منجميون..مناديل بركان..والشيلي قصيدة.

محمد نورالدين بن خديجة

الحوار المتمدن-العدد: 3153 - 2010 / 10 / 13 - 22:44
المحور: الادب والفن
    

منجميون .. مناديل بركان..
والشيلي قصيدة .. / الى عمال المناجم الشيليين وهم يخرجون
من النفق .




لأرضك المضاءة
بشعلة الماء والبراكين
لزهرتك الفولاذية
أينعت في المصانع المنسية
مروجا وبساتين
لأيام الثورات الجميلة
كباقة ورد..
للأشعار التي نزت بالدم
والشلالات
وسالت بهتافات الملايين
لتلك الأغنية
التي فتحت باب القلب للريح ..
ودقت على المناجم المغلقة
كي توقض سبات الليل
من صبح
وتجر خيط الضوء لهم
شالات وفساتين..
ولهم سيغني تراب موشى
عرقا
وخمرا
وخبز مساكين..
وعلى أحذيتهم نزف ندى
سيتابع نزف احتجاجهم
بلافتات تعلو
وميادين .


* * *


أيتها الشيلي المراهقة
المغناج على قارعة شوارع سانتياغو
لك القصيدة
والدمعة..
لك قيثارة "فكتور خارا"
تان لهم ..
ولك القبلة
على خد الياسمين .


ايتها الشيلي الجميلة
هاهم يقتربون
من لمسة الضوء الحزينة
ويحفرون ..
اولائك الذين
ينساهم الشعراء
حين يمتدحون القمر والحبيبة..
أولائك الذين
تعلقهم الأحزاب ملصقات للذكرى
على جدران مقراتها الباردة ..
اولائك الذين
تحولهم النقابات الى بيانات للتنديد
وكمشة أوراق ممزقة
على الأرصفة...


أيتها الشيلي البذيئة
ستقتربين الآن
وتقتربين
من لمسة الضوء الحزينة
وتحفرين ..
ها شعلة مناديل البركان ارتفعت
ها كل السواعد
انضمت لزهرة الكادحين .


أيتها الشيلي العربيدة الغجرية
هؤلاء المنجميون
سيكتبون القصائد بمعاولهم
ويلوحون بوردة " الليندي" الذابلة
وبمعطف "نيرودا " المهتريء .


نعم ..
ايتها الشيلي الحبيبة الزانية..
أشهد انهم عاشوا
ليدحرجوا كرة البركان
مع منحدرات " سان خوسي "
على الدروب
والأزقة ..
وعلى المدن
والساحات ..
وعلى الحقول
والبحيرات ...
وسيدحرجون
حياتهم المكللة بالحزن والأشواك
الى حيث زفرة البحر تعلو
بأسمالهم
وأجنحة جوعهم .


* * *


هكذا تكتب القصيدة البذيئة ..


هكذا تردد الأغنية الحزينة
على الصدى ..


هكذا تتشنج في الدم
معزوفة الريح الصحراوية
ورقصة الضوء في الليلة السبعين
فاحفري صفحة الماء
على نسج نولك الطين ..


هكذا
نعلي أنفاقنا الغضبى للسماء ..
هكذا تتحدى شيلي بالشعراء
العمال
الملا عين .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل