أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قيس والي عباس - المنتج الصناعي .. اللغة ، العلم و الثقافة















المزيد.....

المنتج الصناعي .. اللغة ، العلم و الثقافة


قيس والي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنتج الصناعي بين اللغة .. العلم .. الثقافة
تشكل اللغة والعلم والثقافة جانباً اساسياً من مؤسسات الهوية سواء للمنتج او للمجتمع، فمن خلال تفاعل هذه الجوانب وصياغتها بالشكل الصحيح سيكون من الممكن ان يوجه المصمم الصناعي رسالته الى المتلقي والتي تضفي نوعاً من التأثير الجيد في ثقافة المجتمع متى ما استقبلت ايجاباً من قبله او ان تتحدد في هذا التأثير اذا كان استقبال هذه الرسالة سلبياً، ان المضمون الفكري للمنتج يمكن ان يحوي الكثير من توظيف للعلم في اطار يحقق الفائدة للحياة الانسانية وبالتالي صياغة هذا العلم في صورة منتج صناعي يسهم بالرقي بالثقافة الانسانية على مختلف المستويات. وهذا الامر جبلت عليه عمليات تطوير المنتجات الصناعية منذ فجر الحياة البشرية مروراً بالتطورات التي صاحبت الثورة الصناعية وستستمر هذه الجدلية ما استمرت الحياة، وبما يحقق متطلبات الدرس سنتناول نموذجين يؤديان ذات الوظيفة الا انهما يتجاوزان ذلك للاختلاف في مجالات اللغة والعلم والثقافة و لنحدد من خلالها التطورات التي اصابت هذه المفاهيم.
1. التصاميم القديمة لاجهزة التلفزيون :
يتذكر أغلبنا التصاميم التي كانت سائدة في صناعة أجهزة التلفزيون ولسنين طويلة، لقد كانت هذه التصاميم تعبر مفاهيم متعددة نبعت بالاساس من مخرجات التطورات العلمية التي مثلت تلك الفترة الزمنية لذا فهي تمثل صياغة لغوية جديدة آنذاك تتسق وطبيعة المجتمعات التي انجذبت في جانب منها ونفرت في الجانب الاخر، وهذه الاشكالية نشأت نتيجة التفاوت الثقافي الذي نشأ في جانب منه على التفاوت في تلقي المفهوم اللغوي لما يطرحه المصمم الصناعي. الا ان تلك التصاميم شكلت نوعاً من المحاكاة للطبيعة من خلال توظيف خامة الخشب والذي استمر لسنين طويلة خشباً طبيعياً قبل ان تدخل الخامات البديلة (الاخشاب الصناعية). اما على الجانب الادائي فقد كانت هذه التصاميم تشكل في ذلك الوقت صيحة كبيرة تكاد تتجاوز تصوراتنا الحالية للمنتجات الحديثة وتقبلنا لها ان التوظيف السليم والموفق للعلم في هكذا منتجات كان له رد فعل اعلى بكثير من ردود افعالنا امام اي من المنتجات الحديثة. لماذا؟ لان هذه المنتجات لم تكن في الواقع قد انتشرت بشكل واسع ولم يستسيغها العقل آنذاك فضلاً عن اشكالية الاتصال والتواصل بين المجتمعات فما نراه طبيعياً بالنسبة الى مجتمع معين يعد من نسج الخيال لمجتمع آخر، لذا فقد انتقلت هذه المنتجات بالذائقة الجمالية والارتقاء بثقافة المتلقي في ذلك الوقت اكثر بكثير مما تؤثر به هذه المنتجات في عصرنا الحالي بالرغم من محدودية الاداء لهذه المنتجات حينها والتي يمكن ان نراها في الاقتصار على البث باللونين الابيض والاسود ومحدودية ساعات البث ومن ثم محدودية الفئة المجتمعية التي يمكن ان تسمح لها وضعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بالتفاعل مع هذه الاجهزة. هذا من جانب ومن جانب آخر فان الوظيفة هنا سجلت اقتصاراً على البث التلفزيوني كوظيفة ادائية للمنتج.
2. التصاميم الحديثة لأجهزة التلفزيون :
تشكل اجهزة التلفزيون الحديثة ثورة على المستوى التصميمي او على مستوى الاداء والذي تحول الى اداءاً تفاعلياً بين المنتج والمتلقي الامر الذي أفرز توظيفاً واسعاً للامكانيات التي وسعت من مدياتها التقنيات الحديثة على نطاق تغيير كلي لمفهوم التلفزيون ووظائفة التي كانت تقتصر على وظيفة واحدة في النموذج الاول نجد ان الاثراء الوظيفي في هذه التصاميم قد كان حاضراً بحضور فعال لمجموعة الوظائف التي يمكن ان تسجل دخولاً يمكن اعتباره طبيعياً متناغماً مع هذه التكوينات لذا كانت وظائف مثل دمج اجهزة استقبال البث الفضائي في التكوين وتوظيف الالعاب التفاعلية بشكل واسع فضلاً عن استعمال تقنية الـــــــ HD و 3D و 6D في التصاميم الحديثة وما وفرته هذه التقنية من تغيير كبير في مفهوم التلفزيون والذي جعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من المشهد ضمن الخبر واللعبة والفيلم والاغنية وبرامج الترفيه الاخرى. هذه التفاصيل بحد ذاتها تشكل لغة التصميم هنا والتي تم صياغتها بشكل جيد بالاعتماد على المؤشرات العلمية المتطورة باضطراد في عصر المعلوماتية التي جعلت من العالم برمته أشبه ما يكون بقرية صغير يتواصل افرادها بكل يسر وسهولة وما ترتب على ذلك من عملية امتزاج بين ثقافات متعددة فما يمكن ان يطرق باب المجتمع في شمال الكرة الارضية من تطور تقني يطرق في ذات الوقت ابواب مجتمعات جنوبها وان كان هناك تأخير في التوقيتات فلن يتجاوز فترة زمنية بسيطة. ان من ابرز مخرجات هذا التطور التقني الذي نعيشه حالياً هو الارتقاء بالمستوى الثقافي للمجتمعات نتيجة الربط المنطقي لسلسلة من العلوم واللغات وصهر الثقافات المتعددة في بودقة واحدة لانتاج ثقافة تتسم بالعالمية، رغم محاولة بعض المجتمعات الحفاظ على خصوصية ثقافتها وكأنها تقبض على قطعة من الجمر فهي تقف امام تسونامي تقني لن يبقي خصوصية لأحد الا من خلال السير مع هذا الاتجاه ومحاولة ابراز الثقافة الخاصة كجزء من الثقافة العالمية.
من جانب آخر حققت النماذج المصممة لأجهزة التلفزيون انعكاس آخر في مفهوم التصميم الداخلي للفضاءات ففي النماذج القديمة ومحدودية حجم شاشاتها العارضة كانت تشغل حيزاً بسيطاً من الفضاءات الداخلية رغم امتلاكه بعض الخصوصية والسيادة الامر الذي لم يحيد بقدر كبير عن ثقافة هذا المجتمع، الا اننا نجد ان مفهوم التصميم الداخلي للفضاءات وضعت المصمم الداخلي تحت طائلة الضغط من قبل هذه التصاميم الحديثة على مستوى الشكل والحجم والامكانيات التي اصبحت غير محدودة في ضرورة التغيير في المفهوم العام لتصميم الفضاءات على مستوى توزيع الاثاث والمكملات وعلى مستوى نوعية تصميم هذه الوحدات بما يحقق الانسجام بين جميع مكونات الفضاء الداخلي، هنا طرحت ثقافة جديدة اتسمت بالعالمية او ما نطلق عليه في جانب آخر بالعولمة.
مما تقدم نستخلص ان العلم في تطور مستمر، وبناءاً عليه تتغير الامكانات التطويرية والابتكارية للفكر الانساني والذي يقدم الى الحضارة البشرية بصيغ متعددة توصل رسالة المصمم الصناعي بالابلاغ عن المديات الكامنة وراء التطور العلمي ومن خلال عمليات التفاعل المستمر بين هذه المفردات سنكون امام طرح توجهات ثقافية جديدة فلكل زمن امكاناته العلمية وتفاعلاته وثقافاته بما يتلائم وسمات تلك الفترة الزمنية فما يطرح اليوم من منتجات صناعية تعد في فترات سابقة افكار من نسج الخيال العلمي لكن لمجتمعات اليوم نلحظ ان الامر طبيعي ويمكن التعامل معه بسهولة ويسر حتى نصل الى مرتكز مهم هو عالمية اللغة والعلم والثقافة.



#قيس_والي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقنيات في تصميم المنتج الصناعي.. وجهة نظر فلسفية (الحركة و ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قيس والي عباس - المنتج الصناعي .. اللغة ، العلم و الثقافة