أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - عريب الرنتاوي - الجبهة الشعبية وارتدادات -الأسلمة-














المزيد.....

الجبهة الشعبية وارتدادات -الأسلمة-


عريب الرنتاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 11:18
المحور: بوابة التمدن
    



أُعلن في غزة، عن ولادة تنظيم إسلامي فلسطين جديد، أطلَقَ على نفسه إسم "الجبهة الشعبية الإسلامية لتحرير فلسطين"، الإعلان الذي تردد صداه في جنين في الضفة الغربية، يشبه في مبناه "البلاغ رقم 1"، فهو يزعم أنه التعبير عن توق القواعد الجبهوية العريضة "المسلمة" للخلاص من قبضة "القيادة الكافرة"، وهو إذ أعاد إرهاصات نشأته أواسط الثمانينات، قدم "الحزب الجديد" كحزب إسلامي مقاوم ومستقل، متحاشياً ذكر أسماء "أعضاء مجلس قيادة الثورة"، وكل ما ورد حول الحزب من معلومات جاء على لسان "مصدر رفض الكشف عن هويته".

"الشعبية" ردت على هذه المزاعم باتهام أجهزة أمن حماس بـ"فبركة" القصة من ألفها إلى "واوها" وليس إلى "يائها"، وهي قالت أن الأمر لا يزيد عن كونه تحرك لعناصر معروفة لديها لجهة ارتباطاتها الأمنية (حماس)، وأن ما يجري هو انتحال لاسمها ومحاولة للسطو على تراثها النضالي.

أدهشتني لغة السجال و"التغطية" التي تناولت "الحدث"، خصوصاً على المواقع الالكترونية الإسلامية، ففي خلفية الخبر قرأت عبارات تعرف الجبهة على أنها تنظيم فلسطيني أسسه وقاده زعيم مسيحي أسمه جورج حبش، قبل أن يُقعده المرض فيستقيل، وأصدقكم القول أنها المرة الأولى التي تستوقفني فيها "مسيحية" جورج حبش، وأصدقكم القول، وأنا ممن عرفوا الرجل عن كثب، بأنها المرة الأولى التي أشعر بأن القائد "الفلسطيني، القومي والأممي" قد وضع في "قالب طائفي"، كان هو شخصيا، فضلا عن مئات الألوف من أنصاره ومحبيه، من أشد الناس رفضاً له.

على أية حال، عدت بذاكرتي وأنا أقرأ الخبر، سنين للوراء، فالجبهة الشعبية تأسست في مختتم العام 1967 كتنظيم يساري خارج من رحم حركة القوميين العرب، ومتحالف مع بعض الجماعات والمجاميع الفلسطينية، ولم يمض سوى أقل من عام على التأسيس حتى انشقت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة"، ليتبعها بعد ذلك بنصف عام فقط انشقاق آخر، رأت بنتيجته "الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين" النور، وقد حرص "المنشقون" على إتباع كلمة "الديمقراطية" في قلب اسم الجبهة الأم، تمييزاً لأنفسهم عنها، يومها اتهمت الجبهة الشعبية حركة فتح وأجهزتها الأمنية، بدعم الانشقاق والانشقاقيين، وظلت العلاقات بين الفصيلين اليساريين محكومة بعقدة الثاني والعشرين من شباط / فبراير 1968.

مضت سنوات خمس، قبل أن يقع الانشقاق الثالث في صفوف الجبهة الشعبية، لتنبثق عنها هذه المرة، "الجبهة الشعبية الثورية لتحرير فلسطين"، حيث ارتأى المنشقون عن التنظيم الأم، تمييز أنفسهم على الجبهتين الشعبية والديمقراطية معاً، واختاروا كلمة "الثورية" لإقحامها في منتصف اسم الفصيل الأم. لم يعمر التنظيم الجديد طويلاً على أية حال، عاد من عاد إلى صفوف الجبهة، وذهب "الرفاق" كل في طريق.

اليوم، هناك من يقول أن ارتدادات موجة "الإسلام السياسي والمقاوم" قد ضربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث يحرص المنشقون عنها، على إضافة "الإسلامية" في ذات المكان الذي وضعت فيه من قبل، كلمات من نوع: "الديمقراطية" و"الثورية"، حجة هؤلاء أن الجسم الرئيس للجبهة ما زال على دين آبائهم وأجدادهم، وأن حفنة من الرجال في القيادة هم من خرج عن "الملة" والتحق بركب "الكفر والكفار"، ويبرهن هؤلاء على فرضيتهم بالإشارة إلى أن معظم كوادر وقواعد الجبهة الشعبية، يمارسون العبادات بانتظام، من صلاة وصوم وحج وعمرة، وأن ما يربطهم بحزبهم الأم ليس سوى بقايا "شوق وحنين" لماضٍ لم يعد له ما يسنده كثيراً في الواقع المُعاش.

ذات يوم في زمن "البيرسترويكا" و"الجلاسنوست"، كان جورج حبش قاد عاد للتو من زيارة لموسكو، حيث التقيته في مكتبه بحي المزرعة في دمشق، وكانت "الماركسية – اللينينة" في حضيض مكانتها الدولية، سألته، وهو الذي كان قضى أزيد عقدين من عمره رافعاً للواء تحويل الجبهة الشعبية من "حركة قومية عربية" إلى "حزب ماركسي – لينيني فلسطيني" عن مفارقة اكتمال هذا التحول حزبياً مع أفول نجم الماركسية – اللينينة عالمياً، يومها بدا الإحباط مرتسماً على ملامح الرجل من دون أن ينطق به لسانه، فهو أكمل مسيرة "التحوّل" هذه أو كاد، فيما "الناس مروّحة"، بلغ ضفاف الحركة الشيوعية العالمية وهي على شفير الاندثار والتلاشي، كان الحوار ثقيلاً ومخيباً، عرضت عليه ممازحاً، وربما من سعياً لطرد الكآبة: ما رأيك أن نشرع في مسيرة تحول جديدة، ولكن نحو "حزب ديمقراطي مسيحي" هذه المرة، قلتها، والله على ما أقول شهيد، ولم يكن يخطر ببالي أبداً، ولا للحظة واحدة، العزف على "مسيحية" جورج حبش، ازداد وجه الرجل امتعاضاً وامتقاعاً، وشعرت أن المثل القائل: "جاء ليكحلها أعماها"، ينطبق عليّ في تلك اللحظة أتم الانطباق، لم يخطر ببالي اقتراح "حزب ديمقراطي إسلامي" فلم تكن الحركات الإسلامية في حينه، قد دخلت نادي اللاعبين الكبار بعد.

نأمل أن يكون بيان الجبهة الشعبية أقرب للحقيقة والواقع، وألا تزيد "الجبهة الشعبية الإسلامية لتحرير فلسطين" عن كونها "قنبلة دخانية" او "صوتية" لا فرق، فلسنا بحاجة لمزيد من الفصائل و"التفريخات" و"الاستنساخات"، لقد بات لدينا من كل فصيل نسختين أو ثلاث نسخ، لكل منها أمين عام ومكتب سياسي ومقرات وموازنات، واحدٌ في دمشق وثانٍ في رام الله وأحيانا ثالث في غزة، هذا يكفي ويزيد. ولا "نرغب" أن نصدق أن "أمن حماس" يمكن أن يلعب لعبة رخيصة من هذا النوع، خصوصاً في هذا الوقت بالذات، حيث تنفض الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن نفسها "غبار الركود والسبات" وتتحرك لاعتراض مسار التنازلات، المؤلم والمؤلمة الذي تنحدر إليه الساحة الفلسطينية، فإن صحت تقديرات الجبهة وصدقت اتهاماتها لأمن حماس، سنكون مرة أخرى شهوداً على "ضيق أفق المنظور الأمني"، ومشاهدين لحلقة جديدة من حلقات "لعبة العبث" التي دفعت الساحة الفلسطينية ثمنها باهظاً.




#عريب_الرنتاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مجالس الصحوة اليسارية-


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - عريب الرنتاوي - الجبهة الشعبية وارتدادات -الأسلمة-