أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سوداني - أنشودة لشهيد يلحق بركب جده خامس أهل الكساء














المزيد.....

أنشودة لشهيد يلحق بركب جده خامس أهل الكساء


علي سوداني

الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 21:30
المحور: الادب والفن
    


أنشودة لشهيد يلحق بركب جده خامس أهل الكساء

مواكب العزاء صوب بابل تقدم من ميسان في الأهوار .. هناك الحسان كأنهن العـُرُب الأتراب. والعيون كحلها من الهند يسيل مع الدموع. شبعاد بين النائحين تنثر الأوراد .. والريحان .. نذورا إلهية وأدعية حفظتها من عرافة المعبد بأوروك على الفرات .. إبتهالا أن يعود جلجامش أبيها .. يبحث عن أكسير الخلود لا الحياة .. قيل مخبوء بين أكناف الجبال من لبنان حيث الأرز أبدا يغني للزمان بصوت فيروز موشىً بالعقيق .. "حبيتك تا نسيت النوم .. يا خوفي تنساني! حابسني برات النوم وتاركني سهراني .. أنا حبيتك .. حبيتك!" والأصوات أوتارها الفل والياسمين من بسكنتا ورازقي بصرة الخليج ملتقى الأنهار. من هناك أبحر نوح بفلكه يبنيه من قصب الأهوار .. أهوار ميسان. ينبئهم نوح أن سيأتي زمان ترفع الرايات بأجمل الألوان على قصب البردي هذا تعلن الحزن الأبدي على شهيد كربلاء .. خامس أهل الكساء.



أبتاه .. لا ترحل! فالحياة محض سراب .. إستراحة مسافر أضناه الظمى من هذي الحياة .. أيام وتجري وعرسي بعد نهار .. كيف أسعد بمواكب العاشقين أصحابي والآباء مغيبون بين أهوار بميسان وأرز بجبال لبنان .. مخلفين وراءهم ميسان سومر والأهوار ، وبابل أوروك بين الأنهار!؟ أمي تهدهد الرضيع عند المساء. توشّي لي قلادة من ذهب قباب كربلاء العراق ، وفيروز أصفهان ، وعقيق صعدة من بلاد اليمن لم يخبر بها حتى هدهد سليمان وما كان مرصوعا بعرش بلقيس يواجه الشمس والضياء .. ولا قصور بن ذي يزن فوق جبال صعدة حيث يثأر توابون لكرامة الإنسان هناك .. أخبرتني أمي أن الموت محتوم وقـدر لا يرده الدعاء .. خـُطـّ على بني آدم كما خـَطـّ القلادة على جيد الفتاة! ولذا أخلصت الوفاء لمواكب المنشدين والعازفين والتوابين ليل نهار ، فعشقهم الإلهي هذا ملحمة يرسمها أبدا شهيد كربلاء.



شبعاد .. لا تحزني! أباك سيأتي بإكسير الخلود لغير هذي الحياة .. لا بين شجر الأرز من لبنان. ما صدقنا نبوءات عرافة أوروك! فما نلفي غير الموت إلاّ ويفجعنا ، يا شبعاد ، بلا ميعاد. أبي .. لا تجري خلف سراب. فالموت بين أهوارنا بسومر ميسان آنس لنا من كل ما توعدنا به كنوز الأرض ولؤلؤ الهند ، وعقيق أصفهان ، وما وراء السند حتى جيحان .. فيأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ونحن أبدا في إنتظار .. لا غودو .. بل حفيد الأشتر المالكي يأتي قبل آخر الزمان يجعل لنا سدا والموت الفجاء.



أبتاه .. لقد سرقت يأجوج ومأجوج مفاتيح كانت تغلق هذا الزمان .. وما أبقت لنا غير مواكب العاشقين ، ورايات حزينة ، وأناشيد تبكي وباللطم تخلـّد شهيد خامس أهل الكساء بكربلاء.



(الى ابن خالتي الشهيد نائب قائد شرطة ميسان العقيد السيد صادق عبد العظيم الحلو ، الذي باغتته مسدسات أيتام البعث المقبور مكتومة الصوت ليل الأحد -الإثنين 26/27 أيلول 2010 ، خارج الفندق بالكرادة ببغداد حيث يحضر دورة أمنية هناك. فلحق بجده ابن فاطمة الزهراء عليهما وأهل البيت جميعا أفضل الصلاة والسلام.)






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكوميدي هشام ماجد: أنا ضد البطل الأوحد وهذا دور والدتي في ح ...
- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سوداني - أنشودة لشهيد يلحق بركب جده خامس أهل الكساء