أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثابت العمور - عشر سنوات على انتفاضة الأقصى















المزيد.....

عشر سنوات على انتفاضة الأقصى


ثابت العمور

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 13:06
المحور: القضية الفلسطينية
    



اندلعت انتفاضة الأقصى بعد سبع سنوات من وجود السلطة الفلسطينية، وعشر سنوات من بدء سلام الشجعان والبدء في المفاوضات والاتفاقيات والتنازلات، وبعد أكثر من نصف قرن – 52 عاماً- على احتلال فلسطين – أراضي 1948- وتأسيس "الدولة العبرية"، وبعد ثلاثة وثلاثين عاماً على عدوان 1967 واحتلال ما تبقى من فلسطين، وانتهت المراحل الانتقالية المزعومة في أوسلو وما تلاها، ولا زلنا نسير في ذات النفق، وإلى اللحظة لم يرى أو يعيش الشعب الفلسطيني أي انجازات فلا دولة فلسطينية ولا عودة للاجئين ولا حدود ولا قدس ولا سيادة ولا فك حصار ولا مصالحة و لا شيء، وتعددت اللاءات ، وأيقن الشعب الفلسطيني أن سلام الشجعان لا يتعدى كونه حبراً على ورق داسته دبابات شارون، وبالتالي لا جدوى من هذا السلام المشؤوم، وهو عين ما يتململ أمام العين في هذه الأيام.
انطلقت انتفاضة الأقصى ليلتقط الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الوطنية والإسلامية البوصلة التي تشير إلى الأقصى والتحرير إلى الجهاد والاستشهاد، فطورت أساليبها وعملياتها العسكرية والجهادية والنوعية وأصبحت صاحبة المبادرة في القتال وأصبح لا سبيل للخلاص إلا بالمقاومة ثم بمزيد من المقاومة،وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى أحدثت سلسلة من التفاعلات المهمة فكرياً وسياسياً وعسكرياً وثقافياً على الساحة الفلسطينية، امتدت إلى الساحتين الإقليمية والدولية. وسأذكر أهم الانجازات التي استطاعت انتفاضة الأقصى تجسيدها، هادفا من عرضها الإجابة على السؤال الوارد في العنوان ما الذي حدث.وأهم هذه الانجازات:
1- أن القضية الفلسطينية استعادت الأولوية باعتبارها قضية مركزية للأمة عامة وللحركة الإسلامية في فلسطين خاصة، وذلك بعد أن ضاعت هذه الحقيقة المسلمة في دهاليز المسارات التفاوضية والاتفاقيات الثنائية والمفاوضات السرية على مختلف الجبهات.
2- أن انتفاضة الأقصى أعادت الاعتبار للفكر المقاوم من جديد، على أرض فلسطين، لاسيما أن نجاح تجربة حزب الله في الجنوب اللبناني واندحار إسرائيل في مايو 2000 لم يمض عليها سوى أربعة شهور آنذاك.
3- أن المعّلم الأهم والجديد في الانتفاضة أنها تتم في إطار من وجود السلطة الفلسطينية والجديد هو إعلان إسرائيل انتهاء التوكيل للسلطة وأنها – إسرائيل – أخذت تتولى الأمن بنفسها.
4- بدت الوحدة الوطنية الفلسطينية عصية على الاختراق، فلم تفلح الضغوط المكثفة من الجانب الصهيوني – الأمريكي، بمشاركة أوروبية أحياناً على السلطة الفلسطينية في جرها إلى تفجير حرب أهلية، إذ تحلت جميع الفصائل الفلسطينية بحكمة كبيرة في إدارة الصراع، وفوتت على العدو فرصته الوحيدة للقضاء على الانتفاضة.
5- أبرزت العمليات الاستشهادية والنوعية القدرة الهائلة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني لتقديم التضحيات بغير حساب على الرغم من بطش العدو وجرائمه، وبدت روح الاستشهادية سارية في كل أوصال هذا الشعب.
6- أعادت انتفاضة الأقصى التأكيد على أن الصراع على الوجود وليست على الحدود، وبين أمة راسخة الأقدام والتاريخ، صاحبة الأرض والوطن، وبين كيان عنصري عدواني دخيل جرى تلفيقه بالقوة لخدمة المصالح الصهيوأمريكية الاستعمارية على أرضنا، ويستمد استمراريته وقوته من علاقته بتلك القوى الاستعمارية.
