أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير دياب - أمهلنا ماركس ما زلنا ندرس البيان الشيوعي















المزيد.....

أمهلنا ماركس ما زلنا ندرس البيان الشيوعي


سمير دياب

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 22:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفقر والبطالة كيانان ملازمان لحياة البشرية. ولن يجدا حلاًّ لهما حتى لو تمت معالجة الأزمة الاقتصادية للرأسمالية. فالأزمة بنيوية مصدرها الرأسمالية المأزومة ذاتها. ولن يختفي الفقر، ولن تتقلص البطالة ولو حصل إنتعاش أو حدث إنفجار إقتصادي جديد من ذات الرأسمالية "الجديدة"، لأن وظيفة الشركات العابرة للقارات تنحصر في تركز رأس المال الذي لا يسعى للإنتعاش والنمو، بل العكس تماماً. ودافع أصحابها، في كل عمليات توظيف وإستثمار رؤوس الأموال، يصبُ في مصلحة رفع حدود الأرباح. وليس في مصلحة رفع زيادة الانتاج.
ليست الأزمة والمشكلة في الآلة، إنما في فكر وسلوك مالك هذه الآلة. ولم يكن يوماً الصراع بين الآله والانسان، بل بين طبقتين إنسانيتين، الأولى تمثل أقلية الأقليات تملك الآلة ورأس المال وتحاول دائما أن تستملك وتستعبد الإنسان. والثانية تمثل النسبة الساحقة، مسحوقة، تملك قوة العمل، إضافة الى إمتلاك قوة أكبر وهي قوة تحًمل القهر والجوع والاضطهاد والخوف والظلم والاقصاء والتهميش والتمييز و..الخ. والقوتان مستغلتان من الطبقة الأولى، القوة الأولى تُستغل في سبيل زيادة الإنتاج، والقوة الثانية ُتستغل من أجل سياسة توزيع الانتاج. هذا ببساطة هو معنى الصراع بين الطبقتين البرجوازية والبروليتاريا، وهو الصراع الطبقي بالتحديد.
لم يبدأ الصراع الطبقي مع بيان "ماركس وانجلس" الذي عرف بأسم "البيان الشيوعي" عام 1848، بل عرف معناه ومحتواه قبل ذلك، لأن الإنسان منذ العصور الأولى يصارع لتأمين حاجياته، ويسعى لخلق نظام إجتماعي يحميه ويوفر له ولمحيطه أمنه واستقراره.. اليوم، والآن، ومع كل تجارب العصور والفلسفات والأديان والحروب والنظم السياسية الحديثة والاتفاقات الدولية.. ما زال الإنسان يصارع وبقساوة أكثر ربما، من أجل تأمين المأكل والملبس والمسكن، أضيف اليهم التعليم والعمل والكهرباء والماء والدواء والاستشفاء والبنزين والمازوت.. يزرع الأرض ويحصد لغيره. يكدح في الانتاج ويثري سيده. يناضل للتغيير وقوانين القمع والمنع لا ترحمه. ليبقى مقياس نجاح او فشل أي نظام سياسي ـ اجتماعي يتوقف على مدى تلبية الحاجيات البشرية.

لم يكن "ماركس" قارئ فنجان قهوة، بل كان فيلسوفاً قرأ في العلوم، وحلل في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وأكتشف مع زميله "أنجلس" أكثر قوانين التطور أهمية، هذا القانون قادر بمفرده على شرح تطور التاريخ البشري. وهو، أنه "لا يمكن لشكل ما من المجتمعات من البقاء على قيد الحياة إلى درجة قدرته على تطوير القوى المنتجة". و أنه "لا يمكن لمجتمع أن يضمحلَّ إلا إذا استنفد إمكانيات التطور الموجودة داخله". بهذا المعنى, يجب علينا مقارنة النظام السياسي ـ الاجتماعي بالكائن الحي ـ أي "نظرية الحركة"، بمعنى أن التاريخ ليس سلسلة من الأحداث المفككة والمتفرقة تقررها الصدفة وحدها، أو عظمة الأفراد فيه. لكنه مراحل تحكمه قوانين يمكن فهمها وتفسيرها كأي مجال آخر من الطبيعة. وقد شرح "البيان الشيوعي" أن نظاماً اجتماعياً ما ليس بشيء راسخ للأبد. تلك هي أوهام كل حقبة تاريخية. لأن كل نظام سياسي ـ إجتماعي ينطلق من مبدأ تكريس وتأبيد ما يعتقده بأنه الشكل الوحيد الممكن لوجود البشرية، وأن سياساته ومؤسساته وكل أدوات نظامه تشكل المعايير الوحيدة ونهاية التاريخ. ذلك ما آمن به الإنسان الأول والاباطرة والقياصرة والملوك، وذلك ما يحاول أن يثبته البرجوازيون (الأصليون والتابعون) لنا، من خلال اقناعنا بخرافة ديمومة نظامهم العالمي الجديد.
*****

يفهم التطور على أنه مرحلة بطيئة ومتدرجة. ولأن المجتمع يشبه تقريباً الطبيعة، فأنه يعرف فترات طويلة من التغير التدريجي البطئ. لكن هذا الخط تقطعه تطورات تعجل في مراحل التغيير مثل الحروب والثورات، وهي أحداث تعمل كمحرك أساسي للتطور التاريخي أما الأسباب الجذرية للثورات فتكمن في أن نظاماً سياسياً واقتصادياً ما قد شارف على نهايته ولم يعد قادراً على تطوير قوى الانتاج.

وهذا ما أكده "البيان الشيوعي" في فكرة: "ان تاريخ كل الطبقات الموجودة إلى حد الآن هو تاريخ صراع الطبقات". اما جوهر هذا الصراع فإنه يتمثل في قسمة الفائض الذي تنتجه الطبقة العاملة. ولا يمكن تفادي هذا الصراع حتى تبلغ القوى المنتجة المستوى الكافي من التطور الذي يسمح لها بإلغاء الفقر ونقص الإنتاج لكل كائن بشري. لذا فإن "الشيوعية" ليست مجرد فكرة حلوة تقال، ولا هي مرض ميؤوس منه. أنها سيرورة وقاعدة مادية، وهي فرضية عملية ضرورية لغاية إنسانية الإنسان، ولأنه بدونها تصبح الحاجات مجرد عموميات, ومع العموميات يكثرالحرمان، ومع الحرمان يبدأ الصراع من أجل تأمين الضروريات وسط حقل من الاستغلال والاضطهاد والفساد والبيروقراطية بين الطبقة البرجوازية (الحاكمة) والطبقة العاملة (المحكوم عليها).

وإذا كان الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي، فلا بد من أن الظروف الاجتماعية ستنتج تغييراً في وعي الناس آجلا أم عاجلاً. لكن ليس بشكل أوتوماتيكي أو عفوي إنما من خلال سيرورة جدلية ومنهجية وحركية توفر هذه الشروط الموضوعية لوعي التغيير، وفق مشروع متكامل.

لذلك، فإن الحزب بالنسبة للشيوعيين هو أولاً برنامج وخطة ووسائل تعبئة، وهو حاملة لهذه الأفكار للطبقة العاملة والكادحة من أجل النضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ولأن التاريخ هو افضل كتاب للعلم والتعلم من التجارب، فإنه في ظل هذا العصر المتوحش ـ عصر الشركات العابرة والقابضة، وهي فعلاً قابضة على أنفاس البشرية جمعاء. لا بد من العمل، وقبل العمل لا بد من الاستعداد والتحضير، وقبل ذلك لا بد من التسلح بالوعي والخطة والبرنامج والمشروع. لأن المعركة في مواجهة أدوات مرحلة ما فوق الامبريالية الرأسمالية (بالإذن من لينين) ستكون شرسة وصعبة ومكلفة جداً، لهذا يجب أن تكون هذه الأمور معدة مسبقا، ومحًضرة جيدا، مع شًد الرباط الفعلي بين التحضير والنضال اليومي ومراكمته تمهيداً لصناعة فعل مرحلة تاريخية، أو أقله الإستفادة من فرصة أزمة الرأسمالية وإنحدارها المدوي على رؤوس بشرية الكرة الأرضية، في الوقت الذي تكتفي فيه الأحزاب الشيوعية والحركات اليسارية على تأكيد حضورها المرحلي من خلال تفسير الظواهر، وتوصيف الأزمة الراهنة، والإنكباب على قراءات وتفسيرات جديدة "للبيان الشيوعي" وتقييم تجربة انهيار الاشتراكية المحققة.. هللويا.

*****

أمهِلنا "ماركس" ما زلنا ندقق ونمحص وندرس بيانك الشيوعي، ولم نكتب أطروحتنا ـ ثورتنا العمالية بعد، وحتى ذلك التاريخ المفترض سنبقى نتفلسف ونتثاقف ونرمي التهمة على الضحية بدل أن نعمل ونتوحد بوجه الجلاد من أجل الإقلاع في عملية التغيير.



#سمير_دياب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة الشيوعي صعبة لكن خياراته صائبة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير دياب - أمهلنا ماركس ما زلنا ندرس البيان الشيوعي