أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عامر حمدالله - الى حبيقتي او صديبتي















المزيد.....

الى حبيقتي او صديبتي


علي عامر حمدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


كم حجبتي عيناكي

امحت ملامح الوجوه...ذابت كشمس الخريف...كطير ذبيح...

كل الوجوه التي عرفتها...وأنا أكثر من عرف الوجوه...

امحت ملامح الوجوه...ذابت...تسللت الى الجحيم...من خرم ابرة الوجع...صراااخ

تلاشت الروائح...في المد البعيد...خلف جبال ما...

أجلس على كرسي هزاز...لا يهز...ولكن يصدر صوت الصرير,دون ان اسمعه

في يدي جريدة الأمس...ممزقة الا من صورة...صورة الوجوه البلا ملامح...ممزقة كروح الفاقد لروح الفقيد

أشعر بالحر من شدة الصقيع...لا داعي للدفء فأنا بدون شعور...

تمطر الدنيا نخزة على قدماي...قدماي في حذاء مانع للمطر...

أتمطر الدنيا من الأرض

الأرض ليست لي...تبخرت فيَّ

كل البخار دون روائح...يرسم الوجوه بلا ملامح...يَصِرُّ الكرسي الهزاز دون أسمعه...أيقظ صراخ الرضيع...

كفى لم أعد أستمتع بمضغ صراخ الوهم في لحم الروح...

الالهة تمارس الضحك على سذاجتي...أكل الالهة سواء...فسذاجة قوم عند قوم سخرية

أنا بدون قوم ولاقوام وليس لي قيامة بعد الآن ولا قيام..أنا بدونك... فمارسي ضحك الاله

كل الحصون سواء

أيطمع بلال بالوحي

كل الحصون بعيدة

أيطمع بلال بالبراق

كل الحصون منيعة

أيطمع بلال بنصر الله

كل الحصون سواء

والناس ليسوا سواسية كأسنان المشط

أسنان المشط ليست سواسية...هذا يفسر حالة شَعري وشِعري

أسناني ذابت تسوُّساً...روحي تقف على أسناني

لا أمضغ الطعام لأتجنب مضغ روحي بأسنان السوس

أعترف فاعترفي...إنها مؤامرتك التي تحبين

تستمتعين وأنا أمضغ روحي...أنت الماضغ والممضوغ..أنت السن والروح

روحي ليس لها طعم

كتفاحة آدم

كمنِّ وسلوى السماء

كالقثاء

كطعم لحم المعدمين في أفواه العدم

كلحن تشايكوفسكي في مكتب فخم

كتلك الأيام

بروحي تلك الصخرة

وروحي على أسناني ..وأسناني تلك الصخرة

فلا أستطيع المضغ

أتضور جوعاً

ألوك جوعي

الجوع بلا طعم

كتفاحة آدم

كالفوم والبصل

كلعبة العظم

أترقصين معي...بحق الدموع...بحق أنين الحنين...بحق تيه نايي الحزين...بحق شوك المطر على ألمي الدفين ...بحق البسمة

هه...لا أعرف رقص الالهة

الالهة لا تعرفني

أكل الرقص سواء كأسنان المشط...كسنابل الغاز...كالقمح المسيل للدموع...ككل كتب الدين

تمارس الالهة طقوسها على قمة جبل...

حملت معولي وضربت الجبل

لا المعول بيدي...ولا الجبل في مرماي...ولا أحترف ضرب الجبال بالمعول..

ضربات الاحتمالات الاحصائية الموجعة بيد ذات التاريخ في حتميته تصيب العظام بهشاشة الروح

أكل الأرواح سواء..كملامح الوجوه الممحية في السماء...

يحلق طائران

غرابان

يعزفان الفصول الأربعة

يا للسخرية...

سخرية الطير

ألسنا أحق باللحن والتحليق

يا للسخرية...

سخرية العالَمان

لست طيراً...

ولكن لست خلداً لتكرهين...

أي كتاب علمك الكره في أيام

أي موسيقى تلك التي تسمعين

أي إله تعبدين

أي خيالات ترين...وأيها لا ترين

ماذا تلبسين...

