أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطاهر باكري - نزاع الصحراء ولعبة -التوريط -














المزيد.....

نزاع الصحراء ولعبة -التوريط -


الطاهر باكري

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 16:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هل وقعت البوليساريو في ورطة بعد اعتقالها ل"مصطفى سلمة ولد سيدي مولود"؟

إن زيارة المفتش الجهوي لشرطة البوليساريو المدعو "مصطفى سلمة ولد سيدي مولود" للمغرب، في إطار عملية تبادل الزيارات ،وعقده لندوة صحافية بمدينة السمارة ،أعلن خلالها مساندته لمقترح الحكم الذاتي، كحل وحيد لنزاع الصحراء،ليعود إلى مخيمات تيندوف بعد ذلك ،بغية الترويج للمقترح المغربي من داخل هذه المخيمات، لينتهي به الأمر إلى الاعتقال من طرف ميليشيات البوليساريو، -هذه الزيارة- تعد حلقة من حلقات سلسة التوريط التي يمارسها طرفي النزاع في قضية الصحراء في المساحات الزمنية الفاصلة بين كل جولة وجولة من المفاوضات .

اتضح بجلاء أن جولات المفاوضات المارطونية التي يقوم بها طرفي النزاع في قضية الصحراء ،لم تجد نفعا ولم تأت بالكثير؛ بل على عكس ما كان منتظرا منها، خلقت للطرفين لعبة أخرى تزيد من حدة النزاع، وتجعل كل طرف في بحث دائم عن ملفات حقوقية تسيء للسمعة الحقوقية للطرف الآخر، لدى الأمم المتحدة و المنتظم الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية .

فالمتتبع لمسار المفاوضات التي قبل طرفي النزاع أن يدخلا غمارها ،سواء الرسمية وغير الرسمية ،بغية إيجاد حل سلمي ونهائي للنزاع، يرضي الطرفين،سيلاحظ أن الوقت الفاصل بين جولات هاته المفاوضات مليء بالمفاجآت .فمنذ بداية المفاوضات التي طغى عليها الجمود في مواقف الطرفين -كما أشارت رسالة كريستوف روس إلى ذلك -وكل طرف من حدي النزاع يحاول أن يخلق عنصر مفاجأة – ورطة – للطرف المنازع له ،فتواترت وتتالت العديد من الأحداث-الورطات- التي سنسرد بعضا منها؛ كالتالي:

لم تكن زيارة "عالي سالم التامك" ومجموعته القابعة اليوم بالسجن المحلي بسلا لأزيد من 11 شهرا دون محاكمة لتيندوف ولقائهم بجنرالات الجزائر، سوى بداية لعبة التوريط الحقوقية ؛فبعد اعتقال "التامك" ومجموعته بدأت الزيارات إلى تيندوف تتكرر وتتناسل؛ إذ أصبح من يسمون ب"انفصاليي الداخل" يخرجون ويدخلون من وإلى تيندوف دون أن يتم مسهم بسوء من طرف السلطات المغربية؛إذ إن المغرب تنبه إلى أن تحريك مسطرة الاعتقال في حق هؤلاء لن يزيده سوى متاعب هو في غنى عنها في المرحلة الراهنة.وفي هذا السياق جاءت الزيارات متكررة ومتتالية لتيندوف كزيارة " محمد الصبار" وغيره ...

وفي إطار نفس اللعبة يأتي الإضراب والاعتصام الذي قامت به "أمينتو حيدر" في مطار لانزاروتي بكانرياس الاسبانية ، في محاولة لتوجيه ضربة حقوقية موجعة للمغرب،إلا أن المغرب استطاع أن يخرج من هذه الورطة التي أزعجت الدبلوماسية المغربية كثيرا ،وأيقظت مضجعهم لأيام عدة.

جاءت مظاهرات الأجانب ال 11 الاسبان المساندة لتحركات انفصالي الداخل بمدينة العيون لتنضاف إلى حلقات مسلسل التوريط ؛وذلك في ظرفية وُصفت فيها العلاقات المغربية الاسبانية بالحرجة ؛نظرا لاعتداء الأمن الاسباني على مغاربة في كل من سبتة ومليلية المحتلتين،ورغم تدخل الأمن المغربي لقمع هؤلاء الاسبان بالعيون إلا أنه لم يخسر الكثير ،لأن الاعتذار الاسباني جاء بعد وقوع تلك الأحداث بأيام.

