أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد أبو سامي - مشكلة الصحراء المغربية أسباب وحلول















المزيد.....

مشكلة الصحراء المغربية أسباب وحلول


سعيد أبو سامي

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فترة طويلة يراودني هاجس الكتابة حول موضوع؛ قضية الصحراء المغربية، هذا الموضوع الشائك الذي شغل الرأي العام سواء الوطني أو الدولي، وتضاربت حوله الرؤى والتصورات والمواقف وذلك بحسب توجه كل شخص وقناعاته، لكن المهم أنه صار حديث الصغير والكبير والذكر والأنثى... وبعد أخذ ورد وإحجام وإقدام أحببت أن أشارك إخواني المغاربة بكلمات حول هذا الموضوع "قضية الصحراء المغربية" محاولة للإسهام في تنوير الرأي العام الوطني ولو بلفت الانتباه وإثارة الفضول، لأني وبكل صدق لست أهلا للكتابة، ولعله يصدق في حالي قول القائل:
دع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد
لكن عزائي أني محمد لوطني وأمتي جعلها الله خير الأمم. آمين
حقيقة أول مشكل اعترضني وأنا أحاول الكتابة في هذا الموضوع؛ مشكل نذرة المعلومات حول قضية الصحراء، فسألت نفسي، ماذا تعرف يا مغربي حول قضية الصحراء؟ ما هي حقيقة مشكل الصحراء؟ وكيف حدث هذا المشكل؟ ومن أحدثه؟ ولماذا أحدثه؟ ومن هي الأطراف المشارك في هذا المشكل؟ وجدت نفسي أمام حزمة ضخمة من الأسئلة التي أجزم أن السواد الأعظم من المغاربة لا يعرف جوابا لسؤال واحد من هذه الأسئلة.
ثم طرحت سؤال آخر على نفسي، ألم يسبق للكتب المدرسية المغربية المقررة في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية خصوصا مادة التاريخ والتربية الوطنية أن تعرضتا لمثل هذا الموضوع الخطير والحساس؟؟؟ فكان الجواب بالنفي قطعا،إذ لم يسبق لي- فيما أذكر- أن درست شيئا حول هذا الموضوع، وهنا تكمن الفاجعة فمناهجنا وكتبنا الدراسية تعاني من فقر مدقع خصوصا ما يتعلق بتاريخنا وديننا وثقافتنا وقيمنا وو...، ويطلب منا أن نكون وطنيين" فاقد الشيء لا يعطيه كما قيل"، سمعت أن البعض الدول الغربية لا تمنح الشخص جنسيتها حتى يلم بتاريخ الدولة وجغرافيتها، وهذا عين الصواب والحكمة، فإذا لم يكن الإنسان يعرف شيئا عن بلده وحضارته وثقافته فمن أين له أن يحب هذا الوطن ويتفانى في خدمته وفي الدفاع عنه، لأنه كما قيل " من جهل شيئا عاداه".
والآن إلى الأسباب لاشك أن أسباب أزمة الصحراء المغربية كثيرة جدا، تتفرع إلى أسباب تاريخية وسياسية واقتصادية... وأنا في هذه العجالة لن أطيل الحديث عن الأسباب بشكل تفصيلي كتلك التي تعود إلى الاستعمار الاسباني للمنطقة لأكثر من قرن، ولا عن الحقد الإسباني على المنطقة الذي تعود أصوله إبان الفتح الإسلامي للأندلس الذي أبلى في أبناء الصحراء البلاء الحسن، ولا عن دور كل من الدول الشقيقة في المنطقة مثل الجزائر وليبيا ومصر... ولا عن التفريط المغربي واستهانته بالوضع في المنطقة وغيرها من الأسباب الأخرى، لكن حسب رأي يمكن اختزال هذه الأسباب في أسباب جوهرية تتمثل فيما يلي:
أولا:البعد عن المنهج الرباني في حل المشاكل قال الله تعالى في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59، لاشك أن الأطراف المتنازعة حول الصحراء المغربية كلهم إخوة أشقاء في العقيدة، وهذا الخطاب الرباني موجه إليهم جميعا بما في ذلك المغرب والبوليساريو والجزائر وغيرهم، فهؤلاء الإخوة جميعا لو جلسوا إلى طاولة المفاوضات وحكموا كتاب الله وسنة رسوله في أنفسهم لما آل الوضع إلى ما هو عليه الآن، وإنما كان سيئول إلى أحسن مآل كما قال الله:{ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }.
ولاشك أن كتاب الله وسنة نبيه يقضيان بالوحدة والاتفاق،وينبذان التشتت والافتراق قال الله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46
ثانيا: التدخل الأجنبي الذي يسعى دائما إلى التحريش بين المسلمين، وإشعال نار الفتن والخصومات بينهم، حتى لا يكون للمسلمين شوكة ولاكلمة ولامكانة على الصعيد الدولي، خصوصا وأن الله تعالى حبا أغلب الدول الإسلامية بثروات طبيعية وبشرية وثقافية هائلة تؤهلها، لو جمعت كلمتها ووحدت صفها بأن تكون قوة مؤثرة في العالم. وعليه فالقوى الغربية تعمل بجد في تحقيق مزيد من التفتيت والتشتيت للدولة الإسلامية سعيا في إضعافها والقضاء علو وحدتها.
ثالثا: وجود فئة أنانية لها مطامع خسيسة تحب الاصطياد في الماء العكر كما قيل، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه، تأمين لمصالحها وأطماعها.
هذه هي أهم الأسباب الرئيسية في نظري التي تفرعت عنها باقي الأسباب الأخرى المعروفة والمبثوثة في كتب التاريخ وغيرها.
والآن إلى مجموعة من الحلول العملية التي أرى من خلالها يمكن جمع الكلمة ورأب الصدع بين الإخوة الأشقاء، وهذه الحلول ينبغي على دولتنا الحبيبة "المملكة المغربية" هي التي تتبناه وتعمل على تحقيقها على أرض الواقع، لأننا نعتقد وكل العالم يعرف هذا أن الدولة المغربية هي صاحبة الحق في المنطقة بل أن الدولة المغربية سلبت منها أراضيها مثل موريتانيا وتندوف... و من هذه الحلولما يلي::
أولا: التعريف بالقضية على الصعيد الوطني والإسلامي والدولي.
ثانيا: فتح المجال للدعوة إلى الله في ربوع الأقاليم الصحراوية لربط الناس بدينهم ووطنيتهم، إذ أن حب الأوطان من الإيمان، وإقناع الناس أن قضية الصحراء هي قضية مصيرية بالنسبة للأمة وليس للمغاربة فقط.
ثالثا: على المملكة المغربية أن تضاعف الاهتمام أكثر بالأقاليم الجنوبية، ولا أقصد بمضاعفة الاهتمام توفير مزيد من الطعام والشراب واللباس... وإنما العمل على إعمار المناطق الصحراوية من خلال إنشاء المشاريع العملاقة، وتأسيس المدن الكبرى وغيرها من المشاريع التنموية لأنه كما قيل: "لا تعطني سمكة كل يوم ولكن علمني كيف أصطادها " ولاشك أن هذا العمل سيعود بالرفاه والخير العميم على كل المغاربة، خصوصا وأن المناطق الداخلية تعاني من مشكل السكن والاكتضاض والتلوث...
رابعا:على المملكة المغربية أن تتخذ قرارا جريئا وعمليا يقضي بالعفو على كل من ساهم من قريب أو من بعيد في العمل مع جبهة البوليساريو، ومنحهم مناصب ووظائف في إدارة شؤون الصحراء، ولما لا حتى شؤون المناطق الداخلية؟؟؟، إذا كان المهم هو الكفاءة والخبرة.
هذا، ونسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين ويؤلف بينهم ويردهم إلى دينهم ردا جميلا.
والسلام عليكم وشكرا
وكتبه: سعيد أبو سامي



#سعيد_أبو_سامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يأخذونا أسرى...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد أبو سامي - مشكلة الصحراء المغربية أسباب وحلول