أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - شيرين الضاني - المشكلة الكردية في الشرق الأوسط















المزيد.....



المشكلة الكردية في الشرق الأوسط


شيرين الضاني

الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 21:51
المحور: القضية الكردية
    


مقدمة

انطلاقا من الاهتمام بتحولات الجماعات والطوائف والأقليات المختلفة قامت الباحثة باختيار موضوع دراستها حول تاريخ الأكراد بهدف تقديم نبذة حول الأكراد وتاريخهم وبعض القضايا ذات الصلة بمشكلة الأكراد في الشرق الأوسط؛ حيث تعرضت الدراسة الأكاديمية لتاريخ الأكراد إلى صعوبات عديدة بسبب الواقع السياسي للأكراد مما أدى بالبعض إلى الاستناد إلى روايات تاريخية غير أكاديمية عن الأكراد كانحدار الكرد من الجن والعفاريت على سبيل المثال ولم يكن هناك إشارة إلى أسماء الدول والإمارات الكردية التي كانت قائمة في العهد الإسلامي.

ويعتبر الأكراد من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك وطنا أو كيانا سياسيا موحدا معترفا به عالميا. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم وامتدادا إلى تاريخهم وحتى في مجال مستقبلهم السياسي وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية وتشكيل منطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشوء كيان إقليم كردستان في شمال العراق.

وقد اعتمدت الباحثة في دراستها المنهج التاريخي حيث أنه أكثر مناهج البحث العلمي ملاءمة لموضوع الدراسة.

أولاً: تاريخ الأكراد
من هم الأكراد:
إن مصطلح (الأكراد) أو (الكرد) الواردة في المصادر التاريخية والجغرافية العربية في العصر الوسيط، نصادفها في الروايات ذات الطابع التاريخي والأسطوري.
ففي فترة الحكم الأمموي والعباسي بدأ المؤلفون الذين كتبوا باللغة العربية، يستخدمون بانتظام مصطلح (الكرد) الذي أسبغوه على الشعوب الإيرانية التي كانت تقطن في مختلف مناطق الخلافة، حيث كانوا يستخدمون في أغلب الأحيان صيغة (الأكراد) و(الكردي) أما صيغة (الكرد) فنادرا ما استخدمت.

منذ نهاية القرن التاسع عشر بدأت تتكون في مؤلفات المستشرقين وجهة نظر مفادها إن مصطلح (الكرد) في المصادر المكتوبة باللغة العربي، يعني أيضا القبائل البدوية التي تعيش في الجبال وتتكلم الإيرانية ويتجلى هذا الرأي في أبحاث "ت.نولدكه. وف. ف بارتولد، ووب. ويلتشيفسكي، وي. وليمبتون وغيرهم.
وبهذا الصدد تنبغي الإشارة بأن استخدام مصطلح (كردي) كان يحمل معنى محددا، منها مثلا على أنه (بدوي راعي) حيث نجدها واردة بهذا المعنى في مؤلفات الجاحظ والدينوري والطبري وابن الأثير وغيرهم.
أما لدى البحث في المصادر العربية وغيرها، يستدل على أن مصطلح (كرد) في العصور الوسطى، كان ذا معنيين: فعلاوة المعنى السلالي، فإنه كان يعني أحيانا مربي المواشي، البدوي، ولا يمكن أن نعتبر من قبيل الصدفة إن هذا الاتجاه قد ظهر بالدرجة الأولى لدى الشعوب الإيرانية نفسها. وهكذا فإن حمزة الأصفهاني (القرن العاشر) يقول إن الفرس قد سمو (الديلمين) (أكراد طبرستان) والعرب (أكراد سروستان). وتحت التأثير الإيراني أصبح هذا المعنى لكلمة (الكرد) فيما بعد مقبولا لدى المؤلفين العرب ودخل في مؤلفاتهم وقد حدث هذا على ما يبدو لأن كلمة (كرد) كمرادف لمفهوميهم (كربي الماشية) أصبحت تستخدم لتدل على تلك القبائل التي كانت حسب معيشتها تشبه الأكراد، رغم أن لها خصائص أخرى. وكانت تقاليد الرعي لدى الأكراد التي امتدت قرونا هي على الأرجح السبب الذي جعل الإيرانيين يسبغون على المعنى السلالي لكلمة (الكرد) معنى اجتماعي.
لم تبدأ دراسة تاريخ القبائل الكردية في الفترة ما بين القرنين السابع والعاشر إلا في الربع الأول من هذا القرن. وكانت أوائل الأبحاث في هذا الإتجاه للمستشرقين المعروفين غ.درايفر منهاوف. منيورسكي، يستعرض درايفر في مقاله (انتشار الأكراد منذ القدم) مسألة أصل الأكراد، بهذا الصدد فهو يورد الشهادات المعروفة لدى كسينوفون واسترابون وغيرهما من المؤلفين القدماء حول تسمية (كردوخ ) و(قردي) وغيرهما.

وجاء في المقال أيضا تلخيص لبعض المعلومات حول أصل (كرد) طبقا لمعلومات المؤلفين الذين كتبوا باللغة العربية، وذلك في الفترة الواقعة ما بين انتشار الإسلام والقرن الخامس عشر، ومع أن المؤلف لم يتعرض بالنقد للمصدر الذي أخذ منه، إلا أن المقال بحد ذاته هام.
إن مقال منيورسكي (كردستان والأكراد) الذي كتبه للموسوعة الإسلامية لا يزال حتى يومنا هذا محط اهتمام المختصين بالشؤون الكردية، فعلاوة على بحثه في قضايا التاريخ السلالي واللغة والأدب وغيرها، فإن منيورسكي حينما يصف الفترة الواقعة ما بين القرنين السابع والعاشر مستندا إلى المعلومات التي أوردها البلاذري والطبري والمسعودي والأصطخري وابن حوقل وابن الأثير وغيرهم، إنما يلقي الضوء بشكل مختصر على المناطق التي فتحها العرب والتي سكنها الأكراد، وكذلك على نضال الأكراد ضد الفاتحين.
ويعتبر كتاب ب.شفارتس (إيران في العصور الوسطى من وجهة نظر الجغرافيين العرب) ذو أهمية كبرى لأنه يتضمن على مجموعة معلومات أساسية حول التاريخ الجغرافي لإيران، حول تاريخها في فجر الإسلام ومدنها وسكانها وعقائدها. وقد استسقى معظم معلوماته عن الإصطخري وابن الفقيه والمقدسي والطبري والبلاذري وابن الأثير وغيرهم.
وقد ساهم محمد أمين زكي المؤلف الكردي والشخصية السياسية الاجتماعية المعروفة في القرن العشرين، مساهمة كبيرة في دراسة تاريخ الأكراد ومنبتهم السلالي، ففي مؤلفاته (تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي) و(خلاصة تاريخ الكرد وكردستان) وعلى الرغم من استناده على المؤلفين العرب، إلا أنه لم يبحث سوى في الخطوط العامة من تلك الفترة علاوة على ذلك، فغن محمد أمين زكي لم يملك بالتفصيل المواد التي استقاها من المصادر العربية، ولم يصف الفتوحات العربية وسياسة الخلافة الإسلامية ودروها بالنسبة للقبائل الكردية، لقد صاغ نظرية مثيرة للجدل ولا تؤكدها الوقائع وهي أن عملية دخول الأكراد في الإسلام قد بدأت قبل الفتح العربي أي في زمن الرسول.
وينحو رشيد سامين نفس المنحى بالنسبة لتاريخ الأكراد في تلك الفترة وكذلك بالنسبة للمصادر العربية، ففي مؤلفة يعير اهتمامه الرئيسي إلى مسألة أصل الأكراد، أما مسألة فترة سيطرة الخلافة العربية فلا يتطرق إليها إلا بالخطوط العريضة حيث نجده يورد بعض المعلومات المستقاة من مؤلفات السعودي والطبري وابن الأثير.
ومن الناحية العلمية فإن هذه المسألة لم يجر التطرق إليها لدى المؤلفين السوفيات والمهتمين بالشؤون الكردية أمثال أو.ويلتشيفسكي، وأ.مينتييشا مشفيلي وغيرهم.

الأكراد في ظل الخلافة العربية:
استنادا إلى المعلومات التي وصلت من المراجع الأصلية التي تعود للعصور الوسطى، يمكن الإفتراض إنه خلال السنوات الثلاثين من بداية القرن السابع، أي في الفترة التي سبقت عهد الفتوحات العربية، كانت القبائل الكردية تعيش تقريبا في المنطقة التي نسميها الآن (منطقة كردستان العراقية والإيرانية) وبعض المناطق الإيرانية.
وكانت الحروب مستمرة بين الساسانيين في إيران والأمبراطورية البيزنطية قد جلبت ضررا كبيرا إلى تلك المناطق التي يعيش فيها الأكراد، وقد عانى الأكراد الذين كانوا يعيشون في منطقة ما بين النهرين وفي شهر زور قرب المنابع الشمالية الشرقية لنهر دجلة، من تلك الحروب، لأن هذه المناطق أصبحت إحدى المسارح الرئيسية للحرب الدائرة بين أقوى دولتين في ذلك الزمن وكما هو معروف، فمنذ بداية القرن السابع بدأ يبرز تفوق إيران العسكري على بيزنطة واحتل الساسانيون خلال عدة سنوات (602/628م) القسم الأكبر من مناطق العدو (بين النهرين، سورية وأرمينيا ومصر) ولكن في العام 622م شنت بيزنطة هجوما معاكسا وقد قهر الإمبراطور هرقل (610/641م) قوات خسرو الثاني وتقدم حتى وصل إلى ناخية الساسانيين كنيسيفون،(المدائن). لكن الأرستقراطية الفارسية التي لم تكن راضية عن تطور الأحداث، أطاحت في العام 628م خسرو الثاني، وبغية تعزيز مركزه، فقد عقد ابنه قاواد صلحا مع الإمبراطور هرقل سحب بموجبه القوات الفارسية من المناطق التي كانت خاضعة للحكم البيزنطي (سوريا، أرمينيا، مصر)، ونتيجة للفتوحات العربية في غزي آسيا ونجاحها في احتلال إيران في نهاية الثلاثينيات من القرن السابع فقد وضع حد للصراع بين الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية، وذلك لأسباب رئيسية تعود إلى التطورات الداخلية التي كانت تجري آنذاك في كلتا الدولتين, وكان من إحدى النتائج المترتبة على فتح إيران هو دخول المناطق التي يسكنها الأكراد والتي كانت جزءا من الإمبراطورية الساسانية في عدد مناطق الخلافة العربية المترامية الأطراف.

مسألة النشوء العرقي للأكراد:
النشأة العربية للأكراد:
إن مسألة النشوء العرقي للأكراد شغلت حيزا واسعا من اهتمامات المؤلفين العرب ولفترات تاريخية متعاقبة، اشتهرت منذ القرن الثامن الميلادي، فالمحاولات الأولى التي تمت في هذا المجال كانت مكرسة للبرهنة على تحدرهم من أصل عربي، والتي لاقت انتشارا وقبولا واسعا خلال القرون الوسطى حتى ضمن واقع المجتمع الكردي نفسه أيضا وفرضية الانتماء العربي للأكراد تضمنتها المؤلفات التي تبحث في الشؤون الكردية. إلا أن أول من تطرق إلى البحث في هذه الفرضية وتناول دراستها ومناقشتها هو الباحث الأرمني السوفيتي غ. آكوبوف، حيث تطرق خلال أبحاثه لدراسة مؤلفات مكتوبة بلغات عديدة مختلفة لها علاقة بهذا الموضوع، كما تناول بالبحث جملة من القضايا ذات الصلة من جوانبها المختلفة، لكنه وعلى الرغم من استعراضه لفرضية الانتماء العربي للأكراد بخطوطها العريضة، إلا أن مواضيع محدودة ومعينة لمؤلفات عدة من المؤرخين والجغرافيين العربـ قد غابت عنه ولم يتطرق إليها عدا ذلك فإن غ.آكوبوف اكتفى بمناقشة وتحليل المواضيع المتعلقة بدراسة الخصائص العرقية البحتة فقام بالتركيز على عدد من الأسماء لأصول عرقية دون أن يتطرق في البحث عن الأسباب التاريخية التي دعت إلى نشوء تلك الفرضية ومراحل تشكلها وتطورها.
فمن المعروف بأن القضية القائلة بأن الأكراد يتحدون من أصول عربية والتي راجت في القرون الوسطى، كانت قد ظهرت في المدونات العربية ولأول مرة خلال القرن الثامن الميلادي، حيث تطرق إليها سحيم بن حفص أبو اليقظان، من القرن الثامن. إن ما أورده أبو اليقظان في مؤلفاته فيما يتعلق بنشاة الأكراد تبناها المؤلفون العرب الآخرون من بعده حيث أشاروا إلى أن أبا اليقظان ذكر في كتابه ذي العنوان "كتاب النسب الكبير" بأن الجد الأكبر للأكراد هو "كرد بن عمر بن عامر بن صعصعة".
أما المفكر العربي ابن هشام الكلبي (ابن الكلبي) القرن 8-9م وفي كتابه "كتاب النسب الكبير" يرى بأن الجد الأكبر للأكراد هو "كرد بن عمر بن عامر ماء السماء".
فالأسماء التي ذكرها أبو اليقظان تتحدر من قبيلة مضر وهي تنتمي إلى العرب المستعربة، بينما الأسماء الواردة في النموذج الذي اقترحه ابن الكلبي فإنها تنتمي إلى قبائل العرب العاربة.

أما المؤرخ ابن دريد (من القرن التاسع الميلادي) نجده بالإضافة إلى إقراره وقبوله بتحدر الأكراد من الأصول العربية فإنه يعتبر أن جدهم الأكبر هو "كر بن مرد بن عمر بن عامر". كما أننا نجد أن بعض المؤرخين العرب نسبوا تحدر الأكراد على أنهم أحفاد من "كرد بن مردبن عمرو بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أما المؤرخ بن رسول فإنه يكرر تقريبا النموذج الذي أورده أبو اليقظان لكنه يشير إلى أنهم أحفاد من "صعصعة واثق بن منبه".
إن النماذج العديدة الت يتم اقتراحها فيما يتعلق بانتماء الأكراد إلى الأصول العربية قد استقرت أخيرا على صيغة مقتضية ونهائية في القرن العاشر الميلادي على يد المسعودي.
فمن خلال كتاباته بهذا الصدد يتضح لنا بالإضافة إلى أنه كان على احتكاك مباشر مع الأكراد فإنه قام أيضا بتدوين مواضيع استقاها من صلب الوسط الكردي نفسه.
ولقد أشار المسعودي قائلا"فأما أجناس الأكراد وأنواعهم، فقد تنازع الناس في بدئهم: فمنهم من رأى أنهم من ربيعة بن نزار معد بن عدنان من بكر بن وائل.. ومن الناس من رأى أنهم من مضر بن نزار وأنهم ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوزان...ومنهم من رأى انهم من ربيعة ومضر" ثم يتابع في قوله مشيرا إلى ما يلي "وما قلناه في الأكراد فالأشهر عند الناس والأصح في أنسابهم أنهم من ربيعة بن نزار". ويتضح جليا من خلال الأمثلة أن المسعودي ومن خلال بحثه عن نشأة الأكراد، ركز على انتسابهم وتحدرهم من الأجداد التقليديين للعرب مثل ربيعة بن نزار ومضر بن نزار، والأخيران يعتبران شقيقان، وبالتالي منهما حفيدان من عدناهن، الجد الأكبر للعرب المستعربة.

إن النماذج المختلفة والمتعددة التي طرحت في سياق فرضية تحدر الأكراد من أصول عربية أخذت تنتشر تباعا لتشمل بعض الأكراد الأيوبيين أيضا، فالمعروف أن العائلة الأيوبية المتمثلة بشخص صلاح الدين قد قامت بإنجازات عظيمة خلال القرون الوسطى الإسلامية ومعظم المؤلفين أجمع بأن هذه العائلة تنتسب إلى الأكراد من قبيلة (الروادية) وأن جدهم الأكبر الشاذي كان قد جاء من منقطة دوين اربيل في ارمينيا إلى بغداد ومنها انتقل إلى تكريت حيث استوطن فيها وهناك باشر بتدعيم وتنظيم شؤون عشيرته وأتباعه.نجد أن فكرة انتماء الأكراد إلى الأصول العربية قد لاقت قبولا وبعض الرواج بين القبائل الكردية المنتشرة هنا وهناك في أرجاء دولة الخلافة العربية فالجغرافي ابن حوقل قد ذكر معلومات عن هذا القبيل فيما يخص الأكراد القاطنين في منطقة كرمان الجبلية، كما أن الإصطخري ذكر معلومات مماثلة بالنسبة "لأحياء الأكراد" في ولاية فارس، فضلا عن أن المسعودي قد أورد بعض التفاصيل بهذا الصدد. ففي كتابه "مروج الذهب" ذكر أن بعض القبائل الكردية تنسب تحدرها من ربيع بن نزار ومضر بن نزار.

أما المقريزي كتب يقول بأن الأكراد من القبيلة المروانية يعترفون بتحدرهم من سلالة القائد الأموي مروان بن الحكم والمنتمي إلى العائلة الأموية المعروفة كما أن البعض من قبيلة الهكارية يربطون تحدرهم في نسبهم إلى الأصول العربية ايضا، أن المصادر الكردية أوردت من جانبها افكارا متوافقة مع ما ذكرناه بل وأكدت عليها ايضا، وقد أشار شرف خان البدليسي (القرن 16م) في كتابه "شرف نامة" أو "شرفنامة" بأن بعض القبائل الكردية مثل داسني، خالدي باسيان، وقسما من البوهتانيين، وكذلك قبائل المحمودي ودومبلي يربطون تحدرهم في نسبهم من الأمويين العرب، وهو يعتقد بأن أمراء قبيلة الهكارية وقبيلة شامبو يتحدرون من سلالة الخلفاء العباسيين في حين أن أمراء الجزيرة يتحدون في نسبهم من القائد الإسلامي خالد بن الوليد.
أما المؤرخ الكردي ملا محمود بيازيدي (القرن التاسع عشر) فقد كتب في مقدمة بحث له مؤيدا وجهة النظر القائلة بالنشأة العربية للأكراد حيث استهلها قائلا "ليلعلم طلابنا الأكارم والعارفين من الناس بأن الأقوام الكردية قد نشأت من البدو أسلاف العرب، فلقد انفصل قسم من تلك الأقوام العربية في الماضي وجاؤوا مع عائلاتهم وأولادهم لستوطنوا في هذه الأماكن، حيث كانوا جميعا يشكلون قبيلة واحدة متضامنة بالإضافة إلى أن لغتهم في الماضي كانت العربية، ويضيف البيازيدي بأن الأقوام العربية تلك ونتيجة لاستيطانها في المناطق الكردية الحالية أخذت شيئا فشيئا تنسى لغتها العربية.
وهكذا نجد أنه على الرغم من الإنتشار والقبول الواسع الذي لاقته فرضية الإنتماء العربي للأكراد عبر القرون الوسطى الإسلامية، إلى أن مسألة تحديد النشوء العربي للأكراد ظلت مع ذلك بلا حل ومثارا للنقاش والجدل. فبعض المؤرخين العرب أمثال ابن قتيبة والطبري والدينوري والمقدسي وابن الأثير والدميري وغيرهم من خلال استنادهم على الأساطير الدينية الإيرانية والروايات التقليلدية الساسانية إلى نشاة الأكراد وتحدرهم من الأصول الإيرانية في حين نجد أن بعض المؤرخين كان لهم مواقف مترددة من هذا الأمر.

ثانياً: واقع الأكراد الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي
الحياة الاجتماعية في كردستان:

ويتميز الشعب الكردي بخصالة القومية الخاصة به بتأثير صراعه مع الطبيعة ومع الأعداء. فالصفات المشتركة لهذا الشعب هي استعداد دائم للقتال. فلقد علمت الحياة الكردي أن العالم ملك للشجاع، والأكراد يدينون بالإسلام وهناك مذهبان رئيسيان السنة والشيعة، فالأكراد الذين يعيشون فيالعراق وكردستان الإيرانية في غرب ازربيجان وحوالي ثلثي أكراد تركيا هم على المذهب السنة بينما الآخرون على المذهب الشيعي. كما توجد عدة مذاهب أخرى كعلي اللهي. وهم الذين يعتقدون أن علي ابن أبي طالب فيه نفحة من الألوهية، ويقطن هؤلاء أساسا في جبل سنجار والشيخان في شكال غرب العراق. كما توجد جيوب من اليزيديين في إيران وفي تركيا وشمال شرق سوريا.
كما يمتاز الأكراد بنظامهم العشائري وروحهم القبلية. فالأكراد كانوا يعيشون في جماعات بمعزل عن المجتمع المحيط بهم. فنراهم يشكلون "دولة وسط دولة"، وكانت المجتمعات العشائرية إلى عهد قريب تتمتع بشيء كثير من النفوذ والإستقلال القضائي والإداري الذي يعتمد على الحق العرفي وليس الحق المدني. ولم يشعر أفراد العشائر منذ عصور طويلة بضرورة الخضوع إلى تنظيم سياسي أو إداري غير العشيرة، لقد كان الجميع من أهل القبائل والعشائر يدينون لزعيم القبيلة، والكردي يلبي رغبة زعيمه ليس فقط قياما بواجب وإنما في أحيان كثيرة عن إيمان راسخ واندفاع عنيف فرجال القبائل في مساحات واسعة من كردستان كانوا يكنون الولاء إلى قادتهم أكثر من رجال السلطة سواء كانت السلطة العثمانية أو غيرها.

من أهم القبائل الكردية العراقية:
الهماوند: ويتركزون في مركز جمجمال ريلزيان.
الجاف: في شهر زور وجلبجة وخرمال وبوجه عام في وسط كردستان. سكنوا قديما في جوانرو في كردستان إيران وهي إحدى مقاطعات أردلان، ومنها أتوالى العراق.
بارزان: أشهر قبائل كردستان العراق. تستقر في قضاء الزيبار شمال نهر الزاب الكبير . وجنوب جبل شيرين.
يرزنجي: يستقرون في لواء كركوك ناحية خانقين وهم زراع مستقرون.
شيرمان وبرادويست: ويتواجدون في أقصى قضاء راوندوز.
البابان: حول السليمانية.
الهركي: شمال شرق أربيل وجزء من هذه القبيلة في إيران عند جبل دلانبور ،حيث تلتقي الحدود الإيرانية العراقية التركية.
الطالبانية: بين كركوك وخانقين في لواء كركرك.
بشدر: حول قلعة دزة شرق كردستان العراق في لواء السليمانية وبالقرب من الحدود الإيرانية.
زنكة: جنوب لواء كركوك وفي أطراف كفرى. وهم زراع مستقرون ويتواجدون أيضا وراء الحدود حتى كرمنشاه في إيران.
اليزيديون: شمال غرب الموصل. في جبل سنجار.
الدلو: في جنوب لواء كركوك وفي سركاه وهم ايضا زراع مستقرون.
السروجي: في شرق لواء الموصل جنوب بارزان.
الباجيلان: بالقرب من خانقين ومن الحدود الإيرانية.
شمزينان: شمال شرق كردستان العراق وعلى الحدود الإيرانية العراقية التركية.

الأكراد هم خاصرة تركيا الضعيفة والثغرة القابلة للاختراق حاضرا ومستقبلا:

الدولة التركية لا تعترف بوجود "قضية كردية" وتصر في كل بياناتها وأدبياتها على "مواجهة الإرهاب" الذي يمثله "حزب العمال الكردستاني" منذ 14 سنة.
رسميا تطلق أنقرة على الأكراد اسم "أتراك الجبال" نسبة إلى معاقلهم الوعرة في جبال جنوب شرق الأناضول. والتسمية ليست بريئة إذ تتعمد طمس الهوية الخاصة للأكراد والإيحاء بأن الأتراك والأكراد شعب واحد. كما أكد لي رئيس جامعة دجلة في ديار بكر الدكتور محمد أوزيدان الذي قال إن "الأكراد هم أتراك يتحدون من جذور تركية أتت من شمال غرب بحر قزوين".
وعدم الإعتراف بالهوية الكردية السياسية والثقافية هو من صلب سياسة الجمهورية التركية التي وقفت ضد إقامة دولة أو كيان كردي في جنوب شرق الأناضول. ومعلوم أن أتاتورك دخل في حروب لإلغاء معاهدة سيفر (1920) التي أبدت حق الأكراد في إقامة دولة مستقلة.
وفي معاهدة لوزان (1922) أسقط البند المتعلق بالأكراد نهائيا وتحولوا موظفين في الدولة الكردية، وهو الخط الرسمي الذي تتمسك به تركيا اليوم وتحارب على أساسه "حزب العمال الكردستاني" الذي يشهر السلاح في وجه الدولة ويدعو إلى الإنفصال وإقامة دولة كردية مستقلة تجسد الهوية الثقافية واللغوية الكردية.
الدولة التركية لا تعتبر الأكراد أقلية مع أن عددهم يتجاوز 12 مليون نسمة. الاقليات في المفهوم التركي هم اليهود والنصارى أي غير المحمديين، وشرح المدير العام للإعلام والصحافة في أنقرة ايدان سيزغين القضية الكردية بقوله إن "النظام السياسي التركي يقوم على صهر الاتنيات والأعراق التي يتألف منها الشعب التركي في بوتقة واحدة مثل أميركا، وينص الدستور التركي على ضرورة اندماج الأقليات والأعراق في الثقافة التركية وليس استيعابها، كما تمنح الجنسية على أساس الثقافة مثل فرنسا وليس العرق مثل ألمانيا.
وعندما نسأل المسؤولين الأتراك أين وصلت الحرب على الأكراد يجيب سيزغين "انتهت محاصرتهم عسكريا داخل تركيا ويحاول الجيش اقتلاع قواعد "حزب العمال الكردستاني من شمال العراق".
والحرب يبدو أنها انكفأت إلى قمم الجبال بعد الضغط العسكري الكبير الذي تعرض له المقاتلون الأكراد في العامين الأخيرين وتحسين أساليب مكافحة الإرهاب التي اعتمدها الجيش التركي خصوصا شراء مروحيات "اباتشي".

والحرب على الإرهاب الكردي تكلف الخزينة التركية ثمانية مليارات دولار سنويا، وهي أحد الأساب الرئيسية للعجز في الموازنة والدين الخارجي، خصوصا وأن التصدي للمقاتلين الأكراد أخذ منحى مكلفا بعدما أقامت تركيا شبه حزام أمني داخل شمال العراق يشبه إلى درجة كبيرة الحزام الأمني التي تقيمه إسرائيل في جنوب لبنان.
ويؤكد المسؤولون الأتراك أن الدولة مصممة على القضاء على "الإرهاب" وتجاهل النداءات المتكررة لوقف النار التي يطلقها زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوج الآن، وآخرها كان النداء الذي أطلق بمناسبة تسلم الجنرال حسين كيفريك أوغلو رئاسة الأركان خلفا للجنرال المتشدد اسماعيل حقي كرادي.
كرامة الجيش وضغوط أخالي الشهداء من عسكريين ومدنيين سقطوا في المواجهات مع "حزب العمال الكردستاني" والذي يقدر عددهم بثلاثين ألفا منذ قيام الحرب في 1984 "يمنعان قيادة الجيش من التفاوض مع أوج الان".
رهان الدولة وخصوصا الجيش يقوم على هزيمة أوج الان والقيض عليه فمحاكمته كمجر حرب، كما يقرا الجيش المناخ الشعبي غير المتعاطف مع "حزب العمال الكردستاني" نتيجة أعمال العنف التي ارتكبها ضد الأبرياء في مرحلة "ترويع المدن" بين 1988 و 1995.
والمقاتلون الأكراد في نظر الدولة باتوا الآن في موقع ضعيف، ربما الأضعف منذ نشوء الحرب، وهذا التراجع الميداني والعسكري والسياسي مرده إلى عوامل عدة هي:
• حملة التهجير الشرسة والمنظمة التي قام بها الجيش التركي ضد السكان الأكراد بين 1992 و 1995 والتي أدت إلى إفراغ ثلاثة آلاف قرية كردية في جبال جنوب شرق تركيا من سكانها.
• بروز انقسامات سياسية وصراعات شخصية بين أوج الان وكبار معاونيه، وآخر دليل على ذلك هروب الرجل الثاني في الحرب شمدين واعتقاله في دهوك على يد القوات التركية.
• تغيير الخطاب السياسي لأوج الان الذي تخلى عن المطالبة بالإنفصال والإستقلال عن جزء من الأناضول في "كردستان الشمالية" وإبداله بالحديث عن الحقوق السياسية والثقافية واللغوية للأكراد ضمن الكيان التركي الموحد.
وتراجع "حزب العمال الكردستاني" ميدانيا وعسكريا عوضه النجاح الديبلوماسي والتعاطف الدولي الذي تحظى به القضية الكردية في العرب، لا سيما في أوروبا حيث يعيش نصف مليون كردي موزعين بين ألمانيا وفرنسا وانكلترا والدنمرك والسويد وهولند ولجيكا.
وبفضل نشاط الأكراد السياسي في أوطانهم الثانية الأوروبية احتلت الفضية الكردية اهتماما واسعا في الدوائر السياسية الأوروبية جميعها، الحاكمة والمعارضة، كما أبدى الإعلام الغربي تعاطفا مع الأكراد مصورا السياسة التركية الرسمية حيال الأكراد باعتبارها انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان.
وبإزاء العزامل هذه، استطاعت الدعاية الكردية خلق تشويش حقيقي على صورة تركيا في أوروبا إلى درجة أن معاملة الدولة التركية السيئة للأكراد كانت أحد العوامل في منع دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
عام 1995 برز حدث ثقافي سياسي مهم في حياة الأكراد عندما افتتح "حزب العمال الكردستاني" تلفزيون "ميد" الذي يبث من لندن ومقره بروكسيل، أخبار الحزب بالكردية والتركية والإنكليزية، علما بأن بيوتا كردية وتركية كثيرة تتلقى برامجه عبر الأقمار الاصطناعية. ومثلما كان ظهور "حزب العمال الكردستاني" حدثا سياسيا مهما في 1984 في إثارة المشاعر الوطنية والقومية الكردية وخلق وعي سياسي في أواسط الشباب والمثقفين الذين انخرطوا في صفوفه وأصبحوا ثوارا ومقاتلين، استطاع تلفزيون "ميد" إنعاش الأكراد روحيا وثقافيا إلى درجة أنه مع كل نشرة أخبار تذاع بالكردية تنهمر دموع المشاهدين الأكراد المسنين لأنهم لا يصدقون ما يسمعون.
والمجتمع الكردي كسائر المجتمعات التركية الأخرى يعيش فترة التحولات الكبرى ويتعرض لعوامل التغيير التي تساهم في كسر التقاليد الموروثة وصقل العقليات والمواقف السياسية.
فالتغيير حصل للأكراد ولا شيء يستطيع الوقوف في وجهه، وجاء نتيجة عوامل أربعة مؤثرة هي "حزب العمال الكردستاني" وتلفزيون "ميد" ومشروع "الغاب" والهجرة الكردية إلى المدن الكبرى في أنقرة واسطنبول وإلى الخارج.
والمعروف أن تركيا لا تسمح للأكراد بفتح مدارس خاصة بهم لتعلمي اللغة الكردية والطالب التركي يستطيع أن يتعلم أي لغة إلى الكردية. كما لا تسمح الدولة بفتح إذاعة أو تلفزيون كرديين، لكن هناك برامج بالكردية تبث عبر قنوات الدولة الرسمية.
فالدولة التركية تحارب أي نزعة استقلالية أو إنفصالية للأكراد وترفض حتى الآن منح الأكراد حكما ذاتيا على غرار ما فعل العراق عام 1974. ويتساءل مدير عام الإعلام والصحافة التركي إيدان سيزغين من سيستفيد من الحكم الثاني إذا كان الأكراد غير متجمعين في بقعة جغرافية واحدة وموزعين على اسطنبول وأنقرة وأزمير وديار بكر؟
وتعتبر اسطنبول أكبر تجمع للأكراد إذ فيها نحو مليونين ونصف مليون كردي، نزحوا من جنوب شرق الأناضول طلبا للرزق وهربا من الحرب. وهم يعيشون في الأحياء الفقيرة في سلطان باليه ونشار شومبا وغازي وتشنجيه، ومعظمهم يعملون في المقاهي والمطاعم وفي التنظيفات والنقل.
وتقف تركيا ضد إقامة دولة كردية في شمال العراق أو أي مكان آخر خوفا من انتقال العدوى إليها. وهي ضد تقسيم الكيانات السياسية القائمة في المنطقة، وتعتبر أن مجرد التفكير فيه خطا، وبالمنطق نفسه تعتبر أن إقامة دولة كردية في شمال العراق أو جنوب شرق تركيا فكرة غير عملية لأنها ستكون مطوقة لا منفذ لها على البحر وستكون عامل عدم استقرار.
ويحرص المسؤولون الأتراك على التمييز بين الأكراد، وعدم وضع الجميع في سلة واحدة.
وفي نظرهم ينقسم الأكراد فئتين: الغالبية المسالمة والأقلية المشاغبة أو الإرهابية، الأولى تتعايش مع الأتراك بأمان واطمئنان وتؤلف جزءا من النسيج الوطني، واستطاعت أن تصل إلى أعلى المناصب في الدولة، مثل الرئيس الراحل تورغت أوزال والرئيس الحالي لمجلس النواب حكمت تشتين، ويقولون أن ثلث أعضاء مجلس النواب هم من الأكراد، بعضهم أحفاد الشيخ سعيد الذي قاد الثورة الكردية في عام 1926.
وللأكراد وزن مالي واقتصادي كبير في قطاعات الزراعة والصناعة والأعمال وبرزت منهم شخصيات مالية مهمة وأغنياء كبار أمثال تطلي جلال واينتش كاليللار وأنورلار وغيرهم.
ويصل الإندماج بين الأكراد والأتراك إلى درجة أن بعض الأكراد مثل النائب كمران أنان يرفض وجود "قضية كردية في تركيا" ويعرف عن نفسه بأنه "زعيم تركي لا كردي" مع أنه زعيم عشرية كردية كبيرة.
وصف القضية الكردية بأنها موجودة في أدراج وزارتي الخارجية الإنكليزية والألماني اللتين تشجعان بعض الأكراد على الإنفصال لإيجاد موطئ قدم لهما في تركيا وخدمة مصالحهما الإستراتيجية في الشرق".
وعلى رغم غياب الحديث عن حل سياسي ينهي الحرب بين "حزب العمال الكردستاني" والدولة ورفض الجيش الحوار مع أوج الان وتجاهل مبادراته،يرفض الجيش أيضا التفاوض مع ممثلين للأحزاب الكردية الأخرى المرخصة من الدولة مثل حزبي "هاديب" و "ديب" اللذين زج مسؤولهما في السجه أثناء تظاهرة في اسطنبول رددت فيها عبارات اعتبرها الجيش مؤيدة ل"حزب العمال الكردستاني".
أمين فرغ اسطنبول خليل ساغليك دعا الجيش إلى التفاوض مع "حزب العمال الكردستاني" لأن "الحوار يستطيع إنهاء القتال". وأكد "إن الأكراد يريدون العيش مع الأتراك في إطار الإعتراف بالهوية السياسية والثقافية واللغوية لأن قضية الأكراد هي قضية حقوق الإنسان بالأساس".
ويرى كثير من العقلانيين الأتراك أن لا حل للضية الكردية في تركيا إلا بالحوار لأنه يستحيل تحقيق انتصار عسكري على شعب، رغم ضعف "حزب العمال الكردستاني" وتقهقره؟
الأكراد يريدون اعتراف تركيا العلني بهويتهم الثقافية واللغوية، ولأن الشعب الكردي مسيس وفخور بأصله وجذوره يتطلع إلى اليوم الذي يستطيع التباهي بكرديته في تركيا. والدعوة إلى الحوار بين الدولة والأكراد ينادي بها المجتمع المدني أي الفئات المدنية والليبرالية والإسلامية التي تتطلع إلى بروز قيادات كردية معتدلة، لا علاقة لها باوج الان تكون ممثلى للطموحات الكردية ومجسدة لمشاعرهم ومطالبهم.
"حزب العمال الكردستاني" المتأثر بسائر الحركات التحررية في العالم، مثل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"جيش التحرير الإيرلندي" و"إيتا" الإسبانية، يعي أهمية لحظة اعتناق الخل الديبلوماسي بعد حروب التحرير الطويلة، وأوج الان يمد اليد إلى الجيش ويبدئ استعدادا للتخلي عن السلاح شرط الدخول في الدولة، والجيش يرفض ويصر على هزيمته ومحاكمته.


ثالثاً: المشكلة الكردية في الشرق الأوسط

الأكراد قبل الحرب العالمية الأولى :
تعني كردستان الأرض التي يؤلف عليها الأكراد اكثرية من السكان حيث يتخطى عددهم كثيرا الأقليات الساكنة بين ظهرانيهم وكردستان بالمفهوم الواسع يقصد بها ديار الكرد بوصفه بمجتمع ذو وحده قوسيه متجانسة.
وهذه المنطقة الكردية لا حدود سياسية لها وهي مجزأة بين تركيا والعراق وإيران فذلا عن نتوءات داخله في سوريا. ففي تركيا يتركز الأكراد في حوالي 30% من مساحتها في الجزء الشرقي منها كما يقطن الأكراد الحزء الشمالي للعراق ومعظمهم يقطن في الويسة السليمتنية واربيل وكركوك وأقضية الموصل راخو ودهوك وعقرة وفي أقاليم مثل خانقين ومندلي من لواء ديالي وفي مدن الكويت وبغداد، كما يتركزون في شمال غرب إيران وخاصة حول بحيرة أورميه وسننداج ومهاباد. كما يتواجدون في شمال شرق سوريا وفي بعض أجزاء من جمهورية أرمينيا السوفيتية، وفي بلاد مثل لبنان والأردن وقد أتى الأكراد إلى هذه البلاد من تركيا عبر سوريا من الإضطهاد ولكن بأعداد صغيرة.
وكلمة كردستان لا يعترف بها قانونا أو دوليا، وهي لا تستعمل في الخرائط والأطالس الجغرافية. كما أنها لا تستعمل رسميا إلا في إيران حيث تطلق فقط على إقليم سنه من كردستان إيران.
وكردستان منطقة جبلية وعره يبلغ ارتفاع القمم الجبلية بها من ثلاث آلاف قدم إلى اثني عشر الف قدم وأعلى جبالها ارارات في أقصى الشمال كما تكثر بها الهضاب المرتفعة مثل الهضبة التي تستقر في كردستان فإن الشكل العام لهذه الجبال لا يختلف بعضه عن الآخر في كل كردستان، فجبال شمال الموصل لا يختلف في شيء عن المنطقة الكردية الإيرانية أو المنطقة الكردية في تركيا.
أن سطح كردستان ممزق تحجزه بعضه عن سلاسل جبلية وأنهار عديدة تتألف من ينابيع مياهها التي لا يحصى لها عد ولا ترتبط بخطوط مواصلات حديثة تسهل اتصال الأكراد بعضهم ببعض وحجزتها عن بعضها البعض حدود الدول التي اقتسمتها فيما بينها.
وقد أدى هذا الواقع الجغرافي إلى قيام الإمارات الكردية الكثيرة التي عرفها التاريخ والتي كانت تعتمد على ضعف وانحطاط المراكز الحضارية المجاورة أو اشتداد الصراعات فيما بينها.
ومن جانب آخر فإن الطبيعة الجبلية التي يصعب التغلغل فيها مكنت الشعب الكردي من ممارسة حياته الإعتياتدية بصورة مستقلة أو شبه مستقلة عبر القرون.
ولكن الحضارات المجاورة حيث ظهرت وتوطدت وقامت على أساس المركزية والتجمعات السكانية الكبيرة شكلت امبراطوريات واسعة في فترات مختلفة من التاريخ..ولذلك أصبحت كردستان مطمحا لهذه الإمبراطوريات المجاورة وهدفا للغزاة والفاتحين عبر التاريخ. وبدلا من أن تفلح الأمة الكردية في بناء وحدتها وجدت نفسها مقسمة بين الدول المجاورة. وقد ساعد على استمرار تمزقها فقدان الترابط الإقتصادي بسبب وعورة الأرض وصعوبة المواصلات مما أدى إلى خضوع كردستان إلى هذه الدول وقد تحولت إلى تخوم تفصل بينها وقد أثرت هذه الطبيعة التخومية التي فرضت على كردستان في تكوين الطبقات المالكة وفي مجرى الصراع الطبقي والقومي.
كما أصبحت كردستان مسرحا للإضطرابات والفتن، وكثيرا ما كان حكامها الأكراد يثور بعضهم على بعض، والذي يهزم منهم يفر إلى فارس يمينا أو تركيا يسارا لاجئا، وكانت صلة هذه المطاحنات بالعلاقة العامة بين فارس والدولة العثمانية واضحة في كل عام ..الخ وبرغم ذلك فقد صان الأكراد احتفاظهم بمعاقلهم الجبلية من غزوات العالم الخارجي ومن مؤثراته فكان ذلك من الأسباب التي جعلت لهم مزايا خاصة فهم كشعب جبلي أقوياء ذو بأس شديد يتعصبون لقوميتهم تعصبا شديدا ويتحدث الأكراد اللغة الكردية بالإضافة إلى اللغة العربية في العراق وسوريا والفارسية في إيران والتركية في تركيا.
وتنتمي اللغة الكردية إلى مجموعة اللغات الإيرانية التي تمثل فرعا من أسرة اللغات الهند وأوروبية وهي تضم اللغات الكردية والفارسية والأفغانية والطاجيكية وعلى ذلك فاللغة الكردية ليست لغة مشتقة عن الفارسية أو محرفة عنها، وقد أصبح من الوضوح بمكان أن اللغة الكردية ليست أيضا لهجة فارسية محرفة مضطربة بل هي لغة آرية نقية لها مميزاتها الخاصة وتطوراتها القديمة. صحيح أن اللغتين متصلتان بصلة النسب. إلا أن البون شاسع بينهما ونقاط اختلافهما عديدة سواء في المفردات أو النحو أو النطق وكان الأكراد يستعملون الأبجدية الخاصة بلغتهم قبل الإسلام. ولكن انتشار الإسلام وفتح المسلمين لما بين النهرين ودخول كردستان تحت سلطة الدولة العربية الإسلامية كان من نتيجة أن استعمل الأكراد الأبجدية العربية في كتابة لغتهم حتى اليوم في كردستان العراق وإيران بينما يستعمل أكراد تركيا وسوريا الأبجدية اللاتينية. وأما أكراد الإتحاد السوفيتي فيستعملون بالطبع الأبجدية الروسية.
وقد أدت وعورت السطح في كردستان وصعوبة الإتصالات إلى تفرق السكان إلى قبائل منعزلة متباعدة حيث أدى ذلك إلى اختلاف كبير في اللهجات التي يتكلمون بها الكردية ومع تطور الزمن لذلك اختلفت اللهجات من واد إلى واد ومن منطقة جغرافية إلى أخرى. وتنقسم اللهجات الكردية الحالية إلى أربع لهجات رئيسية وهي: الكرمانجيه، الجوزانيه، الكلهريه، السورانيه كما توجد لهجة الزازا ما بين ديار بكروارزنجان.
فاللهجة الكرمانجيه يستعملها أكثر من 50% من الأكراد وتستعمل في الكتابة والتعليم خاصة في المنطقة الكردية الشمالية في العراق. كما يتكلم بها معظم الأكراد في تركيا وسوريا والإتحاد السوفيتي.
وأما في المنطقة الجنوبية من كردستان العراق فتوجد بها قسمان من اللهجات:
1. القسم الموكري: أي لهجة قبائل الموكري وسوران.
2. القسم السليماني: أي قسم السليمانية وأردلان.
وتعتبر لهجة موكربان التي هي أساس اللهجات المحلية التي يتكلم بها أكراد مناطق موكربان وسنه وسقز والسليمانية واربيل وكركوك أنقى اللهجات الكردية وهي اللهجة الأكثر تطورا في منطقة السليمانية حيث هي غنية باشتقاقات ومصطلحات جديدة خاصة خلال الخمسين عاما المنصرمة وبها تكتب الكتب والقصص والمجلات.
فلهجة سليماني تم الإجماع على أنما التعبير الأدبي الأول لا في العراق وحده بل وفي الجهة الأخرى من الحدود الإيرانية، وربما عزى جانب من هذا التفوق اللغوي إلى الرعاية التي بسطها أمراء بابان على الآدب الكردي في النصف الأول من القرن التاسع عشر كما يعزي بضه إلى إنشاء الأتراك مدرسة عسكرية في السليمانية يرسل خريجوها إلى كليتي الأركان والحربية في استنبول فوصلت مستوى من الثقافة لم يبلغ شأنه مجتمع كردي آخر. والاكثر من هذا أن اللغة الكردية اعتبرت سنة 1918 ولأول مرة في السليمانية مصدرا لتخريج عدد كبير من موظفي الأقاليم الكردية ومنذ العام 1925 بدأت مطابع السليمانية واربيل وراوندوز فضلا عن مطابع بغداد تصدر صحفا ومجلات أسبوعية وشهرية مستمرة بأعداد كبيرة جدا. وطبعت أيضا دواوين شعرية قديمها وحديثها وكتب تاريخية ودينية وسياسية.
أن تقدير عدد سكان كردستان الأكرادمن الصعوبة بمكان بسبب تضارب الإحصائيات وتنوعها وخضوعها للتيارات السياسية السائدة في المناطق التي تضم أكرادا. فالتقديرات الرسمية تختلف عن التقديرات الحقيقية في هذه البلاد بسبب إنكار بعض هذه الدول لحقوق الأكراد أو حتى لوجودهم كمقومية لها ما للقوميات من حقوق فإحصاء عدد الأكراد في تركيا "مثلا" أشق الأمور لأن الحكومة لا تسميهم كردا وإنما أتراكا وتنكر عليهم إنكارا تاما دعواهم القومية، وزيهم الوطني محرم ارتداؤه في مرالكز وحدات الإدجراة على الأقل. ولا يعرف إلا القدر اليسير عن عدد الضحايا الذين صرعوا في سلسلة متتابعة من الثورات كما لايعلم شيئ عن عمليات التهجير التي كانت تتم في اعقاب تلك الثورات عادة.
ولا زالت إيران تنكر على الأكراد حقوقهم القومية أو تشير إليهم بهذا المعنى في أي إحصاءات رسمية. وهناك عقبه أخرى وهي امتناع العشائر والفلاحين الأكراد عن تسجيل أنفسهم أثناء الإحصاءات الرسمية خوفا من التجنيد والضرائب. أما في العراق فلا توجد خلافات كبيرة بين تقديرات الأكراد لعددهم وتقديرات الحكومة. فالعراق بلد متعدد القوميات والأديان وأن القومية الرئيسية لسكانه هي القومية العربية وتليها القومية الكردية حيث تمثل الأولى حوالي 80% من السكان بينما تمثل الثانية حوالي 17% من السكان.
وقد يلغ عدد سكان العراق حسب إحصاء 1980 حوالي 12.330.000 فيكون مجموع الأكراد سنة 1980 هو2.091000 نسمة وذلك إذا ما أخذنا بوجهة نظر الإحصاءات الرسمية العراقية رغم أن معدلات نمو السكان في المنطقة الشمالية يزداد باستمرار عن المنطقة الوسطى والجنوبية.
وهذه التقديرات لا تختلف كثيرا عن تقديرات الأكراد أنفسهم فقد قدر الاستاذ/الطالباني أكراد العراق بحوالي المليونين بما فيهم الأكراد الساكنون خارج المنطقة الكردية في العراق، كما يقترب من تقديرات الكتاب الغربيين فقد قدرهم مال لورين في كتابه "الدور السياسي لجماعات الأقليات في الشرق الأوسط" بحوالي مليونين، ولو أنه قدر نسبتهم ب 20% من العدد الإجمالي للسكان ليصبح عددهم في سنة 1980 (2.46نسمة) ولا يقل عدد الأكراد الآن على أي حال عن مليونين ونصف في كردستان العراق. أما أكراد إيران فتتضارب الآراء حول العدد الإجمالي لهم للأسباب السياسية التي يعيشون فيها فقد قدرتهم لجنة عصبة الأمم التي جاءت عام 1952 للتحقيق في مستقبل ولاية الموصل بحوالي 700.000 نسمة، وقدرت سكان العراق الأكراد بحوالي 500.000 نسمة فتكون النسبة بين أكراد إيران إلى أكراد العراق 5:7 ، وإذ1 كان سكان العراق الأكراد عام 1980 يزيدون على المليونين فمعنى ذلك أن عدد أكراد إيران حوالي ثلاثة ملايين كردي.
ويقدر الدكتور عبد الرحمن قاسملو نسبة عدد الأكراد في إيران إلى العدد الإجمالي للسكان بحوالي 17%، وإذا ما عرفنا أن عدد سكان إيران سنة 1980م، قد بلغ 35.210.000 نسمة فيكون عدد الأكراد بها 5.95.000 نسمة، يقدر ماك لورين نسبة الأكراد في إيران إلى العدد الإجمالي للسكان بحوالي 12.55 وفي رأينا أن هذه النسبة معقولة فإذا ما عرفنا أن عدد سكان إيران سنة 1980 حوالي 35.21.0.000 نسمة يكون عدد الأكراد بها في نفس العام هو: 35.21.0.000 نسمة.
كما يقدر عدد أكراد تركيا بما يساوي عددي أكراد إيران والعراق، وتوزع نسب الأكراد في الدول التي يعيشون فيها كالآتي:
فالأكراد في تركيا يؤلفون 46.20% من مجموع الشعب الكردي.
والأكراد في إيران 30.74% من مجموع الشعب الكردي.
والأكراد في روسيا وسوريا 4.72% من مجموع الشعب الكردي.
أي أن أكراد تركيا يقاربوا فعلا عدد أكراد إيران والعراق وعلى ذلك يكون عدد أكراد تركيا في سنة 1980 هو:
العراق + إيران = 2.091.000 + 4.401.250 = 6.492.250
لذلك فإن مجموع الشعب الكردي في كردستان يزيد على ثلاثة عشرة مليون أو أربعة عشر إذا أضيف إليهم أكراد سوريا والإتحاد السوفيتي الذي يزيدون عن نصف مليون.
وهذا يخالف ما يعتقده الأكراد الذين يقدرون عدد الأكراد ما بين 16 إلى 18 مليون نسمة.

 الأكراد في العراق:
حياة الأكراد في العراق لم تكن أقل منها اضطرابا وإثارة عند إخوانهم في تركية وإيران الذين كانت لديهم الأهداف نفسها التحررية والحركات المناوئة.
في أول أيار 1920م وفي سان ريمو انتدبت بريطانية من عصبة الأمم لتحكم العراق وفلسطين انتدابا، ولكن الأكراد لم ينتظروا تلك المبادرة الرسمية، فبادروا إلى الإتصال بالإنكليز الذين كانوا يحتلون منطقتهم آنذاك حتى قبل معاهدة مروس بل منذ احتلال بالد ما بين النهرين وكركوك في أيار 1918م وذلك بواسطة الرائدين سوان ونزيل اللذين كانا على الإستعداد التام لبدء العمل ولموجب عريضة وقعت من قبل زعماء نحو 40 فبيلة كدرية قدمت إلى المندوب السامي السير آرنولد ولسون في كانون الأول 1918م يطلبون فيها إقامة دولة كردية تحت حماية البريطانيين ومشاركة مع العراق. وعندما تم الأمر بالإيجاب عين الشيخ محمود برزنجي (1880-1956م) حاكما عاما لها في أيار 1919م وفي آذار 1920م أعلن الأمير فيصل ملكا على سورية مقره دمشق، الوقت نفسه الذي وقعت فيه معاهدة سيفر التي تمخضت عن هياج بين الأكراد، أخرج الملك فيصل من سورية من قبل الفرنسيين، معين ملكا على العراق في 23 آب 1921م، وبعد مرور سنة كاملة في أيلول 1922م، سمح للشيخ محمود الذي كان في ذلك الوقت منفيا بالهند بالعودة إلى السليمانية، ولكن الشيخ الذب كان مقيدا في دولته بسبب سيطرة الإنكليز الذي سعوا كثيرا لكسب ودهم، إلا أنه لم يحتمل أن يماشي البدو في تلك المناطق في خضوعهم إلى الإنكيز، فأعلن نفسه في أكتوبر تشرين الأول 1922م حكمدارا أي ملك كردستان فشكل حكومة، وأنشأ الطوابع البريدية وطوابع ضريبة الدخل ..الخ ..فهل كان للإنكليز أي يد بتلك المباردة؟ على أي حال لم يمض وقت طويل حتى جاء في بيان رسمي بتاريخ 24 كانون الأول 1922م أن دولة صاحبة الجلالة البريطانية ودولة العراق، يعترف كلاهما بحق عيش الأكراد ضمن الحدود العراقية لتأسيس الدولة الكردية داخل تلك الحدود..للأسف لم تدم الحال طويلا فسرعان ما نشأ خلاف بين الملك محمود ومعاونيه الذين اضطروه إلى اللجوء إلى بنجوين حيث بقي فيها حتى 1930م ذلك العام الذي أنهى فيه الإنتداب على العراق.

كانت الحماية البريطانية أنهيت بشكل درامي عندما أصطدمت المملكة الهاشمية مع الأكراد والآشوريين كرستها (مذبحة سميل في آب 1933م) حيث عمدت الحكومة العراقية بعدها مباشرة لفرض الموظفين العرب عوضا عن الأكراد وإلغاء استعمال اللغة الكردية في الدوائر الحكومية في الشمال، ما لبث أن نتج عن هذه الإجراءات توترا تطور إلى ثورة مفتوحة، ولا سيما عندما فتح العسكر العراقيون النار على المدنيين العزل في السليمانية في أيلول 1930م عااد أثناءها الشيخ محمود ثانية إلى بلاده وتولى زعامة الحركة وطالب بالحكم الذاتي تحت الحماية البريطانية مجددا وقد تراءى للجيش العراقي بأنه عاجز عن سحق الثورة التي استمرت 9 أشهر فاستدعى الطيران الحربي الملكي (R.A.F) ثانية الذي تدخل لقمع الثورة مما أثار سخط المتمردين على ذوي الرتب العالية أمثال ولسون والجنرال دوبز اللذين صرحا بأنهما كانا يتنبآن مثل تلك الأحداث المؤلمة، وقد وضع الشيخ محمود قيد الاعتقال في بيته في بغداد.

وقد لعبت الدولة الهاشمية العراقية دورها المعروف مع بدء الإضطرابات، وفي تموز 1931م أثار بدوره الشيخ احمد برزان ثم ثار ثانية في عام 1933م وأخيرا نفي إلى كركوك ثم السليمانية حيث بقي فيها حتى عام 1945م.

منذ ذلك الحين وبعده أصبحت كردستان العراقية هادئة، وفي عام 1941م بعد مغامرة رشيد عالي الكيلاني، ثبت البريطانيون أقدامهم ثانية في العراق،ومن أجل أن يكسبوا ود الأكراد فقد لجؤوا إلى تجنيد عدد منهم بالجيش البريطاني، ثم خصصوا لقسم كبير مناطق حكم ذاني في كردستان رسميا.

