أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - ندى الأزهري - ذكورية» ضواحي فرنسا : لمَ كل هذا الكره للنساء؟














المزيد.....

ذكورية» ضواحي فرنسا : لمَ كل هذا الكره للنساء؟


ندى الأزهري

الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 17:34
المحور: بوابة التمدن
    


امان
ألغت قناة «آرتي» برمجته في 31 آب (أغسطس) لتعود وتقرر عرضه أول من أمس. الشريط الوثائقي «مدينة الذَكر» للمخرجة كاتي سانشيز، يبرز العنف المطبق قولاً وفعلاً ضد النساء في الضواحي الفرنسية، ولا يتساءل عن دوافعه.

المكان محطّ الاهتمام هو الضاحية الباريسية فيتري حيث أحرق شاب فتاة (سوهان 17 سنة) بصبّ البنزين عليها لرفضها إقامة علاقة معه. جرت الحادثة عام 2002، تبعتها ثلاث حالات متفرقة على مدى سبع سنوات في مناطق أخرى: رجم غفرانه في مرسيليا، إحراق شهرزاد في نوييه، شنق فاطمة... والأسباب يمكن عنونتها بـ «أسلوب العيش». فهن فتيات أردن عيش حياتهن والخروج من أسر حياة الضواحي والابتعاد عن العيون التي تراقب والعبارات التي تجرح والأفعال التي تؤذي إلى درجة القتل.

سعت المخرجة الى مراقبة الحياة اليومية في فيتري والحوار مع أهلها لإنجاز فيلمها. وحين برمجته «آرتي»، طالبت صحافية شاركت المخرجة في إنجازه بإلغاء العرض بعد تهديدات وصلتها، «فمن ضمن 40 شخصاً قابلناهم - تقول الصحافية بحسب مجلة «تليراما»- لم يُحتفظ سوى بالتصريحات الأكثر تطرفاً»، ما يعطي «نظرة كاريكاتورية» للعلاقة بين الفتيات والشباب في الضواحي».

بعد قرار وقف العرض عادت «آرتي» وقررت برمجته والأسباب كما أوردها مقدم برنامج «تيما» أن أية «ملاحقة قضائية للعمل لم تتم، وأن المساهمة فيه تمت بناء على موافقة المشاركين وتواقيعهم». وهكذا قُدم الفيلم في حلقة كان موضوعها «لم كل هذا الكره؟» مع فيلم آخر عن فرقة راب أميركية تصوّر النساء وكأنهن في «سوق للرقيق».

في شريط «مدينة الذَكر» نقع على هذه النظرة، ليس فقط الدونية بل المُحتقِرة للنساء والتي تبرز خوفاً دفيناً من «كيدهن» فبحسب شباب ضاحية فيتري الذين ظهروا إما للحديث عن حرق سوهان وهي حية أو عن النساء في شكل عام، لا نرى إلا هؤلاء «المتوحشين» وأولهم صديق الفاعل الذي يبرر لصديقه فعلته قائلاً: «ليس مجرماً، فما ارتكبه حماقة وليس جرماً»! وحرقها مجرد «خطأ يحصل مع الجميع ولكن الإعلام ركز عليه».

ومن وجهة نظر رشيد وآخرين استجوبوا، فالنساء عموماً «عاهرات» و «متسكعات» وعلينا مراقبتهن «فشرف العائلة كله سيتلطخ إن أخطأت إحداهن».

شباب ونساء أيضاً يعتبرون أن الذكر هو المسيطر في العائلة وله الحق في ضرب الأنثى «إن عادت متأخرة مثلاً» وأن الأخت يجب أن تكون «غير الأخريات»، والزوجة المثالية هي «العذراء» التي «تحترم زوجها وتنتظر عودته من العمل والمحجبة». فتلك الأخيرة «لن تنظر إلى الشباب وهم لن يهتموا لها حين تكون محجبة». أما «هو» فيلاحق الفتيات ويذهب إلى بيوت الدعارة ويتسكع بلا هدف. وكما تقول شهرزاد ( 24 سنة) التي ظهرت في الفيلم بوجهها المحروق: «يخرج مع الفتيات ثم يعود فجأة إلى الدين... كيف يفسر ذلك؟».

لا تسعى المخرجة للتفسير بل لتسليط الضوء على هذه المفاهيم عن الذكورة والأنوثة المتداولة في البيئات الشرقية والتي تأخذ في فرنسا مدلولات أخرى. إنها مفاهيم «ذكورية» بالمعنى السلبي وهي رفض لمفاهيم المجتمع المحيط حول المساواة وحق المرأة في العيش بحرية مثلها مثل الرجل. «ثمة بربرية ذكورية في الضواحي»، كما يقول الفيلم. ولكن... هل يمكن القول أن الفيلم هو انعكاس صادق للواقع؟ أم انعكاس جزئي؟ فما ظهر كان خطاباً سائداً وأفكاراً جاهزة يبدو أن المخرجة ذهبت بها وأجرت الحديث مع من يؤيد فكرتها: «اضطهاد الجنس الضعيف في الضواحي». حتى النساء اللواتي ظهرن في الشريط، باستثناء شهرزاد كن بشكل أو آخر مؤيدات لأقوال الشباب، هذه الأقوال التي قد لا تغيب عنها محاولة، واعية أو غير واعية، لشباب الضواحي «لصدم» المجتمع الفرنسي أمام الكاميرا. أما الفيلم فقد اكتفى فنياً بعباراته «الصادمة» تلك.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما الإيرانية والمتغيرات الاجتماعية والسياسية


المزيد.....




- فيديو متداول لحشود -عشائر سوريا- بطريقها إلى السويداء.. ما ح ...
- هل يُحوّل نظام الطائرات المسيّرة الأوكرانية الحرب إلى -لعبة- ...
- تقرير يكشف: إسرائيل تسعى للحصول على دعم أميركي لنقل فلسطينيي ...
- إحدى -أقسى عقوبات- أوروبا: خفض سقف سعر النفط الروسي
- ما دلالة تحريم شرب القهوة في أعراف العشائر السورية؟
- حماس تتهم إسرائيل بعرقلة جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ...
- هل تخدم تحركات العشائر مساعي الحكومة لفرض سيطرتها على السويد ...
- الضحك قد ينقذ حياتك.. لماذا نميل للمزاح في الأوقات الصعبة؟
- لندن توقف مخططا لنقل الأفغان إليها وتترك آلاف المتعاونين لمص ...
- عاجل | الرئاسة السورية: ننطلق في موقفنا من أحداث الجنوب السو ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - ندى الأزهري - ذكورية» ضواحي فرنسا : لمَ كل هذا الكره للنساء؟