انتقاد في العالم على نشر عطاءات بناء في شمالي القدس..

من نير حسون

الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 15:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

هآرتس – 17/10/2010: انتقاد في العالم على قرار اسرائيل إقرار بناء 240 وحدة سكن في حيي راموت وبسغات زئيف، خلف الخط الاخضر في شمالي القدس. فقد قال الناطق بلسان الخارجية الامريكية فيليب كارولي ان "القرار يقف على نقيض تام مع جهودنا لاستئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين".
انتقاد مشابه انطلق ايضا من جانب دول اخرى بما فيها فرنسا، اسبانيا، روسيا، مصر والاردن. وهاجم مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية بشدة القرار وقالوا ان "حكومة نتنياهو مصممة على احباط كل فرصة لاستئناف المفاوضات المباشرة". وقال رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ان "هذه ضربة ساحقة لمساعي الولايات المتحدة لمنع انهيار المسيرة السلمية".
وفي بيان نشرته وزارة الاسكان يوم الخميس تضمن عطائين للبناء في حيين خلف الخط الاخضر في شمالي القدس. 158 وحدة سكن ستبنى حسب العطاء في حي راموت و 80 وحدة اخرى ستبنى في حي بسغات زئيف.
وردا على الانتقاد في العالم، قال لـ "هآرتس" وزير البناء والاسكان ارئيل اتياس من شاس ان "كل الحكومات بنت في القدس بما فيها الحكومة السابقة. في الاحياء اليهودية خلف الخط الاخضر في القدس يسكن 250 الف يهودي – مثل كل المستوطنات معا. لا يمكن للقدس أن تتطور اذا لم تبني هناك".
الاستيطان الاسرائيلي والتجميد العملي في القدس يؤديان حسب اتياس ان يتعاطى الفلسطينيون مع المدينة كمستوطنة بكل معنى الكلمة: "محظور علينا أن نعود الفلسطينيين على أن القدس هي جزء من المباحثات. للطرفين مصلحة في المسيرة السلمية، عندما اراد الفلسطينيون ادارة مسيرة لم يبحثوا عن المحاذير لماذا لا. اما الان عندما لا يريدون ادارة مسيرة فانهم يتعلقون بقشة. اذا كانوا يريدون العودة الى المفاوضات، فان وحدات السكن هذه في القدس لن تمنعهم من ذلك".
في مكتب رئيس الوزراء اوضحوا بان الامريكيين تلقوا بلاغا مسبقا عن النية لنشر العطاءات: "لقد سبق أن قيل في الماضي انه لا تجميد للبناء في القدس. في اطار العلاقات مع الولايات المتحدة، تلقوا بلاغا مسبقا عن النية لنشر العطاءات". بل ان وزيرا كبيرا في الحكومة قال ان الامريكيين نسقوا مع اسرائيل صيغة رد الفعل الشديدة التي نشروها.
وأكد الناطق بلسان الخارجية الامريكية بان الادارة وضعت في صورة الموضوع قبل النشر. وشرح كارولي يقول: "قلنا لهم ردا على ذلك ما اقوله لكم الان في أن هذا يقف على نقيض تام مع مساعينا". واضاف بان "حكومة اسرائيل على علم جيد بموقفنا. نحن سنواصل محاولة خلق الظروف المناسبة لاعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات".
وهذه هي المرة الاولى منذ زيارة نائب رئيس الولايات المتحدة جو بادين الى القدس في شهر اذار – حين اندلعت مواجهة بين اسرائيل وواشنطن حول نشر عطاء للبناء في حي رمات شلومو – تنشر وزارة الاسكان عطاءات للبناء خلف الخط الاخضر في القدس. في اعقاب تلك المواجهة، طلب مكتب رئيس الوزراء من لجنة التخطيط والبناء اطلاعها على كل خطة تطرح للاقرار، والخطط التي تعتبر "ذات قدرة كامنة على اثارة الازمات" ازيلت عن جدول الاعمال.
في الاشهر الاخيرة بذلت عدة محاولات للعودة للبناء كالمعتاد في الاحياء المختلفة في المدينة. ولم تبعث هذه الخطط احتجاجات من جانب الادارة الامريكية. يحتمل أن يكون الامريكيون حساسين على نحو خاص لتوسيع الاحياء الى مناطق جديدة، مثلما يحصل في العطاءات التي نشرت الان.
البيان عن نشر العطاءات جاء من وزارة الاسكان في ظل محاولة التقليص قدر الامكان للضجيج الاعلامي. لهذا السبب، صدر بيان لمراسلي العقارات فقط وكجزء من بلاغ اوسع عن اطلاق عطاءات في كل البلاد. توقيت البلاغ – قبل لحظة من نهاية الاسبوع – يرمي الى تقليص الضغط الدولي حول القرار.
خلف المبادرة لاستئناف البناء يقف نقص حقيقي في الشقق في العاصمة. حسب المخططات الاحتياطية، توجد عشرات الاف وحدات السكن الاخرى التي يفترض أن تبنى في الاحياء اليهودية في القدس، منها نحو 1.700 خلف الخط الاخضر.

#من_نير_حسون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات