القضية الأمازيغية و سفسطائي المواقع الإلكترونية

عبد اللطيف رحيب

الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 02:11
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

القضية الأمازيغية و سفسطائي المواقع الإلكترونية

إن الحديث عن ماهية السفسطائي يقتضي منا أولا الوقوف عند سؤال السفسطة وجوابها. فإذا كان سؤال السفسطة هو استدعاء لوضع صحيح بقصد إبطاله بأفعال تلبيسية وتغليطية، فإن جواب السفسطة بالضرورة هو استجابة لحفظ الوضع المراد بقائه، إذن فالسفسطائي هو الذي يسلك سبيل التمويه والتغليط غير قاصد الوقوف على جدة الصواب، ولا ابتغاء إرادة العلم و الحكمة، وإنما يقصد بكتاباته نيل نفع من المنافع الدنيوية، أي أن يحصل له مال أو"كرامة" أو شيء غير ذلك من الخيرات الجهلية.
لدى فمن الطبيعي جدا أن تكون الثقافة الأمازيغية محط اهتمام هذه الفئة، بعدما استولى الحق والقلق على عقول الرجال أهل المكان،حيث كان لابد أن تعطى الأوامر بتنويم القرى والمدن، ليصبح السفسطائيين أسياد الأسواق والإعلام، قصد التضييق من جديد على مجال النقد والتفكير، وتوجيه الحديث كله نحو السحر والسحرة، ليتناسى الناس الحق والقلق ويصوموا الثورة والكلام فيتركوا الأمر لدار البقاء، قالوا عن هذه الدنيا أو الفانية. ليمضي المجتمع والمكان في طريق المترابصون بالأمازيغ والمتآمرون عليهم، دون أدنى استشارة لأهل المكان، فغاب الحرف الأصلي في الإعلام والتعليم، وكان على حساب ذلك التعريب والتغريب و النكسات التي يشهدها المجتمع باستمرار نتيجة غياب التكامل والانسجام بين لغة الدرس ولغة الثقافة والمحيط.
إنه من العبث فعلا أن نصادف مقالات تحاول أن تضع مجدا وتقيم وزنا لثقافة على حساب الأصل، أي أنه لا داعي أن نلوي بنية لها مقوماتها الخاصة داخل بنية أخرى. فنلوي الثقافة الأمازيغية الأصلية والعظيمة بتاريخها، داخل ثقافة أخرى عربية لها تاريخها أيضا، بهدف القضاء على الإنسان الأمازيغي الذي لم يركع يوما على ركبتيه لأي مخلوق، رغم أن السياسات العربية تلاحقه حتى في رغيف الخبز حتى أصبح الحصول عليه يحتاج لدراسة أعمق من دراسة الذرة.
فعلا من أغرب المشاهد التي قد يصادفها المرء في هذا المجتمع منظر هذه الشخصيات والمؤسسات السفسطائية التي داع صيتها بصناعة الأوهام والتعدي على الحقيقة والحياة يهدف التوغل واغتصاب كل العقول، في محاولة جديدة لاحتواء رائحة التناقضات من جهة ورائحة الفقر والبطالة من جهة ثانية.

الكاتب: عبد اللطيف رحيب بتاريخ : 2010-11-17 11:53:00

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل