أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي حسين - الرؤية الامريكية للتوازنات الاستراتيجية في اسيا الوسطى















المزيد.....

الرؤية الامريكية للتوازنات الاستراتيجية في اسيا الوسطى


حيدر علي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غداة استقلال دول آسيا الوسطىعن الاتحاد السوفيتي تبلورت لدى الولايات المتحدة رؤية استراتيجية للتوازنات في هذه المنطقة، استندت على معطيات الواقع المشحون بالتداخل الاثني والصراع الجغرافي وتاثيرات الاهمية الجيو ستراتيجية التي تمثلها المنطقة بالنسبة للسياسات الدولية المتنافسة والسياسة الامريكية بخاصة والهادفة الى بناء نظام دولي جديد. فكانت الرؤية الامريكية باتجاه ضرورة الحملة الدبلوماسية في محاولة لاقناع دول المنطقة باهمية الدور المستقبلي للولايات المتحدة في رسم معالم التحالفات اللازمة لاقامة شراكات استراتيجية في مرحلة مهمة من مراحل تكون النظام الدولي والتي تشهد بروز قوة دولية تمتلك امكانيات التاثير في توجهات دول المنطقة وبعيدا عن الانجرار وراء السياسة الروسية وباقي القوى الفاعلة في المنطقة. وكانت الرؤية الاولية تذهب باتجاه خلق بيئة ملائمة تمهد لفتح حقول المنطقة النفطية أمام استثمارات الشركات النفطية الغربية والأميركية منها خاصة ويمكن تفسير اهتمام واشنطن بإعادة هيكلة وتأهيل القطاع النفطي لآسيا الوسطى وبحر قزوين بأن هذه الاحتياطيات تأتي من خارج الإطار التقليدي لمنظمة الأوبك مما يوفر امكانية الاستفادة من نفط هذه المنطقة لمواجهة التحديات المستقبلية للطاقة .
لذا تكون تصور في الذهنية الامريكية يقتضي إخراج الدول المنتجة للنفط من دائرة النفوذ الروسي ومحاولة احتواء التحركات الصينية التي تستهدف زيادة نفوذها ووجودها في هذه المنطقة
وتندرج الرؤية الامريكية في هذا الشان في اطار مساعي الولايات المتحدة لبناء نسيج من التحالفات التي توفر لها الاستغلال الامثل للطاقة التي تستحوذ عليها هذه المنطقة وضمان تدفق إمدادات الطاقة الى الأسواق العالمية دون أي تأثير وبانسيابية عالية مما يوفر للولايات المتحدة امكانية التحكم والمناورة في موضوع الطاقة المستقبلية

كما تعد هذه الرؤية مزيجا من الادراك الامريكي لاهمية صياغة التوازنات الاستراتيجية بكل ابعادها في هذه المنطقة بالصورة التي تمهد لان تكون فيها هذه المنطقة جزءا من تفاعلات المرحلة المقبلة التي ستشهد بناء النظام الدولي ،الى جانب كونها اعترافا من قبل الولايات المتحدة لمنافسيها في آسيا الوسطى باعتبارات وهواجس الأمن الشرعية ولكنها ترفض في الآن نفسه الاعتراف بمجالات ومناطق النفوذ.
اما المرحلة الاخرى من التوجه الامريكي صوب اسيا الوسطى بالاستناد الى رؤية التوازنات التي ارتسمت في ذهنية صانع القرار الامريكي فتبرز من خلال اعتبار هذه المنطقة بمثابة منشاءات وقواعد مؤقتة، حيث تمثل أساسا للوجود العسكري الأميركي الدائم بوسط آسيا لتعمل وسط قواعد عسكرية أجنبية عديدة في آسيا الوسطى. فهذه الأخيرة باتت بحكم قربها الجغرافي من أفغانستان منطقة لا يمكن الاستغناء عن خدماتها.
وتمتلك الولايات المتحدة تصورا واقعيا متكاملا للانتشار واعادة توزيع القوات في العالم ومن ضمن المناطق الاحيوية هي اعادة الانتشار في اسيا الوسطى كجزء من رؤية متكاملة لاعادة صياغة التوازنات العسكرية فيها ، حيث تحاكي الرؤية الامريكية في اعادة الانتشار الاحتياجات الجيوإستراتيجية الأميركية التي بدأت تأخذ شكل البحث عن قواعد صغيرة وعملياتية بدلا من القواعد الكبيرة والدائمة كما كانت عليه إبان الحرب الباردة
ففي عملية ملء الفراغ في المناطق التي كانت خاضعة للهيمنة الروسية، وجدت الولايات المتحدة بحاجة إلى إسناد لوجيستي جديد، وتسهيلات وقواعد أخف وأكثر ملاءمة للتحديات الأمنية الجديدة، ومصممة للتناسب مع التكتيكات والتكنولوجيا العسكرية الحديثة التي روج لها العديد من المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد الذي أوصى بضرورة بناء هذه القواعد في مناطق جغرافية إستراتيجية وحيث يكون لواشنطن أنظمة وأصدقاء، ونخب سياسية يمكن الاعتماد عليها عند الضرورة. وتسعى الولايات المتحدة في هذا الشان الى
1- ضمان الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى.
2- مقاومة الإرهاب والانفصال والتطرف الديني.
3- توسيع التعاون الاقتصادي
4- العمل على تعزيز دور الأمم المتحدة باعتبارها الآلية الرئيسية لدعم السلام والأمن الدوليين.
5- بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي جديد عادل وعقلاني.
وكما اسلفنا فان الولايات المتحدة امتلكت رؤية متكاملة لاستراتيجيتها في الانتشار والهيمنة واعادة صياغة التوازنات الاستراتيجية بكل ابعادها في منطقة اسيا الوسطى حيث اعتمدت الولايات المتحدة في تحديد رؤيتها للتوازنات الإستراتيجية في أسيا الوسطى على تشخيص نقاط ارتكاز جيواستراتيجية من الدول التي تعد مهمة بحكم ‏موقعها‏ ‏الجغرافي‏ ‏أو‏ ‏بحكم‏ ‏مواردها‏ ‏الطبيعية والمقومات الجيوإستراتيجية ‏. ‏ومفهوم‏ ‏الدولة‏ ‏الركيزة‏، ‏هو‏ ‏في‏ ‏غاية‏ ‏الأهمية‏ ‏في‏ ‏الإستراتيجية‏ ‏العالمية ‏، ‏إذ‏ ‏إن‏ ‏بناء‏ ‏القوة‏ ‏الإقليمية‏ ‏أو‏ ‏الدولية‏ ‏لا‏ ‏يتم‏ ‏عادة‏ ‏إلا‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏قيام‏ ‏لاعب‏ ‏استراتيجي‏ ‏بالتأثير في‏ ‏عدة‏ ‏دول‏ ‏ركائز‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏بالنسبة‏ ‏لبناء‏ ‏الاتحاد‏ ‏الأوروبي‏, ‏وكما‏ ‏حدث‏ ‏بشكل‏ ‏جلي‏ ‏بالنسبة‏ ‏للاتحاد‏ ‏السوفيتي‏.‏ وبالتالي فان الرؤية الجيوستراتيجية للتوازنات الجديدة في أسيا الوسطى،أصبحت تقوم على إعاقة ‏عملية‏ ‏بناء‏ ‏قوة‏ ‏روسيا‏ ‏كلاعب‏ ‏استراتيجي‏ ‏مؤثر‏ ‏في‏ ‏سياسات المنطقة لذا فان‏ ‏على ‏الولايات‏ ‏المتحدة‏ ‏أن‏ ‏تعمل‏ ‏بكل‏ ‏قوة‏ ‏على‏ ‏حرمان‏ ‏روسيا‏ ‏من ‏ ‏دول‏ ‏ركائز‏ ‏هي ‏:‏ ‏أوزبكستان ‏و ‏أذربيجان فأوزبكستان‏ ‏دولة‏ ‏بالغة‏ ‏الأهمية‏ ‏في‏ ‏آسيا‏ ‏الوسطي‏, ‏فهي‏ ‏الأكبر‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏التعداد‏ ‏السكاني‏، ‏وهي‏ ‏بمثابة‏ ‏مركز‏ ‏الدائرة‏ ‏في‏ ‏آسيا‏ ‏الوسطي‏ ‏ودولة‏ ‏غنية‏ ‏بإمكانياتها‏ ‏الهيدروليكية‏ ‏والزراعية‏. ‏أما‏ ‏أذربيجان ، ‏فهي‏ ‏تطل‏ ‏على‏ ‏بحر‏ ‏قزوين‏، ‏وهي‏ ‏دولة‏ ‏جوار‏ ‏لروسيا‏ ‏التي‏ ‏تطل‏ ‏كذلك‏ ‏على‏ ‏البحر‏الأسود‏, ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏فإن‏ ‏النفوذ السياسي الأمريكي‏ ‏في أذربيجان‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏حقيقته‏ اقتراب و ‏وجود‏ ‏علي‏ ‏البحر‏ ‏الأسود‏ ‏الذي‏ ‏يمثل‏ ‏منفذ‏ ‏روسيا‏ ‏إلي‏ ‏البحر‏ ‏المتوسط‏, ‏وكذلك‏ ‏وجود‏ ‏علي‏ ‏بحر‏ ‏قزوين‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏مستودع‏ ‏ البترول‏ ‏في‏ ‏آسيا‏ ‏الوسطى‏. ان الهدف السياسي الأمريكي هو إيجاد توازن في علاقات هذه الدول مع روسيا، حيث تسعى السياسة الأمريكية جاهدة الى الولوج وبسرعة الى هذه المنطقة الحيوية بهدف التأثير في قرارات وتوجهات دولها بالصيغة التي تخدم مصالحها الى جانب هدف استراتيجي يتمثل في تطويق ‏البحرين‏ ‏الأسود‏ ‏قزوين والنفوذ الى عمق أسيا الوسطى، وتحديدا في اوزبكستان وإدخالها في دائرة النفوذ السياسي الأمريكي ومنعها من العودة الى الفلك الروسي...



#حيدر_علي_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي حسين - الرؤية الامريكية للتوازنات الاستراتيجية في اسيا الوسطى