أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - معاذعابد - لا للمساواة نعم لانتزاع الحقوق-حول الأخلاق الشيوعية والمراة















المزيد.....

لا للمساواة نعم لانتزاع الحقوق-حول الأخلاق الشيوعية والمراة


معاذعابد

الحوار المتمدن-العدد: 3153 - 2010 / 10 / 13 - 07:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منذ انطلقت الثورة التحررية للمرأة متزامنة بانطلاق الفكر التقدمي برمزه الأوحد "الماركسية اللينينية" نما تيار مغلوط في منظور تحرر المرأة ودعا إلى ما يسمى بالمساواة بين المرأة والرجل بصورة المجتمعات المتمدنة والحالية التي تأثرت تأثراً بتقاليد الطبقة الوسطى الفرنسية وخصوصاً بعد الثورة التي عُرفت اصطلاحاً بالبرجوازية، إذا أردنا أنخوض في الموضوع من ناحية اجتماعية فإن أسلوب الحياة وطرق التعامل تأثر بعلاقات الإنتاج والوضع الاقتصادي ومستوى التمدن وليونة العيش وسلاسة التفكير إن صح التعبير.
ومع التقدم الاجتماعي وظهور الفكر التقدمي وتطوره الماركسي اللينيني ظهرت نزعات ليبرالية "تحررية" تدعو لحرية العلاقات الجنسية من باب المساواة، على افتراض إن الحرية الجنسية التي يتمتع بها الذكر هي شرعية ويجب على الفتيات أن يتمتعن بها.
إن في هذه الفكرة امتهان لكرامة المرأة بصورة وقحة وواضحة، لأن الحرية الجنسية التي "يتمتع بها الذكر" غير شرعية بالأساس، لأنها وصلت إلى هذا الشكل بسبب الهيمنة الذكورية على النمط الفكري السائد في المجتمع ، فشاب له علاقات متعددة وكثيرة يعتبر فحلاً ودون جوان زمانه، بينما الفتاة تسمى بساقطة وعاهرة وما إلى ذلك.
ببساطة إن الحرية والمساواة لن تتحقق أبداً طالما تسعى المرأة إلى مساواة مع الرجل في مجتمع ذكوري، والفكرة هي ليست أنه إذا تمتعنا بنفس المزايا نصبح متساويين.
بل على المرآة أن تدرك أن العلاقات والسمات الاجتماعية هي ذكورية تماماً وجب تحطيمها، تكسيرها، إلغائها مرة والى الأبد، وإعادة بناء علاقات اجتماعية قائمة على الاحترام المتبادل بين الجنسين واعتبار القيم الإنسانية كأساس للتعامل.


اليسار والتحرر

وكنتيجة منطقية لما سبق يُعد اليسار وخصوصا الملتزم بالمبادئ التحررية للمرأة القائمة على أساس المساواة التامة على أرضية علاقات إنسانية جديدة فإن الكثير من الواهمين والمنحلين أخلاقياً عديمي التربية ودخولهم إلى الفكر التنويري التقدمي على فهم خاطئ سواء بسبب الدعايات الرجعية أو بسبب تخلف وغرائز دفعتهم للتقنع بقناع التقدمية من أجل ممارسة حرة للجنس والتحرر من قيود الدين الصارمة بهذا الخصوص والتي وضعت أساساً للتا كيد على امتهان المرأة، فإن العديد منهم دخل إلى هذه المدرسة الفكرية على فهم خاطئ أو لغايات التخلص من قيد الدين من أجل ممارسة الجنس "الإباحية" وشرب الكحول"لأن الدين يحرمها" والفكر التحرري التقدمي...نقيض الدين.
هذا الإسفاف المسيء لأي فكر تقدمي تنوير في العالم نجده في القادمين من أصول تربوية برجوازية متمسكة بعادات اجتماعية مستندة على الدين، والهاربين من فئات اجتماعية متوسطة وفقيرة، كرفض غير ممنهج للوضع المعيشي يتم تفريغه بمكان خاطئ وهو مجرد التقاليد المستندة على الدين أو العرف السائد .

إن الفكر التقدمي الماركسي اللينيني لهو أكثر المناهج الفكرية بُعداً عن مناهج الإباحية الجنسية ومحاربة الأخلاق الإنسانية بحجة برجوازيتها ورجعيتها، بل إن الماركسية اللينينية هي أكثر الأفكار التقدمية احتراما لإنسانية المرأة والرجل على السواء، فبرفض الهيمنة الذكورية التي تحول المرأة إلى سلعة وتابع للرجل تؤكد على إنسانية الرجل وعدم جعله مجرد حيوان تسوقه غرائزه.

بل ومن أهم ركائز الفكر الشيوعي المناهض للتفسخ الأخلاقي محاربة المسبب الرئيسي لهذا التفسخ، فيقول كيم ايل سونغ قائد التحرير الكوري: " إن الامبرياليين وعلى رأسهم الامبريالية الأمريكية يتخبطون بخبث بواسطة التغلغل الثقافي ، في سبيل القضاء على الثقافة القومية في بعض البلدان الأخرى ، وشل وعي الاستقلال الوطني والروح الثوري لدى الشعوب ولاستدراج الناس إلى التفسخ الأخلاقي والانحلال الجنسي الفاحش"

وصور كيم ال سونغ العادات التفسخ الأخلاقي وعزا سببه إلى المجتمعات الإقطاعية والرجعية التي تمتهن المرأة والرجل وتجعلهم مجرد حيوانات متجردين من إنسانيتهم : " والشيء التالي الذي يجب إن نقوم به هو مكافحة الفسوق و الرذائل. فذلك أيضا هو من مخلفات المجتمع البائد . ينبغي وضع حد نهائي لمعاقرة الخمر و المقامرة وللتصرفات التي تؤدي إلى إفساد أخلاق الرجال والنساء والعيش حياة ماجنة . إن يمتع المرء نفسه لا يعني بأي حال من الأحوال أن يصبح منحل الأخلاق ومدمنا على الإباحية والانحلال الجنسي . يجب أن نعرف كيف نسلي أنفسنا على نحو أكثر سموا و تحضرا، و يجب أن نحيا حياة سليمة في كل الأوقات"

ومن ناحية أخرى لدى لينين مقابلة مطولة حول موضوع الحب الحر وتعريفه وتحليله لكن لديه مقتطفات مهمة حول الحرية الجنسية البرجوازية فيقول : " وبالرغم من أنني بعيد عن شخصية الراهب القاسي ، يبدو لي أن ما يسمى (( بالحياة الجنسية الجديدة )) للشباب وأحيانا حتى عند الناس الناضجين ، تظهر لي غالبا وكأنها بورجوازية صرف أو كأنها نوع من بيوت الدعارة" ويشبه العلاقات القائمة على المساواتية المبتذلة بأنها مجرد بيت دعارة وفعلاً هذا ما يحصل فالمرأة تمتهن نفسها إذا قامت بالمطالبة بحق للذكر ليس من حقه أساسا بل مجرد سلطة ذكورية تفسخت من الشكل البطريركي للأسرة "الإقطاعية والفلاحية" لتصبح شكلاً جديداً من الامتهان والدعارة المقنعة بقناع التمدن والتحضر"
يقول لينين عن هذا التفسخ الجديد : "
إن الإشكال العليا للرأسمالية الحديثة تهيئ شكلا جديدا للعائلة ، وشروطا جديدة للمرأة ، ولتربية الأجيال الناشئة. فان عمل النساء والأولاد ، وانحلال العائلة البطريركية بسبب النظام الرأسمالي يأخذان ، حتما ، في المجتمع الحديث ، أكثر الإشكال فظاعة وأشدها تدميرا وتنفيرا- يبين هذا النص رفض الشيوعية على لسان لينين لمظاهر التفسخ الأخلاقي في المجتمعات الرأسمالية الحالية.

هذه الكلاسيكيات وغيرها أكدت في أكثر من مناسبة أن البرجوازية والرأسمالية تدعي الحفاظ على الأسرة التي تسعى الشيوعية إلى حلها وإجهاضها " على حد زعمهم" لكن الوعي الماركسي قد تجاوز هذا اللغط البرجوازي الرجعي برده القائل " أن الأسرة هي خلية المجتمع، ولا يمكن إحراز التقدم بدون وجود هذه الأسرة" وطبعا تختلف شكل العلاقات الأسرية في الاشتراكية .

