أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محيو - ضد الرأسمالية، من أجل الرأسمالية














المزيد.....

ضد الرأسمالية، من أجل الرأسمالية


سعد محيو

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمة مفارقة تاريخية كبرى ومُذهلة تجري تحت أعيننا مباشرة هذه الأيام:
بينما ترد الشعوب الأوروبية على اندفاعة الرأسمالية لسرقة المكاسب الاجتماعية التي حققتها نضالات الطبقتين الوسطى والعمالية على مدار قرنين، بإعلان التمرد على قراراتها، ينحو الشعب الأمريكي إلى شن الثورة “من أجل الرأسمالية”.
أو هذا على الأقل ما يشي به الصعود السريع لحزب الشاي المُعارض لكل الإصلاحات الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي أدخلها الرئيس أوباما، وكذلك الترجيحات بأن الحزب الجمهوري، الذي يُمثّل تقليديًا مصالح كبار رجال الاعمال، سيفوز بالانتخابات التشريعية النصفية بعد أيام، الأمر الذي سيشل الإدارة الديمقراطية.
هذا، في حين أن المشهد على المقلب الآخر من المحيط الأطلسي، يعرض صورًا تُذكّر بثورتي 1789 و1958 في فرنسا، حيث تلتحم صفوف العمال والطلاب والطبقة الوسطى لإحباط الخطط الليبرالية المتطرفة التي ينوي الرئيس ساركوزي تطبيقها تباعًا تحت شعار إنقاذ الاقتصاد الفرنسي وزيادة قدراته التنافسية.
والحبل سيكون على الجرار على الأرجح في أوروبا، بعد أن بدأت دول أخرى كبريطانيا وإيطاليا وألمانيا بتقليص النفقات على الخدمات الاجتماعية وإحكام الطوق عليها.
لماذا هذه الفجوة الفاقعة في ردة فعل الأمريكيين والأوروبيين حيال الأزمة الرأسمالية الراهنة، وما مضاعفاتها المحتملة على السياستين الخارجية والداخلية على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؟
ثمة تفسير مُقنع طرحه المفكر الماركسي البارز أنطونيو غرامشي، هو نظرية الهيمنة Hegemony ، التي تقول إن الرأسمالية تُحقق سيطرتها الناجحة على المجتمع، ليس بوسائل العنف وحدها، بل أولاً وأساسًا عبر الهيمنة الفكرية والثقافية والأيديولوجية.
في أوروبا، وصلت الرأسمالية إلى الهيمنة من خلال إقناع الشعوب الأوروبية بأنها تستطيع أن تُحقق رفاهية أكبر وحريات أوسع مما توفّره الاشتراكية، التي كان لها باع طويلة في القارة العجوز. وهي (الرأسمالية) قرنت هذه التوجّه الفكري بتقديم تنازلات في شكل مكاسب اجتماعية، أدت في خاتمة المطاف إلى إضعاف اليسار واستلحاق نقابات العمال القوية.
بيد أن إنجازات الرأسمالية الأمريكية في مجال الهيمنة كانت أضخم وأرسخ بكثير. إذ هي نجحت في إقناع الامريكيين، خصوصًا إبان الحرب الباردة، بأن نمط الإنتاج الرأسمالي هو في الوقت نفسه نمط حياة اجتماعية وثقافية وقومية أمريكية. وقد تجسّد هذا في شعار “الحلم الأمريكي” الذي تم تسويقه على أنه يعني أنه في مقدور كل أمريكي أن يصبح مليونيرًا.
هذه الحقيقة ربما توضح كيف أمكن لحزب الشاي، ومن ورائه الحزب الجمهوري، أن يسيطر على المناخات السياسية عبر الشعار الرأسمالي الأشهر “دعه يعمل، دعه يمر”، على الرغم من أن من “عَمِلَ ومَرّ” من قباطنة الرأسماليين الماليين كبدوا دافع الضرائب الأمريكي 700 مليار دولار، وأفلسوا عشرات الآلاف من مالكي المنازل والعقارات والأسهم، ورموا إلى أشداق البطالة بأكثر من 10 في المئة من العمال.
إنها الهيمنة الغرامشية وقد تجلّت بأبهى صورها.
والآن، وإذا ما أسفرت الانتخابات النصفية عن اكتساح الجمهوريين لأحد مجلسي البرلمان، أو حتى لكليهما، كما هو متوقع، فإن أبواب الرئاسة مفتوحة أمامهم على مصراعيها في العام ،2012 وحينها، سيكون أوباما أول وآخر رئيس أمريكي أسود يدخل البيت الأبيض. كما أن هذا قد يجعل الرأسمالية الأمريكية المتوحشة أكثر توحشًا في السياسة الخارجية. كيف؟ لماذا؟



#سعد_محيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول -مؤامرة- كرة القدم
- فيفا- شافيز.. إلى متى؟...........


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محيو - ضد الرأسمالية، من أجل الرأسمالية