أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد دريوس - سوريات 2














المزيد.....

سوريات 2


محمد دريوس

الحوار المتمدن-العدد: 963 - 2004 / 9 / 21 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


الكتيبة في بلاد العجائب
دخلوا الغابةَ ودهسوا الأرنبَ - العكاريت - في صيفٍ جميلٍ وعنايةٍ إلهية .
السائقُ رفضَ تقاضي أجرة فابتعدتْ الكتيبةُ حاملةً نصفَ امتنان - لأنها جاءتْ دون دعوة - وفوق رأسها سحابة شكر .
العكاريت خربطوا الحدودَ وكثيرا ضحكوا عندما تاهتْ أوسمةُ الضبّاط في حشيشةِ البقاع وعندما لم يجدوا عسلاً بالوا على العتبة.
الحياةُ المبلّلةُ تعفنتْ في الهواء ِالرطبِ للكتائب ولا من يسمع في هذه الناحية من بلاد العجائب .
الذخيرةُ الحيةُ سقطتْ من عالي الشرفات فاستقبلتها طناجرُ الألمنيوم والصحونُ عاليةُ الحواف, أيضاً الأحضانُ المفتوحةُ لرئيسِ كوتشينة وعساكر يقاتلون حتى آخر بستوني .
كان الرئيسُ مرتاحاً وبقيَ مرتاحاً وعوضَ الخطاب دعا الجميعَ إلى خمرة ٍمجانية .


ابن الغسالة

أنا ابنُ الغسّالة , روحي بقّعها الصابون , علقتها أمي على التينة كي لا تنشفَ إلاّ بصحبةِ الرب .
الزبائنُ , أصحابُ الألبسةِ المرقّطة , من الجبالِ الساخنةِ بملحها والمتوحشة بألبستها الداخلية لدرجة أن روحي تخجل .
الجبالُ الداكنةُ بقبعتها العَلَوية حيثُ الأسودُ تلدُ بلدوزرات العياط .
يريدونها كما لو لمْ تستخدمْ , أرواحهم
يريدون تنظيفَ حلوقهم من آخرِ شتيمةٍ وأقفيتهم من رفسات الأستاذ .
ربما الفلاحون البُلْه يحسّون حيرةً إضافيةً لرؤيةِ انقلابِ الحياةِ على البطانة وتحوّلِ الأصدقاء في محنةِ السرايا .

نظّفْ قميصكَ بدولار
نظّفْ روحكَ برصاصة .

ألا تنظفُ صوتكَ يا أخي ؟
ألا تنظفُ صلاتكَ يا مولانا ؟
ألا تنظفُ روحكَ , سيدي الرئيس ؟

الشاعر

في أحدِ الأيام انتبهَ الشاعرُ فوجدَ أنّه لمْ يبنِ حياته بعد . غضبَ . قلبَ بيتَ الشعر . اشترى حجارةً واسمنتاً وبنائين وصبياناً للعمل .
أقامتْ الحجارةُ تظاهرةً رافضةً العملَ لمساعدته .
ذُهلَ. سألها : لماذا ؟
أجابتْ : لم تكوّن نفسكَ بعد .
نظرَ الشاعرُ إلى نفسه وجدها فارغةً . استغربَ . جَبَلََ كيسَ اسمنت وملأَ نفسه .
شبعتْ. انبسطتْ . جفّتْ . صارتْ نفسُ تمثال .

عنيد

بعد الحرب وغيرها ضاعَ الأملَ والنورَ .
جاءتْْ الشرطةُ . فتّشتْ في الماضي, في الحاضر , في المستقبل , دون فائدة .
الكلابُ المدّربةُ شمشمتْ . نبحتْ . أكلتْ أذنابَ بعضها , داختْ ولم تجدْ شيئاً .
ما العمل ؟ بلادٌ بلا أملٍ ونورٍ لا تساوي قشرةَ بصلةٍ بائتة .
رجلٌ اسمه عنيد ذهبَ لزيارة ِوالدته , قالتْ : أهلا ً, نوّرتَ يا بني .
الكلابُ شمّتْ نوره فوراً فقبضوا عليه واتهموه بسرقةِ الاثنين , الأمل والنور .
أنكرَ . زعقَ . حلفَ على المصحف . لم يصدقوه . ركبَ رأسه .
قالوا له : انزلْ يا عنيد . رفضَ النزولَ والربُّ في السماء .
سحبوا اسمه . طحنوه وأسموه مطيع .
قالوا له : انزلْ يا مطيع . نزلَ مطيع عن رأسه وحبسوه في زجاجةٍ لينوّرَ الشعب .

فريق

كانوا يمرضون لرؤيتي حاملاً كتبَ الكبار , الأقرانُ الذين شكّلوا فريقاً لجَلْدِ عُميرة في ملعب الزيتون .
كانوا يتكهربون عندما تزورني رفيقة حاملةً وردةً ومشروعَ قبلة
وعندما علموا أن أبي لا يضربني ظهرَ كلّ يومٍ وصباحَ كلّ مساءٍ ماتوا من الدهشة .
سرقتُ عشر ليرات ثمن القهوة وحملتُ قصائدي إلى المقهى ليراها الدكتور .
سألني : كيف " الفسيسة " معك ؟
لم افهمْ . فهمتْ . استحيتْ . أسيرُ من حيّ "علي الجمال " إلى " الشيخ ضاهر" لأسمع كلاماً بذيئاً
استغربتْ . لمْ أدفعْ ثمنَ القهوة وعدتُ بالبوسطة .
ذهبتُ لزيارة أبو مكسيم . أعطاني " نضال الشعب " و" ما العمل "
لعنتُ الشعبَ ونضاله وثلاثةَ آباءٍ لمكسيم ورحتُ ركضاً إلى الشيخ ضاهر لأرى الدكتور وشكّلنا فريقاً هامّاً .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريات


المزيد.....




- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...
- نجمة عالمية تتألق بفستان استثنائي منذ عام 1951 في مهرجان كان ...
- عند الفجر وقت مثاليّ جدا للكتابة.. نيكول كيدمان محبطة من ند ...
- -ظل والدي-.. أول فيلم نيجيري يعرض في مهرجان كان السينمائي
- -النمر- يحضر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي بأج ...
- تضارب الروايات حول دخول مساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس
- قطاع غزة.. 55 قتيلا بينهم فنانة في غارات استهدفت نازحين ومنا ...
- ‏انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس ...
- رواية -حارة الصوفي-.. التأريخ بين قبعة الاستعمار وطربوش الهُ ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد دريوس - سوريات 2