أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سرحان الركابي - هل ثمة ضرورة للقائد الضرورة















المزيد.....

هل ثمة ضرورة للقائد الضرورة


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ثمة ضرورة للقائد الضرورة
في تراتبيات المنظومة السلطوية .وما ينتج عنها من سلسلة للنظام الاداري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والمهني .ثمة علاقات تترابط وتتعانق بشكل الي تبادلي جدلي بحيث يتبع احدها الاخر او ينتج عنه او ينتجه ..فالقائد او الرئيس او الملك او السلطان او النبي او الخليفة او الامام او الكاهن او المفتي او شيخ القبيلة او شيخ الطريقة عادة ما يكون هو الظاهر او المشخص او المرئي وهو الذي يطفح وجوده فوق كل وجود كونه هو الكائن المميز الذي يختصر بفرادته وحنكته وعبقريته كل ضمير المجموع واراداتهم ورغباتهم وطموحاتهم والامهم ورفضهم وقبولهم . وكل ما يتعلق بهم من قريب او بعيد الى درجة انه قد يفكر بدلا عن عقولهم ويحلم بالنيابة عنهم ويتحدث بلسانه بدل السنتهم .فالقيادة اذن او الرئاسة او السلطنة او الخلافة او الامامة او الكهنوت او الافتاء هي مجرد عملية استحضار لروح المجموع ولكيانهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم ورغباتهم واختصار لتلك المفاهيم والمكونات برمز يوحي بحضور المجموع مع غيابهم وبنطق المجموع مع صمتهم وبحركة المجموع مع سكونهم وبالتالي يبدو هذا الوجود وهذه الفرادة والحنكة والتميز لا معنى لها ولا وحود ولا صيرورة ان لم تكن هي عملية استحضار وتمثل واختصار وترميز لروح المجموع ولسان حالهم وتاريخهم وقوتهم بحيث يبدو معها من العبث بل والمستحيل ان يكون ثمة وجود لاي تميز او حنكة او فرادة او عبقرية بعدم وجود المجموع الذي يمنح هذا التميز وهذه الفرادة القدرة على الوجود العياني الملموس كونه اي المجموع هو الذي افرزها وانتجها واولدها من رحمه واخرجها الى الوجود .فلا وجود لقائد او رئيس ما لم تكن هناك مجموعة مقادة يستطيع القائد ان يتحكم بقيادتها وادارة دفة شؤؤنها وبعكسه سيكون القائد مجرد كائن عصابي لا يقود الا نفسه واوهامه وخيالاته وكذا الحال لا وجود لاي ملك او سلطان ما لم يوجد قطيع يتبع له ورعية تنصاع لاوامره وتخضع لارادته .ولا وجود لنبي او خليفة او امام او كاهن او مفتي ما لم تكن هناك مجموعة من المؤنين ,تؤمن وتتبع وتنقاد لتعاليم والهام ووحي هذا النبي او الخليفة او الامام او الكاهن او المفتي . وعليه يبدو واضحا من خلال هذه العلاقة ان هذا المجموع المتمثل في الشعب او المجتمع او الامة هو الذي يمنح القائد او الملك او الكاهن او الخليفة ميزته وصفاته و مكانته وقدره العالي وعرشه وصولجانه وجبروته وقوته وضعفه بل حتى امواله وخيراته وجواريه وغلمانه وصبيانه التي يتنعم بها واعوانه وحاشيته وحرسه الذين يحرسونه من عيون وسيوف وبنادق المجموع الذي اولده واتى به الى الوجود . كل هذا المجد وكل هذه الرفعة والثراء والنعيم يمنحه المجموع للقائد او بالاحرى ان القائد هو الذي يسرقه ويستولى عليه بدعوى انه رمز للمجموع .وقد جرت العادة ان تكون هذه العلاقة المكونة من طرفين .القائد من جهة والجماهير من جهة اخرى .او الملك او السلطان من جهة والرعية اوالقطيع من جهة اخرى . الكاهن او المفتي من جهة والمؤمنين والاتباع والمريدين من جهة اخرى .جرت العادة ان يكون الطرف الثاني هو الخاسر دائما وفي كل الظروف والاحوال حتى في اعرق الديمقراطيات واكثرها رسوخا ..لانها قائمة اساسا على عنصر الاستلاب لطرف على حساب طرف اخر .فالجماهير هي التي تضحي بينما القائد يتنعم بهذه التضحيات والجماهير هي التي تعمل بينما القائد هو الذي يجني ثمرات هذا العمل والجماهير هي التي تصنع المجد والنصر وتبذل الدماء والاموال فلا تجني من دماءها واموالها وتضحياتها سوى الطاعة والخضوع وتنفيذ رغبات وميول القائد الذي يسرق كل تلك التضحيات ويضيفها الى سفر مجده وبطولاته وعبقريته .لقد جرت العادة وخاصة في المناطق الموبوئة بهوس القيادة وجنون العظمة ان تكون هذه العلاقة دائما مختلة ومعوجة ما دام الطرف الثاني اي المجموع في الاغلب هو الذي يقع ضحية لاختياره للقائد الضرورة او لغفلته عن تسلل هذا القائد الذي يعلن نفسه كضرورة تاريخية لابد منها والا سيحدث نوع من الخلل في النظام الكوني ان لم يكن هو في القيادة وقد تتهاوى النجوم وتتساقط الاقمار ان لم يتدارك هو بحكمته ومعرفته هذا الخلل الكوني وقد تتفشى الاوبئة والامراض والفيضانات ويعم الفقر والجهل والامية ويحل القحط والجدب ان لم يكن هو القائد الضرورة الذي يستطيع بفطنته وعبقريته التي لا يجود الزمان بمثلها .ان يتدارك كل هذه الاهوال والخطوب ويعالجها ويقضي عليها بلمح البصر .ان المجموع المتمثل بالمجتمع بالاضافة الى اعطاءه هذا القائد سواء برغبته او رغما عنه مكان قيادته وعلو منزلته والحق في التصرف بمصيره .يدفع ثمن هذه القيادة وهذا التميز وهذه العبقرية من جيبه الخاص .اذا ان هذه العلاقة الجدلية المكونة من طرفين سرعان ما تغيب عن ذهن القائد وتمسخ ذاكرته بمجرد ان يمسك صولجان القيادة فيتصور انه هو المجموع والمجموع هو .بل لا وجود للمجموع ان لم يكن هو موجودا .بل ان لسان حال القائد الضرورة يقول ان بت عطشانا فلا نزل القطر. وقد يتمادى اكثر في غروره وثقته بذاته الى حد انه ليس بحاجة الى هذا المجموع وهذا القطيع الذي يقوده رغما عن ارادته .فيتصرف كما لو انه ينوي مسح هذا المجموع من الوجود ليظل هو وحيدا بعد ان استغنى بوجوده
عن كل وجود . فالقائد الذي تتضخم ذاته وتكبر طموحاته وتعلوا هامته لتطاول السماء في علوها وارتفاها يعتقد نفسه ضرورة الهية وكونية ووجودية يحتمها الوجود والعدم والضرورة وكل المفاهيم المعرفية والانسانية .هذا القائد يعمد الى مسح الاخرين والغاء وجودهم المادي او النفسي او الاجتماعي عندما يختصر وجودهم المكون من الالاف والملايين ويعجنه بيده وكاْنه يذيب كل شخصياتهم وتمايزاتهم وتواريخهم وذكرياتهم ووطفولتهم في صورة نمطية واحدة هي صورته هو . انه يمسح كل صورهم ما عدا صورته هو التي يضع فيها ملامح وخطوط وسيماء وجهه هو ليعلن انها تمثل كل الوجوه. ورغم انه يغيب ويمسح بريشته العملاقة الهائلة التي تبتلع كل شي امامها وتشطب على كل الملامح والخطوط والسمات والتفاصيل لكل الوجوه والرؤؤس والتواريخ الاخرى الا انه يعلن ان وجهه هو الوجه الوحيد الذي يختصر خارطة كل الوجوه لكل ابناء الوطن من الاولين والاخرين .وان وجهة هو الوجه الوحيد الحامل لكل جينات وجمال وحسنات وامجاد وعبقريات الاباء والاجداد. وان جسده هو الجسد الوحيد القادر على حمل جميع الاعباء لانه جسد مبارك ومحصن ومطعم بماء الاله وبرغبة الاله الذي اختاره ونصبه ليكون رمزا لسلطته في الارض . ان كل قواد الضرورة الذين عايشناهم ورايناهم او سمعنا او قرانا عنهم .اعلنوا انهم محملين برسالة سماوية .وانهم جاؤا ليصححوا كل موازين ومقاييس الارض والكون والوجود المختلة .لكنهم ماكانوا يحملون سوى هواجسهم وجنونهم وغرورهم وجهلهم ما كانوا يحملون سوى قباحاتهم وفضاعاتهم وعارهم وشرورهم وهزائمهم وغباءهم واميتهم .وانهم بدل يصلحوا موازين الكون المختلة .افسدوا الوجود والحياة والذرات والحشرات والبيئة والاخلاق والقيم .افسدوا الجمال والخير والهواء .افسدوا الشجر والحجر والنبات والحيوان والبر والبحر وكل شي في الوجود . ولا ادري لماذا يلتزم الاله الصمت تجاه كل هذا العبث والتخريب في الكون الذي خلقه وبناه بيده .لا ادري لماذا لا يهب الاله مسرعا ويتدارك الوجود والمخلوقات التي خلقها لينقذها من شرور وعبث كل قواد الضرورة ...



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوات ام فتوحات مرة اخرى
- رد على مقال الكاتب حسن مدبولي حرق القران الكريم .وحرق الانجي ...
- فتوحات ام غزوات
- قصة قصيرة الشاعر
- اياد علاوي هل سيكون فؤاد الركابي الثاني


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سرحان الركابي - هل ثمة ضرورة للقائد الضرورة