ادباء ومثقفون بين الغربة والفاقة

جاسم محمد الكلابي

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 17:54
المحور: الادب والفن
    

ازدهرت الحركة الثقافية والادبية في فترات مختلفة في البلاد وقد لانبالغ ان قلنا ان تلك النتاجات بلغت اوج عظمتها خلال عقدي السبعينات والثمانينات حينما عرضت بواكير الدراما العراقية من قبل رواد الفن العراقي امثال سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد وخليل شوقي وقاسم محمد وخليل الرفاعي وابتسام فريد وسليمة خضير وكثير من النجوم التي اضاءت المسيرة الفنية والثقافية والادبية في العراق الا ان المأسوف علية ضياع تلك الطاقات في ارض الله الواسعة ولاسباب شتى اهمها فقدان حرية التفكير وحرية التعبير فتلاقفتهم المنايا والاقدار وهم بين السقم و الفاقة والفقر رحلو عن دنيانا الفانية وظلت ذكراهم خالدة .فقد رحل في ارض الغربة قائد النعماني وقاسم محمد وعبد الخالق المختار وغيرهم الكثير بعد ان فاضت مقلهم بالدموع على الوطن . عادو الى مراتع الصبى نعوش محمولة على الاكتاف تحمل الى مثواها الاخير. بعد الرحيل الابدي تذكرتهم وسائل الاعلام وتأسفت على رحيلهم الاوساط الادبية . اليوم وبعد ازدهار الحركة الادبية التي أخذت تنتعش من جديد لابد للجهات المسؤولة في البلاد ان تظطلع بدورها وتمد يد الرعاية وتوفير المقومات المادية والمعنوية وأن يُوفر الحدّ اللائق من العيش الكريم للعائدين الى ارض الوطن من اجل المساهمة بفاعلية في رفع المستوى الفكري والادبي والثقافي سيما الفنان الكبيرالرائد المسرحي بدري حسون فريد وزوجته ابتسام فريد . بدري حسون فريد الذي كان يقول في غربته لصديقه الشاعر العراقي المغترب فراس عبد المجيد هذه الأرض ليست أرضنا، وهذه السماء ليست سماءنا ولا الهواء هواءنا كان ياخذه مد الحنين الى بغداد الحبيبة وها هويعود اليها منهك القوى مثقل بالمرض والاحزان . إن ظاهرة الفاقة والمرض أدركت الكثير من أهل الفكر والأدب منذ الازل ولا تزال. و المتتبع للاحداث والوقائع التأريخية يرى ان محنة الأدباء والمثقفين تفاقمت حتى ثقُلت بها وثائق التاريخ الإنساني وأصابهم من الويل والبلاء ما أصاب كلَّ من حمل الفكر والقلم بشرف عبر التاريخ اذ كانت كلماتهم مصابيح تضيئ ظلمات التأريخ دفاعا عن الحق بالكلمة الحرة الصادقة.. والرؤى المشرقة.وما كان الثمنُ الفاقةَ والحرمانَ فحسب إنما دفعوا حياتهم ثمنا لأفكارهم النيرة . رحلو ولسان حالهم يقول
سلام على الدنيا سـلام مـودع رأى في ظلام القبر أُنسا ومغُـنما
أضرتْ به الأولى فهام بأخـتها فإن ساءت الأخرى فويلاه منـها

#جاسم_محمد_الكلابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات