أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - لبنان على كف عفريت حزب الله















المزيد.....

لبنان على كف عفريت حزب الله


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوضع الحالي في لبنان حيث عدم الاستقرار وعدم إطمئنان القوى السياسية الفاعلة لمواقفها اتجاه بعض، ليس مرشحا أن يستمر طويلا، إذ يوجد ما هو قريب من الفراغ السياسي، فلا دور للحكومة برئاسة سعد الحريري، ولا دور لمجلس النواب برئاسة نبيه بري، وكذلك رئاسة الجمهورية ورئيسها ميشيل سليمان فهما مجرد ديكور توافقي ليس بيده أي قرار من أي نوع، وباقي القوى السياسية مجرد منتظر لما يأتي، ما عدا حزب الله برئاسة حسن نصر الله، فهو الذي يمتلك كافة مفاتيح السيناريوهات المطروحة للتداول سرا وعلنا، وليس مبالغة القول أنّ لبنان من شماله إلى جنوبه سواء كان هناك وجود علني للحزب أم لا، فهو المسيطر فعلا على الأرض، إما بسلاحه ووجوده الأمني العلني، وإما بشعور الخوف والتخويف والتهديد الذي ما غادر اللبنانيون منذ السابع من آيار 2008 ، حيث كان اجتياح الحزب لبيروت والتدمير والقتل الذي ألحقه، لم يكن مقصودا به الكمية والكيفية، ولكن درسا للمستقبل مفاده ( نحن قادرون على تكرار هذا العمل ضد خصومنا في أي زمان ومكان)، وهذا الشعور هو ما يعيشه الشارع اللبناني اليوم، أفصح البعض عن ذلك أم أنكروا.

هذا الوضع لن يطول،

خاصة أنه بدأ يؤثر على أغلب نواحي الحياة الداخلية اللبنانية، فلا وجود لأية قرارات حكومية اتجاه أي وضع، ولا انعقاد حقيقي فاعل لأي جلسة برلمانية، ومغادرة نسبة عالية من العرب والأجانب الذين لا ضرورة لبقائهم في لبنان، وكذلك تفكير رؤوس الأموال والاستثمارات الخارجية في وضعها حسب السيناريوهات القادمة، بعد موسم سياحي في الصيف لم يكن حسب التوقعات اللبنانية الداخلية. كما أنّ غالبية القوى السياسية خاصة حزب الله المسيطر فعلا، ما عاد يمكنه الانتظار أطول دون حسم ما، مخافة صدور القرار الظني في اغتيال رفيق الحريري عن لجنة التحقيق الدولية، خاصة بعد دعوة حزب الله رسميا على لسان حسن نصر الله كافة القوى اللبنانية بمقاطعة اللجنة، ومارس الحزب تهديدا علنيا للجميع في الداخل والخارج، من خلال الإعتداء الذي خطط له الحزب على فريق محققي مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية، أثناء قيامهم بزيارة متفق عليها مسبقا لعيادة طبية في الضاحية الجنوبية من بيروت، حيث معقل حزب الله العسكري والأمني والسياسي. وقد حاول الحزب اعطاء الهجوم طابعا شعبيا تلقائيا من خلال جعل المشاركات فيه مئات من النساء فقط، تعرضنّ للفريق بالضرب والشتم، وخطف بعض حقائبهم وأجهزة كومبيوترهم، رغم أنّ الكثيرين من اللبنانيين أكّدوا أن تلك النسوة، تمّ جلبهن علنا بسيارات الحزب ومرافقة قواه الأمنية. وخطورة هذا الاعتداء في أنه رسالة من الحزب، مفادها لن نترك الفرصة لأحد لبنانيا أو أجنبيا أن يستمر في عمل لجنة التحقيق الدولية، وإن اضطررنا لاستعمال القوة بكافة أشكالها، وما حدث في عيادة الضاحية الجنوبية نوع من تلك الأشكال.

ما هي السيناريوهات المطروحة والمتداولة؟

أصبح مؤكدا أن الموقف من المحكمة الدولية هو حجر الأساس في أية تطورات أو سيناريوهات داخل الساحة اللبنانية، فإلغاء هذه المحكمة أو إعلان الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري تحديدا وقف التعامل معها، من شأنه أن يزيل الاحتقان الداخلي وكافة السيناريوهات المطروحة، لأن هذا سيرضي أقوى لاعبين في الساحة اللبنانية ويرفضان المحكمة جملة وتفصيلا، وهما حزب الله والنظام السوري. ولمّا كان إلغاء المحكمة الدولية غير وارد من خلال تأكيدات كافة هيئات المنظمة الدولية والدول العظمى ورئاسة الوزراء اللبنانية ، خاصة بعد تصريحات مساعد الخارجية الأميركية جيفري دي فيلتمان، تعليقا على اعتداء نساء حزب الله على فريق المحققين الدوليين، حيث اتهم كما قال لجريدة الشرق الأوسط اللندنية ( أصدقاء سورية في لبنان «بتقويض الاستقرار» في لبنان، و أن الولايات المتحدة في تحركها الدبلوماسي الأخير حيال المحكمة الخاصة بلبنان أبلغت سورية وإيران أنهما ليستا الدولتين الوحيدتين المعنيتين بشؤون لبنان، وأكد في هذا السياق أن المحكمة الدولية مستمرة في عملها مهما أثار حزب الله من ضجيج وتهديد ).
سيناريو الحسم العسكري هو الأرجح
ما دام المجتمع الدولي والدول العظمى والرئاسة اللبنانية مصرّين على استمرار عمل المحكمة الدولية، وبالتالي صدور قرارها الظني الذي تؤكد بعض التسريبات أنه سيطال أشخاصا من حزب الله، فإن الحزب سوف يسبق صدور هذا القرار الظني بتعطيل كافة نواحي الحياة السياسية في لبنان، من خلال سيطرته العسكرية على الداخل اللبناني بسيناريو شبيه بانقلاب حركة حماس في قطاع غزة، وطردها كافة مسؤولي ومؤسسات السلطة الفلسطينية، ليدخل انقلابها عامه الرابع. وهذا الانقلاب العسكري لحزب الله سيكون مدعوما من قوى لبنانية داخلية متحالفة معه، وسكوت قوى أخرى أو وقوفها موقف المتفرج كي لا يصيبها أذى، كما أنّ الانقلاب سيلقى تأييدا ولو صامتا من النظام السوري الرافض لعمل المحكمة الدولية، بالإضافة لتأييد النظام الإيراني الذي يرى في سيطرة حزب الله بعد زيارة أحمدي نجاد، أنها وضعته معنويا لاعبا رئيسيا في الورقة اللبنانية كنوع من المناكفة مع إسرائيل، رغم أنّ العلاقات الإيرانية الإسرائيلية لا يسودها سوى ضجيج الخطابات الذي يستفيد منه الطرفان.
أيهما الأقرب: تفاؤل جعجع أم حسم أمين حطيط؟
الدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، كما صرّح لجريدة الأنباء الكويتية يوم الخميس الرابع من نوفمبر الحالي، (يستبعد لجوء حزب الله إلى العنف في حال صدور قرار إتهام يتناول أحدا لديه، لأنه لم يحصد من العنف سوى سيئاته ولن يتسنى له قطف حسنة واحدة ). هذا بينما العميد المتقاعد أمين حطيط المقرب من حزب الله حاليا، وكان من ضباط الجيش اللبناني المهمين المقربين من قائد الجيش آنذاك العماد ميشيل سليمان، رئيس الجمهورية حاليا، يرى عكس ما يراه جعجع تماما، فهو يؤكد للشرق الأوسط اللندنية أيضا، أنّه لا خيار أمام حزب الله سوى الحسم العسكري ميدانيا على الأرض إن لم يتمكن الحزب من درء الفتنة، دون أن يوضح ما هي معالم الفتنة التي يقصدها. وتحليلات العميد أمين حطيط تكاد تكون معلومات موثقة خاصة عندما يقول: " الكل يعرف أنّ الفتنة ستكون محصورة جغرافيا في المناطق التي فيها وجود شيعي، مما يعطي حزب الله فرصة للحسم، وهذه المناطق هي بيروت والبقاع الأوسط والجنوب، ففي بيروت وبوجود الأكثرية الشيعية مع الحلفاء، تحسم الوضع في 24 ساعة على الأكثر، أما في الجنوب وتحديدا على طريق بيروت الجنوب، فكان ثمة عاملان يشكلان صعوبة عند الحزب هما وليد جنبلاط والحالة السنّية في إقليم الخروب، وهاتان الحالتان انتهتا بعد أن حسم جنبلاط خياراته العسكرية وأعاد تموضعه السياسي". وأكدّ العميد حطيط أن النتيجة النهائية لهذا التحرك العسكري لحزب الله هي الإمساك ( بالأرض في ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، ولكن لا ينتهي الأمر هنا، لأن ما سيحصل على الأرض سيترجم في السياسة، وعندها تصل المعادلة إلى أنّ القرار الظني الذي صدر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سينهي العهد الحريري في لبنان إلى الأبد).
ما لم تذكره معلومات العميد حطيط
هو أنّ مدينة طرابلس شمال لبنان لن تكون بمنأى عن تفاعلات الحسم العسكري إن حصل، فالتوتر قائم ونائم هناك بين منطقة باب التبانة حيث الأغلبية العلوية و جبل محسن حيث الأغلبية السنّية، وهما منطقتان كانتا في السنوات الأخيرة محل تفجيرات عنف طائفي انعكاسا لما يحصل في بيروت.
تلك هي السيناريوهات المؤلمة التي لا يمكن تفاديها، إلا بحكمة اللبنانيين جميعا، والعودة للبنان ما قبل الحرب الأهلية حيث التعايش بين الجميع، بدون طوائف ونعرات وفتن طائفية. لبنان الذي كان مثالا عربيا للديمقراطية وحرية التعبير. ويبدو أنّ هذا الأمل صعب المنال، بسبب المصالح الحزبية الضيقة التي لا اعتبارعندها للوطن، والتدخلات الإقليمية الخارجية التي مصالحها أهم من لبنان واللبنانيين.
[email protected]