7- أعادت الاعتبار لقيمة الإنسان وإرادته القتالية وقدرته الإبداعية في مواجهة القوات العسكرية النظامية رغم الفارق الفلكي في الإمكانات التسليحية والتجهيزية والقتالية، فأكدت على تجربة المقاومة اللبنانية وعززت خبراتها ودروسها على الساحة الفلسطينية وأبرزت القدرة على الاستثمار المبدع لكل الإمكانيات المتوفرة.
8- استمرار الانتفاضة نسف مقولات التعايش والتكيف والتطبيع التي روج لها في عصر التسوية الأمريكية، ونقلت الحرب النفسية من الساحة الفلسطينية إلى ساحة العدو الصهيوني إلى المجتمع الإسرائيلي نتيجة الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدها.
9- كشف الانتفاضة زيف النموذج الديمقراطي الغربي الذي يدعيه الكيان الصهيوني والذي تكشف عن سياسات استعمارية تعسفية بشعة وإجراءات قمعية دموية غير مسبوقة وفضحت الطبيعة العنصرية للكيان ومؤسساته السياسية والحزبية والطبيعة الفاشية للقيادة الإسرائيلية.
10- المسجد الأقصى أرض الإسراء وبوابة السماء، وبالتالي فإن البعد الديني حاضر هنا بقوة ودافع محرك للأفعال والأقوال وهذا أعطى للانتفاضة بعداً دينياً وعقائديا لم يحدث من قبل. وبالتالي جسدت وجمعت الإسلامي بالوطني.
تلك عينة فقط لأهم ما استطاعت انتفاضة الأقصى تحقيقه وانجازه، ولم أشأ أن أتي على ذكر ما حدث بعد عشر سنوات ، وأين نقف نحن اليوم من هذه الانجازات، لا أريد ولا استهدف جلد الذات بقدر ما استهدف استحضار النتائج والدلالات والحصانات التي يوفرها خيار المقاومة وحالة الاشتباك العسكري مع الاحتلال الصهيوني، فلا يختلف الفلسطينيون إلا عندما يتفرغون من جبهة المقاومة، فلم يحدث الانقسام إلا بعدما قلت وتيرة الاشتباك مع العدو أو قل تراجعت حتى باتت تخضع لاعتبارات ميدانية والتزامات سياسية تقتضيها الظروف وطبيعة المرحلة، وكأن التاريخ يسير للخلف ويتوقف في المشهد الفلسطيني.
التجربة ذاتها والمعطيات والمؤشرات بعينها، بل ذات الدوافع والأسباب وذات الصاعق الذي أدى لتفجر انتفاضة الأقصى لا زال يلوح يوميا وعلى مدار الساعة، ولكن لم يحدث الانفجار لـمـاذا؟؟؟، قرأت قبل يومين لبعض المحللين بأن انتفاضة ثالثة -"وأنا ضد التسمية بأولى وثانية وثالثة لأن في ذلك إنكار لكل سنوات المقاومة والجهاد التي سبقت عام 1987 وكأن الشعب لم ينتفض إلا في هذا العام"-، المهم أن هؤلاء -المحللين- يجزمون ويقطعون بأن انتفاضة لا يمكن أن ترى النور هذه الأيام !، والسؤال مرة أخرى بصيغة أخرى ما الذي تغير وما الذي اختلف؟، والبيئة ذاتها والأسباب، فلننظر حولنا إذن، ألا يدنس المسجد الأقصى كل يوم ويحال بينه وبين المسلمين، ألا تحتل البيوت ويطرد منها أهلها ليسكنوا الشوارع، ألا تقصف غزة كل ليلة، ألا تجتاح الضفة كل ساعة، ألم تفشل جولات المفاوضات كلها، ألم يتغول الاستيطان وينهش الأخضر واليابس، ألم يتنكر لنا العالم ونحن نذبح ونستباح في رأس السنة على مدار ما يقرب الشهر، ثم يطلب منا التحلي بالصبر والتريث والحكمة وانتظار المعونات والكوبونات التي لم تصل الا بعد عام من أشقائنا العرب، ليس المطلوب استحضار كل الجرائم الصهيونية اليومية، لنستكشف إن كانت هناك احتمالية وفرضية لضرورة اندلاع انتفاضة جديدة أم لا، بقدر ما هو مطلوب منا استحضار الإجابة على ما الذي حدث؟ وما الذي تغير؟، أين فعلنا؟ بل أين ردنا؟، ماذا ننتظر أن يفعل بنا لنصحو ونتخطى هذه الغفلة وتلك الغمامة؟، ألا تقتضي هذه الحالة من الموت السريري استدعاء مصل المصالحة بعدما استشرى سرطان الانقسام في كافة مكونات الجسم الفلسطيني مستهدفا مقوماته ومناعته وشالا لقدراته وحركاته، ما الذي حدث وما الذي تغير؟، حتى لا تندلع انتفاضة ثالثة ورابعة...، كلا منا يعلم عوامنا وخواصنا يعلم الأسباب والجواب ،ولكن هذا لا يكفى ولن يجدي إذا لم نصرخ عاليا ونصدح "لا للانقسام".





#ثابت_العمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ثابت العمور - عشر سنوات على انتفاضة الأقصى