أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خيري شلبي - خيري شلبي: هربت من الحداثيين الذين شوهوا الثقافة الغربية إلى المقابر















المزيد.....

خيري شلبي: هربت من الحداثيين الذين شوهوا الثقافة الغربية إلى المقابر


خيري شلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 14:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


روايته الجديدة «اسطاسية» صرخة ضد الفساد والعنصرية في مصر

معروف أن الروائي خيري شلبي واحد من أهم أدباء جيل الستينيات، وأغزر الروائيين المصريين إنتاجا بعد نجيب محفوظ، وحصل على عدد من الجوائز منها جائزة نجيب محفوظ وجائزة الدولة التقديرية وترجمة أعماله إلى عديد من اللغات، فضلا عن أنه عصامي صنع نفسه بنفسه واشتغل في مهن يدوية كثيرة، وعاش حتى في القبور، أنجز مشروعاً ضخما تجاوز السبعين كتابا، ولكن ما قد لا يعرفه كثيرون انه حكاء من طراز فريد، تربى على الشعر الشعبي والسير الشعبية التي يحفظها عن ظهر قلب، وفي طفولته كان يرويها لأهالي قريته، ولعل اهم ما يميز روايته الاخيرة «اسطاسية» الصادرة عن دار الشروق، التي عاد فيها إلى عالم القرية الذي عرف به انها استفادة من الاثنين، من الأسطورة الشعبية ومن الخبرة الروائية الطويلة، وبهما اقتحمت بجرأة غير مسبوقة موضوعا في منتهى الحساسية، هو وضع «الأقباط» في مصر الحالية، وحول هذه الرواية كان هذا الحوار.
لماذا عدت للقرية في هذه الرواية بعد أن غادرتها للمدينة في روايتيك السابقتين؟
■القرية أساس مشروعي، رواياتي (السنيورة والأوباش والعراوي وفرعان من الصبار وموت عباءة وبغلة العرش) كلها في القرية، وانا اعتبرها مصدر الهامي، ولا زال لدي احساس بان القرية ما زالت بكرا، ولم تكتب كما ينبغي في الادب، او قل انها كتبت من زاوية واحدة هي زاوية أبناء البورجوازية في أعمال يوسف ادريس وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد حسين هيكل وسعد مكاوي وغيرهم من الكتاب الفلاحين الذين كتبوا عن القرية. وأنا أحاول تناولها من وجهة نظر الطبقة الفقيرة، أنفار اليومية والحرفيين والمعدمين والتملّية والعاطلين وصغار الفلاحين، أي البنية التحية للقرية.

جريمة
القرية التي تدور فيها رواية «اسطاسية» تبدو قرية ديموقراطية، الناس فيها متساوون رغم الصراع الدموي المستمر بينهم طوال أجزاء الرواية؟
■ هذا يرجع للبنية الأساسية للقرية المصرية التي تفرض هذه المساواة في العلاقات، فالقرية، أي قرية، عبارة عن مجموعة عائلات، وكل عائلة لها كبير، وكل عائلة يجب ان تُحترم سواء كانت فقيرة او غنية، لأن القانون الذي يحكم القرية هو قانون الاحترام المتبادل والتكافل، وبدونه تنفك القرية وربما تدمر، لذلك فإن عمدة القرية لا ينجح في إدارتها وإقرار الأمن فيها، إلا إذا تضامن معه كبار عائلاتها وخلق بينهم توافقاً وتآلفاً وأشركهم دائما في قراراته سواء كانوا من الأغنياء والفقراء.
الرواية في مجملها تبدو أقرب إلى صورة مصغرة للواقع المصري في الفترة الراهنة، وتركز على نحو خاص على أشكال الانهيار، من أول انهيار بعض المسؤولين الفاسدين حتى انهيار القيم والأخلاق بين الناس.. هل هي رسالة تحدٍ؟
■ احتمال، هي تقدم نوعا من الرثاء للعدالة المفتقدة، والموضوع الأساسي في فكرة العدل، فكرة الجريمة والعقاب، ومأساة مصر الآن هي هذه، مصر الآن ترتكب فيها جرائم مروعة، ومن هنا جاء بطل الرواية دارس حقوق ومرشحاً للعمل بالنيابة، ومن سوء حظه أن عائلته متورطة في جريمة رغم أنها العائلة الحاكمة في القرية، وهذا هو السؤال الأساسي في الرواية: كيف يكون الحاكم هو المجرم.

حبل
الرواية تتضمن جزأين متداخلين، الاول وهو المختص بسيرة بطلها حمزة وأسرته تتابع فصوله عبر الأرقام، والثاني وهو المختص بالتحقيق في مقتل ابن بطلتها «اسطاسية» تتابع فصوله عبر الحروف، هل كنت تقصد كتابة رواية داخل الرواية؟
■ لا هي راوية واحدة، يقوم التكنيك فيها على قسمين متوازيين ومتجادلين مثل طرفي الحبل، والمقصود حبل العدالة الذي سيطوق المجرمين في النهاية، الطرف الأول هو الفصول الحرة التي تتطور حسب التطور الزمني مع إيقاع الفعل والأحداث من أول الرواية حتى آخرها، والطرف الثاني للحبل هو ملف التحقيقات التي يجريها حمزة بطل الرواية لكشف قتلة ابن «اسطاسية»، وهو ملف غير تقليدي قائم على حكايات الناس، ويختلط مع الفصول الحرة لتقديم تطور جديد في الجريمة التي لا تظهر إلا مع نهاية الرواية.
«اسطاسية» بطلة الرواية الفقيرة الضعيفة انتصرت في النهاية وانتقمت من كل ظالميها وقتلة ابنها بسلاح الدعاء والبكاء المتواصل رغم أنهم يملكون السلطة والمال.. بما تفسر ذلك؟
■ الرواية تقدم تفسيراً إنسانياً لما يسمى بالعدالة الإلهية، مثل الجريمة والعقاب لدوستيوفسكي، المجرم في الجريمة والعقاب لم يكشفه البوليس وإنما هو الذي كشف نفسه، يكاد المريب أن يقول خذوني، وهذا من وجهة نظري هو العدل الإلهي. ومن ناحية أخرى حاولت في هذه الرواية أن أحقق قانون الصدفة، أنا مؤمن بنظرية الصدفة لكن ليس باعتبارها صدفة إنما باعتبارها نتيجة لأحداث خفية لا ندركها، بمعنى ان هناك قانوناً خفياً يحكم الأشياء ويحكم حياتنا، وهذا ما حاولت ان احققه واقترب منه في قضية «أسطاسية»، فهي التي خلقت بالدعاء والنواح المتواصل لمدة خمس سنوات المناخ المتوتر الذي أوقع كل المجرمين في حقها.

