أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عاصف حميد رجب - ذكريات من الذاكرة المفقودة _ الحلقة الأولى















المزيد.....



ذكريات من الذاكرة المفقودة _ الحلقة الأولى


عاصف حميد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 11:16
المحور: سيرة ذاتية
    


الى روح الدكتور الراحل فائق علي عيسى ، طبيب البشر عندما تشتد عليهم المحن ، وفاءاً مني لإخلاصه الذي لا يعوضه اخلاصي له الا قليلاً ، الى تلك الطبيعة الغامضة بفنونها تحت عناوين مختلفة هي عين الفهم والمهارة لك ، انت ايها الدكتور الراحل ميزة مشرفة لكل عراقي بعيداً عن أي فرقة او تفريق .
الانسان عندك ... طيبة ووجوب تستوعبه فتأمره فيجيب ليستمر ، فترفع ذاك وتظل ترفع العلم بأوجهه كلها دون كلل ، اهدي نتاجي هذا لك ، ولك الميزة الاولى والذكرى والمحببة الاولى في ضميري وضمائر من كنت قريباً منهم ، لا احد قال لك شكراً !؟ انك للمهنة مثال وفضول لباقي الاطباء ، هو عنصر غير عادل أن يضعوك في الميزان ، كونك انت ميزان ومعرفة ، ودلالة لجميع الاطباء، فما بال الاطباء ان لم تكن انت شيخهم ، كثيراً ما احسست وانا اتكلم معك، انك [أباً] لي ، أباً غير مزيف بل قريباً من قبلي ، ومهجتي اغتنت واصابتها السكينة في تأكيد الذات المرتكزة على علم انت أهلاً له ، لك مني هذه الذكرى ، ارجو ان تسمعها في الاثير المدهش ، كما ادهشتني برسمك لوحةً لوجهي تغلب اياً من معاني الاعتزاز والاهتمام لشخصك الكريم يا نسل الاصول الشريفة ، اهدي ورود جنة تحتضنك ترعاك في ابدية الحياة مثلما دعيت ان للعراقي ان يكون له ما للغير من دون تفريق .





تمهيد سياسي
لم يخطر على بالي اني انا ووضعي ومصيري ومستقبلي موضع نقاش لدى نفسي الابية ، بلى ابيت كل محاسن الدنيا رغم عرضها عليَّ ، وانا كنت ولا زلت راضياً قانعاً لم يخطر على بالي ان ما انا عليه مشكلة ، ويجب ان اجد لها حلاً!؟ لا مشكلة لدي سوى تراكم الهموم في الذاكرة فقط! وهذا بسيط ، ولكن بعد سنة من ما وضعت لكم من ذاكرة وذكريات وجدت ان هذا ليس بالبسيط وانما انا البسيط ، وقلبي بسيط ، واني على (نياتي) جداً جداً .
ولآخر لحظة قبل ان اترك واجتاز مجاز المبدأ ، وجدت نفسي اني رهين المبدأ حتى ابواب القبر !!! وهناك سيهدأ كل شيء فيَّ ! ولكن اين هو الموت ؟! اني اسعى اليه ـ وسعيت عشرات المرات اليه ولكنه لا يأتي!؟ وكان شعاري (اطلب الموت توهب لك الحياة) .
انا والايام خطوب ، كان ذلك ان اني شيوعياً انال من مبدأي ما يناله مني من اخلاص ووفاء ، اني اراه واضحاً كالليل المقمر في سماء صافية ، واشبه في ذلك القمر البدر في تلك الليلة المقمرة التي وجدتها تضيء (البسيطة) ، والناس كما تضيئها الشمس ، متجاهلاً ان ضوء القمر ما هو نور الشمس ليس إلا . كنت في كردستان في تلك السنين (1968-1974) فرحاً مزهواً بحياتي وكأنها سفرة سياحية الى مصايفها ، كنت اجد في الجبل ذاتي واخشاه وقممه ، فرأيت ان اتواجد فيها ، واصعد واصعد حتى اعلى قممها الى ان يتبدد خوفي من العلا والشموخ بشرط ان اعيش فيها ، وهناك لأجد لذة وانا اعايش طبيعة لست من اهلها ، واخيراً وجدتها اهلي وناسي !!! وهي كذلك!!
اذن لم تكن نزهة سياحية او تصييف اقضي فيه اوقاتي !؟ لا لم تكن كذلك تلك السنون ، بل كانت معايشة من شعر رأسي حتى باطن قدميَّ ، واستجاب وجداني ان أتهيأ لأقدامي ! نلت الشجاعة والجرأة في تلك الربوع العالية العنيدة ، التسلق ويعني للنفس معانياً كبيرة وكثيرة ! وهي ولع قبل ان تكون واقع ، ولما وجدت نفسي في ذلك الواقع بقيت امشي واسير الهوينا يوماً بيوم ، ولحظة بلحظة، لأربع سنوات صعبة وسهلة في آن واحد!!؟؟
ولا اكتمكم السر والقول ، كانت احدى منجزات هذه المعايشة ان اشترك في الكونغرس الثالث للحزب الشيوعي العراقي ، هذه المعايشة ولخمس سنوات واضيف اليها سنتان في بغداد اتابع نفسي قبل ان اتابع حزبي فوجدت وانا في بغداد انه جريح فانتصرت له ولبيت ندائه من دون محّرض ! ان هيا للمسيرة ان تكون للامام وساعدني في ذلك شبابي وارادتي وعزيمتي واخلاقي التي ازاولها براحة ؛ فهي صحيحة ولم اخرق او احرج ضميري فيها ابداً!
ولهذه اللحظة وها انا اكتب من الذاكرة معطيات الكونغرس ومن اشترك فيه وماذا كان اهم شيء بودل الكلام فيه ، وماذا عنى لي ذلك ، وكيف وماذا فهمت من الحقائق التي لم استدركها سابقاً ، انه لشرف عظيم لي ان شاركت وبمسؤولية في هذا الحدث الذي لم يعترف به سوانا!؟ نحن الشيوعيون العراقيون فهذا ديدننا لانا نرى الافق وما وراء الافق والاصح لنا بعد نظر ن ومادة حاضرة في ذهننا تدلنا على محاولات الانسان الخلوق التي تجري في دمائنا وضمائرنا نحن نمثلها ، وليس نيابة عن الناس ولا نيابة عن التاريخ او المستقبل ، ولم يكن لي ولا لأي رفيق او الحزب كلّه ان يدّعي انه يغيّر او يُبرمج صراع الطبقات ، الهورمون الذي لا يتعامل به الطيب الا بحذر وروية ، وانا نجدها دائماً كما توقعناها ، بل اكثر بكثير حين نجد الجديد نفس ما رأيناه قبل ان يقع ، انها لمتعة للانسان ان يكون شيوعياً!!؟؟ .
و ليضوي جنه كمرة بابا كمره ، عيني كمره بابا كمره شتكلَّ . جلسنا في قاعتنا الطويلة المبنية بالصخر والطين وسقوفها واستنادها جذوع (القوغ) (سبيندار) وسطحها من طين الجبل .
كان هذا ليلاً وكنا قد اوقدنا ثلاثة (لوكسات)التي هي ضياء مكاننا الاحتفالي وملأناها نفطاً وابدلنا فتائلها ، وبالتدريج بدأت تضيء بنور ابيض لطيف في قاعتنا الطويلة وقد جلس الرفاق المشاركون في الكونغرس الثالث للحزب الشيوعي العراقي على جانبيّ القاعة ، وجلس 0مظفر النواب) – ابو عادل – الشاعر الذي وهب نفسه وروحه للحزب والشيوعية ، واماتها واحياها مثنى وثلاث ورباع لاجل ذلك ، ولم يجن شيئاً سوى ان يُعاتب – وله الحق في ذلك جلس (ابو عادل) في صدارة القاعة ، وتجمّع الرفاق والاناشيد التي كنا ننشدها عذبة وتدّل على الحرمان والكبت خاصة ونحن في عز شبابنا ، فأخذنا والقهر والمرارة لأن نُبدل (البستة)، وكلمات اللحن التي كنا نتغنّا بها احتفالاً بهذا التجمع الرفاقي (الخالق) بأن حولنا انشودتنا كالتالي :
والمشتعل ربّه ، بابا ربّه ، عني ربّه ، شتكلّه، صحنا ومن كل قلبنا المأسور ، أخذنا الشعور الجماعي بين جميع الرفاق في اننا تحت المشاركة الوجدانية الحقة والمخلصة وكأن مشاكلنا هي نفسها ومعاناتنا كبيرة ولكن جماعية ، كنا نهوى التخفيف عن ارواحنا من (الغربة) والتي نحن فيها في وطننا العراق الحبيب ! صدح صوت لم نعرفه من قبل جهة (مظفر النواب) كان صوتاً قوياً مظفراً صافياً عذباً وصدح : يا الماز تتباها الكلايد بيك ، يا الماز وبروحي اريد اشريك ... املي دنبتي طيب وملاحة سبحان الجمع ليله بصباحه – درات رؤوسنا كلنا بصورة عفوية نحو مصدر الصوت العذب هذا ! فكان مظفر النواب كانت صحته آنذاك جيدة وكان في بداية خريف عمره ، نسينا انفسنا لدقائق بل عدة لحظات ايضاً (وتنومسنا) بهذه الاهزوجة العراقية الجميلة في تلك السنين (1973) .
كان هذا الصوت قريباً من القلب ولن انساه ابداً وجدد هذا الصوت الوجداني الصديق ارواحنا وحبنا ومودتنا لالقيا الانسانية مع الناس كافة ! نحن نرى ونحب ان نسمع ما نرى للآخرين ! من هم؟ جمهور الشعب العراقي بأننا هنا من اجلكم ! فتضامنوا معنا سيكون هذا التضامن روحاً جديدة لمجهودنا والاستمرارية الابدية ، والتي نعلم بأنها ليست أبديّة ، ونعرف وبأخلاص بأنها تنتهي !...! بموتنا ؛ وهذا ما نقدر عليهوهو اغلى ما عندنا فماذا نقدم اكثر من هذا؟
استمرت الاغنية او الاغاني كاحتفالية رائعة تشق سماء كردستان ، والجبل كان يتعاطف مع صوت مظفر واصواتنا المشاركة ، طيف رائق ظهر من الجبال وانحنا للانسان العراقي والشيوعي بالذات هنيئاً لك كردستان ! احدث هذا دوياً في قلوبنا المتلهفة المهتاجة واراحها ذلك الوقت بما فيه الكفاية ، يوم لا ينسى وحلم الشجعان حقق البذرة المخلصة للوطن العراق الحبيب .


المقدمـــة
يعتقد ويترأى للنفوس البشرية المعذبة بالشقاء والحرمان في عراقنا الحبيب، ان الوطن هو ما هو عليه !؟ والمستقبل له اداة اخرى غير مرئية تبقى رهن الغد ؟! او المستقبل ؟ يسير معظم العراقيين في خطاهم كما يسير أي شعب آخر قد ابتلى اول ما ابتلى بثروة كبيرة جداً لا يرى (الآخرون) وهم جيران وغرب وشرق .
ان العراقيين يستحقونها ومن حقهم الاستمتاع برفاهيتها ! العالم يتجه نحو ازمة خانقة افاقها كأزمة بانت في افق الاقتصاد السياسي الجاري ، والحركة التاريخية للمجتمعات في اتجاه واحد هو الرأسمالية نحو اقصى تحقيقاتها ، في الاقتصاد المزدهر والآلة الحربية المتطورة !؟ أنها لحقاً مهزلة !؟ ان نقول نحن المغلبون على امرنا ... ان هذا العملاق الاقتصادي المزدهر (U. S. A.) هو المعني وبصورة ملحة ان يرى نفسه وبمرآة اجتماعية اساسها اقتصادي ، انه قد دخل مستقبل مظلم ولكنه ليس مظلماً بالنسبة لعراقي مقهور مهزوم منحرف في عقليته ، يتجه نحو غده كالاعمى بينما يبصر [ هو نفسه ] وبوضوح ازمة العملاق الذي هيمن عليه .
فالعراقي كفرد معنّي بأن يرى بوضوح ازمة العالم وازدهار اكبر قوة فيها، يرى انها ستنحدر الى مرادها ، وينزلق نحوه مجتمعه واقتصاده نحو ارضية لم يقررها له . لا الشيوعيون في العالم ولا طبقتهم العاملة ولاسيما البروليتاريا العالمية اينما وجدت هذه الطبقة ان الشقاء والحرمان حزام مستقبلي يهدر عالم بلا طاقة او بديل لطاقة ، انه عالم محتدم بصراعات طبقية عفوية .
ان اول ما نراه في العالم هو عفوية الصراع بالنسبة لعقل ومشاعر الانسان الاعتيادي ، وهنا في بداية الالفية الثالثة تبدأ مرحلة من العفوية لها اسبابها ومبرراتها ، وتؤكد ان على البشرية ان تختار طريقها بنفسها ، وكلٌّ في مجتمعه وظروفه واقتصاده له مشكلة واحدة الا انه مهدد في صناعته وزراعته وما وصل اليه من مستوى من الرقي العلمي المتقدم ، هذه التقنية العالمية لها مادة واحدة غير قابلة للتعويض ألا وهي (البترول) اولاً كمصدر رئيسي للطاقة وباقي مصادر الطاقة التي تدل الدراسات وبكل جوانبها ان لا بديل لطاقة ناضبة ، طاقها عمرها المستقبلي مائة عام ، وبعد ذلك ؟!....
والحقيقة قبل ذلك ومن الان فصاعداً يدرك الكثيرون ان المسألة غاية في الصعوبة وغاية في الحتمية ، بحيث ان تطرح على البشرية [ ان تكون او لا تكون] ، وان كانت وهي ستكون؟! ... ستختار البشرية شكل نظامها الاجتماعي والعائلي من دون الرجوع الى مفكري الاقتصاد او اللبراليين والاشتراكيين والشيوعين انفسهم .
فماركس يظهر بلحيته وشعره وصورته المبجلة كمستقبل مشرق يعرفه وعرفه ماركس من مائة عام ... نظرة مستقبلية حتمية يؤمن بها ماركس وهي .. ان البشرية متجهة نحو [ الكومونة ] والنظام الاجتماعي الشيوعي ، وقرر المفكرون ، وربما ماركس من ضمنهم ان ذلك سيمر على البشرية والانسان والمنتج على مراحل ، وهي حتمية ، وبرهان ذلك اقتصادياً .
حساب لا يقبل الشك ولا التأويل يحسب حتى [ الفلس ] الواحد ، بحيث ادمغت حججه كبار الرأسماليين ومفكريهم ومخططيهم الاقتصاديين ادمغتهم بحجة اساسها اقتصادهم بالذات ، وبمفهومهم وطريقة [ العمل ] الديناميكية التي تتواتر على اساسه برامج ما يحدث بالمجتمع من دون برمجة !!! ...
ان ماركس العالم والفيلسوف الفاضل لم يفكر وببعد نظره انه يخطط للبشرية مصيرها !؟ او انه عندما يثبت حقيقة اقتصادية بسيطة مخفية عن كل انسان آنذاك ، (الاّ) الشقي والمتعب والمحروم والمستغل عندما يحس بها كابوساً يومياً دائماً ن مصيراً مجبول بالتعب ومرفوض اصلاً كونه لا انساني وعديم الرحمة .
وان الدين بأشكاله وفلسفته التي ربما ستستمر لاجل بعيد من الزمن مادام الانسان والبشرية بحاجة لتبرير ما يحدث حوله وتساؤلاته الفطرية والمحقة والسليمة حول ماهية الحياة وماهية الكينونة في ذاته ؟! سيتحول الانسان عند المائة سنة القادمة ابتداءً على الاقل من (الآن) ..كما سيتوضح لاحقاً الى آلة زمنية تفكر آنياً ... أن كيف تأكل لقمتها ولقمة مجموعة لو مجموعات البشرية ، البشرية مطروح عليها من جديد أن كيف ستحيا؟! كيف ستعيش ؟ لابد ان هذا سهل فهو (العمل) ! والانتاج ! ، ولكن اين مصادر العمل آنذاك غير جهد الانسان الذي لن يبقى سواه. واذا كان هذا الانسان غير مكبل بسلاسل آلته التي يديمها ، فهي ستدمر نفسها كمعادن اصيلة كأصلها المعدني !!...لا يمكن تغييرها ولا ان تغير نفسها الى شيبء تنتج اطلاقاً ، وسوف لن تكبل البرولتاريا او البشرية جمعاء بسلاسل هي منتهية الصلاحية شيء منتج فالآلة ستكون جامدة لا ديناميكية فيها ، وليس للعامل ان يكافح لاجل الخلاص من طوق الآلة ، فالآلة ولت من الآن فصاعداً عن ان تكون آلة ، هذا مآل الاقتصاد من دون طاقة ، فهو ليس اقتصاد ، وليس ازدهار ، ولن تكفل الآلة العاطلة عن العمل لقمة خبز ليس للعامل فقط ، بل لمالك المصنع ايضاً .
وكل الأثرياء وبدقة متدرجة زمنية نحو استحقاق الازدهار في ان يكون اندحار ، والذي يؤكد خط واحد في تفكير الانسان هو دافع البقاء ، ودافع الدفاع عن النفس إزاء مخاطر الموت على الحياة ، ولما سيكون ليس امامه الى الخلاص سوى (العمل) بدون معمل ونظام اجتماعي امامه انهيار تدريجي من قميته ، نحو اسفل سفوحه ليكون سهلاً خصيباً ، ليزرع وتبدأ الصناعة والتقنيات العالية جداً والمعجزة التي اذهلت البشرية نفسها بلا طائل ، ستكون منحدرة نحو الموت !!... الموت البطيء والحياة النشيطة الحيوية الفاعلة سيكون خيار الانسان الذي لا يستسلم وهو عاقل عندما تستسلم آلته الصناعية الزراعية والاقتصادية ، وكذلك ستكون دواعي الحروب متدنية في اهميتها يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة ، فلا حاجة للاستعمار ما دام ان (لا هناك انتاج او مصنع او زراعة حديثة) .
كل ما هو حديث سيتوقف عن التكلم كأنه هو الآمر الناهي وسيكون للبشرية ان تختار بعفوية حتمية كما هي حتمية عفويته وفطرته السلبية التي ستدله على هذا الحل ؟ الا وهو افضل نظام تعاوني يصلح للبشرية في ظل لا نظام اقتصادي الا (المقايضة ربما) ولا نظام طبقي الذي هو مستقبل ما بعد اللاطاقة البديلة ، وبعد نفاذ مصادر البترولية والاخريات التي تسقي وترعى الآلة الآن ستتوقف (الآلة الاقتصادية) وستتوقف وبصورة اتوماتيكية (الآلة الحربية) وسترفض المملكة السعودية ان تبادل حاملة طائرات مع طائراتها وطياريها بعشرين طناً من الحنطة المنتجة في السعودية نفسها ، انه قدر البشرية ، الحاجة تسعف النفس البشرية وبصيرته التي تدله دائماً الى افضل السبل بعد تدارك الامر كأزمة فناء حياة الانسان او موت سيختار الانسان وبكل تأكيد الحياة وشكل الحياة من دون آلة هو الكومونة الشيوعية ومن دون الرجوع الى مجتمعات مبرمجة اشتراكية او أي تعبير عن اساسها السياسي والذي يحكمه وضعها الصناعي والزراعي وتاريخ ليس لليأس والمحروم أي فائدة له منه لانه تاريخ ليس بالحقيقة وانما سجّل .
والتاريخ من الازل ولحد الان والى الازل لم يعد سجلاً فقط وليس هو احداث لمعارك وامم قديمة ولا لحروب عالمية ما يجري في الكون هو مادي ديالتيكي وليس للمادة الا اشكالها التي يصنعها الانسان ويشقى في عموم المعمورة جميع البشر لتوفير لقمة للغداء قبل العشاء ، ماذا جنى الانسان منذ وجوده ووعي على نفسه من خير وخبرة الا ما فكر به فيلسوفه الكبير ماركس وانجلر مساعده الامين وما الجهود العظيمة لاقامة دولة اشتراكية عظمى بالجهود المنسية والصورة تغيرت نحو الافضل نحو الشيوعية التي اراد ولم يرد برد البروليتاريون قبل الرأسماليون رفضها وشجبها سوف لن يغير شكل الاعتراض على مضمون الحتمية اللائقة للبشرية جميعاً ، وهي التعاون ، والتعاون في مجموعات او تجمعات تحفظ لها هوية مبسطة غير عدائية وغير محاربة وانما تستسهل اصعب المشاكل ما دام في ذلك حل تفاهم وتعاون دون حرب وويلات على العالم الخظيب المقبل المفعم بالنصر الحقيقي على قساوة الطبيعة وظواهرها السلبية والكارثية ان لا ينظر الى كوارثها وانما الى اساسات طبيعية التي هي بالتأكيد التي اوجدته واوجدت الحياة ليكون آنذاك منسجماً مع تربة طبيعته وسياقاتها التي تفرضها على كل شيء إلاّ نفسها ، ان للطبيعة سيادتها التي لا تباري الا بالمدارات .... سيادة ان تواكبها وتزيدها بدل ان تنقصها ان محاربة الانسان للطبيعة ولامد من الزمن طويل وطويل جداً بالنسبة لحياة انسان واحد سوف يتحول الا الى خراب الطبيعة فالطبيعة غالبة في المادة والاحساس ، ومصارعة الانسان لها دلت على سوء وسائله فهي تخريب وتمزيق وتشويه وتلويث لكل عناصرها اذن .
فالرد الطبيعي للطبيعة على تدخلات الانسان التي يتوهم انها مجدية ومريحة للبشرية كإنجاز هي ان تدافع عن نفسها وتقدر وتجبر البشرية كلها بان تكون مطواعة لابدية التداحم المستمر من الصراع بين الانسان ونفسه وبين الانسان والانسانوهي تعلمه بعد درس قاس ان يختار انسانيته مع العمل ، وليس انسانيته مع الاستغلال وهي نتيجة نهائية ومنفذ لكل الحلول المعقولة تتولد من كون الطبيعة لا تتغير طبيعتها ومن الوهم لي ذراعها او التصور انها ليست قاسية بعدم العمل والانتاج ، فهي قاسية من دون العمل ، ولكن العمل المنتج الذي يوفر تسهيل السلامة للانسان فقط ، حيث إذ سيتبنى افضل ما يمكن من المقايضة الكبرى التي ستجري على الكرة الارضية ، وانما اسباب عيشه البسيطة وبساطتها تفرض نفسها ببعدها عن الآله الاقتصادية الكاسدة ، وليس البضاعة الكاسدة . فالكساد سيكون ان لا خبز ولا ثمر يملكه الانسان وليس الكساد ان انتاجاً ضخماً لا يمكن تصريفه ويرفض مالكوه اشاعته وإذا اشاعوه سيكون هذا بحكم الانسانية عند تلف الانتاج ، وعدم صلاحيته للبشر فماذا يختار الانسان غير ان ينتج كفايته وبتعاون جهود عضليّه له ولحيواناته واللجوء الى مهنة قديمة جداً الرعي وانبات الارض بدل توزيع نتاجها نحو اللاشيء او نحو العدم...
سوف لن يحكم العالم ماركس او الماركسية وانما الحقائق التي بينها واثبتها عقلياً وفلسفياً ماركس هي المجرى الذي كان لماركس ان يراه الانسان في تلمس طريقه في الظلام والظليمة واليأس . انه يبشر بالحياة وليس بالموت وحقائقه التي ذكرها ليست مولهة كما يؤلهها الكثير طوال عقود من الزمن كدين جعلوا او فهموا الماركسية والشيوعية (كدين) على انه مودة وحقائق تؤيد مسارات شخصياتهم ومادة منسجمة لثقافتهم واناء لكل ما يولد ويخضب كؤسهم بخمرة النسيان قبل خمرة الانتعاش .
ينظر ماركسي ونظر في وقتها ليس الى برمجة البشرية كما يريد وانما اوضح السبيل الى فهم كل ما حول البشرية مجتمعاتها كمادة متناقضة في الصراع بين المادة واشكالها على ان لا يمنح الانسان فرصة للمادة بأن تكون سيرته ، ليس في منظوره للمستقبل برمجة البشرية كما يريد ، بل انه افهم الكل ان المجتمعات والتحكمات الاقتصادية العامة وليست المفردة هي خبره للبشرية لفلسفة ناضجة تفسر ما حول الذات ذاتها ومن حول المجتمع تدرجاته وعوامله التي يصطرع فيها ولماذا؟ الم يفسر علاقة البشر ببعضهم البعض كيف هي هذه العلاقة ؟ الم يكن يعي ان في التعامل بين البشر ومقتنياتهم وصراعهم على هذه المقتنيات قسوة ما بعدها قسوة ؟ هل صور ماركس حركة التاريخ المادية كنزهة ، وليس عذابات محرقة للنفوس والنفائس من الارواح والمقتنيات التي ليست بطبيعتها تلائم طبيعة الانسان المسالمة ؟ الم يوجز بان عدائية الانسان عدا سلسلة الجينية في كونه بشر لا تحدده طبيعة شريرة قبل ان تكون طبيعة مسالمة متعاونة .
واذا كان ادراك كل البشر انه في التعاون المفروض عليهم هي حياة هنيئة لهم وما بينهم ، هل من المعقول ان يرفض الانسان طبيعته العاقلة ويلجأ دائماً الى غرائزه في وقت ان غرائزه مشبعة بصورة كافية او الى حدود يمكن معالجتها ، الم تكن حكمة الانسان ان يعرف نفسه انه (كائن حي اجتماعي واجتماعي بالطبع!) من قال هذه المقولة هل من المعقول انه نسى ان للانسان غرائز؟ لماذا فصل الحكيم ووصف طبع الانسان الاجتماعي على غرائزه ، هل هي نزوة افلاطونية موهومة ام الانسان دائماً في كل الازمنة والادهر يسعى لسعادته ، ولكنه لا يعرف السبيل لذلك ان يعمل وينتج دائماً ، وهذا ما دعا للحكماء ان يؤكدوا ان الانسان اجتماعي بالطبع ! بدون ان يهملوا غرائزه ، هل الغريزة محكم مقبول بين بشريه عاقلة!!!!
هل المادة وعلاقاتها المتناقضة المستمرة في التحول الى اضدادها والرجوع الى سكينتها الطبيعية هي العقل المفهوم للانسان من دون المعرفة بغرائزه او تفضيلها على طبعه ؟؟؟؟
سيستمر الانسان يتبع غرائزه ما دام هناك غير انصاف ونشدة في الفروقات بين الراحة والسعادة للقلة الموجّهة والحرمان والقسوة والتعب والشقاء والتعاسة للكثرة الموجّهة ؟ قد يكون الانسان محكوم بغرائزه ، ولكن اليس هو ما محكوم بطبعه ؟ هناك قاعدة هي : اني اريد ان اكون كما اريد ان اكون وليس كما يريد الآخرون ان اكون !؟
نعم هي قاعدة صحيحة فردية مؤنسة مثبتة للانسان دافعة لمعنوياته نحو العلا!! ولكن الانسان ومنهم انا الذي اؤمن بهذه القاعدة اليس هو محكوم بعدد لا يحصى من الظروف والتراكمات الكمية والحسية منذ ولادته حتى كبره من يصون هذه المرحلة الطويلة غير طبعة المتعاون ، واذا استحكمت غرائزه فيه فسيكون لزاماً على مجتمع صغير متعاون كالكومونة ان يرفضه وينبذه الى الغابة كفرد وليس كظاهرة .. عندها .
ماذا يمكن للانسان اذا اشبعت غرائزه وشبعت معدته ونال حظوة عائلية رصينة وضمان لحياته كلها عدا مآسي الطبيعة نفسها والتي ف المستقبل لن يكون في وسعه فرصة كبيرة لردعها عدا عدا كونها الان في قمة علم الانسان ، وتزدحم حوادث الطبيعة وكوارثها من دون ردع منظم للمجتمع فهي نفس الذات ونفس المشكلة ابد الدهر ، هل يواجه الانسان موته وحتفه وهو في عز شبابه وغصباً باسباب غير معقولة له مستقبلاً ، وهي الان اساسية له ، ماذا يتحكم بالبشر غير موروثهم المادي والحسي وهو قشرة تتبدل كما تغير الافعى جلدها بعد سباتها الشتوي ، الربيع قليلاً ما ترى مثله في نفوسنا كثير والذي ذاق من جور الانسان وظلمه بحيث جعله يشعر بالاسى والحرمان والشقاء واليأس القاتل سوف يرضى بلقمة هنيئة شارك في صنعها وجهده وجهود راضية عنه وهو راضٍ بصورة وسطية عن رضا غيره بجهوده .
واذا لم يكن امامه غير الرضا فسيقبل ويقنع انه مستقبل البشر الذي لا حدود لعقله ان يقنع بحكم منطق وجوده الا وهي الطبيعة التي اوجدته فأوجدت طبعه وغرائزه قبل لقمتة فلقمتة بارادته وغريزته يلبيها تجمعه بصورة غير فاضحة او مؤذية لحقيقة خلفياته .
انها مقارنة صعبة ومعقدة تجري في كل زمان ببطء ولكنها ستنشيء لها نتائج بأسرع ما يمكن عندما يكون من الضرورة ان يرى البشر امام حقيقة لا يمكن تجاوزها تضطره لخيرهم وتفي تساؤلاهم وغرمائهم يبحثون عن خيط من الامل في اطلاق عنان المحايدات التي تؤجل في الماضي لتكون مجموعة السلوك والقوانين وكم من المعنى مثقل به جسم الانسان بلا طائل ، هي الحاجة التي يراها الانسان انها قربه ومتناول يده وهي صورة لما تخيله انه الجّنة !!!
اما العمل فلا يمكن ان يكون بحدود طاقة الانسان ( جهنم ) بأي شكل من الاشكال مادام هناك انتاج!!؟ ثمرة جهود شيوعيوا القيادة المركزية وآلامهم وحسراتهم ودموعهم والاعلى تزكية وشرفاً ارواحهم ودمائهم الشريفة التي تنزف للان !!.
ما هي الثمرة :
كنت وانا في الثامنة عشر من عمري قد قرأت كتاب ابراهيم علاوي (سنة 1968) الموسوم بالبترول العراقي وحركة التحرر الوطني ، كان هذا الكتاب وروحه الوطنية العالية المستوى والتي في جوهر الكتاب ونصوصه واقناعاته الوطنية له الاثر الكبير في انتمائي للحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية – والتي كانت مواقفة تهز الشارع السياسي اي سنة 1967 - 1968 .
هذه الروح الوطنية اعطتني زخماً من القوة الشبابية والآمال الطموحة والوعي الكافي للالتزام والانتماء والآن ما هي هذه الثمرة التي سقيناها بدمائنا قبل دموعنا ولوعاتنا . انها الجهود المثمرة وانا في سنوات ما بعد الاحتلال الامريكي، كنت لا زلت فيَّ روح من الاخلاص الوطني للثروة الوطنية البترولية بشكل عدم التفريط بالثروة وترتيب المواقف من كل عراقي ، بل واكثر من كل حزب على هذه الساحة السياسية التي تحتضر . اراهم هؤلاء وانا امتلك معنويات متجددة رغم كبر السن ان كل طفل عراقي ناهيك عن المواطن المحايد ، او حتى المتطرف يصف الاحتلال بهويته الاستعمارية وادعائاته غدت حتى للطفل العراقي كاذبة وغير منسجمة ، وتشخيص الصغار في العمر واعمار الشباب ان الاحتلال وآثاره واللعبة التي تلعبها شركات النفط بكارتيلاتها ولوبياتها واعماق الرغبة الجامحة للمحافظين الجدد في U. S. A. طفلنا يفهم سبب تواجد القوة العسكرية والسياسية الامريكية وثقلها في ساحة الاحتدام الذي قشرته وخارجه انه صراع بين اشخاص على مواقع السلطة وداخله صراع اقتصادي بحت او غاية مؤكدة ينفيها بوش واوباما بينما يؤكدها اطفال العراق ، ناهيك عن اكثرية المنكوبين بالاحتلال رغم موقفهم السلبي فان لديهم حرص كبير على حقيقة غايات الامريكان لا سعادته والطفل لا عتب عليه والكبار تعبوا من الجهود والكلام ووضعوا انفسهم في الموقف السلبي المتربص المراقب للشارع السياسي والذي هو جزء منه والمراقب لخطورات ما يسمى (بالعملية السياسية) .
هذا كله صحيح عدا فرق وحشود من اللاهثين وراء من في السلطة لتكون لهم حصة دنيئة من البذخ الاسطوري غير المشبع ، ولحد الآن ورغبات رؤوس طفيلية هي عين السلطة وقوتها المرتبطة بالاحتلال ، هذه الفئة تنتهز وعن خبرة النظام السابق أي نظام (صدام) الاسلوب في صناعة صدام للاهثين وتقبل السياسيون البارعون في اللصوصية والحذلقة السياسية التي تنتهي دائماً واخيراً من بوتقة الاستراتيجية الامريكية والذخر والذخير من الاحتمالات لكل وضع سياسي يقوم او تظهر بوادره في العراق المحتدم الصراع مع نفسه اولاً ومع مواطنيه ثانياً او جاره او مجتمعه ثالثاً في حقل سياسي (عدا الفئة الانتهازية) فريد من نوعه ينمو ويزدهر بتبني المواطنة واصلاح الروحية الوطنية نحو وطن واحد مستقل بلا شك ، والطريق يمر في سكة حديد الولايات المتحدة التي تقع في اراضي عراقية، سككهم وقطاراتهم اللعبة الدبلوماسية غير الشريفة .
والسياسة المشروطة على الضد من اعتناق وفهم المواطن العراقي او قوميته انها المعادلة الرابحة للعراقيين انهم لا زالوا في ارضهم العراق ، ولا زالت الثروة البترولية تحت اقدامهم ، ولكنها تسري وبشراهة الى المحطات التي لا تنفع المجموع ، بل تدمر الاقتصاد الوطني المقهور والمربوط نقدياً واقتصادياً الدولار الكريه . كل هذا فوز للعراقي ومصدر الهام له ان طفله يعي كيف يجري نهب الثروة والاب وعموم الرأي العام العراقي رفض كل هذه العملية التاريخية المخزية للاستعمار والتي تعطي زخم لكل حس وطني من الوجهة الثانية ، والموقف السلبي السياسي وتمسكه بعروة وثقى من الجدل الافلاطوني والخديعة بأنهم حكومة ودستور .
لن تخدع بعد الثلاثيات التاريخية المزيفة التي استنزفت ثقة كل من يعيش في الارض العراقية ، ومحصلتها جهود سلبية من كلام ومجابهات كلامية ! لا بأس فان الشعب العراقي لن يخسر معركته مع الكارتيلات النفطية الاحتكارية الامريكية والشكل الاول لتقسيم الثروة البترولية والمحاصصة الدولية فيه واعني انكلترا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وهولندا وكولنبكيان ، هو تضاد المصالح وجهود حثيثة دامية كشكل مباشر للصراع الدولي وساحة المعركة ومع الاسف هي ارض العراق ، ولكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل ان هذه الثروة لا زالت تحت اقدامنا ، وسلبياتنا ربما بفعل محرك سياسي وخطأ دبلوماسي او سياسي او استراتيجي امريكي او غربي بصورة عامة سيضع في يد كل عراقي مرآة يرى فيها نفسه ويعي خطورة المهزلة وسيفكر اولاً في انهاء هذه السخرية والاستخفاف بشعب جرب عهود ظلام وعهود حروب وويلات فلا تفوته هوية السراق والمنتبذين ، كذلك ما هي الغاية من كل الصراع العنيف ، مال ، وذهب اسود وذهب اصفر وروح صفراء تخون وتبرمج الخيانات وتضفي عليها الغطاء الوطني ومنهم لا يدركون الشمس لا تغطى (بغربال) وان الغطاء (يراري) وهو من قماش يعرف عنه العراقيون انه استهتار وهو (قماش الململ) فنحن نرى لباسهم الداخلي رغم الاشكال الناعمة الدافئة ؟؟؟ تجميع الثروات ورفع مؤشراتها الى تطبيق وسحب فردي لا جماعي لكل من يراعي مصلحته الشخصية وينوي ان لا يؤيد الوطن في محنته او من منطلق انه لا فائدة!؟
او نحن تحت ضغط كبير انه كبير ، ولكن هناك مقابل الطبقة الطفيلية على الاقل حمالون للبضائع المستوردة ، وظاهره الاستيراد المطلق والاقتصاد الريعي بدأ منذ سنة 1932 ولحد الآن ان هؤلاء الحمالين (العمال) جهودهم العضلية في الشارع الاقتصادي وتجمعاته الاستيرادية ، هذا الذي يستنزف قوته العضلية يرجو من كل قلبه ان لا يتدخل في السياسة رغم ان له بعد نظر خارق لما يجري ، ولكن اليوم يجب ان يأكل الاولاد والاطفال ثلاث لقمات على الاقل وسكن ومصروفات هي ضريبة لاشكال النظم الدستورية الجديدة وقرارات باسم العموم لا تعني الا الخصوص !!!
اذن هو الشكل الطبقي احذرونا ايها السادة فالبترول لا زال تحت اقدامنا والحمالون جهود صامتة وانشتاين يدربهم بدون علمهم ويعلمهم ايضاً ان المستقبل لا يُخسر الخاسر الكثير ، بل سيعطيه آفاق من المعاني يحتاجها لاجل كسب معيشته ، وهي معنويات عالية وضرورة لا ترتقبوا ايها السادة السياسيين عموماً ان الامور مستبدة وهناك استقرار !؟ ورفاهية وشعب يأكل افخاذ دجاج (مستورد)
ان لا تنتج وتأكل ن وان لا تفهم في السياسة فابتعد عنها ولا تجعلها لاصقة بك ، ونصيحة للافواة الصاخبة بالكلام والنصيحة للافواه المتعطشة للقمة شريفة تغني عن الجوع المشروطة بالجهود العضلية ، انها بروليتاريا تتجمع وتنمو ايها السادة السياسيين فان اهملتوا الحمالين والجهود العضلية بالفكرية (المدعاة) ستكون كفة الميزان في (الحماوة) والانتفاضة لصاحب الممارس للجهد وليس للممارس للذهن لصالحه الخاص ، لا شكل واضح للرأسمالية في العراق الا (الاشكال) وذلك لان المصدر الرئيس المحرك للاقتصاد هو الريح والاعتماد على النفط ، اذن اين نضع جهود احمالين ؟ هل تنتظر يا داعية التتبع للموت والبكاء والاسترخاء على حساب شيء موهوم او ملئ بالاوهام .
لقمتي حقيقة أراها وكلام الساسة جريمة بحقي ، انا الحمال ذو الدخل اليومي ، وانا ايضاً شيخ عمري (ستون) سنة فلا ارحم من لا يرحمني ، وهذا تنديد ودعوة للرجوع الى العقل واحماء القدر لكي يكون الطعام معداً ليس لفئة نجسة تتطفل بل لحمال وعتال ينتفض يوماً وكل لحظة على سوء حاله، رغم ادعاءات القدرية فيه ولان قدره ان يكون ما هو عليه ، ماذا اذا حوصر ومنعت عنه فرصة اللقمة الهنيئة مع راحة البال واستعطاف الانسان لان يكون نداء استعطاف من انسان لانسان ، وان لا يكون ساكن الصرائف سيد دولة ويسكن قصر ، ويرسل جنوده مهدداً اصحاب الصرائف بحجة انه لا حق له في عمله وسكنه الذي هو حملٌ (وخرابة) وسقم ، احذروا الحمالين ايها السادة ، فالدولة معطوبة ماكنتها ، واستنفذ تاريخ مفعولها الحيوي ، لذلك فان كل حمال وعتال ، الشرائح المتسيبة واجهة المجتمع الحقيقي الذي يفهمه الناس هنا في العراق والذين لا يفهمون جدوى او أي سبب مقنع للمسيرة الاجتماعية كونها الى الوراء وليس للامام ، وايضاً يفهم العامل البروليتاري البسيط وخرابته وصريفته التي يسكنها ان المسيرة الحقيقية عنده يفهمها وتفهمه ، واذا لم تفهمه سيثور مدمراً ما حوله ومن دون انضباط وهي الثورة لا شيء آخر لشكلها .
الا الثورية وستكون مرابطة للصراع الفكري والتنافس الطبقي ، وفي خضم اقتصاد غريب عجيب من الاموال السائبة التي يسيل لها لعاب افراد وليس مجتمع ، لا يمكن لكم ايها السادة ان تجعلوا من مجتمع كله فقراء او كله اغنياء ، والعامل يعرف مصلحته اين ، ورفاهيته في ماذا؟ ولكنه اثبت شرفه في ساحة المعيشة وهو جهده العضلي وصراع ذلك على تبلور نفسيته الرافضة ، وعندما يتم جزم كثير من المعقولات والمسلمات الآن على انها غير جازمة لصالح فئة طفيلية فستكون هنا ما يسم (المعارضة الوطنية) .
وهي لا اسلاميات ولا شيوعية ولا خارجية ولا قرمطية ، بل تشبه الى حد كبير ثورة الزنج في البصرة ايام زمان . فاحذروا التاريخ فلا تاريخ لكم لكي تفسحوا وتفتحوا للاجنبي كل الشوارع والابواب وتقفون مؤيدين لشكل الاستغلال في وطن يكره الاجانب ويحب بشغف العيش الكريم والرفاهية بشكل عملي لا علق مستنقعات تصطاد ضحيتها من المارين في المستنقع ، المستنقع هو يلف جميع الجوانب لمن يكون في مركزه بهوة من الاوهام والضلال عن الطريق والاحتمالات التي هي على جهاته الاربع تقود سالكها الى المتاهة !









الخلاصة
محور الكلام ان الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية – وجدت واخيراً ثمرة جهودها وآلامها ودماء شهدائها في الطفل البريء الذي علم الحقيقة ! وحقيقة الارض الجدباء انها ذهب يستحق من التصق بها خيراتها!! وكل شكل الخيرات وإلا فالامر قطيعة مؤقتة تتوحم على الثورة ، والحقيقة انه ليس هناك حزب شيوعي عراقي – قيادة مركزية – (يقود) الانتفاضة المستقبلية ، ولكن طاقات اجتماعية اكثر منها طبقية تفعل في المجتمع العراقي بفاعلية تاريخية مجتهدة وجهدها له تأثيره في نمو الشخصية الوطنية العراقية منذ الثلاثينات ولحد الان .
لا يمحو الفكر المنتصر الفكر المنكسر فكل حقوله ومزارعه ، ومزارع الحكام الجدد ليست بديل تاريخي يمكن فرضه على المجتمع الآن بحيث يؤدي الى (الفرض) والاجبار والقسوة في فرضه ، هؤلاء هم الجهلة . اما ماركس كان يرى بعيداً وبعيداً جداً حكم لجام النظام الرأسمالي القديم بحقائق اقتصادية ، ولقد اشاع في البيان الشيوعي نظرة الماركسية والشيوعية للعالم كله ، انه توجه لكل البشرية .
ان ماركس لم يخطر بباله يوماً ما انه من الممكن برمجة الشعوب على اهدائه ، انه لم يتكلم عن التاريخ ودراسته للاقتصاد القدديم الذي الان شكله المعنوي مفروض علينا ، وليس طاقات منتجة الا طاقة الاستغلال ، لم يفكر قط بالبرمجة التي يرغبها ، ولكنه ينظر للبعد التاريخي ودرس قيمة الفلس والسنت ماذا تعنيان ؟! للرأسمالي والعامل والاجير ، او العامل العاطل رغم اهميته في العملية الاقتصادية ، لقد افحم وفاجأ ماركس الاقتصاديين الشرسين بسلاحهم وترك لكل البشرية نظرة واضحة لما يحدث في المجتمعات ، وماذا تعني التغيرات .
والتاريخ ليس هو ما كتب وانما عملية دياليتيكية معقدة شخَّص ماركس فلسفتها واساسها ، واظهر وضوح اجتماعي في نشر هذه الفلسفة ، وعن الصراع الطبقي انه الاول الفاعل ، وكل هذه العمليات المعقدة انه لم يخطأ في نظريته لانها منسجمة للنهاية كفكر وسياسة واسلوب فهم ومقصد ، وربما لن تنتج البشرية بصراعها الطبقي والعنصري التضارب في السلوك العشائري والديني سوى حقائق يفهمها الشيوعيون ويرونها اوضح ، وليس الزمن يحدث تغيرات عفوية ، فانتفاضة 1991 توصف بانها عفوية وبلا رأس ، لا لم تكن كذلك ، الشكل فيها والاصرار على الشكل لا يدل على ابعاد الصراعات الاقتصادية والاجتماعية نحو صقل واضح النهج ، ان الماركسية ليست خسارة لمعتنقيها او المعنيين بدرايتها دام فما الدين والمذاهب سواء الشخوص الدينية التاريخية (الالهية) ام الوثنية، تقابلها نظرة ماركس الجدلية .
والغريب ان التاريخ لا يستجيب لماركس واماله بل ينأى التاريخ عن ان يكون شخصاً او شخصان ليكون تعليلاً للزخم الطبقي الديني المذهبي تعللها النظرية الماركسية انها ليست جديدة ولكنها من الازل وحتى الازل ، وتقف بسلاسة بمنطقية واقناعها مادام الخلاف البشري الروحي حول الوجود او عدمه موجود وقيل ان الانسان لم ير الله بعينيه ، وانما رآه بعقله ! هذا صحيح ، فأنت يا اخي تعقل الوجود وانا لا اعقله ! فلا تعاديني ولا اعاديك ، وما يحصل في المجتمع في كل منعطف كبير يؤدي بالنهاية الى ثمرة لذيذة طازجة ملائمة لتلك الآلام والجهود، وانها ترياق فعال للعلل ما دام البشر بشر ولا تنسوا ان الانسان اجتماعي واجتماعي بالطبع . فهو ذو بصيرة ، فإذا رأى انه منتصر فلا منتصر في التاريخ ، الذي اعنيه التاريخ المادي الديالكيتي- سوى البشرية التي ليس امامها الا ان تسير الى الامام ، وخاب من دل على ان الاموات يحركون الاحياء ، هنا بيت الخطأ ولكم النظر .
وهناك ظاهرة معقولة وواضحة للعيان ومطروحة بخجل وهي الاديان الى اين ؟ المذاهب حل للصراع الديني ولكن المذاهب الى اين ؟ تتشب المذاهب ويكثر الافتاء ، ولكن الافتاء المتشعب الى اين؟ الا يدل هذا على عجز عن تحقيق الانسجام ، وحالة الكون حالياً تطلب من هذه الشعوب اجوبة لاسئلتها شرط ان تكون مقنعة ، وهذا ما يعجز عنه التشعب نفسه والافتاء به او كأنه هو المهزلة التي تدور حالياً وهي التي تُدير العجلة البشرية الى وراء الوراء الى لا شيء ، سوى الرجوع الى الاصول الاولى ، ولما كانت الاصول الاولى هي من جرى عليها التشكيك واختلاف الآراء ! فكيف بالمذاهب!؟
هذه عملية سقيمة وغير عملية وعقيمة ، ومع اني اظنها قشرة ما قبل موت الشجرة وترعرع البساتين والمزارع بالمحبة والخير لجميع البشر من دون حاجة للمرور بدور اشتراكي ، بل لمجتمع تظهر بوادر نوعية وشكل التعاوني الواجب بوضوح بعد فشل القومية والاجتهادات الرأسمالية الدينية المرتدة على نفسها دائماّ لم يبق امام الرسمالية الا اللبنة الاولى لافضل مجتمع تعاوني متكافئ بالقوة الاساسية لأهل النظام وهي - الكومونة - .
والكومونة وبعد ازمة الطاقة واستحالة تدوير الآلة الاقتصادية ببديل عن البترول صارت حقيقة يفهمها الغرب الاقتصادي قبل الشرقي العائلي ، انها نهاية ازدهار الآلة الاقتصادية تتبعها نهاية الآلة الحربية ، وسيكون لكل شعب متعاون بعد نضوب مصادر الطاقة البترولية واليورانيوم في العالم ، وربما بعد قرنين من الزمان ما يجعله يحتفظ ويقتصد بما في جعبته من ثروة او مال معدني غير ورقي وستتحقق الكومونة الشيوعية اول ما ينشأ في النظام الرأسمالي الفاشل ، وهي تحقق لهذا المجتمع على مدى ازلي في الكرة الارضية كلها لنظام تعاوني هو الافضل وبالولايات المتحدة الامريكية يجري الجدل مع المعلومات انها الكومونة هو اول شكل يختاره البشر بعد هجرة في دورة زمنية مرهقة للانسانية صفتها الحروب والمآسي ، لا آلة اقتصادية ولا انتاج ولا حروب ، هذا هو مستقبل البشرية وهو من خياره بكل تأكيد .

عمليتان جريئتان لفرع كردستان للحزب في السليمانية بعد 17/ايلول /1967
في سنة 1967 وبعد 7 أيلول حيث حصلت انتفاضة الحزب الشيوعي العراقي بقاعدته وكوادره عموماً وانبثاق وتفجر طاقات الحركة في عموم العراق كان لرفاقنا في فرع كردستان للحزب دور كبير في رفد تنظيمات القيادة المركزية بصورة عامة بمالية جيدة وهي (سبعة الاف دينار) ، حيث كان الحزب بحاجة ماسة لاي مبلغ ولو كان صغيراً (والذي تبين بعد ذلك انها تصرف على البيوت الحزبية والسيارات الحزبية وبنفس النمط التقليدي القديم وهذا ما يؤسف عليه) .
وكان الرفاق في قيادة الفرع مهتمين ومبادرين ولكن ليس بجمع التبرعات والاشتراكات فقط ، بل مارسوا نمطاً جديداً في العمل الحزبي في الحركة الشيوعية في العراق ألا وهو عمليات (سطو)جريئة على الدور الحكومية وتخطيط دقيق مسبق في مدينة السليمانية .
كانت (العملية) الاولى على المستشفى الجمهوري في السليمانية حيث كان يتواجد مبلغ قدره سبعة الاف دينار بذمة (محاسب) المستشفى ، وبعد مفارقات كثيرة وتصرف ومبادرة غريبة عجيبة كان قائدها ومصممها الرفيق المرحوم الشيخ علي البرزنجي ، تمكن مجموعة من الرفاق بقيادة الشيخ الحصول على المبلغ الذي دفع فوراً ، ومن دون تأخير للتنظيم المركزي في بغداد ناقصاً 200 دينار اشترى بها الشيخ علي لنفسه وبحق بندقية كلاشنكوف للدفاع عن نفسه لانه اصبح مطارداً ومطلوب من قبل شرطة سليمانية بعد الضجة التي احدثتها هذه العملية الجريئة ، والحقيقة ان مجتمع السليمانية كله انذاك كان عالماً بحقيقة مرجعيته تلك العملية ألا وهي شيوعيو القادة المركزية وبالتشخيص الشيخ علي البرزنجي حيث اطلق عليه لقب (الشيخ علي لصاً) تمييز له عن الشيخ علي... كذا الذي كان كادر لجماعة اللجنة المركزية ومن المتخلفين ثقافة وسمعة عن النهج المشرف الذي ينتمي له الشيوعيون بصورة عامة ان الشيوعيين في كل انحاء العراق (عدا استثناءات) لهم سمعتهم الاخلاقية التي تميزهم عن المواطن العراقي الاعتيادي فهو الامثوله والقدوة لكل مواطن عراقي عربي او كردي او آثوري ، او كلداني او صابئي او أي مواطن عراقي عموماً سمعة تتمتع بتغلب شعور التضحية بالذات وبالقدرات وتوظيفها للمجهود الحزبي .
ان اكثر رفاق القيادة المركزية كانوا يسلكون نهج التضحيات الشخصية بالروح والمال ، وبكل الطاقة دون كلل او استثناء وبكل اخلاص واندفاع يا لرفاق الحزب الشيوعي – القيادة المركزية وميزتهم القتالية ! والغريب ان المبلغ المذكور الذي نقص (200) دينار والذي عندما وصل لقيادة الحزب عوقب الرفيق الشيخ وهو مهندس هذه العملية مع رفاق عدة رأيتهم عند مروري بالسليمانية عام 1972 في بيت حزبي في منطقة الاسكان . على ماذا عوقب الرفيق الشيخ؟ عوقب انه كيف ينقص المبلغ (200) دينار مع انه جرى تنويه الى قيادة الحزب (سكرتير الحزب آنذاك هو عزيز الحاج) ، بأن مبلغ الـ (200) دينار هو سلاح للحزب بيد الرفيق الشيخ علي للدفاع عن نفسه قال لي هذا الرفيق المرحوم الشيخ علي بلسانه متألماً على نكران الجميل او عدم تفهم قيادة حزبه لاوضاع الرفاق المجاهدين والمطلوبين بسبب نشاطهم الحزبي العملي ن وله الحق في ان يتألم ويدين هذه الادانة الباطلة .

