أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان السلمان - همس الدراويش ورفض التشنجات الشكليةللقاص صالح جبار














المزيد.....

همس الدراويش ورفض التشنجات الشكليةللقاص صالح جبار


علوان السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 23:34
المحور: الادب والفن
    



الأدب بوصفه وثيقة تاريخية ترصد من وجهة نظر جمالية متغيرات الوجود الإنساني والاجتماعي والنفسي.والقصة القصيرة كونها فن أدبي تمثل وجهة الانفعال السريع لمعالجة الفعل الواقعي عن طريق رصدها للحركات المتسارعة وإعادة صياغتها بمظاهر الخطاب أسلوباً وبناء ودلالة مع استلهام المتناقضات التي تمتد على خارطة الجسد الاجتماعي.. كونها تنفعل وتتفاعل مع الحدث وتوتراته..والقاص صالح جبار في مجموعته القصية (همس الدراويش) والتي تضمنت أحدى وعشرين قصة فيها يشارك متلقيه مشاركة فاعلة في تحقيق الكشف من خلال اقتحامه الوجود وحركته.. لذا فهو يتحرك في دائرة كونية مقترنة بالزمانيه..بلا كلل يمضي بين الجالسين، يتبختر في مشيته.. أسر المتحلقين بصبره وجلده.. أنه يؤدي رقصة الأكتواء وسط حلقة الدهشة.. من هذيان يسيح الألم فيه بصمت.. أعب الهواء في رئتي.. يتمنطق الفزع داخلي حين يقترب يسد المنافذ.. وتعبر قسمات الدهشة والخوف بتجاعيد زمن لا يوصف..(حتى تتوفر شروط البحث في الذات عليك أن تخلص في عملك...) ص10 - ص11 فالقاص يعني بدقة متناهية يرسم صوره وشخصياته بطريقة توزيع مناخاته وألوانها.. فعنصر الحركة عنده يشكل أحدى معطيات المستوى الحسي للغته التي وظفت الأشياء بطريقة موحية أسهمت في تطوير البناء الدرامي لقصصه.. إذ توظيف الجزئيات للكشف عن دخيلة الشخصية وتطوير الحدث.. وهي تعرض الظواهر الطبيعية والاجتماعية مع تركيزها على الجوانب المعتمة في الإنسان والوجود... (ما تطمح إليه السيدة (خديجة) تعويض ما فاتها... لأنها تدرك جيدا، أنها ليست جميلة، ومذ فتحت عينيها، لم تر سوى الفقر ينخر أحلامها...) ص14 لقد استطاع القاص أن ينقل بدقة ما يجري في البيئة من وقائع وأحداث وشخوص وحوادث وهو يخترق الواقع.. فكانت عدسته لامة لما يحيط واقعها.. فامتلكت زمام الإبداع ومن خلال نقل الأفكار بابتعاده عن اللغة المثقلة بالتعابير الإنشائية والجمل التقريرية مخترقاً النفس وتداعياتها بتوليها اهتماماً خاصاً بالشخصية ذات العمق النفسي المليء بمفاجئات السلوك المتفرد..هم يطير في باحة الروح وعشبة السكون تدمي اضطرام الرغبة في أحشائي، ففكي الرتاج لعلي أحظى بساعة الفرج.. ويغمرني عطر التوبة..) ص32 أنه يمارس ذاتيته بإخلاص حتى في تعبيره عن أزمة الإنسان والمحيط.. مع تركيز على الهمّ الإنساني كمحرك فاعل ومؤثر في توظيفه داخل بنية النص.. لذا فهو يلتقط صور الواقع الاجتماعي بلغة تستخدم المنولوج الداخلي للكشف عن دواخل الشخصية وتفاعله مع الخارج مستخدماً الطبيعة لتخفف من ثقل الواقع النفسي الذي تعيشه... فقصصه تبدأ بالوصف ومن ثم تتحول إلى مجموعة من التداعيات التي تتوظف بقصديه واضحة لتعطي بعض التفسيرات المتسلطة على ذهن القاص...صمتت كلماتي، رحت ابحث عن مفردة تملى حيرتي وسكوني.. جفت في نسغ الخاطرة حروف ظنوني، وصوتك يأتيني، عبر الهاتف، يشعل جمرة قلبي..