في عام 1943م كان الملا مصطفى البرزاني أخو الشيخ احمد يقبع بالإقامة الجبرية في السليمانية يعاني من ظروف صحية سيئة من حيث الطعام وأمور أخرى فرضها عليه أولي الأمر، تلا ذلك هربه إلى منطقة برزان صحبة الشيخ لطيف بن الشيخ محمود ومن هنا اندلعت نواة الثورة، فقد تدخل أحد الأكراد البارزين يدعى مجيد مصطفى لتهدئة الأمر حيث عين وزيرا للدولة العراقية، تجاوب البرزاني معه شرط أن تزود المناطق الكردية بالمؤن والمواد الغذائية بشكل أحسن وأن يكون الموظفون من الأكراد فقط دون العرب وأن تفتح المدارس والمستشفيات في كردستان، وقد وافق نوري السعيد رئيس الوزراء على تلك الشروط جميعها بينما عارضها الوصي عبد الإله ولم تفلح المبادرة، وفي ربيع 1945م انفجرت الثورة ثانية بشكل أعنف مما مضى، هذه المرة كان الأمر خطيرا، وأحرز الأكراد انتصارات مذهلة، بينما كانت خسارة الجيش العراقي باهظة جدا في الرجال والعتاد بلغت مليون دينار كما صرح أحد النواب، مما حدا بالدولة آنذاك لإدخال الطيران الحربي في المعركة، ليلعب دوره في إنقاذ العراق والمملكة الهاشمية فيها، وهكذا تمت العملية بنهاية شهر آب، وانسحب الملا مصطفى إلى إيران ثانية مع بعض رجاله وغنائمه وقد تخلف عنه أرعين من ضباطه ممن وثقوا بوعود العفو وهم مصطفى خوشنا، وعزت عبد العزيز، محمد محمود وخير الله عبد الكريم، ولكن الوعود بدا أنها مزيفة وحل محلها الغدر والخيانة، وحوكم الضباط الأربعة وأعدموا في 19 حزيران 1947م بعد أن كان مقررا رد اعتبارهم وتكليفهم بمراكز مرموقة من قبل عبد الكريم القاسم. بعد إعلان الدولة العراقية، وبعد تلك الحروب التي انتصرت فيها القوة، لم يعد لأكراد العراق شيئا سوى متابعة الكفاح السري وهذا ما فعلوه..حيث أسسوا الحرب الديمقراطي الكردي يجناحه ذي الميول اليسارية، فقاموا بإعلان منشوري أزداي ورزجاري في عدده الثاني تشرين الأول 1946م جاء فيه ما يدعو بحماس شديد لتشكيل اتحاد كردي- أرمني، وفي تلك الأثناء تساءل الكولونيل الفنستون رئيس دائرة الاستخبارات فيما إذا كانت تلك المحاولة ستؤدي إلى إنشاء الدولة بالإتحاد السوفييتي على النمط الكردي- الأرمني.

على أي حال فقد ساد الهدوء، وانتهز الأكراد الفرصة بما تبقى لهم ليعملوا بحماس أكبر في حقل المعرفة والعلم، فظهرت المجلات الأدبية والمجموعات الشعرية ومواد عن تاريخ كردستان، ونشر كثيرا عن ماضي مشاهير الأكراد وقد أصبحت السليمانية المركز النشط للثقافة وبؤرة القومية.
سقوط العرض الهاشمي الذي أسهم فيه بشكل كبير وإعلان الجمهورية العراقية 14 تموز 1958م فتح عصرا جديدا من العلاقات العربية-الكردية، وقد أوردت المادة 3 من الدستور المؤقت ما ينص على أن العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن. وقد شمن لهم الدستور حقوقهم الطبيعية كعنصر متكامل في الوجود الوطني، علاوة على ذلك فقد صدر قرار في 2 أيلول 1958م بالعفو عن الملا مصطفى وسمح له بالعودة إلى العراق وقد عرف فيما بعد بأن قاسم كيف أو رد بحالة ضعف تلك المادة من الدستور، وفي أيلول 1961م ثار صدام مسلح عراقي استمر حتى سقوطه وكان تصرف عبد الكريم أحد أسباب سقوطه، وبناء لكثير من الشهود والصحفيين الغربيين الذين كانوا في موقع الحدث، فقد ثبت بأن الأكراد لم يسبق أن اتحدوا مثل ما كانوا عليه من الإتحاد والشجاعة أثناءها والكفاح من أجل قضاياهم الوطنية، وخلف قاسم المارشال عبد السلام عارف،ولكن لم يكن يبدو واضحا تماما تلك الفترة التي لم يكتب لها النجاح، إذ تجدد القتال في 10 حزيران 1963م ما لبث أن أعقبه إقرار وقف لإطلاق النار حينئذ، وكان حسب رغبة عبد السلام عارف الشديدة المنتصر في ذلك الإنقلاب العسكري الأخير. منذ ذلك الحين سكت الجانبان وسكتا.
إن الإحساس بالترابط الوثيق الذي يضمن حقيقة الإنتماء والمواطنة الكردية يجب ان يؤدي إلى حل منصف وعادل لتلك المشكلة التي يمكن أن تستمر لوقت طويل، فتعكر التوازن والإستقرار في الشرق الأوسط..

 الأكراد في سوريا

يتميز الأكراد في سوريا في المنطقة الواقعة على الحدود السورية العراقية التركية حيث يقطنون الجزيرة العليا ولإقليم دجلة ومدينة القامشلي في لواء الخابور وولاية الحسكة كما يتواجدون في ولاية حلب حيث توجد جبال الأكراد وتعد مدينة أفرين Afrin مركز الأكراد هناك كما يتواجدون في المدن العربية الكبرى مثل دمشق فهناك حي خاص بهم هو حي الشالحية والذي يحوي أ:ثر من ثلاثين ألفا من السكان الأكراد، وقد ازداد عدد الأكراد في سوريا نتيجة للهجرات المستمرة الناتجة عن أعمال القمع في تركيا ويستقر المهاجرون الأكراد في دامس العين والدوباس وعامودا والقامشلي وقرى شمال منطقة الحسكة وشمال ناحية تل خميس وقد أدت هذه الهجرات إلى انتعاش مدن الحسكة والقامشلي خاصة بعد اندحار حركة الشيخ سعيد بيران في تركيا سنة 1925م والحركات التي تليها.
وبالرغم من أن أكراد سوريا يتركزون في أرض الجزيرة بصفة أساسية إلا أن المستعمرة الكدرية في دمشق تحتل حيا خاصا بها وهو مركز الوطنيين النشط خلال السنوات العجاف.
الأكراد في سوريا فلاحون مرتبطون بالأرض بينما يتمركز الأكراد في عدة قرى أقيمت حديثا. وهم بذبك على عكس العرب الذين مازالت عادات الترحال متأصلة فيهم. ومنهم قبيلة شكر بالجزيرة التي تنتمي إلى شمر الكبير بالعراق، وبوجه عام فالأكراد في سوريا يشكلون ثلاث مجموعات. مستقرون، نصف بدو، بدو، وقد استمر البدو أقوياء بسبب عدم تفرقهم عند هجرتهم من تركيا، وأكراد سوريا بتنظيمهم القبلي ينتسبون إلى البرازي Barazi، المللى Milly ومعظمهم ليس له تبعية سياسية فلا يعرف إلا قبيلته ولم تختلف أوضاع أكراد سوريا سواء الاقتصادية منها أو الإجتماعية عن أوضاع سائر الأكراد في البلدان الأخرى. وقبيل الحرب العالمية الثانية وبعدها كان لأكراد سوريا مطبوعاتهم باللغة الكردية غير أن تغييرات عديدة طرأت على أوضاعهم في السنوات التي أعقبت الحرب. وبطبيعة الحال لم يطرأ على أحوال الشعب الكردي أي تحسن جذري ولكن آفاق ضمان حقوقه القومية كانت تتحسن.
وضعت سوريا بعد الحرب العالمية الأولى تحت الإنتداب الفرنسي وقد دخلت القوات الفرنسية سوريا لتحل محل القوات البريطانية نتيجة للتسويات التي عقدت بين الدولتين في أعقاب الحرب.
تم تحديد الحدود السورية التركية بين فرنسا من جانب وتركيا من جانب آخر تطبيقا لاتفاق أنقرة لتوطيد السلام بين الدولتين والذي وقع في 20 أكتوبر سنة 1921 حيث نصت المادة الأولى على انتهاء حالة الحرب بين الدولتين كما نصت المادة الثالثة على تحديد الحدود بين الفرنسيين في سوريا وتركيا، وكان من نتيجة تحديد هذه الحدود أن قسمت عري سكان الجزيرة الأكراد عن بقية أجزاء كردستان.
كان الفرنسيون ينظرون إلى الأكراد على أنهم أقلية مفيدة لحفظ التوازن مع باقي الأقليات وقد شجعهم الفرنسيون في فترات متفاوتة على إمكان إنشاء كردستان مستقلة ولكن رغم أن الأكراد سمح لهم بإنشاء منظمات سياسية إلا أن الحرية التي تمتعوا بها نسبيا كانت جزئية فلم يسمح لهم بحمل السلاح.
وقد ألقت فرنسا في سوريا فرق سميت بالفرق الخاصة كان قوامها الأكراد بالإضافة إلى الدروز والشركس والعلويين.
ولكن فرنسا لم تنجح في هذا المجال فالمسلمون الأكراد والعرب لم يكونوا مخلصين لفرنسا تماما لذلك لم تستطع استغلالهم. ولذلك تممت فرنسا وجهها شطر المسيحيين وجعلت منهم الطعم الذي يمكن رميه في أية لحظة لعرقلة الحياة العادية في مقاطعة الجزيرة. وكان المسلمون متفقين على دعم الحكم المركزي ولم يحاربهم الأكراد في ذلك بسبب ميولهم القومية.
كانت السياسة الفرنسية تحرص في أحيان كثيرة على تشجيع الأقليات الكردية للضغط على الحركة الوطنية العربية. ولكن الأكراد لم ينالوا تأييدا مماثلا لتأييد فرنسا للأقليات المسيحية أو الدرزية فلم تعط فرنسا استقلالا داخليا للأكراد بالدرجة التي أعطتها لجبل الدروز كما أنها لم تشأ تقوية الأكراد على حساب العناصر الغير إسلامية التي كانت تعيش بين ظهرانيهم كالأرمن وغيرهم ويضاف إلى ذلك حرصها على علاقاتها بالدول المجاورة خاصة تركيا التي بها جماعات كردية.

الحركة الوطنية الكردية في سوريا

شارك الأكراد السوريون في الحركات التحررية التي نشبت في الأجزاء الأخرى من كردستان واتسمت بالطابع الثوري فقد شكلوا قوات كردية وأرسلوها عبر الحدود إلى كل من تركيا والعراق خاصة أثناء ثورة الشيه سعيد بيران في تركيا سنة 1925. فقد ساهم فيها كثير من أكراد سوريا كما اشتركوا في الحركات العسكرية التي تلت حركة الشيخ سعيد خاصة حركة إحسان نوري 27/ 1930.
وفي سنة 1928 طلب الرؤساء الأكراد من السلطات السورية الإعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية في المناطق الكردية السورية. وما يترتب على ذلك من أن تصبح لغة المواطنين في معاملاتهم.
كما بدأ المتعلمون الأكراد في سنة 1930 يعملون على تنمية الشعور القومي الكردي من خلال تنظيم حزب خوئييون حيث أصدروا نشرات باللغة الكردية وبعد توقيع الإتفاقية الفرنسية السورية لسنة 1936 طلب العديد من الأكراد في الجزيرة أن يعطوا مزيدا من الوظائف الحكومية. كما طالبوا بأن يكون الإقليم مستقلا ذاتيا عن الدولة السورية. وقد اتسمت هذه المطالب بالعنف فقد أثاروا سنة 1937 بسبب تعيين بعض العرب في الوظائف الهامة في الجزيرة.

 أكراد تركيا:

لقد تحولت كردستان إلى ميدان للحرب كنتيجة لدخول تركيا الحرب العالمية الأولى ضد الحلفاء وعلى رأسهم روسيا وبريطانيا ثم غزو الجيش القوقازي الروسي شرق تركيا وتوغله في كردستان. فقد دخل الأكراد هذه الحرب تلبية لنداء الجهاد الذي أعلنته الدولة العثمانية مما أدى إلى توجيه الأكراد وجهة ضاره مصالحهم الوطنية، ولم تكمن المذابح التي ارتكبها الروس والأرمن والآثوريون بالأكراد بالإضافة إلى انتشار المجاعات والأوبئة بينهم إلا الثمن الذي دفعه الأكراد لدخولهم الحرب إلى جانب عظمة السلطان.
وحينما وقعت الهدنة في 30 أكتوبر سنة 1918 بين تركيا وبريطانيا على ظهر الباخرة اجاممنون في البحر كانت بريطانيا قد احتلت كل ما يعرف- الآن باسم كردستان العراق. وبعد الهدنة ظل الأكراد في تركيا على ولائهم إلى السلطة العثمانية حيث جاهد الأتراك في تلك الفترة في العمل على اكتساب ثقة الأكراد فقد استمروا يرددون نعمة الأخوة التركية الكردية. وأن تركيا هي الوطن الأم للأكراد ثم وعدوهم بتحقيق أهدافهم القومية.
بادر الباب العالي بتشكيل هيئة وزارية تدرس القضية الكردية وتبحث عن طريقة إدارية تنفذ في كردستان بحيث لا تجعله يخرج من الإدارة العثمانية. وقد بادر توجيه الدعوة إلى أبناء بدرخان والزعماء الأكراد الآخرين للإستراك في الهيئة الوزارية التي ستعقد جلساتها لدراسة هذا الموضوع، وقد تألفت الهيئة المشكلة لهذا الغرض من شيخ الإسلام إبراهيم أفندي الحيدري الكردي ونائب الصدر الأعظم حينذاك عبوق باشا ناظر الأشغال، وعوني باشا ناظر البحرية، ومن أعضاء جمعية تعال كردستان الأمير أمين عالي بدرخان ومراد بدرخان والسيد عبد القادر أفندي الكيلاني- من أعضاء مجلس الأعيان لبحث المسألة الكردية واجتمعت هذه الهيئة الوزارية في الباب العالي وعقدت عدة جلسات قررت في نهايتها الإتفاق الذي توصلت إليه ونقضي ب:
1. منح كردستان الإستقلال الذاتي بشرط قبول الأكراد البقاء في الجامعة العثمانية.
2. اتخاذ التدابير الفعالة لإعلان هذا الإستقلال والشروع في تنفيذ مقتضاه حالا.

ولكن حكومة فريد باشا "4/3/1919 إلى 16/5/1919"، التي كانت تستند إلى الإنجليز كانت قد ماطلت في تنفيذ هذه المقررات وبظهور مصطفى كمال أتاتورك تغير الوضع بالنسبة للأكراد.
أرسل فريد باشا الصدر الأعظم، مصطفى كمال لإحدى الفرق إلى الأناضول مع مجموعة مختارة من اثنين وأربعين ضابطا. وكان مصطفى كمال قد اشترك في مفاوضات السلام لعقد الهدنة بين تركيا والحفاء الفترة من الوقت وقد ازداد استياؤه بعد ما كان يدعو "باستسلام الزعماء الأتراك في القستنطينية للحفلفاء في مدروس".
دعى مصطفى كمال الوطنيين إلى الإشتراك في مؤتمر عام أصبح بمثابة جمعية وطنية في منتصف سنة 1919 وقد وضع الأتراك أسس هذه الجمعية الوطنية في مجلس الوزراء صلاحية القيام بنقل كل الأشخاص الذين كانوا زعماء وبيكات وأغوات وشيوخا للقبائل فضلا عن الأشخاص الذين يشك في كونهم جواسيس بالقرب من الحدود والأشخاص الذين كانوا يتمتعون بمكانة بارزة في شرق الأناضول إن نية تشتيت وتدمير الأكراد كشعب تدل عليها بكل وضوح العبارة التي وردت في القانون التركي والتي تنص على أن الأشخاص الدين يتكلمون لغة وطنية خاصة غير اللغة التركية يمنعون من تأسيس أي قرى جديدة أو أحياء . أو مجتمعات سكنية ونحظر عليهم الانتفاع من احتكار أي مهنة أو فرع من فروع الأعمال , وكل هده السياسة مخالفة لالتزامات تركيا الدولية وخاصة لمعاهدة لوزان وهكذا فالأتراك الذين لم يمض وقت قصير على كفاحهم من أجل حريتهم عمدوا إلى سحق الأكراد الذين سعوا بدورهم إلى نيل حريتهم وممن الغريب أن تنقلب الأمة المدافعة إلى قومية معتدية وينقلب الكفاح من أجل الحرية إلى كفاح من أجل التحكم بالآخرين هذا هو بالضبط ما فعلته الحركة الكمالية بالشعب الكردي بعد نجاحها هذا النجاح الذي يدين بالكثير للأكراد الذين ساهموا في تحقيقة بقسط كبير.
لذلك ألقى الأكراد بثقلهم إلى جانب مصطفى كامل في المعركة الدائرة بينه من جهة وبين الأرمن واليونانيين من الناحية الأخرى . فقد قرر مؤتمر قادة الحركة الكردية سنه 1920العطف على الحركة الكمالية والتعاون الوثيق مع الحركة القومية التحررية للشعب التركي . وإيفاء لتعهدات المؤتمر فقد شكلت القطاعات التركية المسلحة القسم الأساسي من الجيش التركي أثناء محاربته للإنجليز والفرنسيين واليونانيين وقد أشاد قادة الأتراك بدور الأكراد في تحرير تركيا ومنهم مصطفى كامل باشا نفسه وعصمت اينونو وفتحي بك وحسين بك هوني , الذي أشار في خطاي له في المجلس الوطني التركي الكبير " ان حق التكلم من فوق هذه المنصة هو للأمتين التركية والكردية "كما قال وزير الدفاع التركي عند القاء خطاب على قبر الجندي المجهول " أغلب الظن أن هذا الجندي كردي " في نفس الوقت الذي كان يعقد فيه مؤتمر الكماليين المسمى بمؤتمر الدفاع عن الحق " جمعية الدفاع عن حقوق الأناضول وروميليا".
وقد بادر القائد التركي كاظم قوة بكر إلى مقاتلة الأرمن بجيش مؤلف معظمه من الأكراد . كانت القوات الفرنسية تعضد الأرمن في ذلك القتال.
لم تقتصر مساعدة الأكراد لمصطفى كمال على الساحات الشرقية والجنوبية وحسب بل تعداه إلى معارك التحرير ضد الجيش اليوناني ففي 26 أغسطس سنة 1922 حينما بدأ الجيش التركي يتحرك للأمام ضد اليونانيين فيما أصبح يعرف عند الأتراك بالهجوم العظيم .
امتدت جبهات الهجوم من اذنيك إلى أفيون قره حصارا وقاتل الأكراد إلى جانب الأتراك في معارك سفاريا وافيون قره حصار وأين أوني "اينونو " وهي المعارك الكبرى التي نتج عنها الانتصار النهائي للكماليين وانتصار اليونانيين حين أعلن مصطفى كمال في 18 سبتمبر أن الجيش اليوناني قد دمر كليا ولا يجهل أحد دخول فرق الخيالة الكردية مدينة أزمير في مقدمة الجيش التركي المالي ورميها الجيش اليوناني في البحر.
ولكن رغم مساعدات الأكراد سرعان ما تنكر الأتراك لهذه المساعدات مما دفع الأكراد للثورة.


رابعاً: القومية الكردية
إن الفقرة المبينة في تلك الأسطر القليلة السالفة تذكرنا دائما بأن هناك قومية كردية قائمة فعالة وحيوية، يجب ألا نتعامى عنها أو ننكرها..فالشعور القومي، حب الأرض، حب تراب الوطن، تاريخه وتراثه، مبادئه وعاداته وتقاليده، كل ذلك شهور طبيعي وعالمي قائم بين جميع شعوب هذه الأرض، ذلك الشعور الإنساني، وما يتحلى به من روح وانتماء يجب ألا يدفعنا في أي حال لمحاولة الاستيلاء على أراضي الآخرين مثلا، وخاصة أراضي الجوار، وإن تنوعت أصولهم ومدينتهم وأعراقهم وثقافتهم.
الأكراد كما هو معروف شغوفون جدا بقوميتهم كغيرهم من الشعوب. هذا الإحساس والإدراك المتميز لأصول شخصيتهم لم يتكون اتفاقا أو بطريق المصادفة، فهو بأقل تقدير يعد ثابت التكوين كالقومية العربية مثلا. ليس هناك من لديه معرفة حقيقة بالأكراد ويفوته تقدير تلك المشاعر المتقدمة التي تنبثق لا يكون لدينا ما نستطيعه سوى أن نقدم موجزا مجردا من هذه المادة يكون كافيا ليعطي فكرة واضحة من مدى تقدمها وبعدها التاريخي وعمقها.

القومية الكردية قبل التاريخ:
منذ سقوط نينوي عام 612 قبل الميلاد وحتى تحول الأكراد لاعتناق الإسلام. يمكن القول إن تاريخ تشكل الشعب الكردي في كردستان اليوم يتوافق وزمن الإمبراطورية الفارسية، وهذه الناحية لا تخفى على الأكراد ويعرفونها حق المعرفة، فالأساطير الملحمية التي يفخرون بها ويعدونها إرثا لهم ولأجدادهم الواردين في كتاب الملوك الذي يتضمن ذكر أبطالهم أمثال رستم وحاتم وأبطال آخرون غيرهم يعدهم الفرس مفخرة لهم أيضا، يجب أن نشير مع ذلك أنه في باكورة تلك الفترة وفي الوقت نفسه تكون كردستان العراقية قد تشكلت فعلا من الأكراد وبقيت موطنهم حتى انبثاق فجر الإسلام، وقد يمتد هذا إلى ناحية الشرق أكثر مما هو عليه الآن، ويمكن أن نؤكد بصورة جازمة، بأنه حتى قبل القرون الوسطى كان الأكراد يشغلون معظم تلك المناطق أي غربي وشمالي نهر الدجلة بأعداد قليلة نسبيا، ولكن منذ بدء عهد الخلافة، وإنشاء قواعد عسكرية على الحدود البيزنطية ابتدأ التقدم نحو الغرب خلال القرن الحادي عشر بتأثير ضغط بعض القبائل التركية.
ولم تتم عملية التحول إلى الإسلام من دون بعض المعارك والاصطدامات في أثناء نشر الدين الإسلامي بين الأعراق المتباينة إلا أن الأكراد ما لبثوا أن استوعبوا الحضارة الإسلامية. والإسلام في الحقيقة لم يطمس شيئا من الشخصية الكردية، وأثناء الفترة الفارسية الفاصلة كما يسميها (ف.منوركسي) ظهرت بعض الممالك الكردية الصغيرة المستقلة، انفصلت عن سلطان الخلفاء المسلمين الحازم خلال القرن العاشر، وعلى مدى قرن تقريبا بعد ذلك نرى بأنه قد برزت بعض السلالات الحاكمة الكردية. وهي كالتالي: الأولى. الشدادية (1951-1088م) عبر قوقازية في دابيل وجانجا اللتين كانتا على مستوى من الثقافة والتبصر حيث سادت الثقافة الفارسية لدى المحاكم فيها، ونحو تلك الفترة ظهرت الحسن وحيد (1941-1014م) وقد بسطت سلطانها في جبال خوزستان وامتد نفوذها على همدان ونهاوند وكرمنشاه وشاريزور، تفرع منها قبيلة تدعى بدر (979-1014م) اشتهرت بإقامة العدالة المالية، والتربية والتعليم، وحماية الفلاحين. ثم ما لبث أن حل محلها بنو عيار أو بنو عناز (991-1117م)، إلا أن أكثر السلالات الكردية شهرة هم المروانيون (990-1096م) الذين بسطوا سلطانهم في أردمشت وآمد ودياربكر وحصن كيفا وميافارقين. وكان نظام الإمارة يماثل إلى حد كبير نظام الخلافة في بغداد. وقد حكم أبو نصر أحمد لمدة طويلة جدت استمرت فترة (1011-1061م) وخلال تلك الفترة عمل على دعم وازدهار التجارة وإشادة الأبنية التي كانت بقدر إفادتها على درجة عالية من الفن والجمال، وكان بلاطه يزخر بمشاهير العشراء، وكان لامعا متألقا جدا. هذا الملك الذي كان واسع الثراء، كان يضم-أكثر من 300 امرأة في حريمه، ولكن هذه الممالك الصغيرة ما لبثت أن قضي عليها السلجوقيون.