اما العملية الثانية التي قام بها فرع كردستان للحزب مبادراً هي (سرقة) رونيو من احد الدوائر الحكومية في مدينة السليمانية وكان بطلها ايضاً هو المرحوم الشيخ علي البرزنجي ، فقد وصف لي هذا الرفيق الشجاع العمليتين بالتفصيل والمفارقات الغريبة والعجيبة ايضاً التي رافقت تنفيذ الخطتين المطبقتين، فيها الذكاء وسرعة البديهية لدى الرفاق اثنائها .
ومن الذاكرة سمعته يقول حملت الرونيو على صدري حاضناً اياه راكضاً مسافة طويلة بحماية واسناد عدة رفاق مسلحين بالمسدسات ، وهذا (الرونيو) وهو جهاز طبع في ذلك الزمن عملي وسريع يعمل يدوياً وكهربائياً وضع بالخدمة لأدبيات الحزب باللغة العربية والكردية فكانت اصدارات الفرع من البيانات وجريدة (ريكاي كوردستان) والطبع في بيت حزبي هناك ، والمفارقات التي اسمعني اياها الرفيق (مصطفى) (الآن هو مسؤول كبير في الحزب الوطني الكردستاني) هي انها كانت تستهلك طاقة كهربائية كبيرة ، بحيث كانت (المحولة الكهربائية) لتلك المنطقة تفصل التيار الكهربائي ويحدث انقطاع في التيار الكهربائي ويأتي عمال الكهرباء ويصلحون الخلل وينقطع التيار الكهربائي مرة اخرى عند استعمال جهاز الرونيو ، حتى قال الفنيّ لمصلحة الكهرباء متعجباً! (ما هذه الغرابة ما الذي يسبب هذا الخلل لهذه المنطقة متسائلاً)؟! أي بيت يصرف كهرباء بهذه الطاقة ؟؟
ملاحظة : احداث كلامي هذا هو بعد 17 أيلول 1967 أي بعد (التطهير)

غلطة نتائجها مفجعة :
بخصوص مسألة مقتل (ابو جعفر) خضر سلمان شوت ، فالمسألة ابدأها لكم ايها القراء كالتالي :
قاعدة (كاني سبندار) قاعدة بنيناها بأيدينا وبجهودنا ، عدة قاعات وغرف ومخزن للمؤونة فرن وحمام وحتى (سجن) ، كانت تقع على عين ، وهذه العين حولها عدة اسبندارات وعين الماء بالكردية تسمى (كاني) الاسنبدار يعني بالكردية الشجر الابيض ، وجاءت تسمية هذه القاعدة (منها) ولم يكن يملك تلك العين غير فلاح وعائلته ومنزله الصغير مكون من غرفتين .
كانت هذه القاعدة على سفح جبل عالٍ وتحتها قرية كبيرة تدعى (دار السلام) وفيها تكية دينية ، وهي قرية تسر الناظر اليها ، والمار بها ، وكنا عند نزولنا الى قرية ناوجليكان التي تقع على الشارع المعبد الرابط بين اربيل وحاج عمران ، وهي تقع على مسافة نصف ساعة بالسيارة كنا لابد ان نمر بقرية دار السلام ونخترقها من منتصفها وكاني سبندار يمر بها الطريق العسكري للبيشمركة والطريق غير مبلط الذي يوصل كلالة بقرية (بله) التي غرفت فيما بعد بالبحيرة الكبيرة التي نتجت عن اقامة سد كبير على احد افرع دجلة .
وتبعد ايضاً عن قرية (جوزان) بقدر نصف ساعة مشياً على الاقدام ، كان اختيارنا لهذا الموقع الوسط موفقاً وكنت اتواجد هناك دائماً الا عندما اكون في مهمة حزبية في مكان ما ، والحقيقة اني ولمدة ثمانية سنوات في الحزب لم ارفض أي مهمة طلب مني تأديتها حتى ولو كانت خطرة ، لكن المهمة التي كانت (فخاً) لي والتي سأرويها باختصار كانت مرةً عليَّ اكثر من كل المهمات التي جرت وانا ملتزم بالحزب .
في سة 1973 وفي ربيعه بالذات وبعد نوروز واعياده ، إذ لم يكن هناك ما يشغلني سوى الواجبات المعتادة والروتينية جداً وهي الحراسة ، والخفارة ، والخبز ، كنت ضجراء فاستأذنت ابا ليلى في اني سأزور صديقي ورفيقي حسين (عبد الرزاق الزبيدي) في ناوجليكان واقضي هناك يومان لغرض تغيير الجو ليس إلا ، إذ كان عبد الرزاق عريف فار من الجيش التحق بالفرق المسلحة بعدي والتقيته في الريف العربي (عرب) تقع قرب (ابو الوفاء) وهو امام يزوره جميع فلاحي. تلك المناطق في الاعياد والمناسبات وهم يحلفون (صدقاً) به (وحك هذا ابو الوفا)
كان عبد الرزاق مسؤول (سيطرة الحزب) في القرية فالظروف الامنية التي مر بها الحزب جعلته يحتفظ على من يلتحق او له علاقة بالحزب فكان من يأتي الى مقر الحزب لابد ان يتحقق منه جيداً قبل صعوده .
كانت تلك الايام قريبة من ذهني وتساؤلاتي اني لم اسأل عنها ابراهيم علاوي وانما كنت اسألها للشهيد (حسين) وهي بخصوص ملابسات محاكمة (ابو جعفر) وفراره من قرية (جوزان) التي وضع فيها هو وعائلته ، ولماذا زود بسلاح كلاشنكوف ومسدس ، وطلب من الرفاق عدم التعرض له تحت طائلة محكمة حزبية .
كنت الاحظ الشهيد (حسين) وهو يراقب السيارات المارة في القرية ، ولاسيما النازلة من كلالة واجاب على سؤالي بانه يراقب فيما اذا كان ابو جعفر والذي طلب اللجوء والحماية الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد هروبه من قرية جوزان هو وعائلته ليلاً ، والتي كانت دليلاً دامغاً على ضلوعه في كل ما اتهم به من مسألة حول تنظيمات الحزب الملغومة بالامن ورفاقنا المعذورين في الاهواز وللعلم كانت جميع تنظيمات الحزب عدا كردستان في يده وتوجيهه ، لماذا هرب ابو جعفر ؟!!
اود ان اقول انه من المنطق ان وضع سكن ابو جعفر في جوزان والتي تبعد نصف ساعة على الاقدام ومن دون حراسة من الحزب هي بكل تأكيد اعطاء (ابو جعفر) فرصة للهرب في أي وقت كان والفرار من عقاب الحزب الذي يبدو انه عقاب يتملص منه الرفيق ابراهيم علاوي واللجنة الحزبية المشكلة لمحاكمته. نعم لقد اعطوه فرصة للهرب لكي لا تقع عليهم مسؤولية او الاضطرار لقتله !!!!
بينما وجهت الاوامر للرفيق (حسين) وهو في ناجليكان بترقب واعتقال (ابو جعفر) وقتله اذا اضطر لذلك لان بحوزته معلومات كثيرة عن الحزب ، وقد ثبتت علاقته بالامن العامة منذ سنين وهو المسؤول عن تحطيم تنظيمات الحزب في النجف وبغداد وديالى والحلة والديوانية والناصرية والكوت ، ورفاقنا في اهوار الناصرية والعمارة سنة 1972 ، وكان المساعد له في هذا العمل الاجرامي هو سعد الحديثي (منصور) ، ولما وصلت الى ناوجليكان وكان يتواجد رفيقان كرديان هما رؤوف ورفيق اخر من اربيل وهما شابان متحمسان وفيهما روحية التحدي الشبابي وهما تحت امرة الرفيق الشهيد (حسين) .
وسألت الشهيد (حسين) عن ملابسات ابو جعفر فعرفت انه يعرف اكثر مني بكثير عن ظروف وملابسات محاكمة ابو جعفر والتي لم يطلعني ابراهيم علاوي عليها . والحقيقة ان (حسين) عنده اوامر من ابراهيم علاوي باعتقال او قتل ابو جعفر ، لذلك كان حسين يراقب كل سيارة نازلة باتجاه اربيل او راوندوز .
والسؤال والجواب الذي يتبين من التناقض هذا في التصرف من قبل ابراهيم علاوي ، انه سمح لابو جعفر واعطاه فرصة اكيدة للهرب للتهرب من معاقبته أي (قتله) . بلا شك على جرائمه وفي الوقت نفسه يعطي تعليمات للرفاق باعتقاله او قتله في حالة الظفر به ؟!!!
وكما مّر المجرم (ابو جعفر) نازلاًَ من كلالة باتجاه اربيل وحدث ما حدث كما اوردته في كتابي (غربة في احضان الوطن) ، ولكن الغلطة واستشهاد الرفيق حسين والرفيق رؤوف واعدامهما من قبل (البارت) هو مخاتلة من قبل ابراهيم علاوي ، فكان امامنا ذا وجهين او توجيهين تؤديان بالضرورة الى تملصه من معاقبة ابو جعفر الى تخلصه ورمي ذلك العقاب او عواقبه على باقي الرفاق المخلصين للحزب ؟!!
وكما هو معلوم ان اتهام ابو جعفر او هذه التهمة لخضر سلمان شوت ليست جديدة فقد اعترف عليه الجاسوس حافظ رسن في 1969 في محاكمة هذا الجاسوس ، وهذا مسجل على كاسيت لا اعلم اين هو الان ، وفيه يعترف حافظ رسن بأنه هو وابو جعفر جاسوسان للسلطة ، ومنذ مدة وابو جعفر اكبر واكثر منه اهمية لدى السلطة !؟؟
كما ان في مؤتمر (قره داغ) الموسع سنة 1969 والذي تم في ظروف قتالية بين الجيش والبيشمركة ، طرد من الحزب (مصلح مصطفى) ، علماً ان هذا الانشقاق في الحزب بين ابراهيم علاوي ومصلح مصطفى وجماعتة من خيرة الرفاق سببه (ابو جعفر) واعترافات حافظ رسن عليه وبادلة ثبوتية ايضاً والذي دافع عنه هو ابراهيم علاوي وقسم من الرفاق ، وهذه كانت النقطة والمسألة الاساسية في انشقاق (مصلح مصطفى) عن الحزب .
والذي يتبين الان انه كان محقاً في اصراره على طرد (خضر سلمان) من الحزب او معاقبته وبحسب اعترافات المجرم (حافظ رسن) . اذن الغلطة التي شقت الحزب وتدمير كل تنظيمات الحزب واجهاض عمل الرفاق في الاهوار ، كان هذا ضحية خيانة خضر سلمان ، وهي غلطة يتحمل مسؤوليتها بكامل ابعادها الرفيق ابراهيم علاوي ( نجم ) والذي انتخب في مؤتمر قره داغ سكرتيراً للحزب ، وبقي خضر سلمان (عضو قيادة مركزية) ، وفي اثناء اتفاقية (11) آذار سلم ابراهيم علاوي خضر سلمان شعرت كل تنظيمات الحزب وكل اسرار الرفاق في الاهوار وغادر كردستان عن طريق المثلث السوري التركي العراقي لمدة سنتان لعب فيها خضر سلمان الدور الاول في تحطيم كل تنظيمات الحزب ، والخلاصة: يتحمل الرفيق ابراهيم علاوي المسؤولية الكاملة عن كل ما جرى للحزب وتنظيماته واستشهاد ثلاثين رفيقاً في الضربة التنظيمية والتي يطلق عليها ضربة (ابو جعفر) ، وخسارة الحزب لخيرة رفاقه ولسمعته الادبية بين ابناء الشعب العراقي في الجنوب وبغداد ووسط العراق والفرات الاوسط نعم المسؤول الاول هو ابراهيم علاوي ولكن ذلك لم يكن متعمداً ، وانما عن غفلة للرفيق (نجم) فكان يجب بتر السرطان منذ بدايته لا ان يسمح بالسرطان ان يأكل جميع جسم الحزب وبنهم وشهية يرتاح لها مدير الامن العامة وصدام وحكومة البعث آنذاك انها الغفلة التي كلفت الحزب كله وللاسف واقول هذا الكلام للتاريخ واسجل وانا قد عايشته وكنت في وسط المعمعة ، وما جرى لي لن يتحمله ايضاً الرفيق ابراهيم علاوي فكان يجب ان يعلمني بمعلومات كانت ناقصة لدي عن (ابو جعفر) وهناك امور اخرى تخص الحزب احتكرها لنفسه وخاصة واني اشتركت في الكونغرس الثالث للحزب بدرجة (عضو منطقة) الم يجب ان يكون هذا ؟ ام ماذا ؟!! ، وإلا لماذا يستشهد الرفيق (حسين) والرفيق (رؤوف) باعدامهم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ولماذا اتعرض للتعذيب المهين الذي تعرضت له على يد السفاح المجرم (سعيد مصيفي) في سجن رايات ، ولماذا اتحمل مسؤولية كل ما جنى ابراهيم علاوي على الحزب وتوضع المسؤولية عليَّ شخصياً ؟!!! لا المسؤولية مسؤولية ابراهيم علاوي ومنذ مؤتمر (قره داغ) سنة 1969 وما تلاها ليست غلطتي بل غلطة الرفيق ابراهيم علاوي ، وكذلك شهداء الحزب من 1969-1975 ، وكذلك تحطيم كل تنظيمات الحزب بكل دقة واجتثاثنا من الساحة السياسية من قبل السلطة البعثية .
رغم موقفنا السياسي الصحيح ورفع شعار اسقاط السلطة ، كلها اغلاط مفجعة تأكل القلب وتبعث الاسى والشعور بالذنب ، وهي كما بينت لك ايها القارئ العزيز ، ولك ان تحكم في ذلك عليّ او تحكم لي بالحق وكوني ضحية لاحتكار الرفيق ابراهيم علاوي السلطة المركزية للحزب بعنف وجعل كل الرفاق الآخرين وهم بالمئات لا اكثر من جنود ينفذون الاوامر والتعليمات ، ويا ليت هذه الاوامر والتعليمات كلها او نصفها منه هو ، ولكن كلها او نصفها من (ابو جعفر) خضر سلمان شوت فيا للجريمة السياسية المدفونة تحت طائلة المفكرة السياسية في ذلك الوقت والان الذاكرة والمفكرة تنطق بما لديها والحق يقال ولا زعل في ذلك في لا على الغالب ولا على المغلوب ، فالضحايا كثيرين ومنهم انا الضحية الاكثر قساوة لاني مازلت حياً ؟؟؟!!!!! .
ذكريات من الذاكرة المفقودة
اني الان ادرك بصورة واضحة ان جهودي الحزبية في كل المهمات الحزبية الخطرة هي ليست للحزب تماماً (ومع الاسف) ، وانما هي للتكفير عن غلطة مفجعة ارتكبها ابراهيم علاوي تحملت وزرها ، وكذلك كل الرفاق في تلك الحقبة أي منذ 1969 -1975 والتكفير عنها تلك هي الغلطة التي جعلت من حياتي مأساة لا يمكن ان يرضاها انسان لانسان او يرضاها انسان لنفسه !!!! اني اقصد المهمات الحزبية التي نفذتها بأوامر ابراهيم علاوي بعد عزل (ابو جعفر) وتجميد عضويته ولكم هذه المعلومة :
ان خضر سلمان شوت (ابو جعفر) كان على اتصال دائم مع مديرية الامن العامة عن طريق (معتمد) خاص من الجهاز الامني ، وذلك في ايام ناظم كزار كان هذا (المعتمد) يتصل بأبي جعفر بسرية تامة وينفذ تعليمات اثارها بعيدة المدى، ولكن تأثيرها مد مر ، وهي حياكة جيدة وسهلة لرجال الامن من الذي اوصل هذه المعلومة للحزب ؟؟ انه احد الرفاق المحكومين بالاعدام في معتقلات السلطة ، واثناء ذلك حدث الحادث المعروف وهي تمرد ناظم كزار ومحاولة الاستيلاء على السلطة ، فرمي في السجن احد مراتب ناظم كزار وحكم عليه بالاعدام ، ولكنه ادلى للرفيق المعتقل معه في الزنزانة بهذه المعلومة والدافع لهذا العنصر الامني هو انه محكوم بالاعدام ففشى سر خطير للرفيق المحكوم بالاعدام ايضاً ، واستطاع هذا الرفيق ان يوصل هذه المعلومة بأن حكاها الى باقي الرفاق من المعتقل ، ووصلت للحزب ، ولكن الوقت قد فات وحصل الذي حصل . ان عنصر الامن افشى سر ابو جعفر متعمداً فهو محكوم بالاعدام لانه اشترك مع سيده ناظم كزار في المحاولة الانقلابية ضد صدام والبكر ، ان سبب فضح هذا السر هو دافع الانتقام وهو الذي سهل افضاح امر ارتباط ابو جعفر بمديرية الامن العامة .
خرج قسم من الرفاق من ذلك المعتقل واوصلوا هذه المعلومة الخطيرة التي تخص ابو جعفر للحزب! اعدم هذا العنصر الامني بعد ذلك ، وكذلك اعدم الرفيق النبه ، ولكن السر انفضح ووصل الى مسامع الرفاق في القيادة .
اما - حافظ رسن – فاعترافه صريح وواضح لان حافظ رسن كان يعلم علم اليقين انه معدوم لا محالة وفعلاً تم ذلك ، اما ابو جعفر فكان غفلة ابراهيم علاوي الطويلة المدى لسنوات ، حيث لم يأخذ باعترافات – حافظ رسن – بل تجاهلها وهذا كلف الحزب كلّه تقريباً وللاسف ، ان من يضربك في مقتلك ويأخذ حياتك بالخيانة وبالسر هل ان من غير الصحيح ان ترد الضربة ولاسيما انه الموت والموت نفسه ؟ يملأ الاجواء آنذاك هل ان قتل (ابو جعفر) غلطة ام واجب ودين في اعناق الاحياء من الرفاق دين يخص الشهداء وعوائلهم وموتهم في التعذيب ؟ انه دين مقدس وحدثت القدسية المحتومة ، ولكن الذي يفت في عضدك الرفيق – ابراهيم علاوي – كان يظهر عدم رضاه عن قتل خضير سلمان – اين الحقيقة ؟ ولماذا هذه المخاتلة والضحايا بالمئات والدماء انهار ، هل من العار ان تؤدي – راشدي – جيد على الاقل للذي يقتلك قبل قتلك ؟ هل هذا محرم في صفوف الحزب الشيوعي ؟ الم يكن هذا حق يجب تحقيقه ؟ الم يكن واجباً مقدساً؟
اما انا فانا غفلة غفلة ابراهيم علاوي ؟!! وكنت ضحية واضحة لغفلة ليس لها تفسير مقنع!؟؟
عملية السطو على مصرف في بيورت سنة 1973
كان يا ما كان وعلى الله التكلان ، كا في قديم الزمان وبالتحديد في بداية السبعينات 1973 في بيروت وفي ظل الهرج والمرج فيها تلك الازمان ؟؟! كان (ابو دعيّر) وهو عريف في الجيش العراقي التحق بالفدائيين واشترك في الحرب الاهلية التي دارت بين الجيش اللبناني والاتجهات الاخرى ومقاتلي (فتح) ، كان هذا العريف واسمه (علي حسين ابو درع) ويلقب بـ (ابو دعيّر) شجاعاً مقداماً في القتال والتفاني ، وكان يملك قلباً طيباً جداً وفطرة صافية نقية ، لم يقتل او يجرح في تلك الحرب حيث المقاتلين من الطرفين قريبين من بعضهما البعض في المسافة ، ولكن البعيدين جداً في الاهداف !!! التقيت ابو دعيّر في كردستان في شتاء 1974 في قاعدتنا الحزبية في (كاني سبندار) ؛ وسميناه (محمود) وهو من اهالي الهندية او المسيب رحمه الله كان ابو دعيّر قد تقبّل وبكل ممنونية القيام بعملية سطو هو و (ابو علي) على مصرف في بيروت في سنة 1973 ولصالح الحزب الشيوعي (الكفاح المسلح) والذي خطط ودبر هذه الفكرة هو الاستاذ عادل عبد المهدي (ابو امل) والدكتور خليل ابراهيم الغزالي (فخري) .
نجحت الخطة وتم التنفيذ وكانت حصيلة السطو مليون دولار سلماها هذان الشخصان ابو دعيّر وابو علي ، وبعلم الدكتور خليل الغزالي الى السيد (ابو امل) وكان (ابو امل) عند تخطيطه لهذا السطو قد حضّر مسبقاً مكان آمن في بيروت نفسها لوضع هذه الحصيلة فيها من دون علم احد ؟!!
كيف ذلك ؟ كان السيد عادل قد استعار مفاتيح شقة صديقه العزيز مظفر النواب ، والذي كان يثق به كثيراً ، شقة مظفر النواب (ابو عادل) في بيروت كان يستريح فيها هذا الشاعر الرفيق الملتزم والمشترك غي كونغرس الحزب الشيوعي العراقي – كعضو منطقة- في كردستان ، لم يكن يعلم الغاية من طلب السيد عادل عبد المهدي لاستعارته مفاتيح الشقة سوى انها ستكون مبيت له عدة ايام او ما شابه؟! وضع عادل عبد المهدي المليون دولار في شقة مظفر النواب من دون علم النواب ، ورجع الى دمشق كان خليل الغزالي والرفيق ابراهيم علاوي عالمان بالخطة وقد حصلت الموافقة على السطو من قبل الرفيق ابراهيم علاوي من دون ان يعلم من هم منفذيها .
ولكم نبذة عن منفذيها :
ابو علي : ثاني المنفذين لهذه العملية انه كردي من اهالي اربيل وهو ابن اغا , ومن عائلة ميسورة وقد بعثوه الى لندن ليكمل دراسته في فرع الاقتصاد السياسي، مكث ابو علي في لندن سنتان كانت حصيلتها الفشل الدراسي ، إذ حصل له اضطراب نفسي وكانت النتيجة ان انتمى الى منظمة (ايلول الاسود) وعند تكليفه لهذه المهمة لصالح الكفاح المسلح في العراق استجاب وبكل ممنونية ولم يأخذ منفذي هذه العملية لانفسهم (سنتاً) واحداً قط .
احس بعض الرفاق في دمشق بأمر هذه العملية ذهبوا الى بيروت وكسروا شقة الرفيق مظفر النواب ، ونقلوا المليون دولار الى دمشق ، وهذه المسألة سببت انزعاج للرفيق مظفر ، والمهم وفي دمشق وبعد مدة ليست بالقصيرة جرى (غسل) او (تبييض) هذه الدولارات الى باونات استرلينية انكليزية في السوق السوداء في دمشق .
والنتيجة والخلاصة ان هذه الاموال لا احد يعلم الى اين ذهبت ، مع انه من المؤكد انها لم يصل منها شيء للحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية – ولم يستفد اهالي أي من شهداء الحزب على دولار واحد منها . أي اختفت الباونات هذه ؟؟ لا اعلم ولكن الامور جرت هكذا كما وضحت اعلاه .
اما (غسيل) هذه الاموال فقد قام بها الدكتور خليل ابراهيم الغزالي ، اين هي وماذا حصل لها العلم عند الله ؟! والسلام .


