أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شموس نجد - نساء بلا ثمن














المزيد.....

نساء بلا ثمن


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 952 - 2004 / 9 / 10 - 10:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


-1-
قبل حوالي شهر استضاف الإعلامي المصري محمود سعد في برنامج " الحدث" عبر قناة MBC محمد بكر يونس زوج المذيعة السعودية رانيا الباز. للذين لم يسمعوا بالقصة...نقول لهم أن زوج المذيعة الهمام استشاط غضباً كعادة كل رجل سعودي ينضح بالذكورة (لا تعرف الأسباب على وجه التحديد) وانهال على المسكينة بالضرب والركل والصفع حتى سالت دمائها بغزارة وسقطت مغشياً عليها. حمل الرجل زوجته المضرجة بالدم في سيارته، ليلقي بها بالقرب من أحد بوابات مستشفيات جده، قبل أن يلوذ بالفرار. المهم أن الزوجة لحسن حظها لم تمت رغم وحشية الاعتداء عليها، وخضعت لعمليات تجميلية حتى استعادت جزء كبير من عافيتها. أما زوجها فقد سلم نفسه للسلطات السعودية وأودع السجن. عندما تداولت وسائل الإعلام وخاصة المكتوبة حكاية رانيا الباز استقبلها الناس ما بين غاضب وشامت وما بين مصدق ومكذب. أحد الأصدقاء وصف المسألة لي بأنها لا تعدو أن تكون زوبعة في فنجان، خاصة أنه لا يثق بما يحمله الإعلام الرسمي. لم أعلق كثيراً فأنا أعرف أن سر امتعاضه يعود أصلاً إلى أمرين: أولها إنها الضحية امرأة لا تستحق هذه الضجة، والمرأة هي أصل الخطيئة، ومصدر شقاء بني البشر. وثانيها أنها مذيعة سعودية كسرت المألوف بظهورها عبر الشاشة الفضية بوجه سافر في مجتمع يعد كشف الوجه تطاول على الدين واعتداء سافر على الثوابت والمسلمات.
-2-
كان من المفترض أن يمكث الرجل في حبسه لفترة أطول لولا أن الزوجة بكل سذاجة تنازلت عن حقها الخاص لتفوت على نفسها وعلى بني جنسها فرصة تاريخية للانتقام لكرامتهن المهدرة وحقوقهن المسلوبة. خرج البطل الهمام من سجنه ليتلقفه محمود سعد في برنامجه ليحكي لنا نصف الحقيقة الغائب. المفاجأة غير الجميلة أن الزوج جاء للبرنامج بكرت يخبئه في جيبه وهو يعلم جيداً أنه بواسطته يستطيع لو لعب به أن يخرس كل الانتقادات، ويجتذب إليه القلوب والعقول المسكونة بالخرافة والسحر. ظلت يده في حركة مكشوفة تعبث بكر حبات السبحة (إحدى أدوات النصب الدينية التقليدية)، وظل طيلة اللقاء ينثر بهار آيات قرآنية وأحاديث نبوية تماماً كما يفعل رجل الكهف بن لادن ومجرمي الجماعات الإرهابية المتأسلمة. وحتى عندما ذكره المذيع بمبادئ حقوق الإنسان كان رده أنه كافة الحقوق البشرية قد ضمنها الإسلام وصانها قبل أكثر من أربعة عشر قرن!
-3-