محنة
الرواية تناقش التشدد الديني وتنتقده بشدة.. كيف ترى هذه المسألة وهل هي رسالة تحذير أخرى؟
■أرى أن محنة مصر الآن هي الفكر الديني السلفي المتشدد الذي تغلغل بالفعل في التربة المصرية وليس فقط في الشخصية، والأجيال الجديدة تولد فيه، واي برامج للتنمية في مصر محكوم عليها بالفشل مقدما، ما دام هذا الفكر التواكلي الكاره للحياة والتقدم متغلغلاً هكذا، فهو يحيل الناس قبائل من العبدة المخلصين الذين لا يشغلهم أي شيء في الدنيا سوى إقامة الطقوس الدينية ونسيان العلم والرياضة والابداع وكل ما يعني الحياة وتطورها! هل الاهتمام بوضع أو أزمة «الاقباط» في الرواية من خلال شخصية «اسطاسية»، وبجرأة جديدة على الرواية المصرية، يأتي في هذا السياق، وهل هو استجابة لواقع التوترات الطائفية التي تحدث في مصر بين فترة وأخرى؟
■ لا هو الواقع فعلا، وأنا في الحقيقة لا فضل لي في رسم شخصية «اسطاسية» لأنها موجودة في كل قرية مصرية، المرأة القبطية الأرملة التي أنجبت ولدا وحيدا، وهذا النموذج كان موجوداً في قريتي وبنفس الاسم «اسطاسية»، وهو على ندرته كثير جدا في الصعيد، وعندما انتهيت من الرواية عرفت انه يعني «الاقتراب من الرب» باللغة القبطية.
انا من مواليد 1938 كما تعلم، وطوال فترة طفولتي كان التوتر الطائفي في مصر على أشده، خصوصا في القرى وبالذات قبل حرب 1948، وذلك يرجع إلى أن الاحتلال الانكليزي كان يعمل بلا هوادة على إشعال التوتر الطائفي وفق نظريته الشهيرة «فرق تسود»، ونجح في خلق روح عدائية بين قطبي الأمة.
لكن الاحتلال الانكليزي رحل منذ زمن والرواية ترصد توتراً طائفياً في اللحظة الراهنة؟
■ نعم فهو من آثاره الباقية، ثم إن الاحتلال ما كاد يرحل حتى ظهرت التيارات السلفية المتشددة المتعصبة بالسليقة ضد كل ما هو غير إسلامي، وهذا مكمن خطورتها على المجتمع المصري والإنساني العمومي.

حداثة
يلاحظ ان بطل الرواية «حمزة» عكس بطلتها «اسطاسية»، لا يقدم على الفعل بل يدفع من الآخرين سواء كانت أمه أو حبيبته أو «اسطاسية» نفسها؟
■ هذا يرجع إلى أن كل دوره يقوم على كشف جريمة القتل، والإصرار على الوصول إلى الحقيقة وتقديم المجرمين للعدالة، وحينما يصل إليها وإليهم تبدأ حياته وهذا ما تم في نهاية الرواية.
أخيرا بما ان هذه الرواية نجحت بسرعة وتصدرت قوائم الأعلى مبيعاً في مصر وطبعت أكثر من طبعة هل تشعر بظهور قارئ جديد للأدب؟
■ نعم، سأعترف لك بأني منذ فترة تملكني الإحساس بالزهد وبأنني أديت رسالتي في الحياة، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت أتمنى أن يطول العمر لأني اكتشفت أن هناك قارئاً جديداً لم أعرفه طوال مسيرتي الأدبية.
هل ظهور هذا القارئ ارتبط بغياب نصوص الحداثيين الغامضة ومقولاتهم النقدية العويصة، وهل نقد الحداثيين الذي هيمن في السبعينيات والثمانينيات اثر في انتشار أعمالك؟
■ نعم هذا صحيح تماما لان نصوص الحداثيين وعلى رأسهم أدونيس وادوار الخراط، باغترابها وغموضها وكونها أصداء مشوهة للثقافة الغربية، أبعدت القارئ عن الأدب.
وأنا شخصيا عانيت منهم طويلا ولم ينقذني إلا التوقف عن قراءة إسهاماتهم النقدية والإقامة الدائمة في المقابر!!
حاوره: حمدي ابو جليل
القاهرة



#خيري_شلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سامح شكري يبحث مع نظيره الإيراني حل المسائل العالقة بشأن تطب ...
- بعد تلويح قطر بإغلاق مكتبها.. تشكيك بدور -حماس الدوحة- وحديث ...
- هل -فشلت- شركة تسلا على نحو غير متوقع؟
- في إطار مراجعة دورها - هل تغلق قطر مكتب حماس في الدوحة؟
- واشنطن تبحث عن نفوذها الضائع في ليبيا
- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنيين في مستوطنة شتولا شما ...
- مصر.. بيان من وزارة الصحة حول الإصابة بالجلطات بسبب -أسترازي ...
- فوز عمدة لندن صادق خان بولاية ثالثة
- الأرثوذكس الشرقيون يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في القدس ( ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خيري شلبي - خيري شلبي: هربت من الحداثيين الذين شوهوا الثقافة الغربية إلى المقابر