أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حنا سويد - انتقام العمال














المزيد.....

انتقام العمال


حنا سويد

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 09:39
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ان كل ما يتحرك تقريبًا في الاقتصاد متهم بالتسبب بالانهيار الاقتصادي- المالي الذي حل على الدول المتطورة في السنتين الأخيرتين، والاضرار بفرص التنمية المستقبلية: السيطرة المركزة لبعض المجموعات والشركات، التكتلات، المحتكرون وأباطرة الاقتصاد على انواعهم الذين يمنعون المنافسة الحرة والحقيقية. كبار الموظفين الذين طفح راتبهم عن كل نسبة معقولة. البنوك والمؤسسات المالية الذين طوروا آليات تجارة تلاعبية (سهلة المناورة) وغرقوا في المغامرات والمقامرة المالية. شركات النفط والغاز التي تريد تقاسم فتات ارباحها مع الحكومات التي تمنحها حقوق التنقيب والبيع، وأسباب أخرى كثيرة.
رغم كل ذلك، من الذي يغيب عن دائرة الاتهام؟ الأجيرون، وحركات العمال والنقابات المهنية، التي تمثلهم. ليس هذا فقط، بل انهم مطالبون من منطلق المسؤولية! بتحمل الأعباء بشكل غير مباشر، وتمويل صفقات التقشف لانقاذ المؤسسات المالية المنهارة.
كما هو معلوم، فان المتهم او المدعى عليه بما حل بالاقتصاد العالمي في سنوات الثمانينات والسبعينات، كان القوة التي تمتع بها العمال والنقابات المهنية. حركة العمال عُرّفت على انها تكافح الرأسمالية وعائق أمام النمو الاقتصادي. المدرسة الاقتصادية النيوليبرالية بشكل عام، والتاتشيرزم (نسبة الى مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا 1979- 1990) في بريطانيا والريغانيزم (رونالد ريغان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية 1981- 1989) في الولايات المتحدة الأمريكية، اعلنوا الحرب ضد النقابات المهنية بهدف اضعافها وابعادها عن مواقع القوة التي كانت تسيطر عليها حينئذٍ.
لقد تحقق هدفهم من خلال اتجاهين عالميين: الأول، هجرة العمل. فتح ابواب الدول الغربية بوجه القوى العاملة الرخيصة وغير المنظمة من الدول الفقيرة. العمال المهاجرون أغرقوا سوق العمل، نافسوا العمال المحليين وأضعفوا من قدرتهم على فرض شروط عمل وأجور عادلة.
الاتجاه الثاني تميز بنقل المصانع الكبيرة من الدول الغربية الى دول العالم الثالث، لاستغلال قوى العمل الرخيصة والمطيعة كبديل للعمال المحليين المنظمين، ولزيادة أرباح هذه الشركات الكبيرة ورؤساء أموالها.
لاستكمال هذه الخطوات اتخذت الدول الصناعية تدابير رقابية وغير رقابية متتالية ادت الى الاضرار بحقوق العمال، العاطلين عن العمل والمتقاعدين، وتضييق الخناق على عمل النقابات المهنية. بذلك شقت الطريق أمام التطور الاقتصادي الرأسمالي والسوق الحرة، تبعًا للنظرية النيو- ليبرالية، والثمن هو المس الكبير بالطبقات الضعيفة وتوسيع الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين الفقراء والأغنياء. لكن مع ذلك تم بذر بذور الانفلات المالي الذي ولّد الازمة المالية الحالية.
الآن، حان دور اصحاب رؤوس الأموال والمسؤولين الكبار لنيل الجزاء على ما تسببوا به حتى اليوم، وما قد ينتج من جراء استمرار هذا النهج الاقتصادي في المستقبل. لولا ان الطبقة العاملة والطبقات الفقيرة والمستضعفة ستستمر بدفع هذا الثمن الباهظ بدون أي ذنب، لكان من الممكن الاعتقاد انه حانت ساعة الانتقام اللذيذة من كبار الأغنياء ورؤوس الأموال.
من المؤسف ان صوت النقابات المهنية والهستدروت في اسرائيل غائب عن النضال الجماهيري ضد الأخطار التي تحول دون احداث نمو متوازن، مستقر، عادل ومستدام للاقتصاد. يبدو ان الهستدروت قد تفككت نهائيًا من عظمتها ومسؤوليتها كعامل رئيسي في ادارة المجتمع والاقتصاد في اسرائيل. صدقًا تُسأل اسئلة صعبة مثل، ما الجدوى من رفع الأجور المقَزمة التي تفتخر بها الهستدروت بينما يتم تعويضها برفع اسعار السلع الأساسية، حتى أسعار المياه؟ وما فائدة تقليل البطالة في سوق العمل (لا شك انه هدف نبيل) عندما ترتبط بالإضرار بشروط تشغيل العمال؟ وهل قزّم دور النقابات العمالية التي تمثل مجموعات قطاعية مؤطرة قوية بالحصول على بعض المنافع لأنفسهم، مقابل التخلي عن المصالح العامة لجميع العمال والطبقات الفقيرة والمستضعفة؟
لا شك ان عدم الوضوح الذي يخيم على الاقتصاد العالمي في هذه الفترة يخلق فرصة ذهبية لعودة النقابات المهنية، وبضمنها الهستدروت في اسرائيل، الى مركز الساحة الاقتصادية والعمل الاقتصادي والاجتماعي كعامل موازن للعوامل المالية والسلطوية.



#حنا_سويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- Greece: April 17 Greece National Strike a Massive New Step F ...
- حلاق سوري يطلق مبادرة لفائدة المشردين في مدينة ألمانية
- خبر بمليون دولار للمصريين.. موعد صرف مرتبات شهر ابريل 2024 ل ...
- إخلاء سبيل النقابي أحمد السعدي بعد توقيفه لأربعة أيام
- “بزيادة 740 ألف دينار عراقي mof.gov.iq“ وزارة المالية العراق ...
- سائقو تطبيقات النقل الذكية يعتصمون أمام شركة -أوبر- الإثنين ...
- 100000 دينار زيادة فورية.. “مصرف الرافدين” يزف خبر سار لجميع ...
- “15 ألف دينار زيادة الان”.. زيادة جديدة في رواتب المتقاعدين ...
- UITBB: 24-hour strike of workers in the Electrical-Mechanica ...
- -نيويورك بوست-: غوغل تطرد الموظفين المعارضين للتعاقد مع إسرا ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حنا سويد - انتقام العمال