أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راتب حمد - ومضات في ظلام النهار














المزيد.....

ومضات في ظلام النهار


راتب حمد

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 16:44
المحور: الادب والفن
    


ومضات في ظلام النهار
قراءة نقدية- راتب حمد
رواية "ظلام النهار" للكاتب جميل السلحوت عام 2010
ما إن انتهيت من قراءة رواية "ظلام النهار" للكاتب جميل السلحوت التي صدرت مؤخراً في أيلول 2010 حتى وجدتني أتناول قلمي لأخطّ وأرسم بعض الومضات، علّي أجد شيئاً من خلال الرواية، أي تخلفٍ هذا الذي نعيشه؟ أيّ بيئة هذه؟ أي تقدير للمرأة؟ أيّ جهل مطبق هذا الذي ظهر من خلال الرواية؟ فقد استطاع الكاتب أن يمرّ بنا في الماضي البعيد القريب، ويرسم صورة قاتمة حقيقية عن حياة أجدادنا مع الأسف وبزمن ليس ببعيد، علماً أن هناك حقائق ناصعة نستطيع أن نرفع بها رؤوسنا في تلك الفترة من الزمن، فقد كنا محط أنظار الكثير من الدول العربية المجاورة.

المرأة في الرواية
المرأة في الرواية في أسفل سافلين، لا رأي لها فهي دائماً مغلوبة على أمرها ولا تستطيع أن تناقش أو ترفض، وكأنها خلقت للطبخ والنفخ. اسمعوا لها ماذا تقول عن نفسها في الرواية:
"الله يسامح أبوك يومها ضربني ضرب حمار ما بيحمله" ص19.
"فقال وهو يلقي الحلس على جدتي: لا أنعم الله عليكن يا وجوه النحس" ص115.
وقالت:" تفضل يا أبو نايف.... فرد عليها: انصرفي لعن الله والديك" ص116.
بس أبوك كمان مش سهل فعنده المرة (يعني المرأة) والقندرة (أي الحذاء) واحد" ص119.

الجهل المطبق لا يصدّق
"وكانت تتهامس مع ابنتها بأنه من المؤكد قد ذبح الحمار كعادته، فحمل (الحلس) وعاد فهو دائماً يذبح الحمير... ويا ويل الحمار الذي يقع بين يديه... فإذا لم يفهم الحمار ما يدور في خلده، فإنه يستل (شبريته) التي يتمنطق بها دائماً، ويطعنه عدة طعنات في رقبته، وعندما يسقط الحمار على الأرض يذبحه من الوريد إلى الوريد كما يذبح الخروف... وبعدها يعود ليصب جام غضبه على زوجته وبناته.
أي جهل هذا الذي يريده من الحمار أن يخرج منه حتى يفهم ما يدور في خلده؟

الشعوذة
"ذهب أبو كامل بنفسه وأحضر الفتاحة أم خالد..." ص167.
"أبو كامل يبيض كف أم خالد بخمسة دنانير..."
"تسقي زينب ماء وتكتشف أن هناك سحراً قد وقع، وأن هذا العمل بحاجة إلى مندل، والتكلفة خمسون ديناراً تدفع مقدماً بالوقت الذي يكلف علاج زينب بالمستشفى دينارين".
والحل أذابوا الورقة باللبن وأعطوها لأم خالد كي تسقيها لزينب.


الطب العجيب
المرض الخبيث لا يشفيه إلا الدواء النجس... الحرذون طاهر مؤمن.... عجيب أنت وين عايشة... عندما بتشوفي حرذون راقبيه وشوفيه في أي جحر بدخل... ورايحة تلاقي الحجر مليان خرا- الله يعزك. ولنا في ذلك الكثير من العبر والضحايا الذين خسروا الكثير نتيجة لهذا الطب العجيب الغريب.

القضاء العشائري
"فرد الحاج حامد: أبو كامل شارك في الطوشة (عراك عنيف) وضرب شفته بعينيّ اللي راح الدود يوكلهن بكرة والضارب بينضرب يا جماعة، ولكن إلكم مني يمين إني ما قلت هذا أما أي شخص من الطرف الآخر.....
شو صار بالعشا يا ولد....؟
وكأني مازلت أرى القضاء العشائري لليوم: إحنا حمامة سلام، إحنا بدنا نوقف دم... واليوم عبد الباري بتنازل للحاج حامد، وبكرة دور الحاج حامد وإصلاح ذات البين ماشي ولا أحلى والدليل "والله إذا قلنا اللي بيرضي الله ورسوله لازم نوخذ العطوة من السلاونة لأن الإصابات فيهم أكثر، غير إنه الخطأ من البداية منكم.... ولكن إلنا عندكم رجا، عند الصلحة لا تتجبروا فينا...
أي عادات وقضاء ساد عصراً جاهلاً مظلماً في بلادنا؟ أيّ عرف عشائري هذا يسود أكثر من القانون ويلغي شرع الله؟....

نقد الرواية
تناسى أو نسي الكاتب دور الاستعمار البريطاني في انتشار الجهل في بلادنا، وكأني به يريد أن يمجد الإنجليز ويظهرهم أكثر عطفاً منا، فهذخ مس كينيون مع التعامل مع خليل ثم سفره إلى لندن والتي يظهر فيها الإنجليز أيضاً أكثر كرماً وعطفاً علينا من أنفسنا، فعودة خليل من رحلته من عاصمة الضباب بيد اصطناعية تعمل بشكل جيد ومبلغ خمسة آلاف وخمسمائة جنيه إسترليني(حوالي ستة آلاف دينار أردني) أظهرت الإنجليز أكثر عطفاً وأكرم من حاتم.
القصة بلغة شعبية محكية مبالغ بها وليست عربية فصيحة، وإن كانت اللغة أو اللهجة الشعبية مطلوبة في بعض الأوقات على لسان كبار السن.

الأخطاء اللغوية والأخطاء المطبعية موجودة ولكن هناك ملاحظة على جملة "إن شاء الله". أرى أن تكتب برسمها الصحيح دائماً بأي شكل ثم ينطق بها (ونشا الله ص132، و إنشا الله ص132).
ورغم ذلك فالكاتب أوجد باب الأمل مفتوحاً لصورة الرجل العجوز ذي الملابس البيضاء يدعوه بصوت حنون أن يخلع الجبيرة (الطب الغريب) لينطلق من شباك الصياد الماكر إلى الحرية رافضاً كل ما يتعلق بالتخلف الذي نعيشه.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة الساقطة القصصية
- محطات على رواية النزوح نحو القمر


المزيد.....




- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راتب حمد - ومضات في ظلام النهار