أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - معتمد علي - منحنى عز الرجال














المزيد.....

منحنى عز الرجال


معتمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 16:21
المحور: كتابات ساخرة
    


أصبحت كلمة "كرش" مزعجه على مسامعه ورؤيته امام المرآه حقيقة مرة, اين ذهبت ايام النحافة ؟ لم يتبق منها غير ملابسه التي اصبحت من الممنوعات, ولو حاول ارتدءاها برزت كتل اللحم وكادت أزرار القميص ان تطير في الهواء , من يصدق ان شاب عشريني العمر يصبح تسعيني الوزن, هون عليه الامر انه وجد معظم اقرانه يقعون في ذات الفخ فأسرع بالانضمام لجروب على الفيس بوك اسمه "يارب نحافة..واللعنة على الكنافة" .
بدأ في اتباع نصائح الاصدقاء السمان بعدم الجلوس بالمقعد الخلفي في الميكروباصات, وتهيئة الذات بالفخر بذلك "الكرش" على اساس ان "التخن صنعة", ذهب الى عدة اطباء تخسيس اتفق معظمهم على ان قراءة الصحف القومية صباحاً وركوب الاتوبيس ظهراً ومتابعة التوك شو مساءاً افضل علاج لسد الشهية .
العجيب انه لجأ لكل الحيل عدا الرياضة فظن ان عقلة "تخن" هو الاخر , ونزل الساحة الشعبية ليتدحرج "كرشه" مع الكرة ويسمع مالا يحمد عقباه مما جعله ينزوي عن اصدقاء الماضي لأن الحديث عن كرشه تعدى الحديث عنه شخصياً, فدبت الغيرة في قلبه من كرشه, واعلن الحرب واخذ نفساً عميقاً باحثاً عن اقرب جيم رياضي.
امام كابتن الصالة الرياضية دمعت عيناه حين اكتشف انه زميل ابتدائية طالما سخر من بدانته والأن انقلبت الآية, غلبه كبرياؤه وقرر الرحيل من الصالة فوراً.. قرر ان يحب "كرشه" مؤقتاً حتى يجد مكاناً لايعرفه فيه احد من الماضي ليتريض كما يشاء.
ناداه كابتن الصالة متهكماً : اين تذهب بكرشك ياهذا؟
اجابه باسماً: لاتقل كرشاً بل قل .. منحنى عز الرجال
أستيقظ اليوم التالي صافي الذهن مبتسماً مطيعاً لعصافير بطنه فألتهم في وجبة الافطار كل المتاح امامه بيض مقلي ومكرونة وصينية بطاطس كانا في الثلاجة مع نصف لتر مانجو مركز, الشاهد الوحيد على تلك المذبحة الفجعاوية قطة بريئة نظر اليها مبتسماً فهربت مرعوبة ظناً منها انه سيأكلها هي الاخرى, ومع استمراره في تصديق وهم الجملة السحرية التي نطقها ارتجالاً - منحنى عز الرجال- نسي مساوئ البدانه واصبح لديه كرشاً امامياً وكرشيان في الخلف ليحصل بجدارة على لقب "فلافيلو", ومع مرور الوقت نسي المحيطين به اسمه الحقيقي كلما ازداد تضخماً .
الشحوم والدهون بدلت نظرته للمرأة فبعدما كان يبحث عن فراشة رشيقة يحملها بين ذراعيه ليعيش حلم الزواج الوردي اتجه للبحث عن طباخة تملئ فراغ معدته لأنه موقن ان الفراشات للغزلان وهو ياحسرتاه لوحده عشرة غزلان في بنطال واحد, ولكن تشاء الاقدار ان يرتبط بفراشة حقيقة حسده عليها القاصي والداني لم يكن يعكر صفو حبهما غير وزنه الزائد دوماً وخيرته بين معدته وقلبه وبعد فترة تفكير عاوده الحلم القديم ووقف امام صورة نحولته القديمة متمنياً الخلاص.
شاهد تمرينات احمد زكي في فيلم النمر الاسود والسقا في تيتو فقرر ان يكون ثالثهم, خرج باكراً مرتدياً الزي الرياضي واضعاً السماعات على اذنيه التي ملاءها بكل الاغنيات الحماسية المناسبة والغير مناسبة, اغمض عينه واستحضر هيئته الرشيقة وبدأ في الجري بكل مايملك من قوة .
فتح عينيه مع اول خطوة ليصطدم كرشه برجل ظهر فجأة من احدى الشوارع الجانببية, اغمي على الرجل من قوة الحادثة التي كانت بمثابة عناق بين "اتوبيس" و"توك توك" , وقبل ان يحاول اغاثته صوبت نحوه المسدسات وظهرت رُتب شرطة وبودي جاردات وانقلبت الدنيا على المسكين الذي شعر ان محاولته في التخلص من وزنه ستكلفه حياته .
بعد ساعات كل شئ اختلف واصبح بطلاً قومياً !! لإيقافه - عن غير قصد- ارهابي دولي اثناء محاولته الفرار بعد محاولة اغتيال فاشلة لمسؤول كبير في الدولة, شعر بالزهو وبدأت وسائل الاعلام تضخم دوره قيل ان نجم الجيل سيغني له اغنية خصيصاً, واحد المنتجين بدأ يفاوضه لشراء قصة حياته في فيلم بعنوان" الكرش المفترس" , ارادت الدولة تكريمه فأهدته في احتفالية كبيرة بوفيه مفتوح ونيشان على صدره لكنه نزعه امام الجميع, والتقطته عدسات المصورين مبتسماً مزهواً وهو ينقل النيشان من صدره الى كرشه.



#معتمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - معتمد علي - منحنى عز الرجال