أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إقبال قاسم حسين - السودان والعرب والثقافة الاسلامية














المزيد.....

السودان والعرب والثقافة الاسلامية


إقبال قاسم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول المصادر التاريخية ان السودان قد عرف الهجرات العربية منذ فترة بعيدة قبل الاسلام،فقد نزحت بعض المجموعات بسبب الصراعات القبلية او شح الموارد،منها مااتي عن طريق البحرالاحمر مباشرة ،ومنها مااتي من الشمال من مصر او عن طريق الساحل الشرقي لافريقيا،وقد تفاعلت معهم قبائل النوية تفاعلا ايجابيا وهذا قد سهل لاحقا علي المجموعات العربية المسلمة من ان تجد طريقها الي الممالك النوبية المسيحية.

بعد دخول العرب المسلمين لمصر بقيادة عمروبن العاص في عهد عمربن الخطاب،عملوا علي محاولة اخضاع بلاد النوبة،وقد كانت اتفاقية البقط التي ابرمها عبدالله بن ابي السرح هي من الاكثر المحاولات نجاحا.حيث استمر لست قرون ولكن خلال هذه الفترة لم تتوقف الحملات الاسلامية علي بلاد النوبة،وذلك لان الاتفاقية كانت دائما عرضة للانتهاك من قبل النوبة ،فقد تميزت بالقسوة والظلم ومن اهم بنودها ان يرسل النوبة سنويا عددا كبيرا من الرقيق حيث يقال ان اتفاقية البقط هي التي اسست لتجارة الرق.

وكذلك ساعدت اتفاقية البقط علي توغل العرب في بلاد النوبة،فتغيرت اللغة والثقافة، وعلي اثر ذلك تكونت ممالك اسلامية قضت نهائيا علي الممالك النوية المسيحية ،من اهم تلك الممالك الاسلامية سلطنة الفونج اوالسلطنة الزرقاء ،والتي استمرت حتي الغزو التركي المصري للسودان.

خلال هذه الفترة تغلغلت التقافة الاسلامية في شمال السودان ،فالثورة المهدية التي طردت الاتراك كانت دينية اسلامية،فقد نادي محمد احمد المهدي بالرجوع للاسلام وكانت افكاره تشبه الافكار الوهابية،ولكن حكومة المهدي لم تستمر طويلا حيث تم استعمار السودان استعمار انجليزي مصري وقد ساهم الاستعمار في منع توغل الثقافة الاسلامية في جنوب السودان.

عندما نال السودان استقلاله في عام١٩٥٦ اختار زعماؤه السياسيون الانضمام الي الجامعة العربية،وهنالك حديث متواتر عن رفض بعض الدول العربية مساعي السودان للانضمام لجامعة الدول العربية باعتبار انه غير عربي.لقد تمسك السودانيون الشماليون بالثقافة الاسلامية ومارسوا الاستعلاء علي اخوانهم الجنوبين بل واصبحت كل قبيلة تدعي نسبها العربي وتضطهد القبائل الافريقية حتي المسلمة منها،وللسخرية مارس عليهم العرب نفس الاستعلاء العرقي ولم يعترفوا بهم كعرب.

ولكن ليست هذه المشكلة رغم ان مشكلة ضياع الهوية ليست بالمشكلة الهينة، فالمشكلة الاساسية هي تمسك النخب والحكومات الشمالية بالثقافة الاسلامية والدولة الدينية التي ترفض الاخر وتكفره، لذلك فقد الاخوة الجنوبيين الثقة في الوحدة والعيش مع اخوانهم الشماليين في وطن واحد،ففي الدولة الدينية الاسلامية يعتبروا مواطنيين درجة ثانية وربما يطالبوهم بدفع الجزية ،وقد كان هذا النوع من السياسات ولايزال السبب الرئيسي لما يشهده السودان من حروب و تدهورفي الاوضاع والتي بدورها ادت لفشل كل المحاولات لايجاد حلول اخري واودت به الي طريق الانفصال والتمزق



#إقبال_قاسم_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وزير خارجية سوريا يرد على سؤال بشأن إمكانية زيارة أحمد الشرع ...
- السعودية: واقعة دفن جثمان فتاة بالخطأ على أنه لشاب ومحافظ ال ...
- تفاصيل وقف إطلاق النار في غزة.. إليكم ما نعلمه
- د. بحبح في بلا قيود: الرئيس ترامب هو الوحيد القادر على الضغط ...
- محمد قيس حيدر.. اختطاف طفل من أمام مدرسته في اللاذقية ومخاوف ...
- مداهمات وإجراءات تأديبية .. شبهات عنف تلاحق أفراد شرطة ألمان ...
- ألمانيا وأوروبا تبحثان عن دور في غزة بعد الحرب
- اتحاد الجمعيات الخيرية بالقدس في دائرة الملاحقة الإسرائيلية ...
- المياسة الأنصاري: مؤتمر -قيادة- بالدوحة غيّر رؤيتي للهوية وا ...
- موقع إيطالي: بيع صواريخ أمرام الأميركية لباكستان يقض مضجع ال ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إقبال قاسم حسين - السودان والعرب والثقافة الاسلامية