علي سمير البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علي سمير البياتي
لا اقصد بالكلمة معناها السياسي الذي اختلط بالعديد من المفاهيم التي لا تمت الى الكلمة بصلة ، سياسية كانت ام حزبية
بل اقصد معناها الاعم والاشمل الذي يمتد الى اضيق الحلقات واصغر الممارسات التي يقوم بها الناس في حياتهم العامة
اذ اعتقد اعتقادا لا لبس فيه ان الديمقراطية جزء كبير من اخلاقيات مجتمع تعود على ممارسات وساهمت في كينونتها جملة من القوانين التي ما اتبعت خوفا وانما ايمانا بحتمية الاحترام الذي يؤدي الى ضمان الحقوق واداء الواجبات دون حيف او ظلم يقع هنا وهناك
وليس الديمقراطية دعاية نمارسها هنا ونغض الطرف عنها هناك او ندعو لها في الاماكن العامة واما شاشات التلفزة ،بينما نخالف مضمونها في دائرة العمل او حلقة الاصدقاء وفي المنزل ،
لاننا عند ذلك نمارس النفاق الاجتماعي الذي يجعلنا في دائرة ضيقة سلبية يتعامل معنا الاخرون بموجبها خوفا او رياءا ، الامر الذي يؤدي الى تاخر انجاز العمل فضلا عن سيادة مفهوم اخلاقي جديد اذا ماكان غير مطروق اصلا الا وهو الانانية التي لها مضاعفات وافرازات اخرى النتضرر الوحيد لوجودها الفرد والمجتمع على حد سواء
بينما لو تعودنا على ممارسة الديمقراطية وجعلناها اسلوب حياة سيؤدي بالنتيجة الى رؤية جديدة لمفهوم العمل والتعامل الاسري والاجتماعي ، الامر الذي سيتمخض عنه منهج جديد قائم على تلك الممارسات المتسمة بالشفافية وقبول الاخر والاعتراف برأيه مهما كان مخالفا لما تبناه من اراء خصوصا اذا كان فيه تصويب لفكرة خاطئة تعلمانها سابقا وظننا انها صحيحة دون ان يكون ذلك التصحيح مقدمة لصعود نجم جديد تضاؤل لمعان يظن بعضهم انها حكرا عليهم وهذه هي المسؤولية بمعناها الاشمل ،
وعندها سوف لا يخشى على الاسرة او المجتمع ولادة بذور مشروع ديكتاتور همجي يخشى المجتمع ويخشاه المجتمع ، وسيبقى وطنا هذا منهجه مصنعا للنبلاء وليس لقاطعي طرق ولصوص دولة او المنافقين الضالين بين جحور الظلام وممارسة عرجاء يسمونها (( كفرا )) بالديمقراطية
#علي_سمير_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