تعريف ببعض الاسماء والشخصيات
التي وردت في الكتاب

1. ابراهيم علاوي :
ابراهيم عبد علاوي ، ولد في الناصرية ، واكمل دراسته الثانوية في العراق ونال بعثة دراسية الى انكلترا في مجال الهندسة المعمارية استاذ في كلية الهندسة (قسم الهندسة المعمارية) ببغداد في الستينيات. انتخب في الستينات نقيب المهندسين . متزوج وله ابناء وبنات وعاش ثمان سنوات في انكلترا ، وثمان سنوات في بغداد . له مؤلفين مهمين عن النفط استقى مصادره من جريدة (الايكونومست) وكذلك باقي جرائد لندن .
كان يستقي معلوماته عن النفط العراقي والتصريحات الرسمية الصادرة عن (شركة نفط العراق) في الصحف البريطانية ويحتفظ بها كقصاصات حتى كانت مادة لموضوع كتابه (البترول العراقي وحركة التحرر الوطنية).
احد مؤسسي – جمعية الطلبة العراقيين في بريطانيا (رئيس كتلة- نجم) وهي تنظيم سري شيوعي داخل تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ، وذلك في الستينات صاحب كتاب (المقايضة) الذي طبع باسم مستعار .
سكرتير الحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) من سنة 1969-1975.
لا علاقة له بالسيد اياد علاوي واللقب هو مجرد تشابه في الاسماء .
حصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا في الهندسة المعمارية .
حاصل على شهادة دكتوراه ادبية من احدى جامعات فرنسا ، اطروحة عن الفيلسوف العربي ابو العلاء المعري واخيراً (خبيراً نفطي) .

الدكتور عادل عبد المهدي :
ولد في الناصرية هو احد ابناء السيد عبد المهدي المنتفكي من ام سورية نسبها الى عائلة علوية – سورية تسمى (بيت الروماني) الممثل المشهور هاني الروماني هو ابن خاله والدكتور عزت الروماني .
اكمل دراسته العليا في فرنسا في جامعة (بواتيه) في جنوب فرنسا ، وحصل على الماجستير ثم على الدكتوراه منها .
له بنتان فقط (امل وايمان) وليس له اولاد .
عمل في بداية السبعينات مع الحزب الشيوعي العراقي – القيادة المركزية – وكان صديقاً مقرباً من الدكتور ابراهيم علاوي (ابو ليلى) في دمشق . انتمى الى منظمة – وحدة القاعدة – بعد سنة 1975.
الشيخ علي البرزنجي :
ولد في السليمانية قضاء (برزنجه) سمي شيخ او الشيخ وهذه عادة عند الاكراد يطلقون لقب شيخ للمولود يوم الجمعة !
ثقافته ليست اكاديمية وكان رحمه الله محبوباً جداً من الرفاق الاكراد شجاع في وسط عمره .
نفي الى المناطق العربية في سدة الهندية والمسيب ضمن عملية تهجير العوائل الكردية الى المناطق العربية ، وذلك من قبل الحكومة العنصرية .
مهنته : عطار ومطلوب من قبل الشرطة في السليمانية ، انتخب عضو قيادة مركزية في الكونغرس الثالث للحزب الشيوعي العراقي .
متزوج وله اولاد وبنات ، قام باعمال وجهود وعملية حيوية للحزب وقام بتمويل قيادة الحزب . توفي بعد سلسلة انتكاسات صحية قبل عدة سنوات

الشهيد رافع نافع الكبيسي : (سعيد)
ولد في مدينة العمارة ، وكان ابوه معلم في مدرسة الكحلاء الابتدائية ، انتمى للحزب الشيوعي وكان ناشطاً ولاقى التشرد ، ولكنه من حديد لا ينفل ، متزوج وله بنت وولد .
اغتيل في ريف الحي في الكوت بكمين معد لاعتقاله او قتله ، وذلك في مناطق بني عكبة .
وهومسؤول المنطقة الجنوبية ومسؤول الفرق المسلحة في بداية السبعينات ، محبوب بين الفلاحين لاسلوبه الخاص في التكلم معهم بكلمات ومعاني تبهر الفلاحين وسموه (سعيد) او (الذئب) .
ناجي عبود راضي العقابي
معلم مدرسة ، ساهم في قتل عريف الامن اجبارة الذي كان يترصده ، ساعده ابن عمه حسين في قتل هذا العريف الشرس المشهور بشراسته في الكوت.
انتقل الى اهوار العمارة مع عدة رفاق – . عضو قيادة مركزية اغتيل . ومسؤول المنطقة الجنوبية غدراً في ( جباشته) مع رفيق اخر عام 1972 .
مصلح مصطفى :
عضو قيادة مركزية منتخب بعد 17 أيلول حيث (التطهير) ، مسؤول فرع كردستان للحزب .
انشق عن الحزب مع مجموعة اخرين بسبب (ابو جعفر) واعترافات حافظ رسن عليه كونه جاسوس ويتعامل مع الامن العامة ، كان هذا سنة 1969 , مدير ارشاد المنطقة الشمالية . توفي قبل عدة سنوات .
خليل ابراهيم الغزالي :
درس في كلية الطب في بغداد ثلاث سنوات ، ثم التحق بالفدائيين الفلسطينيين مع جماعة (نايف حواتمة) او ما يسمى (الجبهة الشعبية الديمقراطية) ، وبعد مرور سنة او اكثر رجع الى كردستان .
المسؤول العسكري في قاعدة (ناوكليكان) ، ابوه حاكم عسكري حكم صدام بالاعدام في فترة ما بعد 18/تشرين . اكمل دراسة الطب في جامعة دمشق وحصل على البكالوريوس في الطب وكان جرئ .
ساهم بجدية وبحيوية في طرد ابو جعفر من الحزب ووقف موقفاً مبدأياً ، كان شوكة في عين خضر سلمان شوت ، لا احد يعلم اين هو الان .

الشهيد فاضل رسول :
مناضل كردي من السليمانية خريج كلية اللغات في بغداد قسم اللغة الفارسية ، قضى عدة سنوات في بيروت والشام منتصف السبعينيات . اغتيل مع صديق له في النمسا قبل سنتين من الان .
عبد الحسين الهنداوي (سمير)
عامل مطبعة في مطبعة ثنيان في باب المعظم ، ويدرس في الجامعة المستنصرية مساءً في فرع الاقتصاد السياسي .
اعتقل لمدة قصيرة جداً من قبل الامن العامة وواجوه بأدلة كثيرة لم ينكرها فأخرجوه من الاعتقال على ان يتجند للامن العامة ، ويبقى في الحزب ، قبل ذلك شكلياً ، وعندما وصل الى قاعدة ناوجليكان صرح بكل شيء بوضوح وصراحة ، ومنذ ذلك الوقت كان عمله في كردستان هي طباعة ادبيات الحزب .
اصيب بالتدرن الرئوي في كردستان وعبر الحدود السورية في ظروف صعبة ظروف قتالية بين الجيش والبيشمركة وفي نهاية سنة 1974 وبداية 1975 شفى من مرضه ، واكمل دراسته في جامعة (بواتيه) في فرنسا ، وحصل على الدكتوراه .
رئيس اللجنة العليا المستقلة للانتخابات (اول انتخاب في العراق) ، من اهالي مدينة الحرية في بغداد . استاذ في جامعة الامارات في الاقتصاد السياسي فترة من الزمن .
صديق حميم للدكتور عادل عبد المهدي ، انتمى الى منظمة (وحدة القاعدة) بعد سنة 1975 . هو والدكتور عادل عبد المهدي وآخرون .

قريباً تنشر الحلقة الثانية في موقع الحوار المتمدن



#عاصف_حميد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عاصف حميد رجب - ذكريات من الذاكرة المفقودة _ الحلقة الأولى