أذاك الفستان ذو الورود...كزهر الباسمين...كثغر الياسمين

يا لبياضه

ألا تحبين الورد الأبيض

نفذ من الحقول...الحقول غبار

غبار يملأ الوجوه

الوجوه بلا ملامح

ألِضِيقِ الفستان ..تختزلي مشوار السنين في ضيقي ...قبل أن تغني لي أو أحملك أو تفهمين

أتسمعين صوت صرير الكرسي

لا أسمعه

أسمع صراخ جوعي وذاك الرضيع

ونعيق تيهي ولحن الغراب و فجع الخراب ...حتى الغراب يحلق

هل يصل الى الجبل ...ويشاركك الطقوس

الطقس عفِر

ألف دجاجة تعفر في سماء الكون

حجبت الرؤية...لا أرى صوت الصرير...أتسمعين

من يقتل الدجاج؟

أذاك الغراب...

والرضيع؟

الحصن بعيد...كم هو بعيد...كم أنا قريب من بعدي عنه...كم هو بعيد من قربي عن بعده...كم نحن بعيدان...والتفاصيل!

أنا هنا...ويديكي هناك

هه لست أنا ... ولستُ هنا

حبيبتي يا صديقتي...

فلتعلمي:

امحت ملامح الوجوه

أما زلت تهوين رسم الوجوه

ارسميها من عفر الكون

ارسمي الطعم واللون

واهديني الرسم

لن ألمسكي بيداكي...ولن أراني في عيناكي

ولكن يا صديقتي كم هي حبيبتي خطوطكي

التي تخربشين

بعيدة خطوطكي على جدار غرفتي تستلقين بكل وهمية

أنتي من تحترفين عالم الأوهام

العالم تجمد

حتى أن نقرة غراب تكسره

تكسره أشلاءاً

ليس كسرب نمل

وإنما كزجاج انكسر

كم من شيء انكسر

انكسر الطريق

وانكسر الهاتف

وانكسر اللقاء

وانكسر الكثير

كثير الحب

كثير الموسيقى

كثير الرقص

كثير عسر الفهم

انكسر كثير الكسور ...تتكاثر الكسور بفحولة أرانب...ببيض الصراصير...بالصرير...في السرير.. في السر...

في التفاصيل...

وانسحب العامل من القصيدة ومن الرسم

من حقيقة الوهم

من واقع الحلم

تزحلق العامل على الدرج الالهي صعوداً الى أرض الثوار

ما عاد ينفعه عالم الجبال ...والالهة على الجبال...تلك العينان البعيدتان

انسحب الى حيث الناس سواسية كأسنان سلحفاة..كأسنان رضيع

أقسمت منطقياً أن يبقى حلمي الهي ولا أغازل البشر

انسحب المنطق في فورة اللا نتائج المحتومة

حين أصبح الهاً سأزوركي

حتى لو تزوجكي الله

وأنجبتي ألف يسوع

سأكون هناك ... معي الورود ...يملأها غبار كل السنين...

لست طموحأ بطقس صوفي على الجبل

ولا بعش على الشجرة في غابة الشجر

ولا بقبلة أولى

ولا برقصة أولى على لحن الغجر

لم انسحب لأعود

ولكن حينها لن تحجبي عني عيناكي..فلم أعد عاملاً ولن تحتكري الالوهية في ذاك الزمن

ولن أكتب حينها عن الوجوه بلا ملامح

ولا جريدة الأمس الممزقة

ولا صرير الكرسي السقيم

والأصوات الصامتة

سأكون الها...أكتب الكون عادلاً بمعادلاته

عالقا بعلاقاته الغراميه...مغرماً بغراماته الأزلية

حين يكون كل الناس الهة

كأسنان السلحفاة...كأسنان الرضيع

في عالم واحد لا عالمان

حيث يرقص بلال مع الله

ويحق للعامل أن يجلس على كرسي هزاز ويسمع صريره

أو على الأقل يحق له أن يضع يده على كتفها دون أن تتململ في تلك الغابة

2010 october 3

Sunday

10:14am

In my 1st exam of computer applications






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي التأملي


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عامر حمدالله - الى حبيقتي او صديبتي