أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - من شعرية الإنشاد ..إلى النقش البصري















المزيد.....



من شعرية الإنشاد ..إلى النقش البصري


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 08:04
المحور: الادب والفن
    


من شعرية الإنشاد ..إلى النقش البصري
طواف سردي ..حول قصيدة النثر
الورقة النقدية المشاركة في(ملتقى قصيدة النثر ألأول في العراق/ من 23-25/12/2010)..تحت شعار
(قصيدة النثر رهان الشعر العربي الحديث)
بالتعاون مع جامعة البصرة..يقيم أتحاد ألأدباء والكتاب في البصرة.

الى مجلة (الكلمة)....
الى دورها الريادي في الدفاع عن قصيدة النثر
أهدي ورقتي هذه...
اضاءة...
فجر القصيدة الحداثية العربية ،هو صهيلها العراقي ألأول والأجمل
في برية الحداثة العذراء،حداثة شعرية عراقية منبثقة من وعي حداثي اجتماعي ثوري شامل..
يومها لم يكن الشاعر،يتأمل في ألأحداث،بل كان يسهم فعليا في التغير وبجسده كله،في مرحلة أجتماعية اتفق الجميع على تسميتها
مرحلة التحرر الوطني.
مما دفع بناقد أكاديمي كبير مثل الدكتور احسان عباس،في عام 1955..أن يكتب كتابا عن الشاعر الشاب عبد الوهاب البياتي...
وحين يسأل عن ذلك بعد أكثر من أربعين عاما ،يجيب:
(كتابي عن البياتي لم يكن دفاعا عن شاعر معين بقدر ماكان مناصرة لتصور جديد عن الشعر،ودعما لما يدعى ب(الحداثة الشعرية)التي لامعنى لها ان لم ترتبط بحداثة اجتماعية.
هكذا يجيب الناقد الكبير احسان عباس – طيب الله ثراه –

*محاورة اجراها معه فيصل دراج ومريد البرغوثي

مجلة الكرمل/ ربيع1996

*آليات ألأشتغال:
عبر ثلاثة ممرات نحاول تشغيل ورقتنا،مستعملين من أجل ذلك ثلاثة عنوانات فرعية،علما أن العنوان ألأول سيكون مزدوج الوظيفة فهو من العنوانات الفرعية، وفي ذات الوقت هو ثريا ورقتنا المشاركة:
*من شعرية ألأنشاد الى النقش البصري
* القصيدة الحداثية من العتبة الى العنكبوت
*أتصالية اللون...نماذج في التطبيق
.......................
...............
في المدخل ألأول نتناول المصدات وألأجنحة ضمن فضاء قصيدة النثر /حصريا
في ... الثاني..نؤكد ان قصيدة النثر،هي جنس شعري يمتلك شرعيته من خلال التطورات الفاعلة في حراك قصيدة التفعيلة(الشعر الحر)..موضحين ان انتكاس الحداثة الشعرية ترتبط بديالكتيك ألأتصال مع نتائج ألأحتراب وألأصطراع في الحركة الوطنية العراقية
في ... الثالث:انتخبت قراءتنا ألأتصالية :تبئير اللون عبر نماذج من الشعر العراقي/البصري ..

-1-

ألتعامل مع قصيدة النثر،مايزال يتغذى من تلك الشجرة التي غرسها أفلاطون في مستعمرته ، توجس الفيلسوف: في فنون المحاكاة، تمردا ضد كهفه المعرفي..
في مستعمرته يشترط أفلاطون أن تكون كينونة الفن في خدمة الدولة،لاتعبيرا عن تدريب الفرد على عزلته المؤتلفة .
لذا أغلق ابواب مستعمرته ،لتبقى القصيدة منتبذة في عريها.،
هل نجد لأفلاطون عذرا،لأن حلمه الجمهوري،ضماد لجرحه النرجسي أثر انكسار أثينا أمام أسبارطة؟!
عندما نحدث أنزياحا بسيطا،سنرى في سيادة الموروث الشعري:كل طمأنينة أفلاطون وأحفاده المعاصرين ..
لأن الموروث الشعري في جانب منه دخل في صيرورة أنجذابية حتى غدا لا ..لسان آدم بل ..ذراع السلطة..
بهذه الذراع ألأفلاطونية.. لوحت سلطة أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في العراق،ونصبت أفخاخها لطيور السياب ونازك ..بل ان احدهم بعد أكثر من ثلث قرن على سيادة هذه الريادة الشعرية في الوطن العربي يرى حين يكون العنوان(شناشيل أبنة الجلبي)،فأن هذا وحده كاف لرفض ما يليه؟!
من زاوية معينة أليس (الشعر هو السياسة)،من خلال صدمة الحداثة،التي أستفزت البنى ألاجتماعية بتراتبياتها كافة،فكانت القراءة ألأولى له من قبل الجهاز ألأداري للسلطة،تتمثل بأعداد قائمة بأسماء الشعراء والتنقيب عن هوياتهم السياسية،وهي بحق اول قراءة برانية للنص،أعتمادا على أسم منتج النص ،وهذا ما سوف تنبه له(الحساسية الجديدة)
وحسب رولان بارت(.. ألأسم يحيل على كائن من لحم ودم،ومسؤول اجتماعيا وقانونيا عما كتبه وسيكتبه/44ص)
من خلال فاعلية المسمى،تؤثل أتصالية بين المرسل /صاحب ألاسم،والمتلقي/قارئ النص،حيث (يتداخل فيها الميثاق التخييلي والميثاق السير- ذاتي/45).(1).لذا فعل الجهاز ألإداري للسلطة العراقية آن ذاك على وفق اضبارة المؤلف
تدابير تعسفية أوصلت السياب الى سجون وتشرد وفصل أداري،وخرج القاص عبد الرزاق الشييخ علي ،في آواخر خمسينيات القرن الماضي ولم يعد الى آلآن؟(2)
لاأقول أن الريادة العراقية للشعر الحديث قد تزامنت بل كان ذلك متسقا مع نهوض حركة التحررالوطني بمدها اليساري.
-2-
ما العلاقة بين الريادة الشعرية العراقية للشعر الحديث وبين قصيد النثر؟
انها اتصالية(التراكم المتطور)،ديالكتيكا، ولدت قصيدة السياب ونازك من خبرتهما بالموروث ووعيها الشعري بضرورة التجاوز.
وبين الحين وآلآخر ستفعل حركية البنى ألاجتماعية ،هذه ألاتصالية بين التراكم/التجاوز...
فالبنية الثقافية،لها تموضعها في البنية ألأجتماعية،ضمن منظور سسيولوجي،يرى في ألأدب نظاما اجتماعيا،هذا المنظور يتغذى من اتصالية توازن بين الذاتي والموضوعي
وسيتطور هذا التوازن على يد(لوسيان كولدمان) ويعرف
ب(البنيوية التكوينية)..حيث ضرورة ألإلمام بكافة الشروط ألاجتماعية التي لها فاعلية الحاضنة التي تطورت في رحمها النصوص.

-3-
من قانون(التراكم المتطور)،أشتق رؤية مصغرة ،اقترض،لها تسمية من أجندة مناطحات الرؤؤس النووية،في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
أعني(التعايش السلمي) وحتى أخلصها من شحنتها السياسية سيكون المفهوم بالصيغة التالية(التعايش السلمي بين ألأجناس ألأدبية)،وهي دعوة متأتية ،من ضرورة تجاوز مفاهيم الفيزياء الكلاسيكية (3)
ربما تكون هذه الرؤية نحيلة نحول المهاتما غاندي أمام اللاعنف
لكن هي أفضل من سياسات ألأجتثاث التي وسقت حياتنا كلها....
شخصيا اتعامل وفق مفهوم الديالكتيك،الذي لا يرى في السلب والنفي،رفضا مطلقا لما هو قائم بل هو تجاوز ،لا يهدمه بشكل مطلق،بل هو صدور منه وامتداد لعناصر الحركة والتقدم فيه،أنه ارتفاع الى منسوب نوعي جديد، دون أنقطاع،أرتفاع يتحقق بوثبة شعرية عالية..وحسب شارل لالو(لا يضيع شيء ولا يفنى ولا يخلق فجأة وإنما يتحول من صورة الى أخرى)(4)

أذن...لتتعايش معا :قصيدة العمود/التفعيلة/قصيدة النثر / النص المفتوح/الهايكو بسماته العراقية /الوحدات الشعرية...الخ
وهذه يعيني ان قصيدة النثر ليست مسك الختام ولن تكون
(فألأم الرحيمة لم تزل تنجب وألأفق فسيح).حسب قول سميح القاسم في أحدى قصائده.
واذا كانت فضائيات النفط العربي،قد جعلت من قصيدة العمود أبنتها الوحيدة،وجعلتها ترفل بالمال والبنين..فأن قصيدة النثر،سليلة تمردات الرسولة بشعرها الطويل ،ماتزال :حاملة الفانوس في ليل الذئاب.
بعد مؤثرات قصص تشيخوف، في القص العربي وحدها قصيدة النثر،من جعل القصيدة،تتقوس أمام الهامشي،والعادي، والمتناهي في الصغر والخافت النبرة ....
وبالطريقة هذه ،أستطاعت قصيدة النثر تحرير الشعري من الشفاهي،واجتراح فاصلة تأمل بين لحظتي ألإبداع والتلقي.
وتلك من أهم لحظات انفصالها عن انفعالية النبرة الخطابية
والغنائية الشعرية،التي راهنت على تبئير ألأذن للنص الشعري،ثم ينحدر التبئير الى اليد التي تصفق وتواصل التصفيق.وحسب الشاعر معين بسيسو(أحد وجوه مأساة الشعر العمودي انه كتب ليسمع أو ليخطب به ولم يكتب ليقرأ)(5)
قصيدة النثر،لاذت بالنبرة الخافتة،لتطرز رؤيتها الهادئة ألألوان على بياض ألأفق.
-4-
لن أبحث عن شهود عدل حتى تطمئن الكافة،ان هذا الكائن الشعري ليس( طفلة ولدتها الرذيلة) كما تهامسوا في الملجأ/ج في رواية اللقيطة(6)
لا شرقية ولا غربية من الشهادات :أحتاج.
لن أفتش في لحية المواقف والمخاطبات،حتى اقنع الكافة ان قصيدة النثر حفيدة مولاي النفري .. أو أنها نزلت من رحم(سوزان برنار)..

أرى قصيدة النثر:صوغا جديدا،بعيدا عن الظاهر والمعلن،تتدفق القصيدة بنبرة خافتة،كمياه جوفية عذبة،لاتضع حاجزا فقهيا بين الشعر والنثر،بل تعتمد في تدفقها على سردنة الشعري وشعرنة السرد،وعبر هذا ألأزدواج القيمي،تواصل القصيدة سيرورتها في قراءة الوجود،وقد زهد الشاعر بوظيفة الرائي أو ادعاء النبوة
بالطريقة هذه نحصل على قصيدة متعددة آلآفاق،انتجها شاعر
أو شاعرة،يتموضع كل منهما،في زاوية مسدلة عليها أعلاميا
في لحظة شمولية..
-5-
لحظة شعرية عالية،هي أفضل رد جمالي،على لا انسانية ألأنظمة السياسية...
لكن ليس كل ما يلمع قصيدة نثر..
كيف نخصب أفق التلقي،بحداثية قصيدة نثر؟!
كيف نخصب..والفكر العربي (فكر مأزوم،لأنه يفتقد النظرية العلمية الواضحة، والخبرة العلمية المتنامية،وفي سعينا المأزوم الى الوضوح،الفكري،الى التحرر الوطني وألأجتماعي،الى الوحدة العربية،كانت تطل علينا بين آلآن وآلآخر صيحات تزعم في نبراتها العالية نبوة الخلاص.على انها لم تفعل شيئا غير أن تضاعف من محنتنا ومن أزمتنا..برجسون..سارتر والوجودية..الوضعية المنطقية والبرجماتية...) هذه كانت صرخة حق أطلقها المفكر اليساري الكبير محمود أمين العالم، عام 1972في مقدمة كتابه (ماركيوز أو فلسفة الطريق المسدود)....(7)
اللحظة الثقافية العربية، ما تزال تعاني انسدادات متنوعة في أفقها
اذن هي لحظة مصادرة ومعوقة،من قبل سلطة وعي جمعي تنشط خلايا ميتة في التراث وتبث فايروسها ،بأدعاء توكيل من المقدس،صوب حركية المعاصرة ،خلايا ميته لا ترى في آلآخر،سوى الغازي،وحين نقارن ما يحدث آلآن في القرن الحادي والعشرين،مع بواكير ما يسمى فجر النهضة في آواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين
نرى ان الرواد(يقودون الجماعة الى منازلة المعتدين وفي ذات الوقت..يفتحون النوافذ واسعة للثقافة ألأنسانية)(8)
على المستوى الشعري،هناك انتهاك صلف تكابده قصيدة النثر،بفعل الحرية غير المشروطة بشروط ألأبداع وحصريا في الكثير من مواقع النت،وبأسم آلآيروسية، تحولت الكثير من المواقع الى مطمر غير صحي..وآلآيروسية بريئة من هذا الزنى بالكلام...
ظاهرة ألأنتهاك ليست بالجديدة على الحراك الشعري ،تحديدا:
في عدد شباط1958في مجلة آلآداب تكتب الشاعرة نازك الملائكة مكابداتها في هذا الخصوص:
(لعله شيء لاريب فيه أن كثيرا من الشعراء الذين تلقوا الدعوة الى الشعر في حماسة لا يعرفون حتى آلآن الغرض منها.بعضهم يخلط بينها وبين الدعوة الى تجديد الموضوع في القصيدة العربية،وبعضهم يرى أن غايتها الوحيدة هي تثبيت دعائم ما يسمونه بالواقعية في الشعر) وتستمر شاعرتنا الكبيرة في بث شكواها مما يجري معلنة:(..حركة الشعر الحر تقترب يوما بعد يوم من نهاية مبتذلة لا نحب أن نصير اليها وأنه ليخيل الى من يراقب ما تنشره الصحف من هذا الشعر ان الشعراء يتناولون ألأوزان الحرة ويلعبون بها كما يلعب طفل غير مسؤول بحزمة أوراق مالية عالية القيمة)(9)

-6-
اذا كان على الفرد الحر أن يخلق أبا له ليقتله ..حسب
عبد القادر الجنابي(10) وأن غياب المرجع – ألأب جعل الكتابة العربية الراهنة،سلفية كانت أو حداثوية،مجرد تعبير عن مركب النقص حيال الكتابة..أذن
هل قصيدة النثر العربية،محاولة شعرية لقتل ألأب مجازا؟
أعني ذلك ألأب الذي أجترح مايسمى ب(الشعر الحر)،
وكانت اداة الجريمة مستوردة،حسب بعضهم :قصيدة النثر ألأوربية وتحديدا القصيدة الفرنسة،
ألأمر الذي أدى الى فرنسة قصيدة النثر العربية،كما أوضح الشاعر الفرنسي(أيف بونفوا) للشاعرأدونيس،حين سأله ألأخير عن رأيه في قصائد نثر عربية ،ترجمها أدونيس للفرنسية!
ألأب الذي اجترح الشعر الحر،لم يقتل نصا بل كتب قصيدة التفعيلة،فهو مصلح شعريا وليس ثائرا،لكن ألأصلاح ،في بنية التخلف،يعد جريمة سياسية ،حين ننظر اليها ضمن تحقيبها.
هي خطوة جريئة قام بها ألأب الشعري، فاتحا شهية ألأبناء نحو خطوات اوسع . .لم يعد ألأبناء يقتنعون بالخروج من بحور الخليل،الى التفعيلة، لايريدون الأصلاح بل ينشدون أفقا شعريا بعيدا عن كلية البحور او جزئياتها..فأنغمروا بأنتاج قصيدة النثر وأشاعتها ..لكن على أبناء الحرية المشروط بشروط الوعي أن يعوا :
*أن القصيدة تعبير عن الصداقة بين نفس الشاعر وبين علاقته مع آلآخر .الصديق الحر...
*وأن ألأشكالية الشعرية بقدر ماهي عود ثقاب الصداقة
التي تندلع في الشاعر نزاهة اجتماعية متماسكة قدر ألأمكان
فهي لحظة تغاير المرجع
*القصيدة رؤية منفردة ومتفردة
*قصيدة النثر ليس الفعل الشعري البديل،عليها ان تعي شروط التعايش السلمي بين ألأنماط الشعرية وكذلك عليها أن
تتأمل قليلا في ديالكتيك نفي النفي
*كيفية تجاوز بنية البلاغة العربية التقليدية؟!..
هل بتلك السمات التي يشترط توفرها احد المسهمين في قصيدة النثر،وهي:
(*العنف *الكثافة*التحدي*ألأحتدام)(11)
شخصيا ارى ان هذه الشروط لاتتوفر الأ عند أصحاب الطاقات الرياضية العنيفة. ونتساءل أين هذه الشروط في (الفرح ليس مهنتي/حزن في ضوء القمر/العصفورألأحدب/غرفة بملايين الجدران) لقد كتب الماغوط هذه الكتب الرائعة بهدوء المخذولين ،فأنتصرت القراءات له وماتزال وكذلك مع بساطة قصائد(صلاح فائق).
وانشغالها باليومي المحبط عبر شعرية أسلوبية عالية
وما يزال صارية مركب نوح ..حامل الفانوس في ليل الذئاب دليلنا ألأوحد في الوصول الى مدينة أين /الشاعر سركون بولص،وبعرفانية القصيدة غرسها فاضل العزاوي في(الشجرة الشرقية) التي كتبها بحنجرة غير مبحوحة .وهل يمكن نسيان الوعي الشعري المتقدم لأنسي الحاج الذي لم يفقد طراوته وسطوعه..الى مابع آلآن؟!
للأسف ان هذه الكوكبة الشعرية خذلت اشتراطات الشاعر محمد الخالدي واثبت ان القاعدة الذهبية هي اللا قاعدة واعني ان الوعي الشعري يرفض ألاشتراطات المسبقة وان للقصيدة قنونتها الخاصة .والقصيدة كما ترى بربارة هاويس يجب أن تجسد عبور الزمن،لأنها يجب أن تتحرك من تجربة الى أخرى،من سلوك الى سلوك مضاد..الى نمط معين من الحل.ثمة قصائد تستطيع أن تملك توازنها في رأس الريشة وثمة قصائد تتحرك الى ألأمام،ثم تعرج نحو زاوية ما،وتتغير في شيء آخر(12) ..
ثمة رأي آخر يشترط على أن تكون حداثة اللغة الشعرية العربية في(ردم الدلالة الدينية للغة التي ترتكز عليها صلة ثقافة بتراثها)(13)

نتساءل ثانية..كيف يتم تجاوز بنية البلاغة العربية التقليدية؟
هذه الصعوبة كابدها الشعراء الكبار،وعادوا الى البلاغة التقليدية عودة ألأبن الضال...
ربما يكون السبب أن حركة الشعر التي بدأت في أواخر ألأربعينات،لم تصل الى ذروتها الشعرية،كما ان السمات التي أنتجتها ليست بالسمات المطلقة،وانشغالها بقتل ألأب العمودي/شعريا أصبح هدفها ألأستراتيجي،وليس محض مرحلة يجب تجاوزها وألأنشغال بالفني والجمالي وتوسيع مديات قصيدة التفعيلة وهكذا عاد الشاعر من صناجة القبيلة الى صناجة حزب معين أو تتبناه منظمة مخابراتية بيافطة ثقافية تصدر المجلات الدورية والكتب وعلى الصعيد الوطني ..ارتفعت النبرة المنبرية في قصيدة التفعيلة،واتضحت كمون ألاضطراب الهرموني حين نقارن بين نصوص الشاعرة والشعراء
قارن بين مقدمة نازك في(شظايا ورماد) وتنظيراتها في كتابها النقدي(سايكلوجية الشعر)الصادر في 1993
أو مجموعتها الشعرية ألأخيرة(يغير البحر ألوانه)
أو المجموعة الشعرية للبياتي(كتاب المراثي)في منتصف التسعينات.
...(شجر الليل)للشاعر صلاح عبد الصبور
...(كائنات منتصف الليل) للشاعر عبد المعطي حجازي
...(البدوي ألأحمر) للشاعر محمد الماغوط.
واذا(اللغة هي التاريخ) أذن لا جسر بين التاريخ واللغة سوى...القصيدة بوعيها الثوري من داخلها وبأدوات انتاج شعرية حصريا،حين لا يصوغ الشاعر قصائده بل يسهم في تحويل آلآخرين الى قصائد عبر تناولهم الشعري للوجود وتلك كانت المهينة التي كرس لها بطل رواية (تماس المدن) حياته التي ختمتها فوهة أغتيال(14)
من هنا نرى ان قصيدة التفعيلة،رغم تمردها النسبي ،فهي مستمدة من نسق الثقافة العربية.أما قصيدة النثر العربية،فهي ماتزال تحاول بوعي شعري ،البحث عن نسقها عبر فاعليتها الشعرية،وليست من خارجها..
وهنا ساهمت الترجمة،بشكل فعال في دعم حداثية قصيدة النثر،وكان الرائد في هذا الدعم الشاعر(سعدي يوسف)،في ترجمة قصائد (جان فولان) (15) (ايماءات )مختارات من الشاعر ريتسوس،على أثرها انشغل الشاعر العراقي،باليومي والمحذوف والعادي،فتفعلت اتصالية بين السردي والشعري في قصيدة النثر العراقية،واخترقت ألأجيال(16)

-7-
اختم ورقتي بهذا التساؤل..
لماذا المستهدف هو الشعر العربي؟
لماذا الشعر وليست فنون السرد؟
لماذا دائما ..
دائما ذات ألأتهامات المتوارثة
*ألأعتداء على التراث
*تلويث الشعر
*أنتهاك المقدس اللغوي .
........................
........................
*هل توظيف القصيدة اليومية من قبل الهامش
تهدد نقطوية المركز..المتحكم بمراكز القوى كافة؟
*هل يكفي القول (الشعر هو السياسة)،ومن خلالها سنقول
الشعر :بشائر متغيرات في البنى ألاجتماعية،شعر السياب ونازك ومشتقاتهما ،هو الشعر الذي بشر بالثورة..في المنطقة العربية..
-2-

القصيدة الحداثية
من العتبة...الى العنكبوت
مسح عام بمنزلة وجيز أسترجاع



- 8-

مع أنحسار المد الثوري ،أصيبت ، الحداثة الشعرية ، بالميتافيزيقيا ، وأنشغلت الذات ،بذاتيتها ، وصار الشاعر (مجنونا في مستشفى الكلمات، يتسلق أسلاك الوردة ) ،على حد قول الشاعر فاضل العزاوي ،في البيان الشعري ،ان هذا النكوص ألأجتماعي ،لم يكن بأختيار الشعراء العراقيين ، بل هي ردة فعل على العنف السياسي ،الذي مارسته السلطة بغية أخصاء الفعل الثوري الذي مارسه الشاعر ضمن الحراك السياسي من موقعه كشاعر كان يرى أهم مهامه التصدي للظلم و ألأستبداد كما فعل السياب والبياتي وعبد الرزاق عبد الواحد ،وسعدي يوسف في خمسينات القرن الماضي
عنف السلطة...جرد
. ........ حلم الشاعر ألأعزل ألأ من قدراته الشخصية وما أوهنها ، ،وقذفته في قعر مظلمة ، وحين أطلقت السلطة صراحه ، كانت مطمئنة انها أطلقت سراح سواه الذي صنعته في ألأقبية ، خرج الاديب العراقي متمردا على نفسه وعلى سواه وهذه حالة صحية وليس مرضية، فكتب عزلته وتجربته المره لكنه هذه المرة كتبها على المرآة ليقرأها لنفسه ولمن يشبهه او يجاوره في الوعي والتجربة ،وهنا تخلت القصيدة عن القارىء الاول ،الذي كان الشاعر يخاطبه مباشرة ،تخلت القصيدة ، ولاذت بنخبة مغتربة محبطة منفية في الوطن ومحرومة من ابسط حقوق الحياة ...ثم أنعزلت في حداثة الاخر الكولونيالي وبالنتيجة فقدت التمييز بين أشكالية الثقافة الوطنية وأشكالية الثقافة الكولونيالية ،ولم تصمد سوى نماذج قليلة متأنية ،تأملت المشهد الشعري بكثير من ألأمعان ،وأطلعت على تجارب الأخر وأتصلت بهذه التجارب ، اتصالا حواريا بعيد عن الدونية أو التعالي ، وعلى يد هذه النماذج القليلة ، ازدهرت قصيدة النثر بعيدا عن المحاكاة وقريبا جدا من وقعنا العراقي المحتدم

-9-


موت الشعر،محاكاة لميتات سابقة ،بدء ا بأعلان نيتشة حول موت المطلق التي صرخها في القرن التاسع عشر ومرورا بموت الجبلاوي في اولاد حارتنا، وموت المؤلف ، التى جاهر بها رولان بارت ،او موت الانسان كما أطلق غارودي على البنيوية ، ان هذه الميتات أقرب ما تكون للشائعات فهي تحارب الشمولي والمقدس لتفرض علينا ما لديها من شمولي ومقدس ،

-10-

بحسب (جاكوب كرج ) (16)، ان الشاعر على استعداد للذهاب بعيدا ، من اجل البحث عن المتماثلاث ، فهو مستعد ان يحيد عن الطرق الأعتيادية للأ شياء المتصلة من اجل ان يعود بالوسائل من اماكن بعيدة عن الحقول المباشرة للفكرة .........وانا كقارئ أتمييز باستجابة حداثية أتساءل : هل يكفي التغيير في الشكل الشعري ،؟ لينتسب هذا النص او ذاك الى قصيدة النثر ؟ الأ يشترط التغيير مقدارا من الوعي في العلاقات الجوانية في التعامل مع اللغة ،ذلك لأن تلمس الحداثة يكون من خلال وعي هذه العلاقات والسعي لتفعيلها نصيا ،وهكذا تكون الحداثة الشعرية (متابعة في الشكل بوصفه بناء لغويا - جماليا وحضاريا )،وعلينا ان نعي جميعا ان تغيير شكل القصيدة لن يكون تغيير في الجوهر (الأ اذا جاء نتيجة تغييرات أساس في بنية الكلام نفسه الى درجة يجعلنا نرى ، أحيانا في نوع معين من النثر، شعرية أعلى من كثير مما يحسب شعرا )

-11-
استدرك واتساءل هل اسرفت في الكلام عن الشعر عموما ، وهو آلآن محض ذبابة في شبكات عناكب الانترنت ،التي ذوبت الأجناس الادبية لاكما ذوبت فرشاة دالي الزمن في ساعاتها.. ولم تصمد امام عناكب النت سوى الرواية ،التي احتالت على ال نت بمنظومة شفراتها وتنسيب بعض اعضاء العائلة الاتصالية الحديثة في نسيجها الروائي، وهكذا (يبدو الشعر في العصر الحديث ،كما لو كان جرما صغيرا ،في فلك لامتناه هو العلم ) بحسب االناقد الدكتور مالك المطلبي في (وهم الحدس) (17)
-3-
نماذج تطبيقية...
اتصالية اللون..
عزلة الزمرد/ ومابعدها..
(في البدء كان اللون....)
واسيني ألأعرج/ الليلة السابعة بعد ألألف.

-12-
وحدة الوعي بأزدواجه القيمي..وعي الذات/وعي آلآخر،من يصنف العزلة،من يرتبها في تراتبية ألأحجار الكريمة،خارج الشعر والشعر وعي العالم،وعيا متعاليا مكثفا متفردا وعيا لايخلو ..بل يشترط ذلك الغوص الشفيف...خارج وعي من هذا الطراز،لاأجنحة تنبت للعزلة ولا يكون للشعر سطوة خيميائية،فأذا كانت المعرفة هي صنو اللؤلؤ انتاجيا،فأن من مهام الشعر صقل لؤلؤ المعرفة ،مادام (كتابة الشعر تشير مجازيا بوصفها صقل اللؤلؤ/ص86- تعاليم الشعراء الصينين).
الشعر قيمة عليا،عندما لا يتسلح بغير سلطته الجوانية،وهي قدرته في تناول العالم شعريا، بغية تثويره..هذه القيمة حصريا،هي من تخلص الشعر من شبهة التواطؤ في تزييف الوعي وألأكتفاء بوظيفة قارة توصل الشاعر الى مرضي التخمة وعمى ألألوان،من جراء تحوله ذيلا في جسد سلطة السلطة،وتحول المتلقي الى يدين زاعقتين بالتصفيق ..بهذه الطريقة الأدارية،ينسجمان الشاعر والمتلقي في العالم..في حين تبقى وظيفة الشاعر الشاعر:الحياة في ألأختلاف والموت في التماثل .
كذلك تخبرنا نهاية(يسنين)(مايكوفسكي)(مندلستام)(خليل حاوي)(مهدي طه)(عبد الحسن الشذر)(عقيل علي)(أبن لنكك البصري)..
وحده الشعر من يخلص العزلة من عزلتها وينحتها لينضدها ضمن ألأحجار الكريمة.
-13-
بقية أخوان الصفا:(عادل مردان،فرات صالح،كريم جخيور،عمارعلي كاصد،علي عيدان هاشم تايه)..أصدقائي ألأكثر حزنا في هذه ألأرض،التي لايكف المخربون عن تخريبها:

شعراء بصريون حكوا الزمرد بقلوبهم فتدفق النبض شعرا ...يعتزلون في العالم لاعن العالم وبالطريقة هذه(تصل القصيدة الى مكان لم يصله الناس من قبل،ويرون معنى التجاوز ما تعبر عنه الكلمات/ص46/تعاليم الشعراء الصينيين)..
تقرأ قصائدهم فتلمس في زمرداتهم قسوة ألأختزال انهم يشيرون وعلى القارئ تفكيك ألإشارة /القصيدة وبالطريقة هذي يسهم القارئ في كتابة قصائدهم ويحقق اتصاله الشعري معهم..شعراء بصريون ضجروا من تفسير العالم شعريا وتآمروا على تغييره خيميائيا،وتلك بنظرهم ثورية الشعر:تحويل اللحظة الى حجر كريم،يتمرى آلآخر
في قصائدهم ثمة قطع حاد بين عالمين ولاأقول بين لونين
للون وظيفته ألأشارتيه،وهم عبر اللون يؤثلون اتصاليتهم الشعرية مع القارئ
-14-
بياضات العزلة/سوادات العزلة
بأستثناء الشاعر على عيدان،فالشعراء الزمرديون تشتغل قصائدهم على أتصالية /التضاد بين ألأبيض /ألأسود:
*كريم جخيور)بياض أرقط/كيف أذن/ سيكون عليه السواد/قصيدة:الجنوب مجاز ألأضرحة)
أن البياض هنا ليس بالبياض الصريح بل تشوبه شائبة الترقيط،وتساؤل الشاعر يقع في مقام تساؤل العارف لا الجاهل بألأمر ،لكن هناك غلبة البياض المطلقة عبر النسق الثلاثي(تغتنم النجوم فتنتها/الملائكة سدنة/ لإيماءات الياسمين:قصيدة انسجام اللازورد)..يمكن أن نرى في النجوم
ثقوبا بيض في ليل السماء،والملائكة أعالي الطهر الناصع والرائحة البيضاء لا تتأرج من غير الياسمين ومشتقاته،يقابله
ذلك السواد اللذيذ(سأربي شعرك/ليكتمل السواد).الظلام قوة السلطة الباطشة(الظلام يرتدي قوة البلاط)وبقوة مثل هذه،يريد تنزيل العالي الناصع(ويلوح للسحابة /أن انكسري)
-15-
البياض المؤجل أو...مساءات فرات صالح
العمى سواد قاس،فكيف له أن يقود سواه والى أين...؟
وأنى له ذلك اذا كان سواه أكثر منه؟ أنها الأتصالية/المعضلة
بين الواحد/الكثرة(جسدي:أعمى يقود قطيعا/قصيدة جمرات)
والغياب :سواد لاصق كالبشرة(مساءات بأكمام ضيقة/لي وحدي/يخيطها الغياب)،نحن أمام تراتبية نسقية للسواد
(1)مساءات../كثرة سوداء تنتح سوادا لاصقا بالبشرة
(أكمام ضيقة).هنا تبث القصيدة ايماءة للقارئ
العارف بسيرة الشاعر،ألأتشير ألأكمام الى اليدين/حركتها؟
ألأيمكن أن نقرأ القصيدة كالتالي(ليل بأصفاد: هوكل ما للسجين)،حيث تحيلني القصيدة الى الفترة التي كان فيها الشاعر مع كوكبة من مثقفي البصرة في سراديب (الرضوانية)..النسق الثالث هو الغياب..فأذا كان الحضور بياضنا،فالغياب هو السواد الذي نحاول تثقيبه ببياضات التذكر..(بسكين ذكراك/أشذب المساء المتطاول)..والشاعر هنا يهذب السكين عبرأستعمالها شعريا ..أحيانا يزج اللونين
ضمن ديالكتيك وحدة وصراع ألأضداد:
(وحشي وعميق ألأبيض
أنت والسواد تماما)
والمساء الضيق ألأكمام،لايحول دون سعة النهار:
(الى أحضان تدحرجان شموسا
يداك تؤسسان النهار)
ولايكتفي الشاعر بذلك ،وحتي يصون النهار،لابد من قوة دافعة : (خرائبي ذات مساء
سأفتحها فوق رؤوس السحرة)
وهكذا يكتمل نسق ثلاثي آخر للسواد(الخرائب/المساء/السحرة).
-16-
التحريض على السواد ..
أو أغنية الشاعر عمار على كاصد
نتدخل لنضيء،لا نمارس ازاحة قسرية لمنتوج الشاعر عمارعلي كاصد..تدخلنا لايخرج عن آليات قراءتنا..عنوان القصيدة
(عرض آخر للسيرك) فتضيف قراءتنا :
(عرض آخر للسيرك الذي هو الصباح)..في أطالتنا ذريعة التفسير،اما العنوان ألأيمائي الذي وظفه الشاعر فهو(ألأحلام المقضومة)..فأنه يفعل أتصاليته مع(صباح الخبز)..صباح عراقي منتوج لنا خصيصا في معامل التصنيع العسكري
أنه صباح عاطل عن العمل،لكنه غير عاطل عن ألأضاءة
(الوجوه: مقطبة والزيج هادل والجيب مثقوب)..صباح مهمش لاتستقبله المؤسسات ولاترفضه المقاهي(صباح المقاهي والتجوال)..انها صباحات تتدلى من غصن أسود معتم..يتدفق قيحا من افرازات شمولية الساطة..يقابله
الصباح آلآخر المنتج من لدن الوعي الحقيقي(صباح القصائد من لحم ودم تهتك أمن آلآخر)..وستكون شعرية صباح القصائد : ثلاثية النسق:
*تهتك أمن آلآخر
*تحفر قبور التواريخ
*ترقع عري صاحبها
ثم تعيدنا سيرورة القصيدة الى الصباح المسود،سواد فعلت قوة خارجية..أنه الصباح الفارغ كالقرب والداكن
مثلها،الناكث رماده في العيون التي ضيعت فردوسها
واتحفت بالخواء..هكذا تتقدم صوبنا قصيدة الشاعر عمار علي كاصد،وهي تفعل نفي النفي ،ثم تأتي الضربة ألأخيرة( صباح الطنافس المرصوفة حول العرش)..بقية القصيدة ،تحتفظ بأستقلاليتها الشعري
أراها قصيدة :تبدأ ب(ليكن ماؤك باردا) وتنتهي
ب(متنا/لهطول ألأمطار على ذوبان ثلج) وترتبط هذه
القصيدة حسب قراءتنا،أتصاليا بقصيدة(أغنية الشاعر):
(مجذوب أنا/أنادي يامياه
كوني أكثر عذوبة
ليته يراني هكذا
براقة وناعمة ليته
ليته يامياه)..
هنا عثرت قراءتنا على مائية ألأتصال بين القصيدتين
..يمكن قراءة كل جزء ضمن قصيدته لمن يشاء بالطبع.

السواد ..في قصائد عمار نتيجة ،سببه ذلك السواد ألأشدة قساوة : (بعد ما أرتفع بيننا
لم أعد أراك) لهذا السبب
(أضحى المساء مستديما)..كما أن غياب الشخص أدى الى غياب معادله الموضوعي:(أقمارك لن تظهر)
أزاء هذا السواد الحاد..يقف بياض شمولي يوسق المودات بكليته(بياض شعرك الفاقع
وقد غمر ذلك البياض
تجاويف المنزل)
أما ألأسود المطمئن،فسنراه في قصيدة(رحيل)
(منتهك/مستباح/ شعرك الأسود أنتشر فيه السخام/
مرت عليه الخيول) يقابله سواد باطش:
(كان ليلا شديدا) لكن المنتهك/الواحد ..يتصدى
لتلك الشراسات،ببياض ألأبتسامة(أبصرتك تبتسم)
هل ابصار ألأبيض هو القوة الرافعة،التي تجعله يبني للحقيقة جسرا(وتبني جسرا للحقيقة)؟

-17-
الشاعر علي عيدان والتماهي في ألأزرق
ألألوان محض هوامش،اللون ألأزرق هو المركز
صحيح أن ألأخضر ينافسه في(آلآوان..ألأخضر القوي)
وصحيح أيضا ان(الخراب الضروري) لايخبرنا به ألأزرق بل ألأرجواني/المعرفة:
(في مكتبة الكواز
رأيت أمرأة
تطالع في كتاب عنوانه
الكفن ألأرجوان
فعرفت أن هناك ثمة خراب ضروري)
لكن مواصلة قراءة المرأة..لاتوصلها لغير(ألأعمدة الزرق).فألأزرق هو الحقيقة المطلقة:
(ألأزرق متماسك وعميق
لايقع ولاينفرط).. صفة ألأطلاق في ألأزرق،تموضع شاعرنا علي عيدان في حيرة
التسمية:(ولأني لاأجد كلمة أفضل
أدعوه ذو الجلال) هل ألأزرق هو ألأبيض في غيبته؟ ذلك ألأبيض القصي المخبوء ! و(الحاضرأبدا)..أن الحضور المطلق للأزرق ..أما
ألأخضر/ألأصفر/ ألأحمر فمحض (وسائل) .ألأزرق
هو(أسلوب) بل والناطق دون سائر ألألوان(فقد أذن له الرحمن).
الشاعر علي عيدان يكتب قصائده بألأصباح،دون تفريط أو أفراط يستخدم ألألوان باقتصاد أسلوبي :يشير..يومئ،ويدعو فطنة القارئ الى المساهمة في كتابة القصيدة وتلك بحد ذاتها لذة كبرى للقارئ المنتخب،لا القارئ العادي

-18-
على يسار العدم..يثرثر الشاعر هاشم تايه
بلا دموع...
ألأخضر ينتج الطمأنينة،وألأخضر هو ألأعلى لدى الشاعر هاشم تايه(الطمأنينة على قرنك المذهب
تنثر خضراءها،في مروج
ألأعلى)
وللطفاء قلوب خضر(أرض خضراء
هي قلوبكم يالطفائي)
أما ألأبيض وألأسود فهما يتناصفان ألأمر،
(بين أبناء نهارك
أو بنات ليلك) وهناك غلبة ألأسود
(أعميت الطريق)(جرعة الليل ترقبه)(وضياءك يخور)(الضياء ملاذ)(ولكن ألأبيض وحده طوق النجاة)
(يامن تأبى ألأ أن تكون مغردا بضيائك الهلوك).
ألأبيض وحده رفيق شاعرنا هاشم،وهما يتجولان في(عربة النهار):
(ليس لأمر/قذفت الشمس بنفسها في عيني/ فأنتفضت
لكي يصلحني النهار) ان النأي عن النهار هو ألأحتباس في عتمة ألأسود.

- 19-
حسرة المشرقي الشاعر عادل مردان..
لا تشير بوصلة الشاعر عادل مردان لغير الشرق.
الفضاء تكتنفه كلية شرقية(فضاءات شرقية/مجموعته الشعرية ألأولى/الصادرة في أسبانيا/1999)والجنوب:شرق يمتهن خياطة ألأعلام الخضر،للعناء تلك السمة المتشققة منا وفينا
(العناء يرفع أعلامه الخضر)
لقد أرهق العناء الطرفين:ألأنا/ آلآخر(البدن/الجدار)
(العناء أضنى البدن وأضنى الجدار)

ولايكترث العناء لذلك فهو يكتفي بالرؤية الباردة
(يتطلع الى المعمار الفاجع) ولايتطلع لما يعبره من سواد مجنح بسببه(فتعبره طيور سود) والعناء يمكن أن يكون مصادرة البياض(ينطق شعاع النجم) وهو الواحد/الباطش الذي يجهز على الكثرة(قاعدا على جذوتنا) أنه وحش خرافي لايرضع ألأ من أفئدتنا
(أي شجرة مثلي ترضع من أفئدتكم) وهو الأسود الصفي الذي صادر حتى الهواء:
(أنا صفيكم ألأسود
الويل لي ولكم
لقد تسللت نسمة قبل قليل)
العناء هو الذي يصادر بياض المسرات
(أرى مسراتنا عمياء)
ومن جراء سواد العناء ،تجثم على ألأرض صيرورة سوداء مغلقة:
(ألأرض زنجية ينام على بكارتها القيظ)
القصيدة وحدها من لها قدرة على منازلة الصفي ألأسود: (ابنة العين
حبك:زيت لفانوس
الفن)
وعلى ضوء الفانوس سنعثر على الزرقة المنشودة
أبنة الناصع وسيحكي لنا ألأزرق كل المكابدات السود (أنا حجر أزرق
يحكي
قصص النوء)
وسنعرف أن البقاء لن يكون لغير الفجر الجديد المتمخض عن(دار النرجس) واشراقات القادمة من
النبع(ملائكة تنهض دائما
من القتل
مجنونة بالغير عذراء
دار النرجس
جاءت شرارتها من النبع)
وبالطبع لن ينصر ألأبيض سوى كيمياوي وهو يعلن
(سأحيل التفحم الى
ماس)...
-20-
نترك القصائد في حصن زمردها المعتزل..قاصدين مؤنث القصيدة..وهي تعزف ألأبيض وألأخضر على أوتار(البعد الخامس للعشق ..)




تقاسيم الليل والنهار /الشاعرة بلقيس خالد ..
تعزف ألأخضر والأبيض على
أوتار قصيدتها


تتعامل الشاعرة بلقيس خالد مع اللون بأندراج متأن، يتضح ذلك لمن تقصد أو يقصد بيتها الشعري،أعني..(أمرأة من رمل) مجموعتها الشعرية.. حيث تستقبلنا ب(حزمة ضوء)
وهي مجموعة من قصائد(الهايكو) المشبعة بالمحلية العراقية..الضوء هنا كثرة(حزمة) وحين نتأمل في القصائد نراه المحذوف والمرتجى المؤمل الذي تنتظره الشاعرة،وقد لايكون مرئيا لكنه محسوسا
بالنسبة للذات ألأنسانية الواعية لشرطها ألأجتماعي
وهذه عينة ...
.في الهايكو المعنون(وحشة)
(لاضوء...
يجمع سرب
فراشاتي..
هي ظلمة خانقة
وثمة جندب.. يعزف لأنثاه
فيشجيني...
............)
كأن الضوء سلك تنتظم به الفراشات..
الفراشات في حيرى..الجندب يبرم اوتار الظلمة ويعزف عليها..ذلك العزف الذي ينشط الرهف لدى الذات ألأنسانية في عزلتها..ألأيمكن أن نرى في العزف ايماءة ضوء شفيف؟! وستعاود الشاعرة العزف على قصائد/هايكو عراقي (أوتار بكماء) خارج هذه المجموعة تشتغل هذه النصوص على ألأختزال المكتنز بخصوبة المعنى وألأنزياحات
في هايكو(بصريون) تتفعل أتصالية بين ألأسود المخفف(الظل) وبين ألأخضر:
(لترتفع خيمة النخيل
تحت ظلالها
نتقاسم الطيبة)..
وألأخضر يكون مرتهن ب(دعاء مؤجل):
(صاح ملتاعا: تدعو لي أمي بأخضرار الدار)

وثمة حركة لذيذة بين النور والظل الشفيف
(خلف ستار النافذة
يختبىء النور)
في هايكو(ثقب):
(في حجرتي المظلمة
صوت القصيدة ينادي
ألبسيني ثوب النور
ألمح عين النور
تثقب الستار
فتحترق القصيدة
..................../ص25..)
نلاحظ أن ألأحالة التكرارية على مفردة (النور) له دلالته الموحية.. في هذا الفضاء المغلق.وتعاود الشاعرة ألأشتغال الشعري في هايكو(قميص) ضمن مفصل(تقاسيم الليل والنهار)( الليل أعمى
الذكريات
في الظلام مطويات
أي قميص
يعيد اليها النور؟
/ص55)
حيث يكون للقميص دور المفتاح لشفرة الذكريات في طياتها،وفي ذات الوقت فأن مفردة قميص تتغذى من مرجع ديني/سورة يوسف(اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا.../93) والعمى هو الطرف ألأساس في الهايكو(الليل أعمى)
أن ألأتصالية بين الصوت /الصدى،تستحيل على يد الشاعرة بلقيس خالد الى تجل صوفي الرهافة..يتسامى بوحدانية النور
(أنني...
ظلمة
وبنور عينيك
أغدو قمرا)
وفي النسق الثاني،تغدوا الظلمة صوفية النقطة والنور كأنه خط ألأعتدال الذي تقف عليه الزيتونة
وكقارئ يبرق في أفق استجابتي السيد المسيح وهو يهتف(أيكم رأى نورا أسمه ظلمة أو ظلمة أسمها نورا) ومن نسيج نور مماثل تؤثل القصيدة نسقها الثاني :(نقطة أنا
حين لامست خطك
أنبثقت شعاعا
يعانقك ألأفق
تضيىء بك ألأسماء)
في النسق ألأخير يكون للنقطة نبض قلب أنتهكه السواد،نقطة تجالد لتنغمر في البياض
(أنني قلب ثقبه الظلام
وبنور عينيك: أغدو قمرا/86)
في(هكذا حدثتني زهرة الماء) ثمة أحتفاء باذخ بالحياة ،سيادة اللون ألأخضر يلامسها القارئ
وتغمره بنداها :(ظل النخيل:خيمتي
عبق آلآس:أنفاسي
لون الحناء: لوني/78)..تحاول القصيدة توظيف آلية المنولوغ،وهي ضمن آليات السرد..يتضح ذلك عبر تكرار قراءة القصيدة


الملاحظ في مفصل(حزمة ضوء)..
أن الفضاء المغلق :تتكدس فيه الظلمة عبر الهايكوات التالية:(وحشة) (انتظار)(حفيدتي)(ثقب) والظلمة تغلق الفضاء المفتوح :
(كلما صهل البرق
في ظلمة سمائي
أغمض عيني
فأرى الكآبة
بكامل قيافتها )
وسيتكرر ذلك في المفصل الشعري
(تقاسيم الليل والنهار) وتحديدا في(عزف)
فمن أتصالية تضاد بين ألأخضر وألأحمر تكون سيادة ألأسود البغيض:
(كلما تعزف الحرية على ألأشجار
ينبجس اللحن
أحمر....
أحمر....
أحمر....
تمد ألأرض مائدتها
يرقص الغراب...
أستعدادا لنهش الثمن..
................)..نحن هنا أمام نص تشكيلي وحركة المشهد بترميزاته وعلاماتيته يخلق لدى المتلقي هاجسا لونيا لا يقوده لغير ألأيقاع اللوني في اللوحة..وتوظيف الألوان المتضادة :عبر المسكوت:لون الحرية /لون ألأشجار/ لون الغراب
أما المعلن فهو لون واحد يتكرر ثلاث مرات
:أحمر
أحمر
أحمر
ويمكن ان نقرأ التكرار هكذا
أحمر-------:بياض الحرية
أحمر-------- أخضرار ألأشجار
أحمر-------- سواد الغراب

في قصيدة (70) ثمة أتصالية الواحد/ الكثرة:
(رجل
:مجموعة ألوان في انسان/87)
حسب عبد الرزاق الجبران*- طالما أن ألأسماء ذاتية تمثل ماهية أشياءها وطبيعتها ونوع وجودهاوغايته
فهي اذن من تحدد أحكامها ومايليق بها من قوانين
فحين تزيح صفة رئيسة من كائن حي ،فأنك سوف تثبت فيه أسما مغايرا من جراء ألأزاحة:
(جرد..........
جرد السعف من خضرته
جرده من أسمه
سميه جريدا
ثم صيره حبسا
تزج الطيور فيه/91ص/قصيدة قفص).
ركزت القصيدة على ألأزاحة اللونية،وصيرت منها :مهيمنة القصيدة.
وألأخضر لاتراه الشاعرة بلقيس خالد ببعد واحد، بل هو لونه يشير الى دلالات ثرة:
(دائما يقصدني النهار محملا بأشجار الحكاية
للنهار:ضجيج أخضر
وحده النهار: من يحمل همس الليل
:صياحا أبيض.
الظلمات:كلما تحيك عباءتها
ينفض غزلها الصباح)
نلاحظ ثمة عروج نحو خصوبة البياض في النهار أو في الليل.
وحين يختلفان..النهار والليل لمن ألأولية في أستقبال اول عائلة بشرية سيكون مسك الختام: (شجرة التين)
وهكذا تكون السيادة لديمومة الحياة .

-21-
الشاعر عبدالله حسين جلاب ..رهافة البهجة الزاهية..
بمهارة تشكيلي ورهافته يتعامل الشاعر عبدالله حسين جلاب في توظيف ألألوان شعريا..يجعل الكثرة اللونية تتغذى علاماتيا من اللون ألأساس:
(في شجر أزرق ومن المحار
شيده الماء)..هنا تمنح الرؤية الشعرية للشجر لونا مغايرا للمألوف(أزرق) ولم يذكر لون المحار،ترك مخيال القارىء يصطاده..،ثم تشتغل القصيدة على تفعيل التسمية ،وفي أفق القراءة سيتأرج اللون المعطر:(شباك الحبق
شباك القرنفل
شباك المنشور
شباك الرازقي
شباك ألأقحوان
شباك الفل
شباك ملكات الليل) نحن هنا امام موسعة شعرية على هيئة قصيدة ..في القصيدة حين نتنزه سنتعرف على مرواح تبث صوبنا :تنويعات الجمال الملون

الشجرة واحدة (الزرقاء) لكنها كثرتها خصبة بتعددية الوانها،هي تعددية/دقيقة في علاماتيتها الفارقة تدركها روح الفلاح الجنوبي في الشاعر:
(الزرقاء المختلفة ألأغصان
دوحته:
غصن التوت/غصن البلوط/غصن الكرز/ غصن الخوخ/ غصن الفستق/ غصن النبق/ غصن اللوز/22)..
ومن واحدية ألأسود تتشقق كثرة لونية توحي بمنظومة دلالات:
(شجرته السوداء تلك
تتدلى من أعوادها
الحرباء؟
ريشة حمراء/ريشة خضراء/ ريشة صفراء/ ريشة زرقاء/ ريشة سوداء/ ريشة بيضاء/ وريشة بقعاء)
الشاعر عبدالله حسين جلاب يهبنا من معلوماتيات لونية ، وعلينا كقراء ان نفكك شفرتها. وقبلها منحنا
تسميات الورود لتستقطبنا أستجابتنا صوب ما يتأرج منها..وتلك هي بصمته الشعرية وتوقيعه الدال عليه بين الشعراء كافة..ومايزال الشاعر يفعل ابداعا متواصلا في فضائه الشعري المتطور.

-22-
الأبيض في سيادته المطلقة/
الشاعر عبد الرزاق صالح....

يفعل الشاعر تسمية ويعلقها ثريا لأحدى قصائده،من العنوان..يتضوع اللون برائحته آلآسرة
(أطفال الزعفران)
يبدأ قصيدته بكثرة زاهية:
(ياأزهاري البهية
ياأطفال الزعفران
يامن تلهون كالعصافير في مدرسة الهوى).
انها رؤية قلب المعلم الشاعر لتلاميذه،رؤية حانية:بنسقها الثلاثي المترعة بالمحبة:
*أزهاري*أطفال الزعفران*..كالعصافير
ثم تتدفق سيرورة القصيدة ببياضها الناصع:

(تلعبون بأنامل بيض
أنامل متسخة بالطباشير/102)
ومن هذا البياض البريء يتم تصنيع زهو الحياة
(طرزت على جناح فراشة:وردة)
ثم تعود القصيدة لتعزف البياض وتخاطبه
(ياصفحة بياض الكون!)
بياض له مهمة كبرى:
(أنتم هداية الغريب في عاصف الريح)

وحين يمر الليل في القصيدة،فهو شخصي وجواني
وستعالجه الطفولة :
(ياسنونو المحبة
داعبت قلب عجوز في ليل الصمت)..
وتواصل القصيدة تحريضنا على الفرح وألأنشغال به وحده:
(أنثري أيتها الطيور
حبات الحكايات،كالحنايا
على صبايا مهيضة الجناح
.......................
هبي يارائحة ألأزهار البهية
هفهفي ياقلوب الزعفران
فالضياء قادم من بريق العيون
عيون ألأطفال :الجذلى /ص102/قصيدة أطفال الزعفران/ المجموعة الشعرية/مراث ليست لمدينتي)..نلاحظ هنا ان الوعي الشعري يتواصل مع الوعي ألأجتماعي لدى الشاعر عبد الرزاق صالح/تواصلا بهرمونية عالية..وستواصل الطفولة براءة البياض حتى وان كبرت(بأنامل بيضاء
يلمس خيط التقوى
بمناقير طفولته
يلتقط حب القلب
برعشة يلامس غده/ص29/قصيدة الصوفي/ المجموعة الشعرية/ أغاني القبرات).

-23-
سواده أصفى من البياض...

الشاعر عبد السادة البصري:
نتوقف عند هذه القصيدة(ذاكرة مخرومة/ص78/من مجموعته الشعرية (أصفى من البياض): سنحصي حزمة لونية ينثرها الشاعر عبد السادة البصري في
لوحة قصيدته:
(أبتسامة صفراء)(شوقا ورديا)(مخاض أسود)(ورد أحمر)(القمل ألأبيض وألأسود)(عمروردي)(الواحات الخضر)..هذه التشكيلة اللونية الفوضوية،التقطتها حساسية الشاعر عبد السادة البصري من سيادة الكابوس على اليومي
وتمسيخ الواقعي الى فنتازيا نعيش بشروطها القسرية
حيث المحصلة النهائية :
(الثوب الملقى،ينقلب أفعى،تنساب،تنزل سما زعافا يهوى سنونو ،يلعق منه،يكبر،يكبر،يغدو عنقاء تلامس سطح الوهم بأعماقك تمضي وصديقك في الغربة روح أزلي/81)
نلاحظ ان الشاعر عبد السادة البصري،فعل أتصالية بين اللون وتوظيف الشكل الدائري في قصيدته،بكل ما يوحي هذا الشكل من انغلاق ..وهكذا اوصل الشاعر رسالة شعرية الى فطنة القارئة والقارئ

-24-
متعة التبئير الهندسي للون.../
الشاعر مؤيد حنون
لا يوظف الشاعر مؤيد حنون أي لون من ألألوان وهنا تفرده.يترك ألألوان حرة حتى من تسميتها أنه يكشط اسماءها ويتركها في فضاء من التجريد. يشتغل على متغيرات :التبئير/ ومؤثراته..عبر لعبة اللغة بمهارة هندسية منظبة في خمسة انساق شعرية متماسكة وفائقة المهارة
(اقتراب)

(بين ألألوان ألأكثر عمقا
أستدراج التلاشي
حيث المكان الفاغم بأنبهار السيدات.

بين المكان الفاغم بأنبهار السيدات
واللون ألأكثر عمقا
أستدراج للتلاشي.

أستدراج اللون ألأكثر عمقا
مكان فاغم بأنبهار السيدات

آخر الليل
اللون ألأكثر عمقا
يستدرج السيدات للأنحراف

ألأنحراف
أستدراج للتلاشي
حيث اللون ألأكثر عمقا
تستدرجه السيدات للأنحراف
نحو جهة مقصودة/ص51/ قصيدة أقتراب/من مجموعة- متعة القول)

*خلاصة
حاولنا من خلال العينات الشعرية،أن نفعل اتصالية الشعري باللوني..لايعني ذلك اننا وفقنا تماما..لكننا حاولنا ان نسلط ضوءا فرديا على نخبة من شعراء بصريين وشاعرة بصرية كيف تعاملت هذه العينات مع اللون لتوصيل شفرتها لنا عبر القراءة.

مكتبة الورقة المشاركة
*مجلة الكلمة:مجلة حداثية عراقية ،تصدر كل شهرين من النجف ألأشرف،صدر العدد ألأول في أيلول 1968
صاحبها ومديرها المسؤول:حميد المطبعي/رئيس التحرير موسى كريدي.أوقفت بأمر اداري في منتصف السبعينات،من قبل فاشية النظام الشمولى..المجلة صغيرة الحجم،كانت حاضنة للحداثة العربية كتب فيها كبار النقاد والشعراء والقصاصين العرب.. شخصيا لدي عنها دراسة مطولة،اطلع عليها بعض أساتذتي وأصدقائي
1-عبدالمالك أشهبون/الحساسية الجديدة في الرواية العربية/ أدوارد الخراط نموذجا/ منشورات ألأختلاف /بيروت – الجزائر/2010
2-عبد الرزاق الشيخ علي/ عباس أفندي – مجموعة قصصية – منشورات الثقافة الجديدة – 1959/ قدم القاص مجموعتة للنشر في عام 1954....
لكن عبد الرزاق الشيخ علي في عام 1957 خرج من بيته ولم يعد للأسباب سياسية/يسارية.
3-شارل لالو/مبادىء علم الجمال/122ص/دار عويدات/بيروت
4-نقصد قوانين نيوتن الثلاثة ومنها:قانون الفعل ورد الفعل.
5-معين بسيسو/على هامش المؤتمرات/مجلة الكلمة/ع2/1972



6- محمد عبد الحليم عبدالله/رواية لقيطة/السطر ألأول /الصفحة ألأولى
7- محمود أمين العالم/ماركيوز أو فلسفة الطريق المسدود/دار آلآداب/ط1/1972/ص9-10
8- جورج طرابيشي/حاوره ابراهيم العريس/جريدة الحياة اللندنية/ 20/11/2010/ نقلا عن موقع/الموقد
9- عيسى الناعوري/شعرنا الحديث الى أين/ مجلة حوار/العدد/9/نيسان – آذار
10-عبد القادر الجنابي/تربية عبد القادر الجنابي/دار الجديد/بيروت/ط1
11- محمد الخالدي/قصيدة النثر بين الضرورة والممارسة/مجلة الكلمة/ع5/1972
12- بربارة هاوس/رؤيا الشعر/
13- عبدالقادر الجنابي/المصدر السابق
14/نجيب المانع/رواية (تماس المدن)
15/سعدي يوسف/قصائد جان لافولان/مجلة الكلمة/ع2/1972
17- جاكوب كرج/مقدمة في الشعر/ت:رياض عبد الواحد/الموسوعة الثقافية/5/2004/بغداد /الشؤون الثقافية.

18- مقالتنا/اتصالية النص الظاهرة /النص التكوين..
قراءة في كتاب شعرية التواصل/للناقد والمترجم فخري صالح/ انظر موقعي/ الموقد – بصرياثا
19- مالك المطلبي/وهم الحدس/الموسوعة الصغيرة/2006/بغداد/الشؤون الثقافية.
*المجاميع الشعرية
*عزلة من زمرد/شعراء بصريون/ الكتاب الشعري ألأول لمجلة فنارات/أتحاد ألأدباء والكتاب العراقيين في البصرة/2004
*بلقيس خالد/امرأة من رمل/دمشق /الينابيع/2009
*عبدالله حسين جلاب/ خربشات بمخالب الغراب –قصيدة ألأيقاع/دمشق / الينابيع /2009
*عبد الرزاق صالح/أغاني القبرات/دمشق /الينابيع/ 2010
*عبد الرزاق صالح/مراث ليست لمدينتي/دمشق/الينابيع/2009
*عبد السادة البصري/أصفى من البياض/أصدارات اتحاد ألأدباء والكتاب العراقيين في البصرة/ع11
*مؤيد حنون/متعة القول/آفاق ألأبداع/صنعاء/2002



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - من شعرية الإنشاد ..إلى النقش البصري