أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عثمان محمد - وهج العلمانية(2): لا تَكفُر، وَإلا تُقتَل !قل: الأرض ليست كروية!















المزيد.....

وهج العلمانية(2): لا تَكفُر، وَإلا تُقتَل !قل: الأرض ليست كروية!


أحمد عثمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 09:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال سماحة العلًامة الشيخ عبد العزيز بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد فى المملكة العربية السعودية فى عام 1976 ما يلى:
" القول بأن الشمس ثابته وأن الأرض دائرة هو قول شنيع ومنكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ويجب أن يستتاب وإلا قتل كافراً ومرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت المسلمين".(1)

أما الأدلة التى أستند إليها سماحته لدعم موقفه فقد جمعها فى كتابه المطبوع فى عام 1982 تحت عنوان: "الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب و على جريان الشمس والقمر وسكون الأرض " (2)
إن الأرض قارة ساكنة قد أرساها الله بالجبال وجعلها أوتاداً لها فمن زعم خلاف ذلك وقال

الكتاب لا يتجاوز37 صفحة ويمكن تلخيص بعض من أدلته لهذا المقال على النحو التالى:
أولاً أدلة جريان الشمس والقمر: إستمد العلامة بن باز أدِلَته لأثبات جريان الشمس والقمر من بعض آيات القرآن الكريم كقوله تعالى: "وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى" "والشمس تجرى لمستقر لها" "وسخرلكم الشمس والقمر دائبين" "فلا اُقسم برب المشارق والمغارب".
أما ما إستمده من الأحاديث الشريفة لإثبات صحة فتواه فهو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يوماً: " أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال إن هذه تجرى حتى تنتهى إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها إرتفعى وإرجعى حيث جئت .... الخ."
يضيف سماحته إلى ذلك بأن سقف الشمس ليس بِكُرَوى، وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة، ثم يؤكد بعد ذلك أنه شخصياً كان من جملة من الناس الذين شاهدو بأعينهم وأبصارهم سير الشمس وجريانها قبل أن يذهب بَصَرَهُ وهو فى السن التاسعة عشر من عمره.
ثانياً أدلة ثبوت الأرض: جمع سماحته أدلته لبيان ثبوت الأرض أولاً من الآيات القرآنية مثل: " جعل لكم الأرض قراراً" "جعل لكم الأرض مهاداً" " الذى جعل لكم الأرض فراشاً" " وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم."
إنتقل سماحته بعد ذلك إلى الأحاديث النبوية الشريفة ومنها الحديث الذى يقول: "لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق عليها الجبال فإستقرت"
ثالثاً: إستعان الشيخ فى بحثه بعد ذلك ببعض أقوال علماء التراث القدماء والمحدثين البارزين فى مجال التفسير والحديث وعلم الفلك واللغة العربية ويندهش العلامة كثيراً عندما يجد أن "سيد قطب" يتفادى حديث الرواى أبى هريرة القائل " بسجود الشمس تحت العرش وإنتظارها للأمر بالعودة إلى من حيث أتت" فى كتابه " فى ظلال القرآن".
رابعاً: يستعين الشيخ بن باز فى بحثه أيضاً بأفكار عالميين فرنسيين متخصيصيين فى الرياضات والهندسة على التوالى إلا أنه لا يجد لديهما ما يثبت أن الشمس جارية وأن الأرض ثابتة!
يَخلُصُ سماحة العلامة الشيخ بن باز فى الصفحة 36 إلى الأتى:
1) أن الذى قامت عليه الأدلة النقلية والحسية هو أن الشمس جارية فى فلكها جرياً مطلقاً لا تتجاوزه ولا تعدوه، أما القول بأنها ثابته لا جارية فهو كفر وضلال ولا يجوز للمسلم إعتقاده.
2) إن القول بأن الشمس ثابته وجارية حول نفسها فى آن واحد كما يقوله الكثير من علماء الهيئة ( يقصد علماء الفلك) قول باطل ومما يبين بطلان ذلك إخبار الله سبحانه وتعالى بأن للشمس مطلعاً ومغرباً، ومشارق ومغارب.
3) لا يجوز للمسلم أن يقول أن الشمس ثابتة بوجهٍ من الوجوه لأن ذلك يصادم نصوص القرآن الكريم، ونصوص السنَة وشواهد العيان وما كُفر صاحبه ببعيد.
4) أن القول بدوران الأرض اليومى، والسنوى كله باطل‘ وهناك من الأدلة النقلية ما يدل على سكون الأرض وإستقرارها، وعدم دورانها، وأن الشمس هى التى تجرى حولها كما نظمها الله عز وجل لصالح العباد ومنافعهم.
يقول العلامة الباز بعد أن إستكمل أدلته على جريان الشمس والقمر وثبوت الأرض: " إننا حين ننظر فى الآيات الكريمة التى ذكر فيها الله الأرض والشمس والقمر والنجوم، نخرج بالفهم الصحيح الذى فهمه النبى الكريم وأصحابه صلوات الله تعالى وتسليماته عليه وعليهم أجمعين، ومعاذ الله أن يفهموا خطأ ويفهم غيرهم صواباً" صفحة 31
يشعر متصفح الكتاب بين الفينة والأخرى أن مؤلف الكتاب سماحة العلامة الشيخ بن بازيحاول التَمَلُص من فتواه المُكَفِرةُ لمئات الملايين من المسلمين الأبرياء المقتنعين بدوران الأرض فى مدارها حول الشمس وإتهامهم بالردة وإباحة قتلهم بوصفهم كُفاراً، وتحويل أموالهم إلى فيئاً فى بيت مال المسلمين، ذلك بدلاً من التنازل من موقفه الغيرصائب وتقديم الإعتذارالعلنى لمئات الملايين من المسلمين الأبرياء الذين عرض حياتهم للخطر والموت.
فتوى الشيخ بن باز رحمه الله ما زالت سارية المفعول لأنها لم تُسحب علناً فى حياته، ولم تتنازل عنها بعد حركته الوهابية التى بلغت عنفوان تطرفها أيام قيادته لها، وهذا يترك الباب مفتوحاً للقوات الضاربة لهذه الحركة فى كل من الصومال ( حركة الشباب المجاهدين) وباكستان (طالبان باكستان) وحركة طالبان أفغانستان وغيرهم إستخدام هذه الفتوى لضرب عنق كل مسلم يقول بدوران الأرض حول الشمس. وما أكثرهم!
من حق سماحة الشيخ بن باز ومدرسته وأتباعة الإعتقاد بأن الأرض ثابته وأن الشمس جارية حولها كما وجدها فى أبحاثه، ونحن نحترم إعتقاده وإعتقادهم كثيراً ولكننا نقول وعلى نفس المستوى من الإحترام أن ليس من حقه وليس من حق مدرسته وأتباعه ممارسة الوصاية على عقولنا وقلوبنا وإجبارنا على التنازل عن إعتقادنا بأن الأرض تدور حول الشمس بحد السيف، والتشكيك فى إيماننا ووصفنا بالبهائم كما ورد فى كتابه المنشور عام 1982.
نحن نقول بأن الإيمان محله القلب، ونضع كتاب الله فوق رؤسنا وننظر إليه ككتاب مقدس لدين هداية، ورحمة، وأخلاق حميدة، وطمأنينة وتوحيد ونقول: "أن منهج كتاب الله مختلف عن منهج كتب العلوم الطبيعية"، وهذا لا يعنى بالضرورة أن النقص كامنٌ فى أحدهما، إلا أننا لا نبحث عن مستجدات العلوم الطبيعة فى متن كتاب الله وسُنة نبينا ألأمين، لأن مستجدات الفيزيا والكيمياء والفلك والبيولوجيا وغيرهم من العلوم الطبيعية ليس محلهم كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. أليس كذلك؟
يضاف إلى ذلك أننا كعلمانيين لا نُلغى" القوانين" الطبيعية والإجتماعية ولا نصادر العلوم البحتة وتطبيقاتها العلمية ونتائجها التى لا سند لها فى القرآن الكريم، وسنة رسول الله وتراث من سبقونا فى إلإيمان.
فى عام 1632 نشر (جاليليو جاليلى (Galileo Galilei, 1564-1642 كتاب فى علم الفلك يقول فيه: "أن الشمس وليست الأرض هى مركز الكون وأن الأرض ماهى إلا كوكب صغير يدور مثل غيره من الكواكب حول الشمس".
ثارت الكنيسة الكاثلوكية صاحبة الكلمة الأولى فى كل أوربا فى ذلك الوقت على هذه الجملة البسيطة النافية "لكون الأرض مركز العالم" وذلك لأن هذه الجملة تُنقض ما جاء فى الكتاب المقدس " الأنجيل" الذى تنص آياته على أن "المسكونة لا تتزعزع" أى أن الأرض ثابتة لا حراك لها.
فرضت المحكمة الكاثولوكية الوصياة على عقل جاليليووأجبرته بلإعتراف علناً أما المحكمة والجمهور بأن ما جاء فى كتابه "باطل" ومفسد للمجتمع ، ثم صادرت كتابه من التداول حكمت عليه بلإعتقال المنزلى طول حياته، إلا أنها لم تقتله ولم تجعل دمه مباحاً بين الناس كما فعل العلامة بن باز!
الجذير بالذكر أن الكنيسة إعتذرت لاحقاً علناً للعالم عن ظلمها الشنيع لهذا العالم الجليل ووصفته بانه كان شجاعاً.
ألآن وبعد مرور ما يقرب من 400 عام من وفاة جاليليو تتعرض حياة مئات الملايين من المسلمين الأبرياء للخطر لأن عالماً متنفذاً من علماء الدين الإسلامى وضع نفسه فى عام 1976 فى خندق الكنيسة الكاثلوكية فى أوربا العصور الوسطى المظلمة، وأصدر بغياً وعدواناً وبإسم الله فتوى دينية بقطع رقبة كل من يقول "بدوران الأرض حول الشمس" لمجرد تناقض هذه المقولة مع ما هو متعارف علية من سكون الأرض وثبوتها وجريان الشمس حولها فى القرآن الكريم وكتب التراث.
المؤسف فى هذه الدراما الحزينة هو أننا لا نجد من بين أتباع هذا الشيخ صاحب قلب شجاع أو ضمير حى يعتذر لهذه الملايين عن خطأ شيخهم المنتقل إلى رحمة ربه. إنتهى المقال.
ملاحظة هامة: يقترح كاتب هذه الأسطر على متصفح المقال إنزال الكتاب المذكور أعلاه من الرابط أدناه وذلك إذا رغب فى معرفة المزيد من أساليب الفكر الوهابى من أحد قادته المبرزين فى وقتنا الحاضر.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17587
ملاحظة اُخرى: هناك كتاب أخر فى هذا المجال باسم " هداية الحيران فى مسألة الدوران" للشيخ عبد الكريم بن صالح الحمد ويمكن تصفح هذا الكتاب من هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107796
المصادر:
1) وهم الإعجاز العلمى: تأليف الكتور خالد منتصر، دار العين للنشر. الطبعة الاولى 2005 صفحة 79
2) الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس والقمر وسكون الأرض. الطبعة الثانية، سنة الطبع 1402هجرية/ 1982م. الناشر مكتبة الرياض الحديثة، البطحاء- الرياض.



#أحمد_عثمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (1) إسلام الصومال العلمانى وإسلام البترول ألسعودى
- وهج العلمانية: قرآن مكة أم قرأن أسلو


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عثمان محمد - وهج العلمانية(2): لا تَكفُر، وَإلا تُقتَل !قل: الأرض ليست كروية!