أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عمار بكداش - قمة الثماني لا شيء جديد على الجبهة الغربية















المزيد.....

قمة الثماني لا شيء جديد على الجبهة الغربية


عمار بكداش

الحوار المتمدن-العدد: 3214 - 2010 / 12 / 13 - 20:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كما هو منتظر لم يصدر شيء ملموس عن قمة الثماني الكبار (G-8)، أي شيء ملموس لمعالجة عواقب الأزمة الاقتصادية الدورية التي عصفت وتعصف باقتصادات هذه الدول كما في اقتصادات دول العالم التابعة لها، مخلفة زيادة البؤس وانهيار الآمال بأي تحسن ممكن في ظل النظام الاقتصادي الاجتماعي القائم. نعم .. إن الدول الثماني ــ الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا العظمى، اليابان، كندا، روسيا (؟)، وإيطاليا مضيفة هذه القمة في مدينة أكويلا، هي تجسيد ومحرك للنظام العالمي القائم في العالم، والذي مهما تعددت مسمياته إلا أن الوصف اللينيني له يبقى هو الأدق وهو الإمبريالية المعاصرة أي الرأسمالية في طور التعفن.
نعم .. إن هذا النظام يتعفن ومصاب بداء لا علاج له إلا بالجراحة الجذرية. فكل العلاج الموضعي ــ الليبرالية المطلقة في الأمس القريب، وحالياً العودة إلى أساليب رأسمالية الدولة في مراكز كان يخيل أنها ثبتت على الليبرالية وإلى الأبد. لم تنفع في شفاء المرض العضال. هذا الشيء الذي من الصعب على زعماء الدول المجتمعة أن يعترفوا به، كونهم يمثلون مصالح طبقية محددة، أي مصالح الطغم الاحتكارية التي يتحدد شرط بقائها مسيطرة بالبؤس والإملاق والبطالة وجوع أغلبية سكان المعمورة.
ومن الطبيعي أن لا يجري البحث في مثل هذه القمم لأصل الداء، فالمجتمعون غير قادرين، وغير راغبين في ذلك، بل جرى البحث في كيفية معالجة بعض المظاهر الناتجة عن تطور هذا النظام الرأسمالي المتوحش. فقد جرى التركيز على مسألة تلوث البيئة وحتى في هذا المجال الذي يهدد البشرية ككل كان واضحاً تفوق عوامل المنافسة الرأسمالية.
فالولايات المتحدة الأمريكية التي كانت ترفض سابقاً وبشكل مطلق بحث أي شيء يتعلق بتخفيض عوامل تلوث البيئة الناتج عن المنشآت الأمريكية، ولهذا السبب فهي رفضت في عهد إدارة بوش الصغير التوقيع على اتفاقية كيوتو للحد من التلوث البيئي، وافقت الآن على طرح هذه المسألة للبحث. ولكنها ربطت هذه المسألة بعوامل التلوث الناتجة عن التطور الاقتصادي لدول مثل الصين والهند، أي أنها طالبت عملياً بكبح تطور هذه الدول التي تخشى أن تشكل منافساً جدياً لسيطرة احتكاراتها على العالم.
فإذن .. حتى تحت يافطة هذه المسألة الإنسانية طرحت مسألة مستقبل الصراع بين الأقطاب الرأسمالية المهيمنة والأقطاب الرأسمالية الصاعدة. وعلى كل الأحوال أُجِّل الحل النهائي لهذه القضية لغاية العام /2050/، وانتظري يا بشرية.
وما كان ممكن لهذه «قمة أسماك القرش الإمبرياليين» أن تتجاهل مسألة الجوع الذي يجتاح العالم والمتفاقم يوماً بعد يوم في الدول الفقيرة التابعة، نتيجة تفاقم الأزمة الدورية الاقتصادية. لذلك قرر زعماء الدول الإمبريالية فرز مبلغ /20/ مليار دولار من أجل تطوير إنتاج الغذاء في الدول الفقيرة. إنه فعلاً لكرم حاتمي خاصة إذا قورن بالتريليونات من الدولارات التي رصدتها وصرفتها فعلاً حكومات الدول الرأسمالية الكبرى من أجل إنقاذ احتكاراتها المتعثرة. نعم .. إنقاذ حفنة من سادة النظام يستحق صرف آلاف المليارات من الدولارات، أما المليارات من الفقراء والبؤساء والجائعين في العالم، فهؤلاء لا يستحقون أكثر من /20/ مليار كصدقة من أجل إسكاتهم.
هذه هي نتائج قمة الثماني وهنا يصح القول أن الجبل تمخض فأراً ولا يمكن أن يكون الحال إلا كما هو عليه.
ويلحظ المحللون أن زعماء الدول الإمبريالية المجتمعة حرصوا أن يطمسوا خلافاتهم ولا يظهروها للعلن وذلك حفاظاً على التضامن الإمبريالي. فالمصالح الطبقية فوق كل اعتبار ويجب القول إن هؤلاء المجتمعون يتمتعون بوعي طبقي عال. وهذا الشيء من المحبذ أن يكون نموذجاً لبعض ممثلي اليسار الغارقين لما فوق رؤوسهم في مستنقع مفاهيم القيم الإنسانية المشتركة التي لا مكان لها في هذا العالم، عالم الاستقطاب الطبقي. فقط مشكلة خلافية واحدة ظهرت للعيان، وهي الموقف من إيران. فقد أصر بعض المغالين الذين مثلهم بامتياز الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتبجح بولائه للصهيونية وربما عوامل نشأته تلعب دوراً أساسياً في ذلك، أن يتضمن البيان الصادر عن القمة إدانة لعواقب الانتخابات الرئاسية في إيران. وتصدى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لذلك، بحجة أن ما جرى في إيران هو شأن داخلي لا يجوز للدول الأخرى التدخل به بشكل سافر.
وبعد الوساطات من قبل الرئيس الأمريكي أوباما والإيطالي برلسكوني جرى الاتفاق على إدانة تصريحات الرئيس أحمدي نجاد التي ينكر فيها حدوث الهولوكوست (الإبادة الجماعية لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية). نعم .. إن زعماء الدول الثماني يهتمون بالتاريخ إذا كانت المسألة التاريخية المطروحة مرتبطة مباشرة بتبرير العربدة الصهيونية الحالية. علماً أنه من المعروف للجميع أن الرئيس نجاد لم ينكر في تصريحاته اضطهاد اليهود في أوروبا ولكنه أشار إلى أن وزر هذا الاضطهاد يجب أن يتحمله الأوروبيون الذين ارتكبوه وليس العرب الذين احتووا اليهود أثناء اضطهادهم في الغرب وخاصة في القرون الوسطى. كما أشار الرئيس نجاد أن اضطهاد اليهود في السابق لا يمكن أن يكون تبريراً للمجازر والفظاعات التي ترتكبها إسرائيل الصهيونية.
ولم ينبع الاعتراض الروسي على تطرف غلاة الصهيونية، عن كون الرئيس دميتري ميدفيديف ونظامه نصير ثابت لحركات التحرر الوطني، بل هناك مصالح جيو ــ ستراتيجية روسية كبيرة جداً في حوض القزوين عموماً ومع إيران تحديداً. والأوساط الحاكمة في روسيا غير مستعدة أن تتخلى عن هذه المصالح الحيوية كرمى لعيون ساركوزي أو ابتسامات أوباما. إذ ما زالت مسألة السيطرة على محيط بحر قزوين تشكل أحد المحاور الأساسية من الصراع الما بين الإمبريالي، بل في المرحلة الراهنة هو محور أساسي في هذا الصراع.
وفي المرحلة الثانية من قمة الثماني انضم إليهم ممثلو مجموعة الخمسة (الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجمهورية أفريقيا الجنوبية) مطالبين بمكانهم تحت الشمس.
وطبعاً في ظل الأنظمة السائدة في تلك الدول هذه المطالبة تعني بالدرجة الأولى مزيداً من المجال لنشاط برجوازية تلك البلدان. ومن الملفت للنظر أن الرئيس الصيني خوجين تاو لم يحضر أعمال هذه القمة بل هو عاد أدراجه سريعاً إلى بلده لمعالجة الأوضاع المضطربة في إقليم سنزيان ذات الاستقلال الذاتي. ومثل هذه الأحداث كانت ستحدث أولاً أو آخراً. فالتطور الرأسمالي يقع في تناقض تناحري مع مفهوم العدالة الاجتماعية والمساواة بين القوميات. وقد شاهدنا مثل هذه الاضطرابات في الاتحاد السوفييتي أثناء التحولات الرأسمالية وكذلك في يوغسلافيا (السابقين للأسف). إذ أن الاستقطاب الطبقي يجد أحد منافذه في تفاقم كل المشكلات بما فيها التناقضات القومية. ففي ظل النظام الاشتراكي المبني على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج وهي الأساس للعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين لم نشهد مثل هذه الصدامات، كانت لاشك هناك بعض النعرات، ولكن الوضع الاجتماعي العام في البلاد كان كفيل بتهدئتها وإخمادها. ولكن إلى جانب هذه التحولات الداخلية لابد من النظر إلى التآمر الإمبريالي بشكل جدي. فما حدث في سنزيان ليس بعيداً عن الطموح الستراتيجي للإمبريالية الأمريكية في السيطرة على منطقة محيط بحر قزوين، وكذلك المساعي الأمريكية المستمرة في إضعاف الصين بما فيها زعزعة وضعها الداخلي. ويجب أن لا يغيب عن النظر أن قادة وملهمي الحركة القومية الأويغورية موجودون في أمريكا ويتلقون دعماً متنوعاً من الأوساط الحكومية الأمريكية ومن المنظمات الصهيونية.
وخلاصة الكلام .. أن قمة الثماني بالرغم من كل الابتسامات المصطنعة للمشاركين فيها والعناق الحار بين بعضهم، لم تخفِ تفاقم التناقضات فيما بينهم، نعم .. هم متفقون على نهب الشعوب ولكنهم مختلفون على تقاسم الحصص. من هذا النهب.
لم تكن ولن تكون عندنا أوهام أن تنتج مثل هذه القمم أي خير للشعوب.
الشعوب ستنال الخير بيدها من خلال نضالها ضد القطب الإمبريالي. وهناك مهام كثيرة وكبيرة في هذا المجال لبناء وتوطيد الجبهة العالمية المناهضة للإمبريالية، وخاصة أن كل الدلائل تشير إلى زيادة احتدام الصراع الطبقي على النطاق العالمي.



#عمار_بكداش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد بكداش والأدب
- الأزمة الدورية للرأسمالية
- في الذكرى التسعين لقمة الزمان


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عمار بكداش - قمة الثماني لا شيء جديد على الجبهة الغربية