أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الخوارج














المزيد.....

الخوارج


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 07:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخــــــــوارج

اولا :
*كان الخوارج قمة الإخلاص فيما يعتقدون أنه الحق ، وكانوا أيضاً قمة في الجرأة على سفك الدماء ، وفي تكفير غيرهم واستحلال دمائهم وذرياتهم . وبسبب ذلك امتاز تاريخهم العسكري بظاهرتين :الشجاعة المتفردة وأن أكثر هجومهم كان على المسلمين فقط .
*قتل الخوارج الإمام علي بن أبي طالب،وأرهقواالدولة الأموية بثوراتهم المتعاقبة، ومنها ثورة مرداس بن أدية الذي اشتهر بين الخوارج بتفانيه في العبادة وشجاعته, وقد خرج فى العراق على الدولة الأموية في أربعين رجلاً فقط في خلافة معاوية, فأرسل إليه الوالي ابن زياد حملة عسكرية تتكون من ألفي رجل يقودهم القائد أسلم بن زرعة، وتقابل الخوارج الأربعون مع الجيش الأموي عند بلدة" أسك" فانتصر الأربعون من الخوارج على الألفى رجل وهرب القائد الأموي يحمل خيبته، وكان الصبيان إذا رأوا ذلك القائد الأموي في الطريق صاحوا به: مرداس بن أدية خلفك !!
وقال أحد الخوارج في هذه المعركة يتندر على الأمويين :
أألفا مؤمن منكم زعمتم ويقتلهم بأسك أربعونا
كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولكن الخوارج يؤمنونا
هم الفئة القليلة قد علمتم على الفئة الغليلة ينصرونا
واضطرت الدولة الأموية لإرسال جيش أخر يعيد هيبتها، ولم يجرؤ ذلك الجيش على مواجهة الأربعين خارجيا ، فانتظر الى وقت دخول وقت الصلاة ، وانتهز الجيش وجود الخوارج ركعاً سجداً في الصلاة فهجم عليهم، ولم يخرج الخوارج عن الصلاة واستمروا فيها والسيوف تتناولهم قتلا ، وكل واحد منهم يقول :" وعجلت إليك ربي لترضى"!!
* وذلك يعطينا مثلاً لما كان عليه الخوارج من إخلاص لعقيدتهم وشجاعتهم في المعارك، ولكن وجهوا تلك الشجاعة لقتال المسلمين وحدهم ، بل وكانوا يقتلون المسلمين قتلاً عشوائياً .
وقد بدأ ذلك في تاريخ مبكر في نشأة الخوارج، فالفرقة الأولى من الخوارج وهم " المحكمة الأولى" كانوا يخرجون بسيوفهم على الناس في الأسواق فجأة ينادون بشعارهم "لا حكم إلا لله" ثم يقتلون من يجدونه أمامهم من أهل البلد، ولا يزالون يقتلون ما استطاعوا إلى أن يقتلهم الناس، وكان من طقوسهم الدينية أن أحدهم لا يخرج للتحكيم إلا على سبيل أن يقتل من المسلمين ما استطاع ويموت.. وكلما قتل رجلاً هتف: "لا حكم إلا لله".فهم أول من شرّع العمليات الانتحارية فى تاريخ المسلمين بالمناقضة لشرع الله سبحانه وتعالى . كما أنهم أول من قال بالحاكمية التى تعتبر الآن نظرية التيار السلفى فى الحكم السياسى .
* وهكذا فهم الخوارج أن الإسلام مجرد شعار"الحاكمية لله" وحتى ذلك الشعار فهموه فهماً خاصاً،ومن خلال تلك النظرة المتعصبة والضيقة استباحوا دماء مخالفيهم من المسلمين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..
ثانيا :
من التاريخ نتعلم أن تلك الحركات المتعصبة لا تنجح في إقامة دولة ولا تفلح في صيانة نفسها من الانشقاق والتصفيات الدموية فيما بين فصائلها.. كذلك كان مصير الخوارج وسيكون مصير كل من سار على طريقهم من أولئك الذين يقرءون في الإسلام حرفاً ولا يفهمون منه طرفاً .
لقد كان الخوارج بدوا محدودي الوعي شديدي التدين، وكانوا مع الإمام(على) اشد أنصاره وأشدهم كراهية لمعاوية الذي كان ممثل" الانفتاح" على الدنيا، وانشق الخوارج عن(على) حين تفاوض مع "معاوية" الانفتاحي وحاربوا"على" وقتلوه، ثم حاربوا معاوية وخلفاءه.. ووهبوا حياتهم وشجاعتهم لسفك دماء المسلمين بدون تمييز، وكان ذلك دينهم الحقيقي .
وصحيح أن الخوارج انتقلوا إلى متحف التاريخ، ولكن التجربة تتكرر الآن في حياتنا وشوارعنا..
وهناك أوجه تشابه عديدة بين نشأة الخوارج ونشأة الجماعات المتطرفة الدموية، فكلاهما أفرزته تجاوزات العصر وسيئاته، وكلاهما وجد العلاج النفسي في التمسك بما يفهمه من الدين،ووجد في الدين شرنقة يحمي بها نفسه أمام متغيرات لا يجيد التعامل معها ، وكلاهما قام بتحويل نفسه إلى قنبلة انتحارية يهدم بها نفسه والمجتمع.. والخوارج أسهموا في تدمير الدولة الأموية ولم تقم لهم قائمة بعدها
ولكي تنجو الدولة المصرية من مصير الدولة الأموية عليها أن تحارب الفساد وأن تؤمن بأن الديمقراطية تعني أساساً تداول السلطة وليس مجرد حرية النباح في الصحف الحزبية..
وأعتقد أن حاضر مصر ومستقبلها أهم كثيراً من بعض الأحزاب.. وبعض الأشخاص..!!
أخيرا
ظهر هذا المقال فى جريدة الأحرار بتاريخ 19 /7 /1993
ونعيد نشره هنا بعد 17 عاما للتأكيد بأننا مثل الذى ( يؤذن فى مالطة ) على رأى المثل المصرى ..



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل نفس بشرية جسدان ( 5 ): الكون : تنظيم ثم تدمير ثم بعث
- عبد الله بن المبارك : أحد صنّاع الدين السّنى .
- أخلاق عشوائية
- لكل نفس بشرية جسدان ( 4 ) بعث الجسد الآخر: خلق وموت وبعث الك ...
- لقمة العيش
- تعليق على مقال ( الخليفة الذى مات من التخمة )
- الخليفة الذى مات من التخمة
- سلطان
- تعليقا على ما قاله الأب بيشوى
- الشيخ الشعراوى : رؤية اقتصادية
- لكل نفس بشرية جسدان (3 ) التداخل بين عالمى الشهادة المادى وع ...
- لكل نفس بشرية جسدان (2 ) : شياطين البرزخ وعلاقتها بالنفس
- الخليفة المعتضد العباسى .. والحائك
- الدين المغشوش
- الدواء المغشوش
- زيارة السيدة العجوز ..!
- مسجد الضرار فى نيويورك
- الاسلام والمجتمع المدنى و سلطة الحاكم
- ولا يزال قاسم جغيته وزيرا
- البوليس السرى فى دولة احمد بن طولون


المزيد.....




- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الخوارج