أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علي آدم - أربعة مسامير أبو الانج في رؤوس المعنيين .... بجاكوج حسين علي آدم















المزيد.....

أربعة مسامير أبو الانج في رؤوس المعنيين .... بجاكوج حسين علي آدم


حسين علي آدم

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 10:33
المحور: كتابات ساخرة
    


أفكار خارج التغطية
أربعة مسامير أبو الانج في رؤوس المعنيين .... بجاكوج حسين علي آدم

• المسمار الأول : ( ومن يثقب أرضية الرصيف ويوسعها فإنها من تقوى القلوب ).

ابتكر المؤمنون من أهالي سومر طريقة طريفة لتعظيم شعائر الله .. بعد أن ضاقت بهم كل السبل للتقرب من الله .. فلم يجدوا غير رصيف الشارع الذي طالما ندبوا حظهم العاثر لعدم امتلاكهم رصيف وشارع .. فما كان منهم إلا أن يجلبوا الأقلام و الجواكيج ليلا ليبدءوا بالخطوة الأولى لتعظيم شعائر الله وهي عمل فتحات في الرصيف بين الفتحة والفتحة التي تليها بضعة أمتار قليلة استعدادا لزرع الرايات السود بدلا من الزهور البيضاء .. وليس من داع أن نستنتج أن قطر الثقوب وعددها يتناسب طرديا مع درجة الإيمان لان هذه من البديهيات .. فثمة موكب في حي آخر يراقب عن كثب ما يدور في أرصفة سومر .. ليضاعف نشاطاته في الرصيف التابع لحيه .. فيزيد من عدد الثقوب وعدد الرايات السود وارتفاعها .. يبدوا أن لتقوى القلوب مفهوم آخر نجهله .. فهو ليس أكثر من قلم و جاكوج .. وهدم رصيف .. وزرع راية سوداء وكفن ابيض ملطخ بالدماء يرعب أطفالنا .. رحمك الله يا سيدي يا حسين .. الآن فعلا أدركت انك مت غريبا .. وستبقى غريبا مادامت قلوب العراقيين عامرة بالإيمان .. وتبحث عن التقوى في أرصفة الشوارع.

• المسمار الثاني : ( صديقتي و سيد خضير ) .

في سنين مراهقتي الأولى كان لي صديقة (مراهقة أكثر مني) .. لم نجد وسيلة للقاء أنا وصديقتي غير (سيد خضير) .. كون هذا المكان هو المكان الوحيد الذي بإمكانها أن ترتاده دون أن تخاف من المحيطين بها .. وذلك (لشارة سيد خضير) .. والتي دائما تكون ( بالمجان ) لكل من يحاول أن يمنع صديقتي في أن تؤدي طقوس عبادتها .. التقينا هناك بعد أن ضاقت بنا السبل في أن نسرق لحضه عشق في بلد اللاحب .. فلم يكن في ذلك الزمان وسائل سرقة لحظات العشق واستغفال المحيطين بك وخداعهم ( الواجب شرعا ) .. (بحكم مخالفتهم قوانين الطبيعة) متوفرة .. كالموبايل الموضوع دائما على وضع صامت .. والياهو ماسنجر الذي يضع صديقتك بين يديك وهي في وسط بيتها .. مستغلة انشغال ذويها في تهيئة موكب أو عزاء .. ولأن مواكب العزاء لا حصر لها في بلد الأحزان .. لذلك يبقى الياهو ماسنجر مفعلا على مدار الساعة .. ولكن قدري أراد لي أن تكون مراهقتي وصباي في زمن كانت فيه وسائل الخداع الواجبة شرعا في بلد اللاعشق غير متوفرة .. المهم .. التقيت وصديقتي في ذلك الزمان بعد معاناة يطول شرحها .. ولكن من سوء حضي شاهدني احد أصدقائي و أنا اخرج من سيد خضير .. وهو يعلم علم اليقين أني لا ارتاد الأماكن التي تحتوي القباب الخضر .. ومن سوء حضي العاثر أيضا أن صديقي كان يشاطرني معظم أفكاري .. فقال لي مستهزئا بي : أراك تعبد قبة سيد خضير؟! .. حاولت أن أغطي لقائي بصديقتي بأي إجابة تخطر على بالي لأداري فعلتي الشنيعة في بلد المحرمات اللامتناهية .. فما كان مني إلا أن تذكرت مقولة لأبي سفيان كنت قد سمعتها وأنا أشاهد فلم الرسالة .. فقلت له : يا صديقي العزيز( أنا لا اعبد قبة سيد خضير أنا اعبد الروح التي في داخلها وأتقرب بها زلفى إلى الله ) .. فرد علي وهو مبتسما .. لقد عهدتك وصديقتك موحدين فما بال الإشراك نزل إلى قلبك ما إن ودعتها .. فقلت له : العشق يا صديقي يجعلك من الموحدين رغما عن انفك .. ما إن تفقده يتسلل الإشراك إلى قلبك دون دراية .. فضحكنا بصوت عالي بعد أن قطعنا مسافة لا باس بها بعيدا عن القبة .. فالتفتنا إلى القبة وجدناها قد تلاشت عن الأنظار وصديقتي تلاشت أيضا.. ولم تبقى إلا عظمة الله تتجلى في قبته الزرقاء الصافية.

• المسمار الثالث : ( الإمام الحجة وستار زغير ).

ستار زغير أجير يومي في إحدى دوائر العراق (المرسومه بغير فرجال طبعا) .. لان دوائر العراق هي الدوائر الوحيدة التي لا تملك مركزا ولا محيطا ثابتا .. ذلك لان قطرها مجهول منذ الأزل .. ستار زغير عمره خمسون عاما .. يكدح ليل نهار عسى ولعل أن يرقى إلى مستوى موظف حكومي بتعيين دائم .. قضى عشرون عاما من حياته مغفلا يحمي البوابة الشرقية .. لكنه أدرك في لحظاته الأخيرة أن بوابات العراق الأربعة قد فتحت فجأة للداخل والخارج .. ولان ستار زغير قضى عمره قنوعا فقد اقتنع بان العشرين سنه التي ذهبت من عمره هي ليست له أساسا...ستار زغير الآن لا يملك جدران تأويه وبناته السبعة .. ستار زغير لا يملك باب شرقيا ولا غربيا و لا حتى جنوبيا .. باختصار ستار زغير لا يملك شيئا سوى بدلته الزرقاء ومسحاة مثلومة يكدح فيها ليل نهار كي يثبت للآخرين انه مؤهلا لان يكون موظفا دائميا ولكن دون جدوى .. من المفارقات الغريبة أن ستار زغير طلب من مديره أن يصرف له مكافئة لقاء عمله حتى في أيام العطل الرسمية كون راتبه (150 ألف دينار) .. هل تعرفون ما كان جواب المدير؟؟؟؟؟؟ : انك تعلم يا ستار أني أخاف الله و الأموال التي بحوزتي هي ليست ملكا لي ولا ملكا للدائرة التي تعمل فيها .. إنها أموال الإمام الحجة و أنا أمين عليها .. و لا استطيع أن أبعثرها هنا وهناك .. فاقتنع ستار زغير برد المدير لسبب بسيط أن ستار زغير قضى عمره مغفلا .. فلا يملك غير شعار واحد اتخذه دستور لموته المتكرر : ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) .. ومازال ستار زغير يمارس أفضل أعمال أمته .. أما المدير الأمين فلا ادري متى سيحصل على موافقة الإمام الحجة لإنقاذ ما تبقى من أشلاء ستار خضير المبعثرة ....
ملاحظة مهمة جدا : هذه ليست طرفة وإنما حقيقة كنت احد الأطراف التي سعى في إقناع المدير الهمام بان يعدل عن رأيه لكن دون جدوى .. يبدو أن الإمام الحجة يطلق العنان لشراء السيارات المكيفة للمدراء من ميزانيته المفتوحة لكنه يرفض أن يجدد مسحاة ستار زغير المثلومة.
أتمنى من الله أن يعجل فرجه الشريف بأسرع وقت ممكن .. لا من اجل أن يملأ الأرض قسطا وعدلا .. لأن هذا مستحيل في بلد مثل العراق حتى على الإمام الحجة ولكن على الأقل أن ينقذ ستار زغير مما هو فيه من عراء مفتوح ومسحاة مثلومة.

• المسمار الرابع : ( نفط النفط للنفط هنيال بدرية .... والمايصدك الحجي خل ينشد ٱرْضَيّة ).

ٱرْضَيّة وبدرية جارتان ( حايط على حايط ) .. بدرية عملها يمكن اختصاره في الأغنية الفلكلورية ( خدري الجاي خدري عيون المن اخدره ) .. فهي فراشة في أعظم وزارة في العراق وهي وزارة النفط .. بدرية لا تملك مؤهلا أكاديميا فهي لا تقرأ ولا تكتب .. أما ٱرْضَيّة فهو اسم شهرة كان مصدره الرئيسي ( الملعونة بدرية ) .. بثته بين صويحباتها النساء لاستصغار شأن المهندسة رضية كونها موظفة في وزارة البلديات والأشغال العامة .. يبدو أن ( الثكل ) الذي تبيعه بدرية على جارتها لم يكن ناتجا عن فراغ .. فبدرية تتقاضى راتبا شهريا مليون ونصف دينار بينما تتقاضى ٱرْضَيّة 600 ألف دينار .. من سخريات القدر أن وزارة النفط تصرف مخصصات خطورة لبدرية .. ربما خوفا على بشرتها الناعمة البيضاء من أن تصلى في يوم ما وهي حاملة ( القوري ) .. ويصرف لها أيضا ( اوفر تاين ) كما تسميه بدرية وهي تقصد ( اوفر تايم ) أي ساعات إضافية .. ربما لان وزير النفط يحتاج في ( تعلولاته ) الليلية إلى ( استكان جاي مهيل ) من يد بدرية الناعمة .. أما المسكينة ٱرْضَيّة فلا اعتقد أنها تحتاج إلى مخصصات خطورة .. فهي مسئولة عن مشروع لضخ المياه .. يعمل بطاقة كهربائية ذو فولتية ليست بالعالية جدا فقط 6600 فولت وهي كافية لان تشعل وزير النفط ووزير البلديات مع وزارتيهما في حالة حصول خطا ترتكبه ٱرْضَيّة .. هذا بالإضافة إلى أن الشمس التي (تصكع) هامة ٱرْضَيّة هي من صنع الله لا من صنع وزير البلديات .. أما بالنسبة للاوفر تايم (للمكرودة ٱرْضَيّة) .. ربما استقطع على شكل خمس يتقرب به الوزير وحاشيته إلى الله.
بعد هذه المقارنة بين بدرية و ٱرْضَيّة .. هنالك سؤال يحير العقول .. النفط العراقي لمن؟؟؟؟؟ هل هو ملك للشهرستاني وموظفيه؟؟ .. ولماذا من يدخل هذه الوزارة بجيوب فارغة يخرج وهو محملا بما لذ وطاب ؟.. ومن المسئول عن التخصيصات المالية في هذا البلد الذي ابتلانا الله به ؟.. لماذا أصحاب القرار مصرين على قتل الوطنية والانتماء في داخل كل إنسان عراقي؟.. ولا ادري هل بدرية تنجز عملا ورجل المرور لا ينجز عملا .. نحن لا نريد من الحكومة أن تعطي ٱرْضَيّة أكثر من بدرية كونها مهندسة وصاحبة شهادة .. و لا نريد أن تعطي رجل المرور أو المعلم أو موظف الخدمات أكثر من بدرية .. نحن نطالب المساواة بين بدرية و ٱرْضَيّة ورجل المرور والمعلم وموظف الخدمة على الأقل .. حسسوا العراقيين ولو مرة واحدة بان العدالة الإنسانية موجودة على الأقل من اجل أن لا تزرعوا روح الحقد بين هذا وذاك .. أو بالأحرى (حتى بدرية تبطل تبيع ثكل و ٱرْضَيّة ما تضل فاكة عينهه على بدرية).
هناك مقترح بسيط جدا وهو أن يجتمع وزير النفط ( أبو بدرية) مع وزير البلديات (أبو ٱرْضَيّة ) ويتفقون .. يشيلون شوية من حصة بدرية ويضيفونها الحصة ٱرْضَيّة وأبوك الله يرحمه .. بس الظاهر هي وحده من الاثنين .. لو عقولهم تنك ثنيناتهم لو يضحكون علينا .. واعتقد الاحتمال الثاني .. لان الصفة التي في الاحتمال الأخير هي صفة الذين لا يحملون شرف الانتماء لهذا البلد وهذه الصفة هي العلامة الفارقة لكل أصحاب القرار في هذا البلد الأمين.
بعد هذا الصراع العنيف بين بدرية و ٱرْضَيّة .. هل يتوقع أحدكم أن صعود سعر برميل النفط ممكن أن يدخل الفرحة في قلب عراقي شريف؟؟؟ .. أم أن نزوله يجعل العراقي يصاب بالإحباط خوفا على اقتصاد بلده؟؟؟ .. الصعود والنزول لا يقدم ولا يؤخر في نفسية كل عراقي شريف .. لان هذا الصعود لا يخدم سوى الطبقات الغير شريفة لأنها الوحيدة التي تعرف من أين تؤكل الكتف.

11 / 11 / 2010



#حسين_علي_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين علي آدم - أربعة مسامير أبو الانج في رؤوس المعنيين .... بجاكوج حسين علي آدم