أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هانى عزيز الجزيرى - سبتمبر الحزين















المزيد.....

سبتمبر الحزين


هانى عزيز الجزيرى

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 16:34
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



شهر سبتمبر ترك أثرا حزينا جدا فى تاريخنا المعاصر . لان أحداثا جساما حدثت فى هذا الشهر . وربما أهم ثلاثه أحداث كانت فى هذا الشهر بترتيب حدوثها فى سنواتها هى وفاه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبرعام1970 . وإعتقالات 5سبتمبر عام 1981التى قام بها السادات . وأحداث 11 سبتمبر عام 2001 وسقوط برجى التجاره . والتى كانت سببا رئيسيا فى تغيير تاريخى للالفيه الثالثه

• وعبد الناصر الذى توفى فجأة وبلا مقدمات فى سن مبكره جدا (52سنه) وكان الشعب المصرى مرتبط جدا بزعيمه الذى كان يعشقه . وتؤول هذه المحبه الى أسباب كثيره منها ان عبد الناصر هو اول مصرى تولى حكم مصر منذ أيام الفراعنه . وعبد الناصر إنحاز الى فقراء شعبه الذين كانوا يمثلون الاغلبيه العظمى . أيضا عبد الناصر لم تكن فى عهده فتنه طائفيه بمعناها الواضح اليوم . حقا كانت هناك بعض المحاولات المتفرقه ولكن الدوله كانت تسيطر عليها فى مهدها . وكانت الدوله أيضا تقف موقف الحياد فى هذه الامور ولاتسمح بها أبدا .
ايضا فى عهد عبد الناصر كان إسم مصر فى عنان السماء وعلاقاتنا الخارجيه كانت مختلفه عن علاقاتنا الان . ولكنها كانت للمصلحه العامه . فمعظم أفريقيا كانوا أصدقائنا . وكانوا يقاطعوا إسرائيل من أجل هذه الصداقه وكانت هذه البلاد سوقا عالميا للبضائع المصريه فى هذا الوقت .
ايضا معظم آسيا وأغلب أوروبا وكل أمريكا اللاتينيه . حتى الاعداء كانوا يحترمون مصر رغم إختلافهم معنا . أما الدول العربيه فكانت كما هى الان منقسمه على ذاتها .
أيضا عبد الناصر حينما أطلق مجانية التعليم كان هذا إنتصارا لشعبه . وحينما بنى أكثر من ألف مصنع كان هذا إنتصارا لشعبه ولما أعلن قانون الاصلاح الزراعى كان هذا إنتصارا لشعبه .
عبد الناصر كان حلما مصريا خالصا . ولذلك حينما مات عبد الناصر كانت جنازته جنازه القرن العشرين . وتنوعت كلمات الوداع . وربماتكون الملاحظه التى نوه عنها الدكتور صلاح الزينى وهو من أكبر معارضى الزعيم الراحل .قال الزينى إن الشعب الذى خرج ليودع عبد الناصر كان يودع حلمه الذى كان لايستطيع تحقيقه الاجمال عبد الناصر .

أما قرارات سبتمبر فهى خلاصة عهد أنور السادات الذى بدأ بإنقلاب مايو 1971 وإنتهى بأحداث سبتمبر 1981 وخلال هذه الفتره تغيرت مصر من مصر المحبه الى مصر التطرف . فبعد إنقلاب مايو المدمر خلت الساحه الى هذا الشخص الحاقد على عهد من سبقه فسيطرت عليه فكرة تشويه كل شىء . والانتقام من كل شىء سابق . فإعتقل كل رموز العهد السابق . وأخرج من السجون قوافل المتطرفين . وأطلق يد كل كارهى عبد الناصر لتؤدب الشعب الذى أحبه وتنتقم منه . وأعاد ألقابا مثل الباشا والبيه ومعالى الوزير وسعادة السفير . وتحالف مع المتطرفين وأعلن نفسه الرئيس المؤمن . وأعلن أيضا عن أخلاق القريه وكأن المدينه ليس لها أخلاق .
وكذب من قال ان السادات كان يخطط ويفكر ويتبع منهجا . السادات كان لايعرف التخطيط . لان التخطيط يعتمد على الورقه والقلم والقراءه . وهو كان عدوا لهم . فكان لايحب القراءه ولايمسك ورقه ولاقلم ليخطط فيها أو يكتب ملاحظات والسادات كان أقرب الى العشوائيه . وكان يعتمد على اللؤم والحيله وأخطاء أعدائه
أما الخطط والتحركات والافكار والمنهج فكانت من نصيب أصحابها وهم قيادات القوات المسلحه فى ذلك الوقت ولكن هو صاحب ساعة الصفر ( تحديدا اليوم والساعة ) ولحظه الصفر إعتمدت أصلا على اللؤم والحيله والمراوغه وهو ماأجاد فيه السادات وبرع . وأيضا الاجراءات التى أتخذت تمهيدا لساعة الصفر من تسريح للجيش وإعتماد أجازات .ورحلات عمرة رمضان وسفر بعض القيادات للخارج وحالة الاسترخاء الظاهريه التى بدت على الجيش المصرى . أيضا غرور العدو وغباءه .
أما التخطيط العسكرى والخطط الميدانيه والبطولات والتضحيات فهى من نصيب القادة الميدانيين والضباط والجنود وبلا منازع . وعندما آلت الامور إليه مره أخرى وبدأت قراراته تأخذ الشكل العشوائى. ظهر عدم الرضا عن هذه القرارات من قادة جيشه . فقراروقف إطلاق النار إختلف عليه القاده وقرار التوقف عند ممرات متلا ايضا قابله إعتراض ومحادثات الكيو 101 . حتى تصريحاته المستفزه من أن %99 من أوراق اللعبه فى يد أمريكا لم يرضى عنها أحد .ثم قراره العشوائى بالانفتاح الاقتصادى . والذى عبر عنه أحمد بهاء الدين
( بإنفتاح سداح مداح ) وأيضا الكتور على لطفى الذى كتب رأيه فى كتابه مبادىء التطور الاقتصادى الذى كان مقررا على طلبة كلية التجاره جامعة عين شمس عام 1977 . كتب يقول
إن مصر كانت تحتاج لعشر سنوات أخرى إنغلاقا حتى تجود من منتجها وتستطيع أن تنافس عالميا وتدخل فى إنفتاح إنتاجى .
والسادات كان ليس فاعلا . ولكن مفعولا به . فكان ينتظر الفعل ويرد عليه برد فعل
وهو يميل الى التمثيل والاستعراض . ولذلك فهو سهل تقليده . فلا ننسى البايب وطريقة إشعاله . وايضاأسلوبه فى الكلام والتأتأه المتواصله ثم علو وإنخفاض صوته فى الجمله الواحده . ثم بعض العبارات التى كان يحرص على تكرارها مثل. وإطلاقه على مصر بلد الامن والامان وهى فى عهده لم تعرف الامن ولاعاشت الامان .فالقنابل كانت تنفجر فى كل مكان وفى اى مكان لتحصد ارواح المصريين بلا تمييز . وتشعل الفتنه بينهم والطلبه حملوا السيوف والجنازير لفرض تصورهم الابله على زملائهم . وهو لم يعى أبعاد دوره كرئيس بل كان يصر فى كل خطبه على انها احداث فرديه اوقله منحرفه تعكر صفو الجماعه . وظل مغمض العينين يتعامل مع الاشياء ببلاهه متناهيه .وصار يعظم فى امور تافهه ويستهين بأمور لايستهان بها حتى إغتالته يد التطرف فى حادث فردى أيضا .والغرور الذى أعمى السادات وشل تفكيره هو الذى أغواه بعدم إرتداء القميص الواقى . وهو أيضا الذى أغواه بزيارة القدس فى حركه بهلوانيه وتمثيليه عجيبه . وربما فخ نصبه له العدو ليتمادى فيه ويجد نفسه مضطرا لتحقيق طريقه تفسير اسرائيل لمقولته وربما لم يقصد الرجل كل هذا . . فالرجل الذى أدمن الظهور حتى أنه كان يخرج علينا فى كل مناسبه بزى غريب . تارة بالبدله العسكريه .وتارة بالبدله البحريه ومره بالعبايه والجلبيه وكأنه ولى من أولياء الله . ومره ببدله على الموضه . وتلقفته كاميرات المحترفين فإختاروه أشيك رجل فى العالم . وواصل المتخصصون فى إرضاء غرور الرجل فنعتوه بنعوت ليست فيه ولكنها ترضيه .فإختل توازن الرجل . وكما يقال (طلعت فى دماغه. فهو محتاج لحركه جديده ليواصل وجوده امام كاميرات العالم فإخترع زيارة القدس ولم يفكر فيها كثيرا ولم يستشر أحد بل أصدر تعليماته للترتيب للزياره وتجهيز الموضوعات التى يمكن التحدث فيها . وعامة فالموضوع مثير فمن ناحيه سيقربه من الست أمريكا ومن ناحيه أخرى ستحسب له على إنها مبادره لم يسبقه لها أحد .أما الحدث نفسه
( زى ماتيجى تيجى )ودايما تيجى معاه (by luck ) باى لاك .
ولأنه لايطيق من يعارضه . أصدر قرارات سبتمبر وحصد فيها كل مثقفى مصر وصفوتها ليثبت دون ان يدرى ان مصر كلها كانت ضده . حتى متطرفيها الذي امعن فى تدليلهم .
وأيضا جاء مقتله وكأنه أيضا إستعراض . وكان يوم الاستعراض . فيالها من نهايه ولكنها كانت نهايه مأساويه .
وتخرج جنازة الرئيس وكأنها لرئيس بلدا آخر غير مصر . فلم يخرج الشعب وراءه لانه ليس شعبه ولاهو رئيسه . فلقد قطع كل حبال الود بينه وبين شعبه فأدار الشعب ظهره ولم يتأثر بموت الرجل . ولكن مشى وراءه بيجين وأصدقاؤه .

أما أحداث سبتمبر 2001 والتى رأيناها على شاشات التليفزيون مباشرة . والتى جعلت أمريكا تعترف ان هناك عدوا جديدا هو الارهاب . والذى جعلها ايضا كالثور الهائج لايدرى من يضرب اولا ومن يضرب آخرا . والغريب والمثير للدهشه انه فى نفس البلد الذى كانت تحارب فيه الشيوعيه بدأت نحارب فيه الارهاب . ولكن الارهاب شىء هلامى . ينبت كالأعشاب الشيطانيه . وأكيد أمريكا نادمة على محاربتها للشيوعيه . فالشيوعيه عدو عاقل له مكان . وله شكل . ويمكن التفاهم معه. ولكن الارهاب شىء غير عاقل . وغير واضح ولذلك لايمكن التكهن بما سيفعل ولايمكن التفاهم معه . ولكن أمريكا أعلنت الحرب على الارهاب واخذت فى طريقها افغانستان ثم العراق . ولكن الارهاب لأنه هلامى لم يمت . ولم يستسلم ولم يكمن . ولم يرضخ. والارهاب لايفكر الا فى الارهاب ولذلك عندما يعجز عن إيذاء عدوه نجده يؤذى أى طرف آخر إنما هو وجد ليرهب فقط .



#هانى_عزيز_الجزيرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هانى عزيز الجزيرى - سبتمبر الحزين