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسعة أعوام وجائزة مميزة...ماذا تعني؟
- أحمدي نجاد في لبنان: لا خوش ولا آمديد
- شهزاد والحكم المؤبد
- إنها جائزة تستحقونها وأكثر
- حماس على خطى طالبان بسرعة ضوئية
- توقف المفاوضات المباشرة: فما البديل؟
- ياسر الحبيب وزوجة الرسول والمزايدات السياسية
- هل مقاطعة الحركة الإسلامية للإنتخابات قرار خاطىء؟
- سارة شورد
- ردود فعل المسلمين أكثر اساءة إلى الإسلام
- النظام الإيراني والمتاجرة بالقضية الفلسطينية
- تجربة رامي علّيق في حزب الله
- مفاوضات مباشرة..لم لا؟ و إلا ما البديل؟
- قرار حق العمل لفلسطينيي لبنان
- زيارة القدس تطبيع أم تعريب؟
- الشيخ صبحي الطفيلي: استمعوا جيدا لما يقوله هذا الرجل
- مؤتمر حسن نصر الله الصحفي: الفيلم الهندي أكثر إقناعا
- فخر لفلسطين والسلام في العالم
- إخوان الأردن: لماذا المقاطعة اليوم والمشاركة أمس؟
- عرب ومسلمو النرويج:كيف ينبغي ان يتصرفوا؟


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - لبنان على كف عفريت حزب الله