أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مروة نظير - عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة: التطور المفاهيمي والعملياتي















المزيد.....

عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة: التطور المفاهيمي والعملياتي


مروة نظير

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 05:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


على سبيل التقدمة:
في أعقاب الحرب الباردة وضع ميثاق الأمم المتحدة نظاما متكاملا للأمن الجماعي تتوافر فيه من الناحية النظرية على الأقل الأركان اللازمة لضمان فاعليته وهي: مبادئ وقواعد عامة مشتركة ومتفق عليها- جهاز مسئول عن مراقبة مدى التزام الدول بهذه المبادئ- إعطائه من الموارد والإمكانيات ما يمكنه من القيام بمهمة ردع أو عقاب الخارجين عن حدود السلوك المشروع. غير أن وضع هذا النظام موضع التطبيق توقف على توافر شرط إجماع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهو ما استحال تحقيقه في غالبية الأحوال في ظل ظروف الحرب الباردة التي أثرت بشكل سلبي على إمكانيات إعمال نظام الأمن الجماعي. وفي ظل هذه الحالة من الاستقطاب والجمود التنظيمي سعى المجتمع الدولي (ممثلا في منظمة الأمم المتحدة) إلى إيجاد آليات بديلة تحقق الوظائف التي كان من المفترض أن يضمن نظام الأمن الجماعي تحقيقها لاسيما في مجال ضمان الأمن والسلم الدوليين. وقد تمحورت الإجراءات التي ابتدعتها الأمم المتحدة في سبيل تجاوز هذا العجز حول أمرين اثنين:
 الأول، يتعلق بمحاولة التغلب على حالة الاستقطاب التي تسيطر على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة والتي تؤثر سلبيا على آلية صنع القرار في المنظمة الدولية، وذلك عبر تطوير وتدعيم دور الجمعية العامة في مجال المحافظة على السلم والأمن الدوليين .
 الثاني، يرتبط بخلق مجموعة من الآليات البديلة للتعامل مع أحداث العنف الدولي والصراعات التي تنشب في مناطق مختلفة من أرجاء العالم. وكان من بين هذه الآليات: قوات الطوارئ الدولية، قوات مراقبة خطوط الهدنة بين المتحاربين، بعثات المراقبة، كما كان من بينها عمليات حفظ السلام Peacekeeping Operations والتي تم تبرير اللجوء إليها بضرورة تبني وسائل تهدف إلى وقف أو احتواء النزاعات التي تحولت إلى صراعات مسلحة، وذلك في ضوء ظهور الفجوة بين الترتيبات المنصوص عليها في الميثاق والخاصة بالتوصل إلى تسوية سلمية للمنازعات والتي تتضمنها المواد من 28- 33 (التي أُعطى مجلس الأمن بموجبها الدور الرئيسي في مساعدة الدول الأطراف على حل المشكلات فيما بينها) فضلا عن الترتيبات المنصوص عليها في المواد 39-51 (والتي بموجبها يحق لمجلس الأمن الدولي استخدام القوة لفرض السلام) من ناحية، وبين إمكانيات التنفيذ الفعلي لهذه الترتيبات من ناحية أخرى.

ومن ثم، وعلى الرغم من أن مثل هذه العمليات لم ينص عليها في الميثاق بصورة محددة ودقيقة، إلا أنها تطورت لتصبح أداة لكبح النزاع في وقت حالت فيه قيود الحرب الباردة دون اتخاذ مجلس الأمن ما يسمح به الميثاق من خطوات أشد قوة.

نشأة وإعمال مفهوم "حفظ السلام":
جاء ميثاق الأمم المتحدة خاليا من الإشارة الصريحة إلى مفهوم حفظ السلام، الذي ظهرت عملياته كمحاولة للوفاء بمتطلبات المجتمع الدولي في لحظة معينة، وعليه يمكن القول إن حفظ السلام قد ظهر إلى الوجود أولا كممارسة ثم تمت صياغته وبلورته كمفهوم كما جرى البحث عن الأساس القانوني الذي يسوغه. فقد بدأ حفظ السلام الذي تضطلع به الأمم المتحدة فى عام 1948 بنشر مراقبين عسكريين غير مسلحين فى الشرق الأوسط فى بعثة لمراقبة اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والدول العربية (UNTSO)، ومجموعة مراقبي الأمم المتحدة العسكريين في الهند وباكستان (UNMOGIP) لتكونا أول بعثتين للأمم المتحدة، وكانت هاتان البعثتان -واللتان لا زالتا تعملان حتى هذا اليوم-، مثالين لطابع المراقبة والرصد الذي اتسمت به العمليات الأولى آنذاك ولم يتجاوز تفويضها عدة مئات من الأفراد.

إلا أن البداية الفعلية لإعمال نظام حفظ السلام في الأمم المتحدة جاءت إثر العدوان البريطاني- الفرنسي- الإسرائيلي على مصر في 1956، إذ أسفرت هذه الأزمة وتعامل المنظمة الدولية معها عن سك أو صوغ مفهوم "حفظ السلام"، وقصد به: "نشر قوات عسكرية تابعة للأمم المتحدة في منطقة النزاع، بهدف المساعدة في تطبيق الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها بين أطراف النزاع، وذلك بموافقة هذه الأطراف".
وقد تم تحديد ثلاثة مبادئ رئيسية تؤطر عمل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقد أضحت هذه المبادئ تشكل بعد ذلك الركائز الأساسية لعمليات حفظ السلام في مرحلة الحرب الباردة أو ما يعرف بالجيل الأول من حفظ السلام أو حفظ السلام التقليدي، وهذه المبادئ هي:
1. موافقة الأطراف المعنية بحيث لا يمكن إنشاء أو نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في حالة عدم موافقة أي من أطراف النزاع لاسيما تلك التي سوف تعمل القوات على أراضيها.
2. حياد قوات الأمم المتحدة بحيث لا تهدف سياسات ومواقف وسلوكيات عمليات حفظ السلام لتحقيق مصالح أي من أطراف الصراع على حساب الآخر.
3. عدم اللجوء لاستخدام القوة من جانب الأمم المتحدة إلا في حالات الدفاع عن النفس.

أي أنه خلال مرحلة الحرب الباردة قُصد بـ "حفظ السلام" نوعا محددا من الأنشطة الدولية يتضمن سيطرة الأمم المتحدة سياسيا وعسكريا على الصراعات بموافقة الأطراف المعنية وذلك من خلال آليات محايدة سياسيا ولا تعتمد على استخدام القوة إلا في حالات الدفاع عن النفس، وقد تم تحديدها في البداية بنوعين هما بعثات المراقبة وقوات حفظ السلام.

المتغيرات السياسية بعد انتهاء الحرب الباردة وتطور مفهوم حفظ السلام
شهد النظام الدولي مع انتهاء الحرب الباردة مجموعة من المتغيرات طالت هيكله وطبيعة موازين القوى فيه والعلاقات بين أطرافه، وقد تركت هذه المتغيرات بصماتها على منظومة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حتى أنها شهدت ميلاد جيلين ثاني ثم ثالث من هذه العمليات، كما يتحدث البعض عن وجود جيل رابع من هذه العمليات. ولكن تجدر الإشارة إلى أن تأثيرات هذه المتغيرات لم تكن كلها تدفع باتجاه تطوير منظومة حفظ السلام التي حققت نجاحات مبهرة كما كان لها إخفاقات مدوية، وفي هذا السياق برزت مفاهيم جديدة تقاطعت مع مفهوم حفظ السلام حتى إنه يمكن الآن الحديث عن أنماط مختلفة من عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة. ويحاول هذا المبحث تحليل الظروف السياسية في عالم ما بعد الحرب الباردة وتأثيراتها المتباينة على مفهوم حفظ السلام وتطبيقاته المختلفة.

وقد أدت التطورات في ممارسات أو عمليات "حفظ السلام" عن ظهور عائلة متفرعة من المفاهيم والمصطلحات التي تصف الطبيعة المختلفة للعمليات والمهام التي تضطلع بها. أي أن "حفظ السلام" أضحى مفهوما عاما يتطلب تفصيلات فرعية توضح النمط المحدد من العمليات المقصود في كل حالة بعينها.
وأضحت هذه العائلة المفاهيمية تضم ما يلي:
• حفظ السلام Peacekeeping : ويقصد به أساسا نشر الأمم المتحدة لبعثة تتكون من قوات مسلحة أو شرطة مدنية أو متطوعين مدنيين للمعاونة والمساعدة في تنفيذ أية اتفاقيات يكون قد تم الوصول إليها بين حكومات أطراف الصراع أو النزاع، وذلك استنادا إلى مبادئ ثلاثة محددة هي موافقة أطراف الصراع على عمل هذه العملية وعلى نشر القوات، حياد القوات المشاركة في هذه العمليات، امتناع هذه القوات عن استخدام القوة العسكرية إلا في حالات الدفاع الشرعي عن النفس.
• بناء السلام Peace Building : وهو مفهوم يضم العمليات التي تهدف إلى إنعاش المجتمع المدني، وإعادة بناء البنية التحتية واستعادة المؤسسات التي حطمتها الحرب أو النزاعات الأهلية في المجتمعات التي يتم فيها التدخل، وقد تسعى هذه العمليات حتى إلى إقامة هذه المؤسسات إذا لم تكن موجودة بما يمنع تجدد نشوب الحرب مرة أخرى.
وتتضمن المهام التي تقوم بها بعثات الأمم المتحدة في إطار هذه النوعية من العمليات قيام الأمم المتحدة بتقديم المساعدات والمنح الاقتصادية أو المساعدات الوطنية الإنسانية ضد الجوع ونزوح المواطنين إلى دول مجاورة، والتدخل من أجل تحقيق العدالة الإنسانية، ومراقبة إجراء الانتخابات لضمان تحقيق الديمقراطية، وذلك في مرحلة ما قبل الصراعات بهدف الوصول إلى دولة مستقرة قائمة على المؤسسات، وبالتالي تستطيع هذه الدولة أن تلعب دورا في تحقيق السلام سواء الإقليمي أو العالمي وتجنب الصراع أو الصدام. أما في مرحلة ما بعد الأزمة أو الصدام فيأتي دور عمليات الأمم المتحدة بهدف توفير مناخ يضمن عدم تكرار الأزمة أو الصراع وتتميز مرحلة ما بعد الأزمة بتقديم المساهمة الدولية في إعادة بناء الدولة أو الدول التي تشهد الأزمات والصراعات المختلفة بالإضافة إلى دور الأمم المتحدة في المساهمة في عودة دولة المؤسسات التي ربما تكون قد انهارت أو تأثرت بالصراع. ومن الأمثلة الواضحة لعملية بناء السلام داخل الدولة من خلال الجهد الوطني والدعم الدولي ما جري في كمبوديا وأنجولا و الصومال وتيمور الشرقية وأخيرا ما يجري في أفغانستان.
• صنع السلام Peace Making: ويشمل هذا المفهوم العمليات التي تتضمن أي عمل يهدف لدفع الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق سلام، لاسيما من خلال الوسائل السلمية كتلك المنصوص عليها في الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة. وهو قد يتضمن استعمال الوسائل الدبلوماسية لإقناع الأطراف في النزاع بإيقاف الأعمال العدائية والتفاوض للوصول إلى تسوية سلمية لنزاعهم. وفي هذا الصدد يمكن للأمم المتحدة أَن تلعب دورا فقط في حال موافقة أطراف النزاع يوافق على ذلك. أي أن صنع السلام لا يتضمن استخدام القوة العسكرية ضد أي من الأطراف لإنهاء الصراع.
ويرى البعض أن استراتيجيات صنع السلام تمثل عملا قريبا من الدبلوماسية الوقائية فلآليات لكليهما تكاد تكون واحدة من حيث اعتمادها على التفاوض – التفاهم – الوساطة – التحكيم – التوافق – الحل بالأساليب القانونية – العمل من خلال المنظمات الإقليمية –الالتزام باتفاقيات مسبقة أو بأية وسائل سلمية أخرى مثل الزيارات المتكررة للطرف الساعي للوساطة والضغط من أجل صالح السلام أو حتى الوصول إلى التهديدات المعلنة تجاه الأطراف المتنازعة أو المتصارعة. ولكن الفرق الأساسي هنا هو أن النزاع أو الصراع يكون قد تحول إلى استخدام العنف والعنف المتبادل أو استخدام القوة المسلحة أو على الأقل الاستخدام المفرط للقوة من طرف تجاه طرف آخر. وتتضمن عملية صنع السلام مرحلتين أساسيتين: المرحلة الأولى وتهدف إلى استخدام الجهود السلمية السابق ذكرها من أجل إيقاف الصدام أو تحييده والوصول إلى استقرار الأوضاع على أرض الصراع ما أمكن. المرحلة الثانية والهدف يكون فيها أكثر من مجرد إيقاف الصدامات واستقرار الأوضاع على الأرض، بل إن الهدف هنا يكون الوصول إلى حل سلمي سياسي مستديم ينهي الصراع أو النزاع.
• فرض السلام Peace Enforcement: ينصرف مفهوم فرض السلم أو إنفاذ السلم– كما يسميه بعض الباحثين- إلى استخدام القوة المسلحة أو التهديد باستخدامها من أجل إرغام الطرف المعنى على الامتثال للقرارات أو العقوبات المفروضة من أجل الحفاظ على أو استعادة السلم والنظام، وقد تتضمن جهود فرض السلم المشاركة في القتال أو استخدام القوة العسكرية. ويمكن التمييز بين نوعين أساسيين من إجراءات فرض السلم هما:
1. الإجراءات غير العسكرية، وتنصرف تلك الإجراءات بشكل أساسي إلى العقوبات وهى وسائل غير عسكرية للضغط على طرف ما.
2. الإجراءات العسكرية، وفى إطارها يتم فرض السلم بالقوة كلما كان ذلك متمشياً مع متطلبات الحفاظ على السلم الإقليمي والعالمي.
بعبارة أخرى، يمكن القول إن فرض السلم هو نوع من العمليات العسكرية الدولية يقع في مكان ما بين حفظ السلام والعمليات العسكرية واسعة النطاق، وتجدر الإشارة إلى أن الفقرة 44 من أجندة من أجل السلام تحدد ثلاث خصائص رئيسية لهذا النوع من العمليات الوسيطة:
1. الإجبار: إذ تتولى وحدات فرض السلام إعادة والإبقاء على وقف إطلاق النار في المواقف التي يتم الاتفاق على هذا الوقف لكن لا يتم الالتزام به. ومن ثم فإن مهمة تلك العمليات تتمثل في فرض وقف إطلاق النار عبر أعمال قسرية ضد أي من الأطراف التي تقوم بانتهاكه ومن ثم فإن هذه العمليات يجب أن تكون ذات تسليح ثقيل، كما إن استخدامها للقوة يتجاوز نطاق الدفاع عن النفس.
2. عدم ضرورة موافقة الأطراف المتنازعة: يرى البعض أنه يمكن الاستغناء الكامل عن شرط موافقة الأطراف المتحاربة، فقد لا توافق هذه الأطراف على انتشار إلا أنها على الأقل موافقة على الأهداف التي تسعى عمليات فرض السلام لتحقيقها وهي تنفيذ اتفاقية السلام التي يكون قد تم التوصل إليها بالفعل.
3. الحياد: أي أن هذه البعثات من المفترض أن تكون محايدة تماما ولا تقوم بأي عمل في مواجهة أي من الأطراف إلا في حالة انتهاك هذا الطرف لاتفاق وقف إطلاق النار.

• دعـم السلام Peace Support: وكما سبقت الإشارة، أضحى هذا المفهوم هو المظلة الكبرى التي تشمل الأنواع والأجيال المختلفة للعمليات التي تقوم بها الأمم المتحدة في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين. ويقصد به "كل الأساليب المتبعة من قبل الأمم المتحدة في تخفيف التوتر، ودعم وقف إطلاق النار، أو اتفاقيات السلام، أو إنشاء منطقة عازلة بين المجموعات المتحاربة، من أجل تعزيز الظروف اللازمة لتحقيق السلام الدائم". وهو من ثم يعترف بتغير دور ووظيفة عمليات دعم السلام باختلاف الأوضاع والظروف المرتبطة بكل منها.
وعليه، تتراوح الاختصاصات والصلاحيات المفوضة لقوات الأمم المتحدة وفق هذا المفهوم بين المراقبة التقليدية لاتفاقيات وقف إطلاق النار ونزع السلاح، إلى حماية المدنيين من الفصائل المتقاتلة، إلى الاختصاصات الجديدة التي تتضمن بناء الأمة، وتنشأ هذه العمليات بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ويحدد هذا القرار صلاحيات واختصاصات عملية دعم السلام، كما أنه من المسموح لهذه العمليات باستخدام القوة المسلحة لتحقيق الولاية أو التفويض الممنوح لها فضلا عن الدفاع عن نفسها.
ويرى البعض أن ثمة حالة من التراتبية –من الناحية الزمنية- تسير وفقها العلاقة بين هذه المفاهيم، بحيث لا يمكن بدء إجراءات بناء السلم إلا عندما تتم السيطرة على الصراع وإقرار الأمن أي بعد فرض السلام، ثم بعد ذلك يأتي حفظ السلم وذلك بافتراض أن السلام قد أعيد إلى نصابه، وأن المطلوب هو المحافظة عليه من الانتكاس. ثم تأتى مرحلة بناء السلام بعد انتهاء الصراع، وفيها يتم تحصين السلم حتى لا ينهار مرة أخرى،. فبغير ذلك لن يكون بالإمكان تسريح المحاربين أو نزع سلاحهم أو إعادة إدماجهم أو إجراء الانتخابات، فضلاً عن عدم إمكانية ممارسة الأنشطة الاجتماعية العادية، والتي تعتبر ضرورية لإعادة بناء المجتمعات التى مزقتها الصراعات.
ولكن على الجانب الآخر، من الملاحظ إن بعض العمليات قد تجمع بين خصائص أكثر من نوع من أنواع عمليات حفظ السلام، فهي قد تبدأ وفق أحد الأنماط وتدفعها تطورات الأمور على أرض الواقع إلى التحول لنمط آخر من العمليات. ويلاحظ كذلك أن الأنواع المختلفة من عائلة عمليات حفظ السلام تسير متوازية، أي لم يلغ بعضها بعضا فلا يزال العالم يشهد كل هذه العمليات في مناطق مختلفة منه في نفس الوقت وفق ما تقتضيه الحالة وتسمح به الظروف في كل من هذه العمليات. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن بعض العمليات تتم دون وجود قوات أو أفراد ينفذونها ومن ثم فإنها تتم بالتقاطع مع واعتمادا على بعثات أخرى، مثل مهام المراقبين التي تتم بالتزامن أو التوازي مع عمليات فرض السلام. ويعنى ذلك وجود "منطقة رمادية " بين الأنواع المختلفة من عمليات حفظ/ دعم السلام، ومن ثم فلا يمكن القول أن العلاقة بين هذه العائلة المفاهيمية تسير وفق النمط التراتبي السابق الإشارة إليه، ولكن هناك مساحة كبيرة من التداخل والتزامن بين الأنواع المختلفة لعمليات حفظ/ دعم السلام.



#مروة_نظير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأمن الجماعي إلى الأمن الإنساني: تحول اهتمام المجتمع الد ...
- جنود حفظ السلام وإشكالية الحماية/ المسئولية


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مروة نظير - عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة: التطور المفاهيمي والعملياتي