وبما أن الدين هو البضاعة الرائجة في مجتمعات خاملة ومتخلفة فقد نجح الرجل على ما يبدو في كسب تعاطف الناس على الأقل من خلال ردود أفعال أربعة أشخاص تحدثوا لي من الغد، منهم للأسف امرأتين! المسألة هنا ليست من الصادق من الكاذب، ولكنها تكشف عن استعداد فطري للناس في مجتمعات ذكورية مثل السعودية على الانتصار للرجل والوقوف معه ضد المرأة. أحد النساء قالت لا يمكن أن أصدق أنه ضربها بوحشية....لماذا؟ لإنه كان يستشهد بآيات من القرآن وأحاديث من السنة الشريفة! وددت أن أذكرها بأن الكثير من تلك النصوص تحرض على العنف ضد المرأة وتضعها في منزلة أقل بكثير من الرجل في بعض منها ولكني آثرت السكوت والسلامة. وماذا عسانا أن نفعل إذا كانت نسائنا يستمرئن العبودية لبعولتهن حتى يأمنوا جانب الملائكة ولعناتهم والتي يبدو أن تلك الكائنات السماوية المجنحة تعاني هي الأخرى من نفس العقد لدى الرجل الشرقي.
-4-
قضية المرأة المسلمة عامة وفي السعودية على وجه التحديد من أشد القضايا تعقيداً، خاصة وأن صاحبة القضية شبه غائبة أو مغيبة. ولكن من أقصى المرأة، وسرق صوتها، وأضاع حقوقها؟ أليس الإسلام يتحمل جزء لا يستهان به في صناعة المأساة؟ إني كرجل أشعر بقرف شديد عندما أرى المرأة عندنا تعامل كمواطن من الدرجة الثانية آو الثالثة، فصوتها حرام...ووجها حرام...ومخالطتها للرجال حرام...وقيادتها للسيارة حرام...وزينتها حرام. . وأشعر بمزيد من القرف عندما يمارس سدنة الدين وضحايا الأصولية كذبهم مع أنفسهم وغيرهم بالحديث الممجوج بأن الإسلام قد اقتص للمرأة و كرمها وأعاد لها الاحترام مقارنة بما كانت عليه أيام الجاهلية! أكاد أجزم أن حظها في جاهليتها كان أوفر مما هي عليه الآن. فوضع المرأة كان من المؤكد أن يتطور مع تقدم المجتمع ما قبل الإسلام، ولكنها الآن أسيرة نصوص مقدسة لا قدرة لها على التمرد عليها ولا الفكاك منها. فهل نسمي هذا السواد الذي يحتويها تكريماً؟ هل نسمي حبسها ما بين أربعة جدران تكريماً؟ هل نسمي حرمانها من قيادة سيارة أو السفر بلا محرم تكريماً؟ هل نسمي منعها من دراسة بعض التخصصات وشغل عدد من الوظائف ومن مزاولة العمل الحر بلا وكيل تكريماً؟
-5-
لهؤلاء اللذين ينافقون ويخادعون ويتظاهرون بأن الإسلام قد أعلى شأن المرأة وأعاد لها حقوقها المسلوبة (ربما يقصدون نصف الإرث)... أقول لهم ماذا نفعل بركام من الآيات والأحاديث والتفاسير الفقهية المقدسة التي تظهر لنا وجه آخر غير ما تعودنا سماعه من نصوص أخرى ترجعون لها عندما تدافعون عن الإسلام ضد الآخرين وتتظاهرون بالتسامح وسبق الأمم كلها؟ هل مازلنا تشعر بحيوية تلك الآية الجميلة " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" (التوبة/71)؟ وهل تمتلئ أرواحنا بنسائم ذلك الحديث الرائع "النساء شقائق الرجال"؟ تلك وغيرها تستعاد فقط عندما يساجلون الآخرين لإثبات أسبقيتهم عليهم. أما عندما يعودوا لطبيعتهم ولبيوتهم فلن يبقى سوى تلك الأحاديث التحقيرية مثل "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" و"المرأة ناقصة عقل ودين".



#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردوس المفقود
- الأصل والصورة
- نتؤات عقل مسلم
- يأتون الكتب من ورائها
- من عنق الزجاجة
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ملامح الدور الوهابي السعودي في تشويه التعليم
- المرأة السعودية في إطار الحركة الوهابية


المزيد.....




- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شموس نجد - نساء بلا ثمن