أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عمر زغاري - أبراهام السرفاتي مسار مناضل على مدار نصف قرن















المزيد.....

أبراهام السرفاتي مسار مناضل على مدار نصف قرن


عمر زغاري

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 20:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    




وطني وسليل أسرة وطنية


ازداد ابراهام السرفاتي سنة 1926 بالدار البيضاء من عائلة يهودية مغربية من أصول عربية مقيمة بالمغرب منذ أن طردت من إسبانيا سنة 1492 تاريخ سقوط الأندلس .
وقد ترعرع السرفاتي داخل أسرة وطنية معروفة بمناهضتها للمستعمر الفرنسي، خاصة أبوه موسى حاييم السرفاتي، وتشبع بالروح الوطنية في كنف والديه منذ نعومة أظافره.
لكن في حمأة الكفاح الوطني وتصعيد الحركة الوطنية لنضالها ضد الاستعمار، أقدم المستعمر الفرنسي سنة 1944 على إعدام مجموعة من الشباب المغاربة المتظاهر. عقب هذه الأحداث الدموية، سارع السرفاتي إلى الانخراط في الشبيبة الشيوعية المغربية.
وقد شكلت هذه المرحلة المنطلق الحقيقي والمنظم لنضاله ضد الاستعمار، فتحمل مسؤوليات مهمة داخل الحزب الشيوعي المغربي، كما انتخب في اللجنة المركزية للشبيبة الشيوعية، وفي غضون سنة 1950عين سكرتيرا لناحية الدار البيضاء، واعتقل وهو محمل بحقيبة مملوءة بمناشير تطالب بخروج المستعمر، حوكم على إثرها بشهرين سجنا نافذا.
وأمام تزايد نشاطه المناهض للمستعمر، طاردته السلطات الفرنسية سنة 1952 في إطار حملة الاعتقالات التي عرفتها مدينة الدار البيضاء، وتم إطلاق سراحه مؤقتا واعتقاله من جديد وطرده من قبل سلطات الحماية إلى فرنسا باعتباره مواطنا ليس مغربيا بمعية العديد من الأطر الشيوعية والنقابية الفرنسية منها والإسبانية، في إطار الحملة الشرسة التي تعرضت لها الحركة الوطنية في أعقاب الإضراب العام الذي دعت إليه النقابات يوم 8 نونبر 1952 احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد.
بعدها بأيام طردت أخته إفلين السرفاتي المناضلة في الحزب الشيوعي إلى فرنسا هي الأخرى بسبب نشاطها المعادي لسلطات الحماية.
وقد قضى إبراهام وإفلين ما يزيد عن 3 سنوات في المنفى ولم يستعيدا حقوقهما الوطنية كمغاربة إلا سنة 1952 بناء على مذكرة للحكومة المغربية وطلب وزير العدل آنذاك عبد الكريم بن جلون ..

السرفاتي بين معركة التحرر الاقتصادي
والاستقلال الوطني

فقد واصل أبراهام السرفاتي نضاله بعد حصول المغرب على الاستقلال ضد مخلفات العهد الاستعماري وأشكاله الهيمنية الجديدة، وكمناضل وإطار وطني خريج المدرسة الوطنية العليا للمعادن بباريس ساهم في ظل حكومة عبد الله إبراهيم الوطنية من أجل إرساء أسس اقتصاد وطني بإشرافه على تكوين أطر مغربية لتوطيد دعائم مغرب المستقبل.
وفي هذا الإطار، أماط اللثام عن عمليات النهب التي كانت تتعرض لها الثروة الوطنية من طرف الأطر الفرنسية التي استمرت في الإشراف على استخراج المعادن بل وأفشل محاولة سرقة الخرائط الجيولوجية للثروة المعدنية للمغرب من قبل هؤلاء.
نفس العملية كشف عنها في مناجم الحديد بالناظور ولعب دورا كبيرا في إدارة المعادن والجيولوجيا المرتبطة بوزارة الاقتصاد التي كان على رأسها المناضل الوطني عبد الرحيم بوعبيد، وذلك بوضع سياسة معدنية وبترولية مغربية مستقلة.
وواصل في نفس الفترة نضاله داخل حزب التحرروالإشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقا) وقدم ترشيحه رفقة الهادي مسواك للانتخابات البلدية سنة 1963، لكن سحبا ترشيحهما في اليوم الذي تعرضت فيه اللجنة الوطنية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية لحملة اعتقالات واسعة بالدار البيضاء، وأصدرا منشورا موقعا بإسميهما احتجاجا منهما عن ذلك.
وفي غمرة الانتفاضة الشعبية التي شهدتها الدار البيضاء سنة 1965، تعرض أبراهام السرفاتي للاعتقال رفقة مجموعة من المناضلين.
ومن موقعه كمدير تقني، أعلن السرفاتي تضامنه المطلق واللامشروط مع إضراب عمال مناجم الفوسفاط بخريبكة والذي دام شهرا ونصف سنة 1968، عبر رسالة موجهة إلى الإدارة وإلى مهندسي المكتب الشريف للفوسفاط ، والتي عممها الاتحاد المغربي للشغل وسط العمال، ونشرت على أعمدة جريدة الكفاح الوطني، الأمر الذي دفع إدارة المكتب الشريف للفوسفاط إلى إقالته من منصبه.
واستمر أبراهام السرفاتي يناضل في صفوف حزب التحرر والاشتراكية إلى نهاية الستينات، حيث كان عضوا بلجنته المركزية، وبسبب خلافات سياسية وإديولوجية، عصفت بها الثورة الثقافية الصينية وأحداث ماي 1968 بفرنسا وولادة اليسار الفلسطيني ومخطط روجز حول القضية الفلسطينية، قرر الخروج من الحزب رفقة مجموعة من مناضليه وتأسيس منظمة سرية تحت إسم "إلى الأمام ".
وفي سنة 1972 تعرض للاعتقال، وتم الإفراج عنه بعد 3 أشهر، ليحاكم غيابيا في صيف 1973 بالسجن المؤبد ضمن المجموعة 48 بالبيضاء .
في صيف نفس السنة تعرضت إفلين شقيقة أبراهام للاعتقال والتعذيب بسبب رفضها الكشف عن الوسيط الذي كانت تزوده بالمال لإيصاله إلى شقيقها، وقد توفيت إفلين بعد عامين بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرضت له.
وسيواصل السرفاتي العمل السري إلى أن اعتقل في نونبر 1974 ومحاكمته بالبيضاء سنة 1977 بالسجن المؤبد، قضى منها ما يزيد عن 17 سنة في السجن المركزي بالقتيطرة.


وبتاريخ 13 شتنبر 1991 أعلنت الداخلية المغربية تجريد إبراهام السرفاتي من الجنسية المغربية وإبعاده من المغرب بدعوى حمله للجنسية البرازيلية، ولم يعد من منفاه القسري حتى شتنبر 1999، أي في عهد جلالة الملك محمد السادس، حيث تم الإقرار بحقوق مواطنته كاملة غير منقوصة وضمان ظروف إقامة محترمة لعائلته، وتعيينه مستشارا لدى المكتب الوطني للأبحاث والتنقيب عن النفط في إطار رد الاعتبار له.


السرفاتي مناضلا فلسطينيا


لقد كرس المناضل أبراهام السرفاتي جزء من نشاطه الفكري والسياسى لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد سبق للسرفاتي أن زار قواعد الثورة الفلسطينية في الأردن في سنواتها الأولى، وبهذا الخصوص ثمنت منظمة التحرير الفلسطينية وهيئاتها كالمجلس الوطني الفلسطيني نضاله القومي، بل وذهبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حد منحه العضوية داخل تنظيماتها، كما عينت له منظمة التحرير الفلسطينية محاميا لمؤازته في محاكمة 1977 .
ويعود نضاله إلى جانب الثورة الفلسطينية إلى خمسينات القرن الماضي، ففي بداية الخمسينات صاغ السرفاتي منشورا موقعا بناحية الدار البيضاء للحزب الشيوعي المغربي، يدعو فيه اليهود المغاربة إلى الالتحاق بالحركة الوطنية ومناهضة الصهيونية.
وناهض السرفاتي عملية التهجير التي استهدفت الجماهير اليهودية المغربية الكادحة إلى الكيان الصهيوني، أو ما كان أسماه السرفاتي بعملية "المتاجرة السافرة باللحوم البشرية" التي انطلقت سنة1961، والتي ارتكبت في معرضها أبشع جريمة في حق اليهود المغاربة، بحيث عمدت بواخر الوكالة الصهيونية في تهجيرها لليهود المغاربة إلى إيصال الأطفال والشباب بعد رمي الشيوخ والعجزة في عرض البحر.
كما كرس السرفاتي جهده النظري والفكري في تشريح الصهيونية في عدد كبير من الدراسات والمواضيع والتي جمعها في كتاب صدر له بباريس سنة 1977 قدم له المناضل هاني الحسن المستشار السياسي للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
كتاب يكشف السرفاتي بين طياته الطابع العنصري للصهيونية وتعارضها مع الدين اليهودي ويفند بالتحليل التاريخي والعلمي مفهوم الشعب اليهودي ويبسط أراءه وأفكاره في كيفية تحرير فلسطين بارتباط بالنضال التحرري العربي، يقول هاني الحسن في تقديمه لكتاب السرفاتي تحت عنوان " لثورة العربية والنضال ضد الصهيونية":
(لم تتح لي الفرصة وهذا من سوء حظي للتعرف علي أبراهام السرفاتي، غير أنه ليس من الضروري لقاء الذين يتركون بصماتهم على الأحداث للإحساس بالقرب منهم. فكثيرا ما كانت مسؤولياتي من خلال مشاركتي في بلورة الديبلوماسية الفلسطينية المناضلة، تفرض علي الصمت وتمنعني من التعليق على قضايا مختلفة لا تتعلق مباشرة بالقضية الفلسطينية.
فغالبا ما نهاجم، ومع ذلك لا نكسر صمتنا، لأن من واجب كل مناضل أن يعمل على نصرة الثورة قبل أي شيء. ولكن عندما علمت باعتقال أبراهام السرفاتي، لم أتمالك نفسي ولم أعد قادرا على الاستمرار في الصمت حينما قررت أن أشارك علنيا في التعريف بالمناضل الطليعي والتقدمي ابراهام السرفاتي.
نحن مناضلو فتح وككل المناضلين الفلسطينيين لم نعتد على ذكر الأصول الدينية للمناضلين ولا الرجوع إليها فنحن نقصي من صفوفنا كل من يأتي بسلوك كهذا، ولكن حين يتعلق الأمر بأبراهام السرفاتي فإننا نقول بصوت عال وعال جدا بأنه مناضل ابن عائلة يهودية عربية مغربية، لماذا؟
لأن الثورة الفلسطينينة وهي تصارع دون تردد وبحماس ضد الحركة الصهيونية وكل ما تحمله من فاشية وعنصرية تصارع كذلك دون تردد وبنفس الحماس ضد الشوفينية والتعصب الديني داخل الوطن العربي، وقد استغلت الصهيونية الوضعية التي خلقها هذان الوباءان لاستقطاب مجموعة من السكان اليهود العرب الفقراء.
نحن نركز على أبراهام السرفاتي لإعطاء المثال الحي الذي يجب أن يساهم في محو الشوفينية والتعصب داخل الوطن العربي من جهة، ومن جهة أخرى محاربة الصهيونية وإديولوجيتها العنصرية والفاشية،" نحن اليهود المعادين للصهيونية في العالم علينا أن نساهم في العمل الثوري ضد الدولة الصهيونية وبالتالي في مجهود الثوار العرب لكي لا نسقط في فخ العنصرية وأن نجعل هذا العمل ثوريا حقا لأجل العالم العربي، وكإسهام في نضال الإنسانية جمعاء من أجل اقتلاع جذور أشكال القمع الأزلي والتي تزدهر إبان احتضار الامبريالية).



#عمر_زغاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الإلكتروني


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عمر زغاري - أبراهام السرفاتي مسار مناضل على مدار نصف قرن