أما اليوم فأكبر ورطة ضمن هذه اللعبة هي: تلك التي وقعت فيها الجزائريو-البوليساريو+الجزائر- بعد اعتقال "مصطفى سلمة"؛ وما صاحب ذلك من حملة إعلامية كبيرة وإدانة دولية لحدث الاعتقال هذا ،وتحميل مسؤولية ضمان حرية التعبير للمتواجدين بمخيمات تيندوف للجزائر ؛نظرا لتواجدهم فوق أراضيها ،فرغم اعتقال "مصطفى سلمة" في منطقة "لمهيريز" التي تسميها الجبهة بالمناطق المحررة، إلا أن الجزائر تتحمل مسؤولية اعتقاله وما ستؤول إليه أوضاعه وأوضاع عائلته باعتباره كان يعيش فوق أراضيها .كما تتحمل مسؤولية معاناة عائلته المحتجزة وحرمانه من لقائها ،خصوصا وأنه رزق بطفلة أثناء زيارته للمغرب ولم يحظ بلقائها إلى يومنا هذا؛ فالجزائر تتحمل كامل المسؤولية في معاناة "مصطفى سلمة" وعائلته.

استطاع المغرب أن يوجه ضربة موجعة ومؤلمة لجبهة البوليساريو باعتقالها ل"مصطفى سلمة" ،لأن ما يخيف البوليساريو ليس هذا الحدث بالضبط ؛ولكن هو الخشية من أن تتكرر مثل هذه المبادرات من مسؤولين ساميين لديها ؛إذ إن تكرار مثل هذا الحدث لمرات عدة ؛سيؤدي إلى خلق شرخ كبير قد يؤدي بالجبهة إلى أن تسلك طريق الموت الطبيعي.

لعبة التوريط ما زالت مستمرة ؛ذلك أن 70 فردا من الصحراء شدوا رحالهم إلى الجزائر وشاركوا في ندوة مؤطرة بعنوان "حق الشعوب في المقاومة ؛حالة الشعب الصحراوي " ،وقد قدم خلالها العديد ممن يسمون انفصاليي الداخل شهادات تتضمن تفاصيل خروقات حقوقية للسلطات المغربية في الصحراء ،ومن بينهم "مولود الددش" و"حسن أبا "و"محمد الشيخ" و"إزانة أميدان" ،وكلهم معروفون بمواقفهم الانفصالية ؛فلماذا التركيز على مسألة حقوق الانسان ؟ولماذا يضع الانفصاليون أنفسهم في مواقف تُعرضهم إما للقمع أو الاعتقال، عبر خروقات سافرة لمواد قانون الحريات العامة لدولة المغرب التي يحملون جنسيتها ؟
إن الجواب عن هذا السؤال سيحيلنا على الورطة الكبيرة التي تسعى البوليساريو لتسقط فيها المغرب، وهي: إدراج حماية حقوق الإنسان في الصحراء ضمن صلاحيات المينيرسو وذلك توسيعا لصلاحيتها بالصحراء ،وهو ما سيشكل ضربة قوية للمغرب في حالة تحققه .

إن الإقرار بكون المغرب وجه ضربة موجعة للبوليساريو في قضية "مصطفى سلمة" ،سيدفعنا مباشرة للحديث عن أن المغرب ما زال يرتكب أخطاء هو في غنى عنها، و وجب تجاوزها اليوم ،وأعني هنا: قضية اعتقال "التامك" كل هذه المدة الطويلة دون محاكمة ؛فهل هذا في صالح المغرب في ظل لعبة التوريط، ؟جوابا على هذا نقول :كفى من صناعة "الأبطال" في الصحراء .



#الطاهر_باكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الصحراء وإشكالية الزمن
- من أجل نقاش هادئ وصريح حول قضية الصحراء
- حرف -تيفيناغ- وجذوره التاريخية
- فصل المقال في مابين -ءايور الأمازيغي- و- أيور العرب- من انفص ...
- ضد الإنتهازية دفاعا عن الأمازيغية
- البوليزاريوا والإستيلاب الفكري للشباب
- مخيمات صحراوية أم معتقلات جزائرية؟
- النكتة السياسية بالمغرب
- صراعات الفصائل الطلابية المغربية، تعكس أن لكل أزمة سياسية صد ...
- الصورة الثقافية و الدعوة التسامحية، مدخل لدراسة الإرهاب


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطاهر باكري - نزاع الصحراء ولعبة -التوريط -