وهنا لا بد لنا أن نذكر صلاح الدين (1137-1193م) هذا الفارس المغوار دون مواربة ولا وجل هو من أسس مملكة الأيوبين، ويعد أحد الأبطال الذين وحدوا المسلمين في وجه الصليبيين، وقد كان كرديا أصيلا، أحاط نفسه بفرق من الأكراد جندهم من قبائل هكاري ومهراتي وهضباتي، وكان تعداد هؤلاء أكثر من التركمان وحتى أكثر من العرب في جيشه، وقد لعبوا دورا هاما ورئيسيا في الحرب ضد الصليبيين، وخصوصا في معركة عكا وانتصارهم الساحق في حطين عام 1187م بالفترة نفسها، إذن فالأكراد استطاعوا أن يثبتوا وجودهم وامتيازهم عن أقرانهم من الجنود، وأن يثبتوا أنهم جنود شجعان، مهرة بارعون وإداريون شرفاء مخلصون وبناة ومحبون للفنون، ومع هذا لا يمكن القول بأنهم استطاعوا أن يقيموا حكومات كردية تماما كما في الغرب مثلا، حيث طغت العقيدة المسيحية على الناحية القومية ولكن من دون تجاهلها، وهكذا نرى بالشرق الأدنى والأوسط أن الإسلام قد استحوذ على الشعوب وأصبحت ممالكهم إسلامية بحتة. ولو لا أولئك المؤسسات لما كما لما كان للأدوار الكردية على وجه الحصوص أي أثر في جميع الأحداث. وسقوط الدولة الأيوبية الذي تبعه أحلك فترة في تاريخ الأكراد، هي زجف قبائل المغول على كردستان حيث كانت أفظع كارثة عشيت تلك المناطق، شهرزور عام 1247م وديار بكر عام 1252م. وفي عام 1257م دمر هولاكو منطقة كرمنشاه وإربيل، كما أقام السلب والنهب في هكاري والجزيرة في عام 1259م، وأعمل السيف والقتل في سكان تلك المناطق، وعلى مدى قرنين ونصف من الزمن (1260-1502م) كانت مقاومة الأكراد لقوى خانات المغول وبطش تيمورلنك ومن بعده ضارية لا تتوقف أبدا، وقد ساعدهم في ذلك الأرمن استوطنوا تلك المنطقة على مدى قرنين من الزمن، وبمجرد هدوء العاصفة والقضاء على المغول بادر السكان لترميم الخراب وإعادة الإعمار، وفي غضون سنين قليلة استطاعوا أن يعيدوا بناء صناعتهم وتجاربهم وجميع أعمالهم من جديد.


تصادم القومية الكردية مع القوميات المجاورة:
لتقويم سياسة ما بعد الحرب نرى أنه بالرغم من توفر بعض الآمال التي ما لبثت أن تحطمت بسرعة، وما أعقبها من سلبيات جعلت وضع الأكراد أكثر تأرجحا، عندما كان الأكراد قبل عام 1914م يعيشون في دولتين فقط هما تركية وفارس، ساقنهم الظروف فتفرقوا في خمس دول مختلفة، تركية، إيران، العراق، وعدد لا بأس به في سورية، وقلة في أرمينية، هذا التقسيم الذي رفضه الأكراد لكردستان جعل الثورات المتكررة تقض مضجع بعض تلك الدول وتعكر صفوها.
هناك بعض الألعاب التي تكون خطرة. فمثلا: الصبي الذي يثير كلبه عندما يمنحه عظمة ثم يعود فيحرمه تلك العظمة باستمرار، حينئذ عليه ألا يلوم إلا نفسه إذا بادره ذلك الكلب بعضة أليمة، وهكذا في السياسة، لكي تنهر أبصار الآخرين وتغريهم بإمكانية إقامة عهد إستقلالي تام من ناحية أخرى. تبذل الوعود وتمني الأكراد بأنهم سوف يتمتعون بحقوقهم الطبيعيةـ باستعمال لغتهم الخاصة، لثقافتهم، لإقامة دولتهم الخاصة المحليةـ ثم سرعان ما تنكل وترفض منح تلك الحقوق وتسلبها، إذن فهي كارثة سياسية ونكبة إنسانية بديهي أن تؤدي إلى الإضطراب والزعزعة وعدم استقرار مستمر في منطقة الشرق الأوسط، إضافة لاضطراباتها الذاتية الكافية.
مثل هذه التصرفات المخزية بما تحمله من خطورة كبيرة بمضمونها بالنسبة إلى الأكراد، وبمنظور آخر نرى أن شعوبا أخرى أقل تقدما بكثير من الأكراد منحت مجانا الإستقلال والحكم الذاتي، ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، من هذا يتضح لنا بأن الأكراد عليهم أن يدركوا بقراراتهم مدى خديعتهم وما أصابهم من غدر في أعماقهم وعليهم أن يناضلوا من أجل التمسك بموقعهم تحت الشمس مثل الشعوب الأخرى.
دعونا نلخص الوضع كما يبدو لنا في الأقاليم الثالثة الرئيسية التي يقطنها الأكراد. تركية، إيران، العراق، في أرمينية حيث الأقلية الكردية قد حصلت على حقوقها الثقافية تماماـ ولا يكاد يوجد أي مشكلة لهذه الفئة البسيطة حيث يتبين بأنهم يتمتعون بالحقوق والامتيازات نفسها الثقافية والاجتماعية التي للأرمن، ويمكن القول بأن الوضع نفسه ينطبق على الأكراد في سورية من حيث المبدأ، إذا كانت الجالية الكردية لم تتمكن من إقامة مدارسها الخاصة بها فإنها تتمتع بالحقوق المدنية والسياسية نفسها التي لغيرهم من المواطنين تماما.

خاتمة

باستثناء "الدولة الفيديرالية الكردية" التي تمثل أمرا واقعا في شمال العراق منذ تشرين الأول/اكتوبر 1992، يبدو أن قدر الأكراد هو العيش في ظل حكومات تتنكر لحقوقهم الخاصة (لغتهم معترف بها رسميا في فرنسا وإيران وليس في تركيا حتى اليوم) كما تتنكر كذلك للحقوق الأساسية لسائر بقية مواطنيها. وبالرغم من وجود مقاطعة إدارية في إيران تحمل اسم كردستان فإنها لا تضم كل مناطق سكن الأكراد هناك.
إن مشاركة الأكراد في الحياة السياسية للبلدان ذات الحكومات المتسلطة أشبه بالتحدي الدائم ولا يمكن فصلها عن التوجه العام نحو الديمقراطية لهذه البلدان. ففي إيران هناك نواب أكراد يقدمون أنفسهم بهذه الصفة لكن السجون الإيرانية كما التركية والسورية تعج بالسجناء السياسيين من الأكراد. وبالرغم من كونها مفترقاً استراتيجياً ورغم مخزونها الزراعي والمنجمي الكبير، فإن اقتصاد المناطق الكردية يعاني من إهمال حكومات الدول ومن الصعوبات البيروقراطية والبوليسية وضعف الاستثمارات وحجم التهريب (النفط والأسلحة والسجائر والمخدرات والعمال غير الشرعيين) ودور الميليشيات.
ويتميز الأكراد بدينامية ديموغرافية متواصلة وقد أطلقت خطط للتنظيم الأسري من أجل مكافحة ما تسميه قيادة الأركان التركية "قنبلة موقوتة ديمغرافية". وتؤدي هذه الدينامية الى إعادة تحديد التوازنات المحلية والإقليمية كما بين السريان والأكراد في جنوب شرق تركيا. بيد أن نسبة وفيات الأطفال لا تزال مرتفعة. ان الأكراد هم اليوم شعب مبعثر و"متحرك" حيث الهجرات الموسمية التقليدية مستمرة فوق مساحات شاسعة في اتجاه المناطق الزراعية وورش العمل في المدن الكبرى. إضافة إلى أن النزوح من الريف يتزايد قسرا أو اختيارا نحو مدن كردستان وأكثر فأكثر إلى خارج كردستان في اتجاه اسطنبول ودمشق وطهران أو بغداد وحتى إلى خارج الشرق الأوسط.
وكبرت ظاهرة "أكراد المنفى" وتنوعت منذ الثمانينات. فإضافة إلى الهجرة الداخلية وحتى إلى بلدان الانتماء برزت منذ 1990 هجرة كثيفة نحو الخارج البعيد (هناك اليوم أكثر من مليون كردي في اوروبا، كما تدل ظاهرة "مراكب المهاجرين غير الشرعيين" على تنامي هذه الظاهرة). في تركيا والعراق تم تنظيم "العودة إلى القرى المهجورة" بعد نزيف الأعوام 1985 ـ 1995. لكن الشروط لا تتوافر من أجل نجاح إعادة استثمار المساحات الزراعية المتداعية. وهكذا يتحول الأكراد أكثر فأكثر إلى أهل مدن دائمين أو مؤقتين وباتت غالبيتهم تعيش خارج كردستان.

للمزيد:

1. توماس بوا؛ ترجمة: محمد تيسير ميرخان، تاريخ الأكراد، ط1، دار الفكر، دمشق، 2001.
2. حامد محمود عيسى علي: المشكلة الكردية في الشرق الأوسط منذ بدايتها حتى سنة 1991، د.ط، مكتبة مدبولي، مصر، 1992.
3. عايدة العلي سرى الدين: المسألة الكردية في ملف السياسة الدولية، د.ط، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1999.



#شيرين_الضاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة المرأة على مر العصور
- العنف في المجتمع العربي والفلسطيني
- الأمن القومي ومشروعيته في الإسلام


المزيد.....




- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...
- اعتقال عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين من جامعة كولومبيا الأمي ...
- استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - شيرين الضاني - المشكلة الكردية في الشرق الأوسط