أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي برغوث ونضال حاتم - لماذا نحب ناجي العلي!! بمقام ذكرى














المزيد.....

لماذا نحب ناجي العلي!! بمقام ذكرى


رامي برغوث ونضال حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


في البدء قد يكون من المستغرب الى حد الاستهجان عدم الاستفتاح بتمهيد وتعريف وما الى ذلك من معاني التيسير في العمود او المقال , ولكن نرجو ان يكون هذا مغتفرا عند ايضاح سبب رمي السؤال مباشرة حتى قبل كتابة مفردات هذا المقال او التعريف بابن قرية الشجرة الذي نحبه جدا ناجي العلي . بالرغم من صعوبة طرح اسباب حبنا لمناضل محل نقاش - ليس لقلة الأسباب و لكن لقساوة و الم الاجابة-الا انا سنحاول خوض هذه المجادلة في السطور القادمة ,قدر ما نتمكن.

ولكن عفوا الى كل من لا يحب ناجي العلي ولا يخلع قبعته اجلالا امامه, اذا وقعت هذه السطور بين يديه ,حتى لو كانت الصدفة هي من قاده الى هكذا مقامرة. نقترح ان يعتذر للتاريخ ويتوقف هنا وان لا يكمل القراءة.وحبذا لو ضرب نفسه ببسطاره ان امكن ,او بالشلورت كما كان يحب حنظلة معاملة الضيف ثقيل الظل. اما الفقراء من طنجة الى عدن فمصرح لهم المبيت بين هذه السطور. بعد ما ضاقت بهم بلاد العرب و لم تترك متسع لهم سوى المقابر او اضرحة شهداء زمن الاستقلال, و في احسن الأحوال مكان في طابور العاطلين عن العمل -المكان الاوحد الذي لم تتطاله خصخصة الليبرالية الجديدة المتأمركة .

ان التعاطي مع انتاج ثوري فني ادبي اجتماعي سياسي بحجم وقيمة انتاج ناجي العلي , تفرض سبيل واضح وجذري في التعاطي فهما ونقدا لاعماله ,فمن غير الممكن التعاطي مع ظاهرة ناجي العلي بشكل غير جذري وبشكل غير منحاز- طبعا لمن انحازت لهم- اذ ان انعدام الجذرية في الثورة او في الكتابة الثورية ذاتها , يؤدي الى ان يعود العفن القديم كله , بحسب تعبير المرحوم ماركس . فكما كان ناجي منحازا لمن هم –تحت- لا لرصيد حسابه او البورصة لا بد من التخلي عن –عدم الانحياز- الدائم اولا و فهم احتياجات الشعب للحرية و الكرامة اكثر من –سلام اقتصادي منهزم- فمرحلة التحرر لا يمكن ان تقودها عقول خالية من الفهم الجذري لقضية شعبها اواصلا خالية من هذه القضية.

كيف لنا الا نحب (جذرية) ناجي العلي وقد فرغ هذا الوطن العربي الكبير التعيس من المبدعين والمفكرين والفنانين المستمرين او المستمرات بانتاجهم او بانتاجهن بجذرية و بتنا بحاجة لغربال لتنقية مكتباتنا و ايجاد من يعطينا امل باستمرارية الانتاجية الثورية .محزن حين يكون الموت مجددا سببا لنخسر طلائعنا الثورية واحدا تلو الاخر, فكم من اديب وروائي وناقد وصحافي ومناضل قد اخذ منا , دون ان تجترح الامهات العربيات غيره , وهنا لا نلومهن ولا نحملهن مزيدا من العبء ,فلا نلوم فاطمة التي عكس ناجي من خلالها الدور الريادي للأم و الزوجة الصامدة الجميلة المكابرة. و نبدي مجرد الاسف والحسرة الى حدود النقمة على خسارتنا المستمرة لمبدعينا , طبعا دون نبوغ أي مستجدين على ساحة النقد والادب والاعتقاد السياسي- "الا من رحمت منهم الألهة". وتكون النقمة مضاعفة بالتاكيد حين يكون الموت تسلل الى ما تبقى لنا من العظماء خارج ارادة الطبيعة, أي كما تحب انظمتنا و رجالاتها كبيري البطون عريضي الرقاب واسعي الذمة بالاغتيال والتصفية السياسية والجسدية ,بناء على اعتقاد الاجرام الفاشي بان التصفية الجسدية طريق الى تصفية الرسالة والفكرة .

لقد شهدت ساحة التصفيات في وطننا الكثير , من ماجد ابو شرار الى مهدي عامل ومن ثم ناجي العلي والكنفاني العظيم والكثير من ابناء شرق هذا المتوسط المؤهل للثورة دائما والغير ثائر دوما . حتى ان الملاحقة امتدت للمقابر , والمثال الشاهد والكبير هو الفعل المخزي لمن قاموا به من تخريب لضريح عبد الرحمن منيف في دمشق " لا نتهم أل سعود هنا ابداّ , فقط للملاحظة ". فكما ضاقت بك شوراع و جرائد هذا الوطن حيا يا ناجي , تضيق بأمثالك قبوره.

ايا كانت يد التصفية والاغتيال التي تتطال مبدعينا مرارا و تكرارا, و ايا كان الالتباس الدائم في تحديد هوية القاتل,و ذلك لكثرة من يتمنى زوال المفكرين الثوريين في هكذا زمن . فالاتفاق قائم على الاقل بالجزم بفاشيتها وانعدام ادنى حس للحياة والحياء لديها , كما ان الاعتقاد قوي بل ومبرر بفشل هذه السياسة الا من حرماننا من مزيد من انتاج مبدعينا -العضويين بمفهوم غرامشي - , فلم تنجح عمليات التصفية هذه يوما في مسح الاثر لمثقفينا الحقيقيين , بل زادت اثرهم خلودا , فان احرار العالم اليوم يذكرون سلفادور الليندي , لا بينوتشي وعصابته , ويذكرون يوليوس فوتشيك لا جلاديه ومشنقته , كما يذكرون حنظلة . لا "الغانغسترز" الذين تجرؤوا عليه .

و تبقى –و للأسف- رسومات ناجي تعكس واقعنا الحاضر لا الماضي فقط. ناجي الذي علمه استاذه في المدرسة ابو ماهر اليماني ان يحب علم فلسطين و يرفعه دون وجوب مرسوم وزاري باستبدال الاعلام التالفة بجديدة -بدل استبدال ما تحويه تلك الأبنية من قيادة ممزقة. ناجي الذي رسم على جدران المخيم ما يذكره ببلاده ,لا على جدران تفصله عن بلاده.
ويبقى حنظلة الامير الفلسطيني الفقير , الذي يشكل ظلاّ ملونا لكل منا , ويحمل من تفاصيلنا اكثر ما نحملها انفسنا , ويكفي تربعه على زنود من قضوا على مذبح التحرر والانعتاق , وقلائد رفيقاتنا الرائعات , وقمصان طلاب الابتدائية في مخيمات اللجوء , وصولا الى كل من غنى لفلسطين متضامنا , فيبقى ناجي ويبقى حنظلة , ويندحروا هم , وسيبقى يطاردهم حنظلة الى المقابر , شرفك الثوري يا حنظلة ينتقل في دم احرار العام , وخزيهم ينتقل في سلالتهم السياسية العفنة والمريضة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي برغوث ونضال حاتم - لماذا نحب ناجي العلي!! بمقام ذكرى