ويؤكد لينين تالياً على الدور الأخلاقي للعلاقات الاجتماعية وبناء الأسرة و يرى لينين أن العلاقات الجنسية ليست سهلة لما تحمله من بعد أنساني والتزام أخلاقي ورقي متحضر يبعد الإنسان عن مصاف الدواب والبهائم فيقول: " أنت تعرفين دون شك تلك النظرية الشهيرة القائلة بأنه في المجتمع الشيوعي بإمكان الشخص إرضاء شهوته الجنسية وحاجاته للحب بنفس السهولة التي يشرب بها كأس الماء . إن نظرية (( كأس الماء )) هذه قد أضاعت عقول شبابنا. وقد أصبحت هذه النظرية شؤما للكثير من شبابنا وشاباتنا . إن أنصارها يزعمون أنها ماركسية فليرحمونا من مثل تلك الماركسية التي ترى إن كل الظواهر والتغيرات في البناء الفوقي للمجتمع تنتج بشكل مباشر وعفوي من القاعدة الاقتصادية وحدها . إن القضية اعقد مما يظنون . لقد وضح شخص يدعى فردريك أنجلس منذ زمن بعيد مثل تلك الحقيقة فيما يتعلق بالمادية التاريخية
ي اعتبر نظرية (( كأس الماء )) الشهيرة غير ماركسية إطلاقا ومعادية للمجتمع فوق ذلك . ففي الحياة الجنسية لا يظهر ما أعطته الطبيعة وحسب بل وكذلك ما تجلبه الحضارة من أشياء وضيعة أو سامية. ففي أصل الأسرة يركز أنجلس على أهمية كون الغريزة الجنسية البسيطة قد تطورت وصقلت حتى أصبحت حبا فرديا. وليست العلاقة بين الجنسين مجرد تعبير عن الحركة بين الاقتصاد الاجتماعي والحاجة الفيزيولوجية . إن السعي إلى حصر تغير هذه العلاقات بحد ذاتها في القاعدة الاقتصادية للمجتمع مباشرة بمعزل عن علاقاتها العامة بالإيديولوجية كلها لن يكون بالماركسية بل العقلانية . صحيح أن العطش يتطلب إطفاؤه . لكن هل يستلقي الشخص الطبيعي في الظروف الطبيعية وسط الطريق وفي الوحل ليشرب من بركة ماء ؟ أو حتى من كأس مست حافته عشرات الشفاه . بل الأهم من ذلك كله هو الجانب الاجتماعي .
إن إرواء الظمأ عمل فردي ، بينما في الحب يوجد شخصان عليهما أن ينجبا شخصا ثالثا ، كائنا جديدا . وهذا ذو أهمية اجتماعية ويفرض واجبا تجاه المجتمع ككل.
إني كشيوعي لا اشعر بأي عطف إطلاقا لنظرية (( كأس الماء (( حتى ولو حملت يافطة الحب المتحرر )) . إنها ليست شيوعية أبداً.
وخلال إنجاز المهام الاشتراكية ستأخذ قضايا العلاقات بين الجنسين وقضايا الزواج والأسرة أهمية كبيرة أيضا . أما الآن، فناضلوا حيث ومتى يكون ذلك ضروريا ولا تسمحوا أن تفسر هذه الأمور بشكل غير ماركسي وان يفسح المجال أمام كل أشكال الانحراف والتفسخ الفوضوي.



ويحتمل الموضوع بُعداُ أخرى إذا أردنا رأياً تنظيمياً فالمنظومة الأخلاقية التي تجعل من الشيوعي شخصاً طليعياً في مجتمعه تحمل بعدين البعد الأول هو الشكل المقبول اجتماعياً فيما يخص الأخلاق الاجتماعية فوجود شخص سكير وعربيد لن يكون مثالاً جيدا للآخرين وتحت ذريعة التحرر يسيء هؤلاء للفكر التقدمي ويرسخون صورة نمطية بأن اليسار والشيوعيين هم مجموعة منحلة أخلاقيا ويرسخ لهذه الفكرة الفوضويون عديمي الأخلاق الذين ينحدرون لمستوى حيواني فظيع.
أما البعد الثاني في الموضوع هو تعريف المجتمع المحيط بالوجه الحقيقي للأخلاق الشيوعية والالتزام الإنساني.



المراجع:

كلارا زيتكن ، ذكرياتي عن لينين ،
لينين : الى انيسا ارماند
مقتطفات من : لينين ، كارل ماركس (موجز عن تاريخ كارل ماركس )، المختارات ، المجلد الاول - الجزء الاول ، الطبعة العربية ، ص 58 ، دار التقدم ، موسكو ،
مقتطفات من كيم إيل سونغ ، التقرير عن عمل اللجنة المركزية المقدم الى المؤتمر الخامس لحزب العمال الكوري في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 ، ص 58 ، دار الطليعة ، بيروت
مقتطفات من خطاب ألقي في الموتمر الوطني للامهات في 16/تشرين الثاني/1961 بعنوان "واجب الأمهات في تربية الأطفال" ، كيم إيل سونغ ، المختارات ، المجلد الثالث ، الطبعة العربية ، ص 255 - 256 ، دار النشر باللغات الاجنبية ، بيونغ يانغ ، كوريا ، 1978



#معاذعابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - معاذعابد - لا للمساواة نعم لانتزاع الحقوق-حول الأخلاق الشيوعية والمراة