لماذا يا وزير الثقافة !!؟

خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 953 - 2004 / 9 / 11 - 10:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

المتتبع لحال النشاطات الثقافية في سورية يجد انها اقل من القليل وخصوصا تلك التي تستقطب مشاركين من خارج سورية ويعود ذلك لاسباب عديدة اهمها عدم وجود جهة رسمية تتبنى او تدعم هذه النشاطات .
و رغم هذا تقام عدة نشاطات بمبادرات فردية , منها نشاطين مميزين يقامان في حلب .
الاول هو اللقاء الدولي للتصوير الضوئي الذي بدأ عام 97 بمبادرة من صالة الجسر وشارك في المهرجان الاول 5 فنانين اجانب اضافة الى المشاركة المحلية وتطور هذا المهرجان ليصل عدد المشاركين في دورته السابعة في العام الفائت الى 65 فنان وفنانة من 23 دولة اجنبية اضافة للمشاركة المحلية.
وفي الدورة الثامنة المقررة هذا العام في 24/9 تم دعوة سبعين فنان من ثلاثين دولة

والنشاط الثاني هو مهرجان فنانات من العالم (وومن ارت ) وقد بدأ في عام 99 بمشاركة 20 فنانة من عشر دول ووصل عدد المشاركات في دورته الماضية (الخامسة )الى 44 فنانة من 19 دولة اجنبية
وقد تم دعوة 32 فنانة من 19 دولة للمشاركة في المهرجان السادس المقررة هذا العام في 30/9
واستقطب المهرجان الاول لدى افتتاحه في العام الماضي حوالي الف شخص وحوالي عشرة الاف زائر خلال فترة اقامته التي تستمر 15 يوما وكذلك الحال في مهرجان فنانات من العالم وان كان بدرجة اقل
وقد حقق هذين المهرجانين سمعة عالمية طيبة مما حدا بمؤسسات ثقافية دولية لتمويلهما وكذلك المشاركة في تنظيمهما
وغني عن القول ان هذين المهرجانين يحققان مكاسب عديدة للبلد المستضيف(سوريا طبعا وليس بوركينا فاسو ) ليس اقلها اقامة حشد من الفنانات والفنانين فترة لاباس بها في بلادنا ليعودوا الى بلدانهم بصورة حقيقية عن وضع المنطقة وسوريا تحديدا ويشكل هذا مكسبا مهما ( الا اذا كانت حقيقة بلدنا تزعجنا ) وكثيرا منهم كتب عن مشاهداته وانطباعاته بعد عودته لبلده واغلبها كان ايجابيا . ( هذا اذا استثنينا اهمية الجانب السياحي والتسويقي الذي يعطي وزارة السياحة درسا في : كيف تستقطب سائحا )

ويتوقع أي قارئ لسيرة المهرجانين انهما يحظيان برعاية ودعم الجهات الرسمية
الا ان ليس كل ماهو متوقع حادث لا محالة !!
فقد عانى المهرجانين من تجاهل اعلامي رسمي منذ انطلاقتهما الى الان ولم يحظيا بتغطية ما من وسائل اعلامنا المحلية رغم التغطية الخارجية التي يحظيان بهما وكان اخرها مقال موسع وطويل في صحيفة لوس انجلوس تايمز
ولم تكتف الجهات المعنية بهذا التجاهل بل تطور الامر الى مضايقات بدات طفيفة تمثلت بتأخر الموافقات وتطورت الى الغاء حجز الصالة الحكومية قبل افتتاح المهرجان بساعات في اللقاء الدولي السابق (صالة شركة الكهرباء بحلب )
الى ان تطور الامر الى توجيه القيادة القطرية كتابا الى فرع حلب للحزب بمنع مدير صالة الجسر ( منظِمة المهرجانين ) من اقامة أي نشاط دون موافقة مسبقة من فرع الحزب
وانتهى الامر بتوجيه كتاب من وزارة الثقافة ممهورا بتوقيع الوزير الى مدير صالة الجسر يبلغه عدم موافقته على اقامة اللقاء الدولي الثامن للتصوير الضوئي وكذلك (لم ينسه ايضا !! ) مهرجان فنانات من العالم السادس , وقد علل السيد الوزير قراره " بسبب مخالفاتكم السابقة وعدم التزامكم الاصول المرعية " ويأتي هذا التعليل ليشير الى سلوك سابق لوزارة الثقافة تمثل بالغاء مشاركتها في تمويل اللقاء الدولي للتصوير الفوتغرافي : تواصل , والذي كان مقررا ان تنظمه صالة الجسر في مكتبة الاسد في 18/8 بالتعاون معها ( أي الوزارة ) ومشاركة عدة مراكز ثقافية وسفارت اجنبية (وقد كانت مساهمتها تقتصر على تمويل الملصقات وقص السيد الوزير لشريط افتتاح المهرجان لا اكثر ) مما حدا بمنظم المهرجان الى الغائه ونقله الى لبنان
لذا فقد قرر وزير الثقافة معاقبة صالة الجسر ومديرها على (فعلته ) وعصيان اوامره " المبطنة " التي تتمثل بان على مدير المهرجان ومنظمه ان يدبر رأسه!!
وكان رد منظم المهرجان حينها أنه كان يمكن ان يدبر رأسه لو ان الوزارة أبلغته بانسحابها قبل وقت كاف لتدبيره (أي رأسه ) فما كان منه الا ان نقله الى لبنان برعاية وتمويل سخي من احد المؤسسات الثقافية اللبنانية وبقيت المشاركة الاجنبية على حالها

ولم يكتف السيد وزير الثقافة بهذا , بل وجه كتبا الى بعض المراكز الثقافية الاجنبية يطلب منها عدم التعامل مع صالة الجسر ومديرها في أي نشاط أي !!! ان السيد الوزير قرر نشر غسيلنا على شرفات المراكز الثقافية الأجنبية دون توضيح الأسباب و أبلغت بعض هذه المراكز شفهيا فحوى الكتاب إلى مدير صالة الجسر

ان أي عاقل لابد له ان يرى ان سياق الامور يعاني من نقطة غامضة تحتاج الى توضيح تشرح لنا سبب عرقلة الجهات " المسؤولة " لهذين النشاطين مما يجعلنا نخمن ان الوزارة مثلا رأت ان تنظيم مهرجانين بهذا الحجم بدءا بمبادرة فردية يكشف عجز وزارة الثقافة ولا احد يريد ان يكشف عجزه على الملأ !!
الا ان عيسى توما مدير صالة الجسر يوضح أسباب أخرى اذ يقول :
اني اتعرض لضغوط ومشاكل بسبب " مسؤولين " يقدمون خدمات شخصية لأصدقائهم غير المسؤولين الذين يعادون المهرجانين علما ان هذين النشاطين لا يتمان في أي دولة من دول الشرق الأوسط ولم تستطع مؤسسات عربية تدعمها جهات حكومية ان تقيم نشاطا بحجم اقل من مهرجانينا
وبالتأكيد هو لا يقصد وزارة ثقافتنا لأنها لم تسع لتنظيم شيء لاكبير ولاصغير ولم تترك الاخرين ان يقوموا بدورها الذي عجزت عن القيام به ربما لان السيد وزير الثقافة لايؤمن بمقولة دعه يعمل دعه يمر !!

#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات