أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيبان محمد السامعي - تثاؤب في وجه السماء !!














المزيد.....

تثاؤب في وجه السماء !!


عيبان محمد السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 07:49
المحور: الادب والفن
    


ـ سيكونُ من السهلِ عليكَ بعدَ اليوم أنْ تتثاءب ..
قالها , وأدارَ ظهرَهُ , ميميماً شَطرَ إغفاءةٍ تأتي ..
/ في الحقيقةِ يكتسبُ التثاؤبُ لدى هؤلاء قداسةَ من نوعيَّةٍ خاصة ./
لازلتُ أتذكَّر ذلك العجوز المتكوِّم على نفسه في زاويةٍ ما من غرفةٍ مظلمة , أتذكَّر كيف كان يدسُّ رأسه في صدره ! , و يلهج بذاتِ التثاؤبِ المقدسة , وكيفَ أَنَّه يتباكى على أطلالِ روحهِ الخَرِبَة .
/ أقررُ في مراتٍ كثيرة أنَّ الذكرى فعلٌ ساذج لا يقوى عليها سوى الضعفاء من البشر ! /
ولي مع الذكرى وقفات كثيرة أتذكر مثلاً صديقي الوحيد الذي غابَ منذُ تثاؤبٍ ونصف ليعودَ مجرجراً وراءَهُ أذيال التعاسةِ من إغفاءةٍ لم تأتِ , ومن نبوءةٍ لم تتماثل للتشكُّل .
للعلم فإن صديقي هذا الذي ـ يوماً ـ أعطاني ظهرَهُ , يشيحُ بوجههِ كلما استهوتني فكرةُ التثاؤب !
وأتذكَّر جاري الذي بلغَ من التثاؤبِ عتيَّاً .. يضعُ ظِلَّهُ الداكن على رفٍّ آيلٍ للحلم .. ينتصبُ منتشياً حالما يفترشُ الأُفُقَ الممدود .. و يتورّك لتبدأ ( دراما) طقوسهِ المعهودة , فيتفسّخ وجوه النسوة اللواتي قَطَعْنَّ أصابعَ المدينة .
/ للحقِ ـ والحقَّ أقول ـ أنَّ يديهِ المعلَّقتينِ في الهواء هى , فقط , من شدَّتْ انتباهي واسترعتْ جُلَّ اهتمامي . /
[ حتماً سيمرُّ هنا من بابٍ مواربٍ للغيب ] .. يهمسُ لروحِهِ المُجْهَدَة بثقةٍ مبررة لتغرقَ في الصدى..وإنَّ للصدى آذان ...
وأتذكرُ ظلي ذاكَ الشيخُ الصوفي ( العارف بالله ) , الذي ـ دوماً ـ يخذلني بقوله :
( أيَّها الجاهلُ الجاحدُ الحقَّ )
إنَّ التثاؤبَ في وجهِ السماء لا يقرُّهُ اللهُ ولا الملائكةٌُ و لا الأتقياء .
لذا سآوي إلى ظلٍ يعصمُني من الظل , وأفصلُ القصيدةَ إلى تثاؤبين :
تثاؤبُ ما بيني وبيني , وتثاؤبُ ما بيني وظلي ..


أولاه :

تمرُّ مُدنُ التثاؤبِ على مدِّ البصرْ , كما لو كُنَّ غجريات من العهدِ القديم ..
يَنْزلنَّ إلى النهر ليستحمََّ بماء قُلوبِهنَّ السرُُّ
ـ من هنا سيدخلُ ( موسى النُُصير)
ـ من هنا سيطلُُّ (عبدالرحمن ) قائدُ الفاتحين ,
وهنا تشتعلُ قصائده شوقاً , حينَ تهبُّ في جوانحِهِ رياحُ الشرقِ , ونخلةُ بلادِ الرافدين .
هكذا ( الكمنجاتُ تبكي على العربِ الخارجينَ من الأندلس ),
هكذا ( الكمنجاتُ تبكي مع الغجرِ الذاهبينَ إلى الأندلس ),
هكذا نبكي على أمةٍ ضائعة..
وهكذا البوحُ يتطَّهَر من أدرانِ الخطيئةِ .
وأطَّلعُ في كتابِ الخليقةِ عن سيرتِهنْ:
لقد عُدْنَّ يَحملنَّ ظِلاً بطولِ مئاتِ السنين ,
ويلبسنَّ تثاؤباً كان قد تعرَّى عند المساءِ الأخير ..


ثانيه :

ظلٌ على ظلٍ يا لَعمري الذي قد ضاعَ مني ..
..................
وهل يستقيمُ الظلُ إنْ مالَ عن الشمسِ الرجالُ ,
أم هل يستطيبُ التثاؤبُ إنْ غادرَ الإلهُ كعبَ الصلاةْ
أوفٍّ لظلٍ لا يعرفُ طريقَ الضَّوءِ ,
وأوفٍّ ألفَّ مرة لتثاؤبٍ لا يعي كنه المذلاتْ
وإذنْ ..
لابدَّ لي أنْ أتحاشى طريقَ ظلي ,
وأنْ أتنكَّرَ للزمان الذي صارَ في غفلةٍ من عمري ..كفاً للقبلاتْ ,
وأنْ أُُرخي مسامعي لقولِ أحدهم :
لا تلتفتْ إلى الصبحِ وأنتَ ذاهبٌ إلى الصلاةْ ...



#عيبان_محمد_السامعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزاح ذو العيار الثقيل !! قصة قصيرة
- الشباب والحالة الراهنة


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيبان محمد السامعي - تثاؤب في وجه السماء !!