يأخذني، ويسرح بي، في دوامات الموج المتسلل بين عيوني... الصخب الهائج في كاوات اللعنة، يعلن للآتين.. عن نحر قرابين الوثن المتسربل بدثار اللوعة..) ص29 فالقاص يكتب بوجدان يستوعب الحياة مع تكثيف لحظاتها.. كونه يتفنن في أبراز الشخصية بحركاتها الدائمة داخل بنيتها مع اعتماد السرد الحكائي فكانت قصصه متعددة الأصوات والخطابات والأفكار والمواقف تتركز حول همها الإنساني المنبثق مع واقع مجسد في الحياة اليومية.. لذا فنموذجها يبرز كوحدة أساسية في العمل الفني.. بتكنيك يكشف عن نفسه من خلال رحلته مع عوالم شخوصه.. والكشف عن نفسياتهم واعتماد الوصف الفني بلغة بسيطة منسابة بطراوة شاعرية لما فيها من خيال داخلي متدفق... إضافة إلى اعتماده الحوار الداخلي الذي هو (حوار طرف واحد أو هو حوار بين النفس وذاتها...) كما تقول الدكتورة سهير القلماوي.. لقد تميزت هذه المجموعة بالتسجيلية مع قدرة على التقاط اللحظات العيانية باستخدام أسلوب الإشارة الذكية والتصوير السريع...
لاحقت الرؤى لكنه بقى جاثما حيث رائحة القهوة والشاي الذي يعطره الهيل، لطالما سمع كلمات الثناء، وأحيانا الاكراميات الصغيرة، التي يخبئها في جيب بنطاله الأسود لأنه يعي جيدا أن العجوز ستبحث في جميع جيوبه، لتأخذ ما حصله، وهي تصرخ بأن الراتب لم يعد يكفي) ص88 مع تذكير وتركيز على وصفية الواقع ومحاولة تفصيل حوادثه كما في قصة (همس الدراويش) و(خديجة) و(حب من حجر) و(الغيرة) و(الخوذة الحديدية) و(الجرس)..باعتبار القصة القصيرة قادرة على تصوير الواقع واستلهام متناقضاته من خلال دائرة أكثر اتساعاً.. متجاوزة مجالها لتدخل عوالم النثرية الشعرية المركزة...بالأمس تلمست ثوبا من الحرير، قربته من أنفاسي.. شممت فيه رائحة عطرك!!..فأينعت داخلي زهرة أشعلت مصابيح دمي.. ورأيتك تتدفقين داخلي، مثل شلال.. يأبى التوقف، فيزحف عطرك على جسدي، مثل جنون النمل، على حبات القمح.. ويأتي صوتك من دهليز روحي
-من يوقف هذا الاضطراب..؟؟
-سيدتي.. أنه خلل في النظام الجيني..) ص45 فهنا التركيبة الحلمية المتدخلة مع الواقع تتخلل القصة بلغة شاعرة للاستعاضة عن النقص في جانبها ألحدثي.. إضافة إلى الكشف عن قدرة القاص في قصه.. إذ أنه يوازن بين حركة الشعر داخل النص والقدرة على القص الواقعي وتسجيل الأحداث.. كونه وظيفة الكلمة في السرد تتميز بأنها أكثر تجدداً وأوضح دلالة من خلال تمازج الفكر والإحساس لتحقيق المتعة الذهنية والنفسية معاً.. باستخدام الجملة القصيرة وضرباتها المتتابعة وقدرتها على الاقتصاد في اللغة مع قدرة الوصول إلى نهاياته بخطى واثقة مرسخة مفهوماً إنجائياً عبر بناء سهل خال من التكلف والغموض. فقد كانت (همس الدراويش) قصصاً رافضة تشنجات الشكلية.. ومحتضناً مضمونها الإنساني.. كونها ذات اللحظة التي تكتب عنها.. مع وعي امتداداتها التي اعتمدت الحوارات المبنية على أسس منطقية اتخذت من ضربتها الاسترخائية المقترنة بحوارات الذات الداخلي...



#علوان_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علوان السلمان - همس الدراويش ورفض التشنجات الشكليةللقاص صالح جبار