أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رضا الظاهر - تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء














المزيد.....

تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 14:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما جرى إقراره في المؤتمر الوطني المؤقت من مشاركة واعدة للنساء في المجلس المنبثق هو جولة أخرى في الصراع السياسي والاجتماعي الذي ينبغي أن تخوضه النساء متوحدات بعيداً عن الآيديولوجيا، وساعيات الى إثبات جدارتهن وتعزيز مكانتهن وتقديمهن المثال على الاسهام الناضج والفعال في مختلف القضايا التي تواجه البلاد في الظرف الراهن العصيب. ولابد أن يشارك في خوض هذا الصراع أولئك المدافعون عن حقوق شقائق الرجال، المتضامنون معهن والمتنورون المؤمنون بأن قضية تحرير المرأة، التي تشكل أساساً للديمقراطية وتحرير المجتمع، هي من أخطر وأعقد القضايا الاجتماعية.

ولسنا، هنا، بحاجة الى استعراض تفصيلي لمعاناة النساء بطريقة البكاء على الأطلال أو تعداد المناقب والمآثر بقدر حاجتنا الى تشخيص حقائق وإضاءة آفاق. فقضية النساء هي القضية الأكثر مدعاة للجدل، والأزمة التي تتجلى مظاهرها على نحو أكثر إثارة للاشكالية، والهدف الذي لابد أن يتشرف المناضلون بالاسهام في تحقيقه.

واذا كانت الواقعية تتطلب منا عدم إغفال خصوصيات مجتمعنا، فان هذه الواقعية ذاتها تستدعي عدم التساهل في وضع الحقائق المتعلقة بحقوق الانسان موضع التطبيق، أي عدم السماح باستغلال البعض لهذه "الواقعية" وتحويلها الى ذريعة لتبرير تقييد الحقوق والحريات تحت ذرائع وستر مختلفة، وهي حريات وحقوق أساسية ضمنها الميثاق العالمي لحقوق الانسان وأقرتها الاتفاقات الدولية.

ان أي "اجتهاد" ينبغي، اذا ما أريد له أن يكون انسانياً ومنصفاً ومقنعاً، أن يكون لصالح من يعانون من الظلم والاضطهاد والحرمان. ولا يستطيع الا العميان والمغرضون أن ينكروا أن النساء هن الأكثر معاناة من الظلم والاضطهاد والحرمان، والا فانه لن يبقى أي معنى لهذا الاجتهاد، بل انه سيتحول الى ذريعة تكشف عن جوهر الموقف المتخلف والظلامي من نصف المجتمع.

كما أنه من غير المبرر أن "يجتهد" البعض قائلين ان هناك من الحاجات الاجتماعية "الآنية" ما هو أهم بما لا يقاس من حريات وحقوق النساء. ويضع الواقع المتخلف بيد قوى المجتمع المحافظة أسلحة "واقعية" تقاتل من أجل الماء والكهرباء الأهم من حقوق النساء، متناسية أن في هذا كثيراً من الابتذال والتسطيح لقضية اجتماعية كبرى. والحق أن هذا المنطق "الأعرج" لن يخرج عن دائرة مقارنات مغلوطة ومقصودة، وهي مقارنات ليست جديدة على أية حال، لكنها تستحق الفضح في أقل تقدير.

وهناك، من ناحية أخرى، مبدأ التحيز عبر اقحام تفسيرات الفكر البطرياركي على الفقه "الاسلامي"، وهو ما يتجلى في المطالبة بتغيير قانون الأحوال الشخصية بالطريقة التي تسلبه تلك الحقوق الموجودة فيه لصالح النساء، في وقت ينبغي أن يحدث فيه العكس، أي تعديل القانون بالاتجاه الذي يمنح النساء مزيداً من الحقوق المشروعة، وهو ما يتوافق مع الديمقراطية التي تجمع القوى السياسية على القول بأنها تسعى الى تحقيقها.

أما أولئك الارهابيون والظلاميون، من المتفننين في عمليات النحر السادية للأبرياء، والدجالين الذين يحاولون استغلال "اسلامهم" لادامة تدني مكانة النساء وتأبيد تبعيتهن، والذين تنتهي فتاواهم و"جهادهم"، من بين مظاهر ظلامية بشعة، الى فرض البراقع وحبس النساء في البيوت وحرمانهن من العمل والتعليم ومنع الموسيقى، فهم مشوِّهون للحقائق، عبر تفسير مقصود وتعسفي للنصوص، وسعي من جانب بعض "الفقهاء" الى استمرار الراهن الذي فيه استمرار لمصالحهم الشخصية الضيقة.

* * *

أليس حريّاً بمن يريدون أن يعيدونا الى عصر وأد النساء أن يعرفوا بأن رجلاً كان جالساً مع الرسول الكريم فجاء ابن له، فأخذه فقبّله وأجلسه في حجره، ثم جاءت ابنة له فأخذها فأجلسها الى جنبه. فقال رسول الله: هلاّ عدلت بينهما ؟ (أخرجه ابن عساكر عن أنس بن مالك) ..

أليس حرياً بأولئك الذين يريدون إبقاء النساء بين الجدران أن يعلموا أن الامام علي بن أبي طالب هو الذي استخدم المحرضات في صفين لتأجيج حميّة مقاتليه، وكان فيهن من يتفوق على رجاله في شدة الصوت وبلاغة الخطاب ؟

أليس حرياً بمن يعتبرون النساء ناقصات عقل ودين أن ينظروا الى تلك اللوحة التي رسمها يحيى الواسطي من القرن السابع والتي تصور امرأة تلقي دروساً على الرجال وهي مكشوفة الوجه ؟

أليس حرياً بهم أن يفهموا أن التأنيث والتذكير متعادلان في اللغات السامية، حيث يقول الباحث العراقي القدير الراحل هادي العلوي اننا نجد العربية، وهي أكمل وأحدث اللغات السامية، تؤنث الكثير من مظاهر الطبيعة والمجتمع الكبرى كالشمس والسماء والأرض والحرب والسلم والقبيلة والدولة والحكومة والسوق... وتؤنث جموع التكسير كلها، واليه يشير القول المشهور لأحد النحاة:


لا أبالي بجمعكم كلُّ جمعٍ مؤنث


وأخيرا أليس حرياً بهم أن يتعظوا بدروس وعبر التاريخ القديم والحديث حيث نساء العراق من شاعرات سومر وبطلات كربلاء مروراً بأولئك المكافحات اللواتي هزجن متحديات الاحتلال في ثورة العشرين ووصولا الى من أسقطن القرار البغيض 137، يقدمن المثال الجدير بالاجلال والموقف الذي يستحق الفهم المتحضر والتعاطف العميق.

هؤلاء اللواتي كتبن صفحات ناصعة في تاريخ بلادنا ويتحملن، اليوم، أعباء حاضرها المليء بالمحن والصعاب، يراد لهن أن يبقين نائحات، ومظلومات، ومحرومات، ويائسات، وخائفات من مستقبل مجهول..

ويراد لهن أن يبقين الصامتات عن حقوق لهن أقرتها السماء قبل الأرض، والخانعات لمصير "مكتوب"، والمهمشات الخاسرات في كل حين..

هؤلاء سترتفع أصوات احتجاجهن مرة أخرى وأعلى، وستصدح أغانيهن مرة أخرى وأعذب، وستضيء عقولهن النيرة مرة أخرى وأكثر اشراقاً، وستخفق قلوبهن مرة أخرى وأكثر لهفة على غد عراق يرفعن فيه، مع أشقائهن، رايات تخفق من أجل وطن للحرية والعدالة والمحبة والمساواة..
طريق الشعب



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...
- لماذا تسافر ملكة جمال لبنان إلى المكسيك في أوج الحرب؟


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رضا الظاهر - تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء