أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد الدباغ - معاناة انسانية لاتنتهي فصولها - كتابات شهد الدباغ















المزيد.....

معاناة انسانية لاتنتهي فصولها - كتابات شهد الدباغ


شهد الدباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاوضاع السياسية في العراق الآن، هي إحدى إفرازات الاحتلال الأمريكي للعراق. إنها الوجه الآخر للتدمير المنهجي للدولة الوطنية العراقية. وهي أيضا في القلب من استراتيجية الهيمنة الأمريكية، الهادفة لتعميم ثقافة تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم، بالبلدان العربية.
ما جرى بالعراق، عام 2003م، جاء في مرحلة أضحى فيها الاستعمار التقليدي شيئا من الماضي، بعد أن أصبح الإقرار بالاستقلال والسيادة وحق تقرير المصير، من المسلمات البدهية في القانون الدولي وشرعة الأمم. وكان العدوان الأمريكي على العراق، الذي انتهى باحتلاله، خروجاً صريحاً على المؤسسات والقرارات الدولية، ومن ضمنها مجلس الأمن الدولي الذي رفض تفويض الإدارة الأمريكية بالحرب على العراق.
كانت نتيجة الاحتلال الامريكي للعـــــــراق و الوضع الامني أثر سلبي على المجتمع العراقي , فمعاناة العراقيين، تمتد في مجالات كثيرة، وتتسع بحجم الحياة، حيث فيها تجليات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وتشمل بعدين اساسيين، الاول فيهما يصيب العراقيين في الكيان والجماعة الوطنية، فيما يلقي الثاني بظلاله على كل واحد من العراقيين من جانب او أكثر، بحيث لا يكون احد من العراقيين خارج نار المعاناة، كما هي حال العراق اليوم دولة ومجتمعاً ومؤسسات وافراداً. واذا كانت حدود معاناة العراق العامة، مرسومة بما لحق بالكيان العراقي من آثار العدوان والاحتلال الاميركي - البريطاني وقبله بسياسات الحاكم الدكتاتور، التي شملت احتلال العراق وتدمير بنية الدولة العراقية والسيطرة على مواردها ونهبها، واخضاع العراقيين عبر عمليات منظمة اساسها الاكراه بوسائل القتل والاعتقال والنفي والتضليل، فإن حدود معاناة العراقيين، تمثل تفاصيل المعاناة الكبرى، وفي هذه التفاصيل كثير مما يقال.
ان المسؤول الاول والمباشر لمحنة شعبنا المظلوم في العراق الرافدين ، هو الاحتلال والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني المتدهورالذي يعيشه الشعب العراقي في ظل استمرار الاحتلال وتصاعد الارهاب وتدني الخدمات على كافة الاصعدة وخاصة في مجالات الماء والكهرباء والوقود وشحة المواد الضرورية للحياة وغيرها.
ونظرا" لما يطرحه خبراء علم الاجتماع و التنمية ان مفهوم السياسة الاجتماعيــــة, مفهوم مركب اولا انه يشمل افعالا وتدخلات وتدابير وتشريعات وتنظيمات تهدف الى تحقيق التنمية الاجتماعيـــة ولكن بترابطها وتكاملها مع الاهداف التنموية الاخرى على الصعد الاقتصادية والسياسية والثقافية وهو مفهوم نسبي لانه يتغيـــــر ويتطور مع تطور البلدان وتاخـــــرها واختلاف حاجاتهـا وتدخلاتها لحماية الفئات الاجتماعية المحرومة والمهمشة والاكثر تضررا وهو مفهوم يتضمن استراتيجية عملية تسعى لتحقيق:
1- اشباع الحاجات الاساسية مثل الغذاء والسكن والتعليم والعمل .
2- تمكين المواطنين وتوسع خياراتهم الاقتصادية والاجتماعية .
3- تأمين تكافؤ الفرص والعمل نحو عدالة اجتماعية بين المواطنين كافراد بين مختلف الفئات الاجتماعية.
4- تحقيق الاندماج الاجتماعي والغاء ومكافحة كافة اشكال التمييز بين المواطنيين وفئاتهم المختلفة.
5- اشراك المواطنين جميعا ومؤسساتهم المدنية والاهلية والقطاع الخاص مع الدولة كشركاء في صياغة وتنفيذ وادارة بـــرامج السياسات الاجتماعية ..
**** لا اريد اجراء دراسة وبحث عن موضوع " الأرامل " فالصور الأجتماعية لهذه الحالة تختلف بين شعب وشعب , من عادات وتقاليد وطقوس تعيشها الأرملة , خاصة في مجتمعنا الذي عاني من حروب وقتال مختلف ولقد أدى ارتفاع نسب التدهور الأمني و العنف الطائفي الى تصاعد نسب الأرامــل و اليتامي في بلاد الرافدين , وهناك فجوة واسعة بين الحكومة والقوانين التي وضعتها وبين الواقع النسوي المحاط بالفقر والذل والأبناء, حيث تصبح الأرملة مسؤولة عن توفير كل شيء , وماذا نتوقع من أمراة تريد رعاية اولادها في ظل غياب رعاية الدولة , وغياب القوانين التي تحميها وتحمي اولادها من التشرد و مع غياب الاهتمام الحكومي ,وعدم وجود منظمات دولية أو إنسانية فاعلة في العراق للمساهمة في تخفيف معاناة الأرامل، لابد للمرأة الأرملة من أن تبحث عما يوفر لقمة العيش الكريم لأبنائها، وقد تعرضت الأرامل للكثير من الضغوط والمساومات في سبيل الحصول على فرصة عمل سواء كانت حكومية أو في القطاع الخاص.
((((متى ستعي الجهات المسؤولة ومنظمات المجتمع المدني التي تطالها مسؤولية الرقابة و الحد من الفساد الى أهمية ولاية عناية فائقة لهذه الشريحة التي يقع على عاتقها تربية الجيل القادم. كيف يمكن لهذا الجيل أن ينهض بمجتمعه في حال اضطر للانسحاب من صفوف الدراسة مبكرا لاعالة أسرته. متى سيتمكن العراق الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث احتياطي النفط من تحرير الأرامل و المطلقات والفقراء بشكل عام من أسوار الفقر التي طال أمدها))).
لذلك فعلى الحكومة العراقية أن توفر السبل الكفيلة بالعناية وكل متطلبات الحياة السعيدة واللائقة لهم ، من المسكن والملبس والطعام والرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية والحنان والحب، حتى تعود الابتسامة على وجههم والسعادة والفرح في قلوبهم.
ومن هنا فان تصميم السياسات الاجتماعية ينبغي ان تتصدى للفقر وللاستبعاد والتهميش الاجتماعي من نواحي عدة ففي وسعها ان تتدخل عن طريق الاساليب الوقائية لتجعل وقوع الاحداث التي تؤدي الى الفقر والاستبعاد الاجتماعي اقل احتمالا . او تستجيب للاحداث التي تقع بالفعل لكي تقلل من تأثيرها الاستبعادي .
لكل سياسة اجتماعية رؤية تنطلق منها وبيئة تطبق فيها واهداف تسعى اليها ولعل مراجعة سريعة لتاريخ العــــراق تظهــــر ان ثراء خبراته في مجالات التشريع وتنظيم المجتمع والعمل الاجتماعي والابداع الثقافي لم يمنع دخوله مراحل التخلف والانحطاط لاسباب عديدة لعل في مقدمتها الاستنـــــــــزاف المستمر للثروات وتبديد الموارد وحرمان الناس من فرص التقدم،وان الازمات التي مر بها العراق في العقود الثلاثة الاخيرة تقدم الدليل القاطع على ان الحرية هي الوجه الاخر للتنمية وان الثمن الاجتماعي والانساني للحــــروب والنزاعات اخطر بكثير من ذلك الثمن الذي يتمثل في خسارة الموارد والبنى التحتيـــــة ولذلك نقول ان المجتمع العراقي الذي خســـــــــــر ملايين من ابنائه ،خسر ايضا الاحساس الاجتماعي بالامان وتضررت نظمه الاسرية وتدهورت منظوماته القيمية ونظمه التعليمية والصحية فضلا عن موارده وثرواته.
فعلى الحكومة ان تمارس مبداء الحوار المتمدن والصادق في عملية المصالحة الوطنية . لايجاد آليات وحلول جذرية سريعة في معالجة الوضع العراقي المنهار على كافة الاصعدة. وضرورة فتح مرحلة جدية بغية انتقال العراق فعلا الى عراقا حديثا بكل معنى الكلمة ، يزدهر فيه الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتصان فيه حقوق الانسان ، ويرفع من شانه كدولة عصرية في المحافل الدولية ذات السيادة الوطنية، وتأمن بالديمقراطية وممارستها فعليا في الحياة اليومية، وبالتعددية والتطور والتقدم والرفاهية والمواطنة لابناء الشعب العراقي. لتعود الابتسامة على وجوه
ابناء شعبنا والسعادة والفرح في قلوبهم. آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

بقلم الكاتبة والاعلامية : شهد الدباغ







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد الدباغ - معاناة انسانية لاتنتهي فصولها - كتابات شهد الدباغ