أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسمة موسى - ميلاد حضرة الباب














المزيد.....

ميلاد حضرة الباب


باسمة موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 00:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى اول محرم من عام 1235 هجرية الموافق 1819 عشرون اكتوبر ولد حضرة على محمد الملقب بالباب والمبشر بالدين البهائى بمدينة شيراز ايران وهو من السلالة النبوية الشريفة . وقد كانت طفولتة تنم عن تمييزه عن اقرانه بالمعرفة والعلم اللدنى الغزير بالرغم من انه لم يدخل المدرسة. وكان تاريخ ميلاده مطابقًا للحديث المرويّ عَنْ الإمام عليّ (إنّي أصغر من ربّي بسنتين)، وأعلن دعوته بعد أن بلغ من العمر خمسة وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة أيام، وتوفّي والده وهو طفل وكان والده من نسل النّبى وهو السّيّد محمد رضا ومشهورًا فِي جميع إقليم فارس بالتّقوى والفضل وذا احترام، وكان والداه كلاهما من الأشراف ولهما مكانة واحترام من الجميع، وكفله خاله الحاج الميرزا سيد وسلّمه إلى معلم يدعى الشّيخ عابد المعروف عند تلامذته بـ "شيخُنا" رجلاً صالحًا متفقّهًا، ومما حكاه قال: (ذات يوم سألت الباب أن يقرأ فاتحة القرآن بسم الله الرّحمن الرّحيم فلم يقبل قراءتها إلا إذا عرف معناها، فتظاهرت بأنّي لا أعرف المعنى فأجابني "أنا أعرف معنى هذه الكلمات" واستأذن منّي أن يشرحها لي وتكلّم فِي ذلك بطلاوة ومعرفة أدهشتني، وفسّر الله والرّحمن الرّحيم بكيفيّة لم أكن أعرفها مِنْ قَبْلُ ولا سمعتها، وكَانَتْ حلاوة عباراته لا تزال ماثلة فِي مخيّلتي، فشعرت باضطراري أن أرجعه إلى خاله وأن أوصيه بتلك الوديعة الَّتِي عهد بها إليّ قائلاً له (إنّي أعيده إليك وأعهد بِهِ إلى يقظتك وحمايتك ولا يمكن معاملته كطفل عاديّ، لأنّي أشاهد فيه قوّة عجيبة ممّا لا تظهر إلا من صاحب الزّمان وحده، فالواجب عليك أن تحيطه بكلّ عنايتك ومحبّتك فاحفظه فِي منزلك لأنّه الحق أقول لك لا يحتاج إلى معلّمين مثلي).

فى صباه عمل مع خاله بالتجارة فى بوشهر وهو فِي سنّ السّابعة عشرة، ومكث هناك خمس سنوات مشتغلاً بالتّجارة وفي تِلْكَ المدّة كسب احترام جميع التّجّار الَّذِينَ تعامل معهم بصداقته وتقواه، وكان دائم الالتفات إلى واجباته الدّينيّة وكان يصرف مبلغًا كبيرًا فِي الصّدقة . كان دائم التأمّل كثير الصّمت مع أنّ سكون ذاته كَانَ يجذب أنظار مواطنيه وكان حليمًا مهابًا زائد الفصاحة والبلاغة . ومع صغره كَانَتْ المسائل الدّينيّة تجذبه بقوّة وفي سنّ التّاسعة عشرة كتب أوّل كتاب له وهو" الرّسالة الفقهيّة".
كان الباب يتباحث مع العلماء فِي المجالس ويستمع لروايات الزوّار الَّذِينَ يحضرون فِي تِلْكَ المدينة التّجاريّة، وكانوا يعدّونه من أبناء الطّريقة الَّتِي كَانَتْ محترمة فِي تِلْكَ البلاد. على الرغم من ذلك كان الباب يختلي بنفسه ليشتغل دائمًا بالعبادة ببساطة متناهية وحلاوة جاذبة، وكَانَتْ هذِهِ المواهب قَدْ نسبت إلى حداثة سنّه وكمال طلعته، وانجذب حوله كثيرون من المتنوّرين الَّذِينَ كانوا يستمعون لعلومه ومعارفه ويسرّون من فصاحته، وكان أصدقاؤه يؤكّدون أنه لم يفتح فاه إلا بما حرَّك أعماق القلوب، وكان يسرّ المتديّنين المتمسّكين لشّدة احترامه للرّسول والأئمّة وأصحابهم فِي كلّ عبارته، وفي الوقت نفسه كَانَ فِي أحاديثه الخاصّة يبهج أرواح المستمعين إليه ويحدث فيهم اشتعالاً ولم يجدوا فِي أحاديثه غضاضة بل سرورًا حتّى فيما لم يكونوا يتحمّلونه لأنّها كَانَتْ تفتح أمامهم آفاقًا لا نهاية لها وأبوابًا متنوّعة ويكتشف الكثير من الأسرار بطريقة مغطّاة بغطآء رقيق يسهل بِهِ تصديق أهالي تِلْكَ البلاد".

