أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب الربيعي - هل أحمد القبانجي مارتن لوثر الأسلام














المزيد.....

هل أحمد القبانجي مارتن لوثر الأسلام


طالب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 13:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السيد أحمد القبانجي رجل يتمظهر باللباس الديني التقليدي العمامة والجبة ، إلا أن تحت هذا المظهر تكمن شخصية عراقية غير تقليدية في الفهم والطرح والتصور والإدراك ، رجل يوحي منطقه بالتمرد على الأسلام السائد خاصة عندما يتفوه ويقول (علينا رمي الشريعة بالمزبلة) ! إلا أن المنصت لطروحاته يفهم أنه يسعى لتجاوز الفهم الكهنوتي للدين متسلحا بالمعاصرة وأدوات الحداثة مستخدما العقل في مواجهة التراكم الثقافي من المسلمات والبيديهيات الدينية ومحدقا بوعي بحاضناتها ومتحفزا للإنقضاض على وهم قداسة متونها ودلالاتها ، هو إبن البيئة الدينية الحوزوية النجفية ومن صلب عائلاتها وسليل بيوتاتها ومن هنا تأتي خطورة انطلاقته في نقده الصارم المستفز لكيان هذه الوجودات الدينية ومتبنياتها وتأويلاتها وتفسيراتها للدين والتدين .
يقول السيد أحمد القبانجي هناك قرائتين للإسلام الأولى فقهية تقليدية قديمة ويسميها بالأسلام الأصولي أو التاريخي ، والثانية قراءة هو يتبناها أو هو من يقوم بإعادة صياغتها يسميها بالقراءة الحضارية المعاصرة للإسلام أو الأسلام الحداثي ، وله فهم عميق في ما يتصل بالأنسان الديني ويقسمه إلى عنصرين الأنسان الأصولي والانسان الأصيل ويميز بين المضمونين بشكل منطقي غاية في الدقة ، ويعلل أيضا من أن سوء أخلاق المسلمين وترديهم متاتي من فهمهم بأن الله مرعب ومخيف بشكل لا منطقي مما يؤدي بهم إلى الشعور الدائم بالذنب ، وبهذا فان الله يمثل لهم خالق مستبد يهدد أتباعه كل يوم وليلة بالخلود في الجحيم والعذابات الأبدية إذا لم يعبدوه ويمجدوه كل يوم خمس مرات تحت التهديدات المرعبة ! إن إله المسلمين هو إله الموت والجحيم ، وكأنه رب محتاج لا تستقيم إلوهيته إلا بإجبار مجموعة بشرية بالصلاة له وهم خائفين ؟! وليس إله الحب والجمال اللامتناهي وإله العفو والرحمة والسلام ويغفر الذنوب جميعا ، حقا أن هكذا ذات خائفة مرعوبة من قوة عليا مستبدة تفرز لا محالة ذات أنسانية مفترسة متوحشة انتحارية ترتكب أفظع الأعمال الأرهابية دون الأحساس بالذنب أو الشعور به وتعتقده سلوك طبيعي وفداء لإله مخيف لا يقبل من عباده أقل من التضحية بدماءهم ليتجنبوا جحيمه والدخول في جنانه بخمورها وحورياتها ، ولنا ان نتصور طبيعة هذا اللإله ودوره عندما يمارس دور الأغراء لأتباعه بالحوريات والخموريات ؟؟!!.
عندما استمعت للسيد القبانجي في محاضرة له عبر موقع اليوتوب حول حقيقة وجود جهنم وعذاباتها فوجئت بأدلته المنطقية العقلية والأخلاقية التي استلهمها من ذات النص القرآني ليبرهن على عدم وجودها بالمطلق ، ويبدو أن السيد القبانجي يزحف باتجاه التفوق على البروتستانتي مارتن لوثر الذي تمكن من انتزاع جهنم من أيدي رجالات الدين المسيحي عندما اشتراها من الكنيسة بسعر عالي في حينه ، إلا أن السيد القبانجي لم يدفع فلسا واحدا بجهنم المسلمين عندما يثبت وبالبرهان الديني ومن داخل النص القرآني أن لا وجود لجهنم وجحيمها لأنها تشكل تناقضا صادما ومروعا لمفهوم العدل الإلهي تبعا لتأويله وفهمه لمضمون الثواب والعقاب الأخروي ! .
من هنا يشرع السيد أحمد القبانجي بتقويض أسس الأكليروس الديني ويهيئه لمتوالية الإنهدامات على رؤوس باباوات الاسلام السائد ويقتحم بكل عنفوان الوعي وقواعد الأدراك محضورات التحجر العقائدي وتصلب صحراءه الكلسية ويحرك الآسن من الراكد الديني لدى المسلمين ويقترب من حدود المقدس بأخطر أسلحة الإدراك والفهم العميق لله ، ويستلهم من الحقيقة الإلهية ويغوص في اعماقها لينتزع فهم الأهداف السامية لحقائق الوعي الأنساني وهدفية وجوده .
ورغم بساطة خطابة وعفويته إلا أنه يستبطن أخطر المضامين وأعقد الأستدلالات المنطقية والتي لن تترك حيزاً ممكنا لمناورات العقل المدرك للإفلات من قبضة منطقيتها وتهيمن عليه بقوة وضوحها وشفافيتها وروعة بيانها ودقته ، إنه يحفز معايير العقل ويستفز الذهن ويستثيره لأعادة التأمل في النص القرآني في قراءة حداثوية تنويرية جديدة منسجمة والقفزات الهائلة للتطور البشري ولا تنتمي بأي شكل للتفسير الساذج والمتآمر على المضمون القرآني .
إذا ما قيض لهذه الشخصية الإفلات من دائرة التكفير أو الأغتيال بحادث مؤسف فإنه سيشكل إنعطافة تاريخية جذرية شاملة في الفهم الديني لدى المسلمين عامة وسيربك المجتمعات المسلمة الراكدة عقائديا وسيخل بالرؤى الدينية السائدة ويمزق تقليديتها وتكلسها ويضعف مؤسساتها ومرتكزاتها وسيؤدي بها إلى الهاوية الأبدية .
أعتقد أن السيد القبانجي يملك سلاحا خطرا يتمثل في استمكانه من امتلاك روح ذوقية شفافة وأدوات العقل الفاعل في اخضاع النص الديني لشروط ومعايير الهيمنة المنطقية مما يفرض على الذوات الفقهية والفكرية المكابرة التسليم والتراجع القهري تحت ضغط المنطق الاستدلالي العقلي والأخلاقي المهيب الذي يحشده السيد القبانجي لكل قضية اعتقادية ومسألة فقهية ، وهو بذلك يشكل لدى المتلقي المسلم حالة من التنازع الأعتقادي الذاتي بين ما هو منطقي منسجم وتطلعات الانسان المعاصر وسلامة فطرته وبين وهم البديهيات والمسلمات التي اتخذت صفة القداسة والثبات في ذهنه واستلبت وجوده ورهنت تعقله لهيمنتها وأحكامها وجيرتها لصالح أهداف القائمين على هيكل قداستها ، ان طروحات السيد القبانجي ستشكل لدى هذا المتلقي منصة انطلاق هادر للإفلات من جاذبية تلك البديهيات والمسلمات وقداستها المصطنعة .
يمكن تصنيف السيد القبانجي بأبو الاستدلال الذوقي العقلاني في تأويل الأسلام ، وهذا يعني أمكانية أنبثاق فهم جديد وتأويل مغاير للإسلام قد ينجز وعيا معرفيا معاصر لإعادة صياغة منظومة أخلاقية تتلائم وتنسجم والمفاهيم الأنسانية وقيمها الحديثة ، وتتجاوز أربعة عشر قرنا من التفسيرات والاستنباطات والتأويلات التي أفرزت مجتمعات سادها التردي والهوان وحشرها الفقه في أقصى أبعاد الحضيض ورحلها إلى ما قبل أوضاع التخلف .






#طالب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب الربيعي - هل أحمد القبانجي مارتن لوثر الأسلام