سعيدة السجينة/الشهيدة














المزيد.....

ابداعات سعيدة السجينة/الشهيدة


غسان عصام

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


في الذكرى الثالثة والثلاثون لاستشهاد الرفيقة الشيوعية الغالية سعيدة المنبهي اقدم للرفاق و الرفيقات هدا العمل الشعري الرائع لشيوعية رائعة.
ريح بلادي
تعوي ..تصر.. تهب
على الارض المبللة(تكنسها)
ترسم اشكالا
تنقش صور الماضي
ماضي انا..ماضيك انت
ماضي كل واحد منا
صوتها يذكرني بسمفونية
تلك التي كنت تهمسها في اذني كل ليلة
قبل ذلك..منذ وقت بعيد
اليوم..هذا المساء..هذه الليلة
بصمات الحياة وحدها تراودذهني
والمطرالدؤوب
الريح العنيدة
يعودان ككل سنة
ويرجعان اليك مهما بعدت
فيذكراني بان لي جسما
بان لي صوتا
ارفعها قربانا اليك.


سبق ان شرحت لك
يا صغيرتي
-ليس كما شرحت لك ذلك المعلمة-
انهم لا يضعون في السجن اللصوص فقط
انهم يسجنون ايضا الذين يرفضون
الرشوة
السرقة والعهارة
اؤلائك الذين يصرخون
كي تصبح الارض لمن يحرثونها
اولائك الذين يصهرون الفولاذ
ليصنعوا منه السكة..والمحراث الذي سيشق الارض
حيث يزرع الحب لاطعام كل الاطفال..
لقد التقيت(هنا) ايضا
بانسانة طاعنة في السن
انهكها البؤس
هذه المرأة الامية
ذات اليدين الشاحبتين الموشومتين
كانت تغزل الصوف
وتبصق حقدها الدفين
في وجه من ارغموها على هجر "براكتها"
االتي اشترتها بدمها
في حي"مبروك" القصديري
كانت تقاسيمها محفورة بالغضب
لانهم حكموا عليها بسنة
كانت مجبرة على قضائها في السجن
دون ان تدرك السبب


اخرس..كفى..
هذا الصوت الذي يطاردني
يسكنني
هذا الصوت ليس صوتي
لماذا يستمر كصفارة قطار
لا اريد ان اسمعه منذ الان
ساغلق اذني
ساضغط عليهما
لافلت من هذا العذاب
دائرة الفولاذ
الفولاذ الا انساني
البارد..الجليدي
يمنعني من اكون أنا
هذا الانا الذي اريد تحطيمه
هذا الانا الذي يجب ابعاده
واعادة بنائه
اقول لمن يظنون
انه لم يبق لي خيار
ان هذا المسلك
الذي لم يكن عن قناعة
انكره..ارفضه
اقتلعه وارمي به
على الضفة التي تمتد
على طول نهر الدم
لا للذكرى التي تريد الحاق العار بي
الى الابد
انني اعرف كيف انفض عن نفسي الغبار
كيف استرجع قوتي واستعد للمواجهة
ساردد كل ليلة
غدا
ستشرق الشمس على كل جبل الاطلس
والريف والتوبقال
وذلك الصوت الذي كان بالامس اخرس
سيدوي ويصرخ حتى الانهاك
سيقول
انتهى الكابوس
لقد علمني السجن
ان لا اسكب الدمع ابدا...


قلت لي
في رسالتك الاخيرة
"اشعر انني قوي
اقوى من القمع
من ظلمة السجن الحالكة"
كلماتك هاته تفجر دمي
تروي جسدي الضمان
وتملاني بقوة لاتقهر
كلماتك هاته
اود ان احفرها على الحائط الرمادي
حائط الزنزانة التي اعيش فيها
لكن كيف؟
لا اكسب مسمارا او سكينا
تلك اشياءممنوعة
يعتبرونها خطيرة
كيف اذن يا حبيبي
انت الذي وجهك مضيء
كشمس الصيف
وعيناك مرعى شاسع
حيث تنبت كل انواع الزهور
ما العمل؟
اقطع عروقي لاكتب كلماتك بدمي
اشحذ اظافري
لاحفر كلماتك في الاعماق
اطمان يا حبيبي
فاصراري..اصرارك
اصرار الجميع
هو في دمنا
نستمده من شعبنا
من عبد الكريم"بطل الجبال"
من زروال الشهيد الخالد
ذالك الانسان الذي قتلوه
لكنه لن يموت ابدا
ذلك الانسان الذي لم يعرف قلبه الخوف.

هكدا هي سعيدة وكل الشيوعيين مقاومة وصمود في قلب المعركة لا يسالمون ولا يستسلموا لأنهم يؤمنون بالنصر أو الشهادة. فطالما ملئة سجون الرجعية بمناضلين شرفائ وهبوا حرية في سبيل الوطن ورضوا أن يكونوا خداما للشعب مثل سعيدة وزروال الذي كان يردد دائما: "انت أبي الذي صنعتني ثوريا".هؤلاء الشهداء هم الذين كتبوا بالدم التاريخ الحقيقي للشعوب أو كما يقول الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب: " وطني علمني أن حروف التاريخ تكون مزورة حينما تكتب بغير الدم" وتاريخنا كتب بالم الاحمر الذي سال بين الشوارع في انتفاضة الريف وفي مارس 1965، وفي 1984 وفي دجنبر 1990...، وبين جدران الزنازن سعيدة زروال شباضة الدريدي بلهواري...



#غسان_عصام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفحات من عطر الشيوعيات
- نداء إلى كل الشيوعيين والتقدميين والديموقراطيين
- صرخة من اجل الحرية
- أصل قضية المرأة وسبل تحررها


المزيد.....




- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غسان عصام - ابداعات سعيدة السجينة/الشهيدة