أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - ليس لدينا ما نقول














المزيد.....

ليس لدينا ما نقول


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 205 - 2002 / 7 / 30 - 00:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

حفل الشهر المنقضي بمراجعات لانقلاب 23 يوليو 1952 المصري. المراجعات كانت كثيرة الا انها باردة. باردة جداً. وسقيمة. سقيمة جداً.

الذين دافعوا عن عبد الناصر وانقلابه تكلموا عن الماضي. بمفردات الماضي. بعقليته. معظمهم رشّح هذا الماضي ليصير المستقبل. قالوا الكلام الذي يقولونه كل عام.

الذين هاجموا عبد الناصر وانقلابه لم يكن المستقبل حاضراً في هجومهم. ساد تحسّر على تاريخ (كان ليكون) أفضل لو لم تحصل (الثورة). طغت أحياناً نزعة ثأرية. قالوا, هم أيضاً, الكلام الذي يقولونه كل عام.

أحدهما يريد أن يجعل الماضي مستقبلاً. أحدهما يريد أن يحصر هموم المستقبل في الماضي.

لم ينشأ بالتالي سجال. كانت مهاترة.

مشاركة السلطة في الاحتفال زادته التباساً وتضارباً: السلطة ناصرية في ماضيها لاناصرية في حاضرها ومستقبلها. لكنها لا تملك لغةً لناصريتها ولا تملك لغةً للاناصريتها. لم تؤوّل الماضي ولم تبلور صورة للمستقبل. (سمحت) للجميع بأن يتكلموا. تكلموا. ثم انفض الاحتفال (كأننا لم ننس شيئاً. كأننا لم نتعلم شيئاً).

الناصري المهموم بالمستقبل كان يُستحسن به أن يقول لنا ما معنى الناصرية اليوم: بعد انهيار المعسكر الاشتراكي. بعد العولمة. بعد تصلّب الوطنيات العربية وتوطّد بعضها بالضدية من البعض الآخر. بعد اتفاق أوسلو ثم انهياره بالطريقة التي انهار فيها...?

وكان يُستحسن أن يقول لنا: أي خطاب تملكه ناصرية 2002 للشبيبة. للمرأة. للأقليات. لكل تلك الملايين التي ولدت منذ 1970, سنة رحيل (الأب)? أي حل تطرحه للاقتصاد المصري الراهن بعدما استدخل التحولات البنيوية التي شرعت تستجدّ منذ 1971? ماذا عن المعونات الأميركية? كيف?

كلمة (لا) في مواجهة العولمة أو كامب ديفيد أو شارون أو المعونات... لا تقدّم ولا تؤخّر.

المناهض للناصرية المهموم بالمستقبل كان يُستحسن به, فضلاً عن تسجيل تحفظاته الضخمة عن 23 يوليو, أن يتقدم نحو الأسئلة الأصعب: كيف يُعمل على تفكيك بقايا الناصرية: في القطاع العام, في الصحافة...?, كيف يُصار الى تطوير التعددية السياسية وتعريض الطبقة الوسطى وتعزيز نفوذها? كيف السبيل الى اجتذاب رساميل? ما النظريات المطروحة على مصر في ما خص الديموقراطية والبناء الديموقراطي? كيف العمل لمواءمة الثقافة الديموقراطية مع القيم الأهلية والتراثية? ولمواءمتها مع موجة العداء الحالي للغرب, ومع تعاظُم الميل الراديكالي في مصر وسائر المنطقة?

الذكرى الخمسون لـ23 يوليو كان في وسعها أن تشكّل فرصة نموذجية لتطوير موقفين, بل مطالعتين تاريخيتين, تراجعان الماضي وتتأملان المستقبل, وتكونان وجهتي نظر عريضتين في ما خص الواقع المصري, وربما الواقع العربي.

هذا لم يحصل. هذا لن يحصل(?).

الذكرى الخمسون أعلنت أن مصر ليس لديها الكثير تقوله. أن العرب ليس لديهم الكثير يقولونه.

المناهض للناصرية قد يوافق ويضيف: لولا 23 يوليو لما هبطنا الى هذا الدرك.

الناصري قد يوافق ويضيف: بالعودة الى 23 يوليو نصعد من هذا الدرك.

الأول يصيب جزئياً. لكنه حين يعيد تدوير كل شيء في الثأر, يخطيء.

الثاني يخطيء. لكنه حين يكشف أنه لا يملك الا الماضي, يخرج من خانة الإصابة والخطأ. يغادر التاريخ. يدخل في الوعظ الميت. نستمع اليه. ننام.

الحياة
 (29/7/2002 )






الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفن في أميركا
- أميركا وأوروبا و... الآخر
- إنه الخليج لا الشرق الأوسط
- فصل عنصري ووصل موتي
- في عدم جواز رد الانتحار و/ أو الشهادة إلي صراع الحضارات
- أول أيار : توقعوا الأسوأ في واشنطن ، وفي شوارع العالم وساحات ...
- نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة
- مأزق الفرد في الشرق الأوسط


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - ليس لدينا ما نقول