ثم تزوّج وولد له ابن يدعى أحمد توفّي طفلا سنة 1259، وهي السّنة السّابقة لإظهار الدّعوة وكان يقول: (إلهي إلهي لو أعطيتَ لإبراهيمك ألف إسماعيل لفديتهم فرادى وجمعًا فِي سبيل محبتك، فيا محبوب قلبي إنّ فداء أحمد الَّذِي قدّمه عبدك علي محمد فداء عَلَى مذبح محبتك لَنْ يكفي لإطفاء اشتعال شوقه المتأجّج فِي قلبه حتى يفدي قلبه تحت قدمك ويقع جسمه ضحيّة لأقسى أنواع الظّلم فِي سبيلك وحتّى يكون صدره هدفًا لآلاف السّهام فِي مرضاتك وبذلك يسكن اضطراب روحه، إلهي هذا هو مرغوبي، فاجعل اللّهم فداء ابني ووحيدي مقبولاً عندك ومقدّمة لفداء نفسي وكينونتي فِي سبيل مرضاتك، وامنحني فضل سفك دمي وفداء حياتي فِي سبيلك، واجعله يروي وينبت بذور دينك واشمله بقوّتك السّماويّة حتى ينمو ذلك البذر الجديد فِي قلوب الرجال وينتعش ويعظم إلى أن يصير شجرة كبيرة وتجتمع وتستظلُّ الأمم والأقوام تحت ظلها فأجب يا إلهي دعائي وأتمم لي مراد قلبي إِنَّك أَنْتَ القويّ الكريم.

ويقول الشيخ حسن الزّنوزي وهو من مشاهير كبار العلماء فى ايران فى ذلك الوقت قال كنت كثيرًا ما أشعر باشتياق لمقابلة هذَا الشّاب الهاشميّ لأكشف سرّه، وكنت أرقبه يصلّي فِي مشهد الإمام الحسين وهو مستغرق فِي مناجاته حتّى كأنّه غير شاعر بمن حوله وكَانَتْ الدّموع تذرف من عينيه وتنحدر من فمه كلمات لا تزيد عنها الآيات فِي الحسن والقوّة والشّرف، وتتردّد فِي فمه كثيرًا عبارات "يَا إلهي ومحبوب قلبي" حتّى إنَّ المصلّين كانوا كثيرًا ما يقطعون صلواتهم ويستمعون لآيات الرّحمة والخشوع الَّتِي تظهر من فم ذلك الشّاب، وكانوا مثله يذرفون الدّموع مدرارًا ويتعلّمون منه كيفيّة العبادة الحقّة، وكان هذَا الشّاب يعود بسكون بعد إتمام صلوته إلى منزله بدون أن يمرّ عَلَى عتبة المقام وبدون أن يتكلّم مع الَّذِين حوله، وقد رأيت ضرورة مخاطبته وكنت كلّما حاولت الاقتراب منه أجد قوّة تحجزني عنه ممّا لا أقدر أن أصفها، وبالبحث عنه علمت أنّه قاطن فِي شيراز وأنّه يشتغل بالتّجارة وأنّه لم يكن من طائفة علماء الدّين، وأنّه هو وأخواله وأقاربه من المعجبين بالشّيخ أحمد والسّيّد كاظم
يحيى البهائيون فى العالم هذه المناسبة بقرأة المناجاة والالواح الخاصة بهذ المناسبة كل عام والجميع بخير

المرجع : كتاب الايام التسعة - د شوقى روحانى



#باسمة_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاد رسول الدين البهائى
- كل الطوائف الدينية فى وداع عباس افندى
- ثمانية اعوام على رحيل فنان قدير
- حرية العقيدة للاقليات


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسمة موسى - ميلاد حضرة الباب